• ×

10:05 مساءً , الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025

كتابة عن الأخ بسام الحمد البراهيم البسام رحمه الله

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
كتابة عن الأخ بسام الحمد البراهيم البسام رحمه الله
توفي الداعية المجهول رحمه الله تعالى
قادتني الاقدار في عام ١٩٩٧م للتعرّف على رجل من أهل عُنيزة وأهله من أعيانها المعروفين بالعلم وسعة الانتشار حول العالم ولهم صيتهم وذكرهم الطيب كان صاحبنا للتو عائداً من الولايات المتحدة الامريكية بعد إقامة شبه متواصلة بها لمدة ثلاثة عشر عاماً تقريباً درس فيها واستقر وحصل فيها على الكرت الأخضر ، جمعتني به الاقدار كزملاء عمل في احدى الشركات الاستشارية الكبرى في الرياض ، كان ذكر تعيينه وخلفيته التاريخية قد سبقت مقابلتي له ، هذه الخلفية جعلتني ابني تصوّر ذهني عنه بناءاً عليها ، ولكن وللوهلة الاولى التي رأيته فيها تغيرت تلك الصورة لدّي ولدى جميع الزملاء ، كان شخصاً بسيطاً و متواضعاً جداً هادئاً مرحاً مقبولاً دمث الأخلاق ولم تظهر عليه علامات من عاشوا في تلك الديار لا في مظهره ولا مخبره ، حتى أن بعض الزملاء قال ممازحاً له مرة : اعتقد انهم قد خدعوك وقالوا لك انك كنت في أمريكا وانت لم تغادر عُنيزة الا الى الرّس كأبعد نقطة وصلتها في حياتك . لانه كان معتز بثقافته العربية ولديه خلفية دينية جيدة وخصوصاً فيما يتعلق بشبهات غير المسلمين عن الاسلام وكان مهتماً بنقاش وتبيين الحق وكشف الشبهات في هذه المسائل مع غير المسلمين والذين كانوا هم الأكثرية في تلك الشركة . لم تكن تظهر عليه اي من علامات التدّين ومظاهر الالتزام بل أن لديه من المخالفات السلوكية الكثير ، الغريب في الامر ورغم ماذكرت عن حاله الا انه وبين الفينة والأخرى كان يزور بعض مكاتب توعية الجاليات ومكتب الإرشاد برئاسة الحرس الوطني للحصول على نسخ مترجمة من القران الكريم وبعض الكتيبات التي تعرّف بالاسلام ليقدمها كهدايا لغير المسلمين، ولقد بنى مع تلك المكاتب علاقات جيدة و وصلت الثقة به انهم كانوا يزودونه بالكرتون من نسخ المصحف المترجم ، كان حريص على علاقاته الانسانية وناجح فيها ، شدّ انتباهي هذا الرجل وحرصت على القرب منه أكثر ومعرفة المزيد عنه ونشأ بيننا علاقة طيبه وأخوة احسبها صادقة حتى انه كان يبيح لي بكل أسراره وبلا تحفظ . ذكر لي مما ذكر وعلى سبيل التندر انه وخلال إقامته في الولايات المتحدة الامريكية اسلم على يده عدّة أشخاص حتى ان أحدهم ممن اسلم على يده وقد كان صديقاً له وجليساً دائماً له وبعد أن اسلم وحَسُن إسلامه وأطلق لحيته الحمراء بينما صاحبنا حليق اللحية والتزم بالمسجد بينما صاحبنا لم يكن في أمريكا يحرص الا على صلاة الجمعة في المسجد عاد اليه المسلم الامريكي الجديد ليناصحه في موضوع صلاة الجماعة في المسجد ولما لم يستجب هجره تماماً ، واذكر ايضاً وبعد ان تركت انا تلك الشركة وانتقلت الى شركة اخرى زارني في مكتبي وأثناء حديثنا دخل علينا احد الزملاء ومعه رجل كندّي الجنسية لينهي بعض اجراءاته كموظف جديد لدينا بالشركة ، بادره صاحبنا بالتحية ودخل معه في حوار تعارف قصير وبعدها ودّعني وغادر مكتبي لأتفاجأ به من الغد في زيارة اخرى ولكن هذه المرة لم تكن لي وإنما لذلك الموظف الكندّي الجديد وكان يحمل معه نسخة مترجمة من المصحف الشريف وعدد من الكتيبات عن الاسلام لينتهي لقاءهم بدعوة على الغداء خارج الشركة . هذا الرجل العجيب كان يحمل همّ الاسلام رغم مخالفته الظاهرة لبعض تعاليمه لكن ذلك لم يكن يسيغ له ترك مسؤوليته امام الله ، وكان دائماً يكرر على من يتحدث معهم عن الاسلام عبارة حفظتها عنه ( انا لست الاسلام ولم استطع ان امثله لكني أسأل الله أن أستطيع ذلك يوماً ما ) ، بقي أن اذكر لكم ياسادة ياكرام وبكل أسى وحزن أن صاحبنا هذا توفي اليوم الجمعة في الرياض وتم نقله والصلاة عليه في مسقط رأسه بعد صلاة العصر بالجامع الكبير بعُنيزة ، رحمك الله يا أبا حمد وتجاوز عنك تقصيرك وزللك وغفر ذنبك وتقبل صالح عملك والحقك بمن نشهد انك كنت تحبه وتدافع عنه وتحاول تبيين رسالته وتجلية طريقته وسنته .
كتبه وشهد به :
د. عبدالعزيز بن عمر الزايدي
الهيئة العالمية للتعريف بالاسلام
 0  0  1322
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 10:05 مساءً الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.