الناشئةُ في بكور حياتِها ديوانٌ مفتوح وسجلّ ناصع، تتلقَّى ما يرد عليها من حقٍّ أو باطل ((كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو يُنصّرانه أو يُمجّسانه)).
وعقولُ الشباب هدفٌ لأعداء المسلمين الذين تنوّعت وسائلُهم ليُوقِعُوا الشبابَ في شَرَكهم، وليزجُّوا بهم في وَحلِ الفتن و الإفساد للأمن و الأوطان تارة، ويلقوا عليهم الشبهاتِ تارةً أخرى، ليردُوهم ويورِدوهم مستنقعَ الهوى والشّهوات، ويغرِقوهم في الملهيات والمحرّمات، ولا أنفعَ بإذن الله للشباب من التحصُّن بعلم الشريعة فإنه،يزيدُ الإيمان، وينير البصيرةَ، ويُهذِّبُ النفسَ،ويرفعُ عن دنيءِ الأفعال، يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ سلوكُه توفيقٌ للخلود في الجِنان، والخلق عنهم راضون، ولصنيعهم مستغفِرون، والملائكة لمجالسةِ أهله راغبون..مع الاهتمام بباقي العلوم الطبية و العلمية و التجارية فإنها منفعةٌ للأمة و حصنٌ لها ..إذا احتسب الإنسان فيها .
ومِن تعظيم الشريعة والدّين تعظيمُ العلماء، فهم خلَف أنبياءِ الله في دعوتِهم، قال عليه الصلاة والسلام

ثمرةُ مجالسة العلماء الربانين و المربيين الشرعيين ليست في التزوّدِ منَ العلومِ والمعارفِ فحسب، بل الاقتداءُ بهم في الهدي و السّمتِ وعلوِّ الهمّة ونفعِ الآخرين، وبُعد ناشئةِ المسلمين عنهم يُؤدِّي إلى تخبُّطٍ في طلبِ العِلم وإعجابٍ بالرّأي وقلّةٍ في التعبّد.
وواجبٌ على الشباب البعدُ عن مواطن الفتَن والشّبهاتِ والشهوات، ونبيُّنا محمّد تعوَّذ من الفتن، التي تفسد الأمن و الأمان وأمرَ أصحابَه بالتعوّذ منها، ومن مدَّ عينيه إلى الفتن وأرخى سمعَه لها وقعَ فيها، يقولُ عليه الصلاةُ والسلام عن الفتن: ((ومن استشرفَ إليها ـ أي: تطلَّع إليها ـ أخذَتهْ)) رواه البخاري..والإسلامُ الحنيفُ جاء بلزوم النورَين: الكتابِ والسنّة، ونهى عن ضدِّهما ممَّا يُورثُ القلبَ الفساد، والشبهةُ إذا وردت على القلب ثقُل استئصالُها، يقولُ شيخٌ الإسلامِ رحمَه الله: "وإذا تعرَّض العبد بنفسه إلى البلاء وكَله الله إلى نفسه".
والتقصيرُ في أداءِ الواجباتِ والوقوعُ في المحرّمات وتشبُّثُ الناشئِ بالفضائيّات ولهثُه وراءَ المنكرات بوَّابةُ فسادٍ للأخلاق ودنَس السلوك ومرتَعٌ للأفكارِ المنحرفة، والقلبُ إذا أظلم بكثرةِ المعاصي ثقُل عليه أداء المعروف، وسهُل عليه قبول المنكَر.
وتشكيكُ الناشئةِ في المناهج والجهات الشرعية يُضعِف همَّتهم في التحصيل وأخذِ المعارف منها، ومتغيِّراتُ الزمان وتوالي الحوادِث وتعاقُب الأحداث وحلولُ الفِتن يُحتِّمُ الرجوعَ إلى المناهج الشرعية..وبهذه المناهج المرتكزةِ على الدّينِ والعملِ بالعلمِ أصبحت هذهِ البلادُ بحمد الله تزخَرُ بالعلماءِ الذين يفهَمون أحكامَ الشريعة، ويُرجَع إليهم في الفتوى والمسألة، واكتسَبوا الثقةَ والتبجيلَ في التوجيه والإرشاد والدّعوة، وهم رجال خدموا هذا البلد بفضل الله فواجبٌ حفظٌ حَقِّهم أمامَ من يريدُ إسقاطَهم أو اللمزَ فيهم بالصحف و المقالات ، أو يقلل من شأنهم ..
أيّها المسلمون،الإعلامُ نافذةٌ واسعةٌ على المجتمع، والشّبابُ بحاجةٍ إلى نصيبٍ وافر منه في التوجيه والإرشاد وفي النّصح والفتوى و أن ينتبهوا لقنواتٍ تسعى للإثارة و الإفساد..والتعرّضُ للدين المتين باللّمز أو لأهله بالسّخريّة والغَمز يوغِرُ الصدورَ ويؤجِّجُ المكامِنَ،والثناءُ على الناشِئة واحتواؤهم وتوجيههم طريقٌ قويم يُسلَك حمايةً للشّباب لئلا يتَلقَّفهم الأعداءُ بحلاوةِ اللسان وحُسن البيان.
والقرآنُ العظيمُ كلامُ ربِّ العالمين، بتِلاوته تتنزّلُ السكينةُ،وبتدبُّره يزيدٌ الإيمانٌ، نورٌ يُبدِّدٌ الظلمات،قال سبحانه: قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ وانتشارٌ حلقاتِ العلمِ و القرآنِ الكريم في بيوتِ الله في هذه البلاد و برعايةٍ من قادتها و علمائها أمرٌ يدعو إلى الفخر والاعتزاز، ولقد صان اللهُ بِهَا كثيرًا من الناشئةِ عن الانحراف، وحفِظ اللهُ بها الدين، كَم انتفع بها من شاب، وكم أسدَت للناشئة من معروف، وكم أوصدَت من أبواب الشرور، وكم وسَّعت من مدارِك، وكم فتحَت من آفاق، والقرآن الكريم أصلُ العلوم وأسُّها، ومنه تُؤخَذ الآداب والأخلاق. وتوجيهُ الآباء أبناءَهم لحفظ كتاب الله حفظٌ لهم من الشرور والفتن، وحصنٌ من توغُّل الأفكار المنحرفة إلى عقولهم.
والفراغُ و البطالةُ عامِلٌ من عواملِ الانحرافِ الفكريّ والسلوكيّ والأخلاقيّ للشباب، كما أنَّ الملهيات الحضاريّةَ و بعضَ المحطّاتِ الفضائيّة و مواقعَ الانترنت المفُسدة لها قِسطٌ مظلمٌ في انحرافِ الأفكارِ وتلويثِ المعتقداتِ وتسميمِ العقول من المتربِّصين بالشباب، والأبُ الحاذقُ مَنْ يراقبُ دخولَ تلك المحطّاتِ والملهياتِ إلى دارِه قبل أن تذرفَ منه دمعةُ الحزن والأسى لما أفسدتْه .
أيّها المسلمون،الفجوةُ بين الوالدِ والولدِ عامِلٌ من عواملِ حجبهم عن إظهارِ مكنوناتِ صدورهم فيتوجهون إلى من لا يُحسن التربيةَ والتوجيه، ولا يحمِلُ لهم المودَّةَ والشفقةَ، وقُرّبُ الأبِ من أولادِه والتبسُّطُ معهم في الحديث ومبادلةُ الرأيِ و الحوارِ معهم من غيرِ إخلالٍ باحترامِ الوالدين سلامةٌ للأولاد وطمأنينةٌ للآباءِ وقاعدةٌ في تأسيس برّ الوالدين.
والجليس سببٌ في الإصلاحِ أو الإفسادِ،ورُسُل الله عليهم الصلاة والسلام عظَّموا شأنَه، فنبيُّ الله عيسى عليه السلام يقول: من أنصاري إلى الله؟ ونبيُّنا محمّد يقول: ((لو كنتُ متَّخِذًا من أمّتي خليلا لاتَّخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخي وصاحبي)).
الجليسُ الصّالح أخي الشاب يهديك للخير، يذكِّرك إذا نسيت، ويحضُّك إذا غفَلتَ، يُظهر ودَّك إذا حضرت، ويحفظُك إذا غِبت. ورفيقُ السّوء يجري خلفَ ملذاتِه وأهوائه، وإذا انقضت حاجتُه منك نبَذك، من كلّ شرٍّ يدنيك، وعن كلّ خيرٍ ينأَى بك، على أمور الدنيا لا يُؤمَن، وفي الآخرة تندَمُ على مصاحبتِه: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً فجالِس الصالحين واشرُف بصحبتِهم، وابتعِد عن مصاحبة من يسوؤك في دينك ودنياك.
أيّها الشابّ المسلم، ربّما عرضَت لك شبهة، أو زيّن لك أحدٌ أمرًا وحسّن لك رأيًا أو اطلعت عبر الانترنت على ما يطرح، فإياك أن تقبَل كلَّ ما أُدلِي إليك، وإيّاك أن تغترَّ بمن تظنّه ناصحًا والله يشهد إنّهم لكاذبون. اتّصِل بعلمائك وعلماءِ أمّتك لتجدَ عندَهم كشفًا لشبهتكِ،وإزالةً للبس العارض لك و حمايةً من الفتن لديهم..إن يكن عندك شبهةٌ أو اضطراب في أمر فاعرضْه على علماءِ أمّتك، فهم حريصون على تبيين الحقّ وكشفِ كلّ لبس حصل عندك حتى تكونَ في أمورك على المنهج القويم.ولا تُسئ الظنَّ بعلماءِ أمّتك، وواجبٌ على علماء الإسلام بيان الحق ، وعدم المجاملة به،و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر،و أن يتواصلوا مع الشباب بالأسلوب المناسب و الحوار البناء لمشاكلهم..و على الشباب أن ينتبهوا لمن يريد غِشَّ الأمّةِ والكذبَ وترويجَ الباطل و الفتن و الظلمَ و الفساد،فهذا أمرٌ لا يجوزٌ أن تعتمدَ عليه، ولا أن تثقَ به ..
أيّها المسلمون، الأسرةُ مرتَكَزٌ قويمٌ بالإسلام، في ظلِّها تلتقِي النفوس على المودّة والرحمَة والعفوِ والمحبّة،والعنايةُ بصلاحِهم مَسلكُ الأخيار، وباستقامتِهم بهجَةُ الآباء والأمّهات، رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا وأوّلُ لبنةٍ في بناء الأولاد غرسُ مراقبةِ الله في نفوسهم،يقول لابن عبّاس وهو غلام: ((يا غلام، احفَظ الله يحفظك، احفَظ الله تجدْه تجاهك)). وهم بحاجةٍ إلى التربيّة على المعرفةِ و الثقافة بالعلوم واغتِنام الأوقَات، و الحرص على ما ينفعهم وعلى الوالِد أن يسعَى لجلبِ المنفعة لهم و دفع المضرة،واختيارِ الرفقةِ الصالحة و القدوة لهم بالتمسك بالدين، وكلّما استقام الوالدان اقتدى بهم أولادُهم وكانوا بمنجاةٍ من عواملِ الضياع وأسباب الضّلال و الفتن و الإفساد .
فيا أيّها الآباء أنتم حرّاس الجيل والمؤتمنون عليه، أنتم بناةُ عقولهم ونفوسهم، أسِّسوهم على مبادئِنا الإسلاميّة الأصيلة، و تماسكنا و أمننا الثمين، فإنّ من لم يعرف قيمةَ الثمين أضاعَه..اعتَنوا بتربيتِهم، واسألوهم عن كلّ ما عِندهم، وحرصوا على مصاحبتهم للأخيار واغرسوا الثقة في نفوسهم و الحرص على حماية الأوطان و نبذ الفتن .
ولا بد من تركيز جهود الدعوة لمعالجة قضايا الشّباب؛إذ هم في الأمّة محطُّ أنظارِها ومعقِدُ آمالِها هم ذُخر الأوطان وغيثُها المبارك الهتّان،لابد من العمل على إنشاء جيلٍ يحمِلُ مشعلَ الإيمان والعقيدة،ونورَ العقل والبصيرة،واتّقادَ الذهن والضمير،وصفاءَ السيرة والسريرة،ليكون بإذن الله خيرَ مَن يغارُ على دينهِ وأمّتهِ وبلادهِ ومقدَّراتِها،يدفعُ عنها الأضرارَ،ويقيها بحولِ الله من الفتنِ و المحنِ
عباد الله..إن شبابنا يتعرَّضون لمكائد كبرى و فتنةٍ عظيمة تعرض عليهم بشتى أنواعها و بشكل مكثف ممن يريدون حرْفَ مسيرة الأمة و البلادِ و ليسَ ذلك بغريب إذا عرفنا أن الشباب دائماً هم عماد الأمة و نهضتها ..الشبابُ في عالمنا العربي يشكلون حوالي خمسة و ستين بالمئةِ من السكان و لذلك فواجبٌ على مراكز القرار من قادةٍ و علماء ومراكزِ التعليمِ و الجامعاتِ أن يُولوهم حقَّهم من الرعايةِ و التأَهيلِ و التوظيف و سدِّ أوقاتِ الفراغِ لديهم حتى لا يكونُوا نهباً لدهاليزِ الانترنت المظلمة و البرامج و القنوات المفسدة .و التوجيهات المغرضة .
إننا إذا أهملنا الشبابَ أهملْناَ الحاضر و المستقبل ، و ما نلاحظُه أن هناك فجوةً في عالمِنا العربي عظيمةً بين الشبابِ و مراكزِ القرارِ بالمجتمع و العلماء و الجهاتٍ التعليمية في عدم وجود البرامج المناسبة .و لذلك أصبحً الشبابُ مجالاً مفتوحاً لكلِّ من يريدُ توجيههَ أو إفسادَه عبرَ الانترنت أو الإعلام أو من الخارج و هذا ما عانينا منه مراراً عبر تاريخنا ، و أزماتنا و لا أدل على ذلك من سرعة انتشار التقليعاتِ و الموضاتِ و التصرفاتِ الغريبةِ في أوساط شبابنا و أصبح شبُابنا العربي كما تذكرون فيما مضى عرضةً للإرهابِ و الفكرِ الضالِ،و إزهاقِ أنفسهم في أماكنِ الفتنِ ،و السفر إليها مما عانينا منه جميعاً،ثم الهجماتُ الإعلاميةُ اللا أخلاقيةُ لإفسادِ وإِضاعةِ اهتمامهم فأصبحوا أداةً مُخوّفة بدلاً من أن يكونوا أداةً بانية لأنَّنا أهملناهُم و لم نهتمَّ بهم،و لم نوجدِ البرامجَ المناسبة لتعليمهم و للتواصلِ معهم و الرفع من اهتمامهم بل و حتى البرامج المناسبة لترفيههم ..بدلاً مما نراه من قتل لأوقاتهم بالفراغ ،أو بهوايات مؤذيةٍ أو بلا هدف.فلنكثر من التواصل مع الشباب علماء و مسؤولين و لنسمع منهم و لنحاول تنفيذَ المناسب من طلباتِهم ..و هي مسؤوليةٌ عظمى تقع علينا جميعاً نسأل الله أن يهدي شباب المسلمين إلى الحق و النفع و البركة و الهداية ..و أن يجعلهم حماةً للأوطان و الأمن و الإيمان .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً
أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم من كل ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ..
الخطبة الثانية ..
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ...و بعد ..فاتقوا الله عباد الله
أيها الإخوة المؤمنون ..و نحن نعيش و لله الحمد نعمة الأمن و الإيمان مع ما نراه يتهدّدُ البلدان .. فاللهَ الله ـ أمّة الإسلام ـ في أداءِ الواجب الملقى على عواتقِنا جميعًا، في معالجة هذه الظواهر الخطِرة و المحرّمة على مجتمعاتِنا واستئصال شأفتِها، وأن نكون يدًا واحدة وعينًا ساهرة في الحفاظ على دين الأمّة وأمنِها وبلادها و لنكن لحمة واحدة مع العلماء و ولاة الأمور و الناصحين للتعاون على المناصحة و الإصلاح و نبذ المجاملة و الفساد ، فإن ذلك ما يضر الأمة و يودي بها إلى متاهات سحيقة.و لذلك فقد كان بيان هيئة كبار العلماء الصادر هذا الأسبوع حول حرمة المظاهرات و ما ذكروه من مفاسد مترتبة أو مصالح قائمة في هذه البلاد أو ما يثيره البعض في بلادنا من ذوي الأغراض المختلفة و الغير مدروسة..فهؤلاء رافضة يستغلون ما يحصل لإثارة الفتن و المظاهرات،و لإقامة بدعهم و يحركهم فيها أطرافٌ أجنبية..وأولئك آخرون متعجلون يريدون إثارة الفوضى باسم الإصلاح بتوجيهاتٍ من الخارج في هذه البلاد و هم كلّهم مفسدون،و ذكر البيان أن طرق الإصلاح كثيرة فهناك سبيل الحسبة بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر الذي لا بد أن نتواصى عليه جميعاً كلٌ بحسبه، وهناك سبيل مناصحة ولاة الأمور و المسؤولين بالطرق الشرعية كما أشار إليه البيان ..و أن نحمد الله على اجتماع الكلمة و توحيد الصف و التعاون على البر و التقوى و التناهي عن الإثم و العدوان و الحذر من الجور و البغي و غمط الحق و الارتباطات الفكرية المنحرفة و أن النصيحة واجبةٌ لله و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم ..و غير ذلك مما تطرق لها البيان يحتاج من الشباب إلى تأمل و مراجعة و الأخذ من العلماء .
و هذا مع الأسف ما يَغفلُ عنه البعض حين لا ترى إلاغششةً للأمة من المداحين و المرتزقة يريدون تشويه هذه الأمور وتسويغ الفساد وهذا من الضلال..لنكن جميعاً متواصلين على حماية أمن أوطاننا من الفتن المحدقة بنا والفساد لذي يراد بها،ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتعاون على الإصلاح و المناصحة و التواصل مع ولاة الأمر و نبذ المجاملة.
نسأل الله جل وعلا أن يديم علينا نعمة الأمن و الإيمان، و السلامة في الأوطان و يجنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن و أن يجمع كلمتنا على الحق و يصلح ذات بيننا و يرينا الحق حقاً و يرزقنا إتباعه..و يرينا الباطل باطلاً و يرزقنا اجتنابه ..اللهم احقن دماء إخواننا المسلمين في ليبيا و في كل مكان ..اجمع كلمتهم على الحق و أصلح ذات بينهم ..اللهم و فق ولي أمرنا لما تحب و ترضى و خذ بناصيته للبر و التقوى ..و ارزقه البطانة الصالحة الناصحة ..
و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ..