• ×

10:26 مساءً , الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025

الزواج أهمية عظمى للمجمتع

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله الذي خلق الخلقَ بقدرتهِ الذكرَ والأنُثى وشرعَ الزواجَ لهدفٍ أَسمى وغايةٍ عُظمى،فَلهُ الحمدُ على نعمهِ التي لا تُعدُّ ولا تُحصى،وأَشهدُ أَن لا إِله إِلا الله وحدهُ لا شريك له،له الأسماءُ الحسنى،وأشهدُ أن محمداً عبدهُ ورسولُه صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين تمسَّكُوا بالعروةِ الوثقى وسلَّم تسليما كثيرا.فيا عبادَ الله اتقوا الله تعالى وتوبوا إليه..
أَيُّها الأخوةُ المؤمنون..أمرٌ شرعَه الله ويُسَّره وجعلَ إتمامهَ حرباً على دعاةِ التهتُّك وردعاً لكلِّ من أرادَ سوءًا بأخلاقِ المجتمعِ أو عدواناً على الأعراضِ أو إهداراً للأخلاقِ والحياءِ حين يدعون الشباب من الذكورِ والإناثِ للتعارف المشبوهِ والاختلاطِ المحرم واقتضت حكمةُ ربِّنا جلَّ وعلا بقاءَ النسلِ البشري،وحفظَ الإنسان من أجلِ إعمارِ الكونِ،وإِصلاحِ الأرضِ،وإِقامةِ الشرعِ والقيامِ بشؤونِ الحياةِ،فَشَرَع بحكمتهِ ما يُنَظِّمُ العَلاقةَ بينَ الجنسينِ الذكرِ والأنثى من بني آدم فسنَّ الزَّوَاجَ بأَحكامِهِ وآدابِه،وهو علاقةٌ شرعية تدعو إليها الفطرة السليمة،وتنظمها أحكام الشرع القويمة.
بقيامهِ تنتظمُ الحياةُ ويُحفظُ الحياءُ،وينعمُ البالُ ويستقيمُ الحالُ بالزِّواجِ المشروعِ يتحقَّقُ العفافُ والحَصَان،الذي يضمنُ وِفَاقَ العلاقاتِ وأمْنَ البيوتاتِ،النسلُ الصالحُ والجيلُ الخيُّر،لاينبتُ ولايتربى إِلا في أحضانٍ زوجيةٍ شرعيةٍ بين أبوةٍ كَادِحَةٍ،وأُمُومَةٍ حَانية،في الذريةِ الصالحةِ،والاستكثارِ منها في الأُمَةِ،العزُّ والفخارُ للدينِ والأُسرةِ والمجتمع وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً
عِبادَ الله..إن نعيمَ الحياةِ ومُتعَتُهَا لا تَكونُ إِلا في بيتٍ سعيدٍ،وسعادةُ البيتِ لا يُحَقِقُهَا إِلا دينٌ صحيحٌ،وخُلقٌ سَمحٌ،وأَدبٌ رَفيعٌ ينضَمُّ إِلى ذلكَ صَفاءُ الودِّ،والحفظُ المتبادلُ بين القرينينِ في الحضورِ والغْيبَة،بيتٌ سعيدٌ ظَاهِرهُ الحشمةُ والمهابةُ وباطنهُ العفافُ والصيانةُ،الزواجُ السعيدُ يَنشرُ السَعَادَةَ في المودَّةِ والصلاةِ بينَ الأَقاربِ والأَصهَارِ وَينشُرُ بَينَ الآل وَالأَرحامِ وَشَائِجَ القُربَى وعَلائِقَ المصاهرةِ ولِهَذِهِ المصَالِح ولِغَيرِهَا كانَ لِلزَّواجِ الأَهميةُ العُظمى في الكِتَابِ والسُنةِ حيث يَجِبُ على المسلمينَ أَن يَهتموا بِشأنهِ،ويسهِّلوا طريقَهُ،ويتعاونُوا على تحقيقهِ،ويمنعُوا من يريدُ تعويقَه أَو تَأخيرهَ.
أَيُّهَا المسلمون..إذا كانت عظيمةً حِكَِمُ الزواجِ وأسرارُه،ومنافعهُ وآثارُه فما بالُنا نرى مجتمعاتِنا الإسلامية تشكو العنوسةَ وتأخرَ سنِّ الزِّواج في الفتيانِ والفتياتِ،تتقدمُ السنينُ بهم والعراقيلُ تزدادُ أمامَهم، والمشكلاتُ تتفاقمُ في وجوههِم،كلُّ ذلك نراهُ خلافاً لما فات من وقتٍ مضى وتاريخٍ لم يبعد، حيثُ كان الزواجُ يتمُّ بأيسرِ الطرقِ وأقلِّ التكاليف.
أَيُّهَا الإِخوة..إِنَ تَضييقَ فُرصِ الزواجِ عِلةُ خَرابِ الديار،به يُقتلُ العفافُ،وتوءدُ الفضيلةُ،وذلك التضييقُ هو طريقُ الفساد،وهتكُ حجبِ السترِ والصيانةِ،إنها سوءاتٌ وخبائثُ لا تظهرُ إلا إذا افتُعِلَت الحواجزُ،وتنوَّعت العوائقُ أمامَ الراغبين من البناتِ والبنين حتى وُجدت قضايا لدى المحاكم والأجهزة الأمنية بسبب التحجير على النساء ومنعهن من الزواج من غير أقاربهن أو إجبارهن على الزواج بمن لايرضينه أو تأخير زواجهن للاستفادة من أموالهن وهذا ما حدا بعض العلماء إلى وضع الفتاوى حول هذا الأمر والمطالبة بمعاقبة المتسبب بهذا العضل والأخذ على يده لعلاج هذه المشكلة..نجدُ في مجتمعنا نساءً كَبْرنَ أو تجاوزْن سنِّ الزواجِ دونَ زواج،ولا شكَّ أنَّ ذلك مأساةٌ كبيرة،وخطرٌ عظيم،يواجِهُه العالم أَجمع لكنهَا غريبةٌ على مجتمعٍ يطبقُ الإسلامَ شَرعاً وحكماً ويعيشُ تعاليمَ شرعيةٍ،وأحكامًا إسلاميةٍ فرديَّةٍ،وعاداتٍ وتقاليدَ سامية،بل إنَّ هذه الظاهرةَ تنتشرُ لدى الشباب أيضا فترى بعضَهم ممن يتقدَّمون إلى الأسر فيُردُّون عن الزواج لأسبابٍ واهيةٍ تسببت في تأخيرِ زواجِ كثيرٍ منهم أو زواجهِم من غير مجتمعهِم وبيئتهِم..إنها مشكلاتٌ وعوائقُ راجعةٌ إلى خلَلٍ في التصوّرِ،وزعزعةٍ في الفكرِ،وراجعةٌ إلى ضعفٍ في العقيدةِ وخللٍ في تطبيقِ الشريعةِ،إنه التفكيرُ المشوَّشُ حولَ المستقبلِ..إنه تعلَّقٌ بالشهاداتِ وتأمينِ فرصِ العملِ والاشتغالِ بالترقي في سلالم التعليمِ أو التمسكِ بعاداتٍ قبليةٍ غير سليمةٍ كزواجِ ابن العمِّ وحجرِ البنتِ له حتى يفوتَ الجميعُ قطارُ الزواج أو تحصلُ مشكلاتٌ أخرى ومشاركةُ الوالدين وتأييدُهما وقبولُ المجتمع لمثل هذه العوائق يؤكِّدُ هذا الخللَ في التفكيرِ والانقلابَ في الموازين،وتزعزعَ الثقة في ربِّ العالمين إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ويقول(إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه،إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ كبير)) رواه الترمذي
لقد اضطربت المقاييسُ،وطاشت الموازين فالوظيفةُ والشهادةُ والمرتَّبُ والوجاهةُ هي السوقُ الرائجةُ وهي وحدَها المقوماتُ العالية،ولذلك فمن الخطرِ على الأبِ أو الولِي أن يتركَ الأمرَ مُطلقاً بيد النساءِ في المنزلِ بحيثُ تقرِّر البنتُ أَو أمَّها مصيرها وليسَ للأبِ أيُّ رأي، بدعوى الحريةِ وعدمِ الإجبارِ وتقريرِ المصيرِ،لأنَّ البنتَ لا تُدركُ الخطرَ الكبيرَ عليها من ردِّ المتقدمين إليها لأسبابٍ واهيةٍ إلا حينما يتقدَّم بها السنُّ إلى عمرٍ يعافُها فيه المتقدمون فترى تأخُّرَها ذلك كان شؤماً عليها ولا تستطيعُ تعويضَ ما فاتها،ولعلَّ في المجتمعِ أمثلةً من بناتٍ تقدَّم بهنَّ العُمر تثبتُ ذَلك كلُّ واحدٍ منا يحفظُهَا ويعرفُهَا،ومن معوقات الزواج لدينا:الإفراطُ والدقةُ في وضعِ الشروطِ والمواصفاتِ لزوجِ أو زوجةِ المستقبل التي قلَّما تُحَقِّقُ في أحدٍ أو من معوقاتِ الزواجِ كذلكَ عضلُ البناتِ الذي نراه في بعضِ البيوتِ بتأخيرِ زواجِ البناتِ بداعي الحرص وهو مايضرُّها أو للاستفادةِ من راتبها وهذا من الظلمِ لها أو تأخيرِ الردِّ على المتقدمين بشكلٍ ملفتٍ بلا أسباب .
أيها المسلمون..إن ما يتلقفه الناسُ والشبابُ من معلوماتٍ وأخلاقياتِ في المقالاتِ في الصحفِ والمسلسلاتِ والإذاعاتِ له أثرهُ البينُ في اختلالِ النظرةِ إلى الحياةِ فانقلبت المفاهيمُ وفسدت الأمزجة وبُنَِيتْ علاقات الناس وروابطهم على منافع ذاتية مادية بحتة .
إن أخطر ما يتهدّدُ الزواج ويواجهه من تحديات في عصرنا يتمثل في دعوات مشبوهة ، من جهات شتى ومنابرَ كثيرة إلى علاقاتٍ محرمة أو مشوهة كالزواج العرفي والزواج بلا ولي ولا شروط كلها علامات خاليةٍ من الضوابطِ الشرعية لتحل بالتدريجِ محل الزواج الشرعي بوصفه صمامُ الأمانِ لأمن المجتمع القيمي والأخلاقي،ويتمثلُ في الإعلام الهابط من الفضائيات وما يطفحُ في كثير من وسائلِ الإعلامِ بعرضِ أفكارٍ ومواقفَ وندواتٍ وأفلامٍ وبرامجَ غربيةِ المنشأ،تُهَّون من شأن الاتصال المحرم،وتقوّضُ من مؤسسةِ الأسرة وتيسر العلاقات المحرمة والتواصل،وتجعل من العفاف الحياء والفضيلة والشرف كلمات لا معنى،لها أو ذات مضامين مهلهة تسوّغُ للذين يتبعون الشهوات فسقَهم،وتزين باطلَهم، وتوجَّهُ في أعين وقلوب الشباب والفتيات، فينكسر باب الحياء في الاختلاط بين الجنسين والتواصل المحرم عبر الهاتف والانترنت لتندفع من خلاله شرورٌ وآثام أخلاقية.تنتشر بسبب التضييق على الزواج.
أيها الآباء المربون..من معوقات الزواج:المصاريف الباهظة والمظاهر الزائفة،إذا انحدر الناس في المقاييس المادية وحكموها في علاقاتهم فقد فسد الزمان وتعطل أمر الشرع لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لقد اشتط الناس في النفقات،وسرت بينهم في الحطام المنافسات،فارتفعت المروءات في كثير من البيئات،فزادت الحواجز ارتفاعا،وامتدت السدود طولا حتى أن كثيرا من المُقدمين على الزواج لا يستطيعُ إلا بمساعدة أهل الخير ومال الزكاة أو الدَّيْن وإثقال الكاهل،قال عمر بن الخطاب : " لا تغلوا في ُصُدق النساء ، فإنها لو كانت مكرمةً في الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها النبي ما أصدق عليه الصلاة والسلام امرأةً من نسائه،ولا أُصْدقت امرأةٌ من بناته أكثر من اثنتا عشرة أوقية"أي مائة وعشرين ريالا . رواه الخمسة وصححه الترمذي..وفي حديث أبي هريرة أنكر النبي من زوج بمهرِ أربع أواقٍ وهو فقير محتاج..فالفقير يكره له تحمل الصداق الكثير إذا لم يتوصل له إلا بالمسألة والمساعدة وإذا تأملنا أين تصرف هذه المهور الباهظة تراها تصرف في الغالب فيما لايفيد ولايبقى.
أيها الناس..إن جميل الُخُلق أبقى من جمال الخَلْق، وغنى النفس مقدم على غنى المال،والعبرة كل العبرة في كريمَ الخصال لا في زين الأجسام وكثرة الأموال،سُئل سعيد بن المسيب رحمه الله عن قولهe(خير النساء أيسرهن مهورا)) فقيل له:كيف تكون حسناء ورخيصة المهر ؟ فقال:يا هذا،انظر كيف قلت أهم يساومون في بهيمة لا تعقل أم هي بضاعة طَمعُ صاحبِها يغلبُ على مطامعِ الناس ثم قرأ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا :إنه إنسان مع إنسانة،وليس متاعا يطلب مبتاعا ا.هـ كلامه رحمه الله ..أين هذا مما نراه البوم من تكلف عظيمٍ عن الزواج وتعدد حفلاته فهذه حفلة للخطوبة،وتلك لما يسمى بالشبكة وحفلٌ لعقد القران ثم حفل الزواج للرجال وآخر للنساء وبعده حفلات استقبال ما هذا؟!أين العقلاء من الآباء والرجال عن كل ذلك؟!وهل أصبحنا أمعات نقول نحن مع الناس إن فعلوا ذلك فعلناه؟!
عباد الله..إنه التكلف والإسراف وانظر ماذا يحدث في هذه المناسبات من تكاليف باهضة واستراحاتٍ وصالاتٍ وملابس وطعام وزهور وهدايا وغير ذلك..ولو سألنا أنفسنا فقط هل هذا دعم لبركة الزواج أم هو للمفاخرة وحتى لا يعمل غيرنا ما سنعمله..أم أن النساء بضعف قوامة وولاية الرجل أصبح لهن الرأي .
إخوتي..من الخطأ الداهم التمسك بالجمال والمنصب والمال والمَرْكز للمزايدة في الثمن والمغالاة في المهر بحجة تقليد الغير والالتزام بعادات اجتماعيةٍ خاطئة ، فصاحب الجمال والجاه قليل الدين والخلق رجلا أو امرأة ،لا يغني عنه كثرة المال شيئا.بينما الزوج صاحب الدين والخلق والعشرة لايوزن بالذهب أو المال ..
أيها الأحبة..إنَّ نسب الطلاق والفراق،وأسباب الانفصال والشقاق باتت متقدمة وبنسبٍ مخوفة في هذا العصر نراها عالية عن مجتمعات سلمت من رياح هذا التقدم البائس وغباره الخانق ومادياته ومظاهره وكثرة الطلاق تحتاج منا إلى مزيدٍ من الدراسات في أسبابه وعدم إهماله نسأل الله أن يكفيننا شره..ومما نراه معوقا للزواج ما يتعارف عليه المجتمع من عادات عقيمة ذات آثار أليمة تحكم تلك العادات كثيرا من الناس يصعب عليهم التخلي عنه كعادة تأخير الزواج حتى سن متأخرة أي بعد الدراسة الجامعية مثلا ومن خالف ذلك لقي اللوم والتأديب،ومن العادات مثلا تأخير زواج الأصغر أو الصغرى ممن يتقدم لها حتى زواج الولد الأكبر ولو لن يتقدم لها أحد أو البنت الكبرى بحجة المجاملة والإحراج وخشية العيب وكأن نصيبهم من الزواج بأيدينا، ومن العادات الغريبة أن يستنكر المجتمع تعدد الزوجات وزواج الرجل الثانية أو الثالثة أو الرابعة دونما سب إذا كان كفؤا ويستطيع القيام بواجباته والعدل بين زوجاته وهو بحاجة للتعدد ثم يرد طلبه بالرغم من تقدمه إلى امرأة قد لا يتقدم إليها أفضل منه إضافةً إلى أن الله قد شرعه لحكمٍ عظيمة يجهلها كثيرٌ من الناس..ومع ذلك فإنك ترى عجباً لدى الرجال واستنكاراً لدى النساء إذا سمعوا بمن يعدد بالرغم من أن ذلك صلاح للمجتمع ولتلك النساء ممن جلسن في البيوت..وواجبٌ على المجتمع الانتباه لوضع العوانس في البيوت وتظافر الجهود ولذا فقد بادرت جمعية تيسير الزواج والرعاية الأسرية بافتتاح قسم للتوفيق بين الأزواج نسأل الله أن يوفق جهودهم ..
أيها الإخوة..حق على أصحاب القدوة من الوجهاء والعلماء والرموز والأغنياء،أن ينشروا في الناس خلق القناعة بما يسر الله ورزق ويرسموا ذلك بفعالهم قبل أقوالهم ، إن الاغتباط والسعادة والتوفيق لا يكون إلا بالدين وحسن الخلق والاهتمام بغرس المودة ونعمة البال ، يجب أن يكون التوجيه وصرف الهم والهمة في اختيار الفتى المهذب والفتاة المهذبة، من أجل إنجاح الزواج..
إن الجمال ونضارة الشباب تزيلُهما السنين،وإن المال غادٍ ورائح ولا يبقى إلا الدين القويم والخلق الكريم (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
عباد الله:إن منع الزواج وتأخيره،يسبب عارا وخزيا يهدد بإنهاء المجتمع،ولنقلَّب النظر عبرة في مجتمعات من حولنا عطلت الزواج وضخمت التكاليف وضيعت المقومات،أو قللت الاهتمام به كيف انتشر فيها فساد الأخلاق وانتهاك الأعراض،وتفكك الأسر وفساد التربية وخواء البيوت من الزوجات والصالحات وكثرة العوانس حتى صارت النساء كالرجال ربات أعمال لا ربات بيوت ولا مربيات أطفال،والسعيد من وعظ بغيره والشقي من لم تنفعه المواعظ ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ بارك الله لي ولكم في الفرقان العظيم ...
الخطبة الثانية الحمد لله وحده،والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :
فيا عباد الله:اتقوا الله وساهموا في بناء مجتمعكم بناءُ صحيحا، عبر تشجيع الزواج فيه ودعمه، وتخفيف عبئه وتكاليفه، وإن على الأب والولي أن يبحث لابنته عن الرجل الصالح ولو عرضَها عليه، فقد عرض عمر بن الخطاب ابنته حفصَه رضي الله عنها على عثمان بن عفان وأبي بكر ثم تزوجها رسول الله كذلك على الآباء والأولياء دعم أبناءهم وبناتهم ماديا ومعنويا في الزواج حتى يسهل عليهم وليس من الضرورة انتظار الوظيفة كذلك دعمهم بتسهيل حصول الخاطب على ما يحتاج من معلومات عن مخطوبته ورؤيتها والجلوس معها في حدود الشرع .
وإن مسالك العقل والحكمة تقتضي التوجيه إلى حسن المعاشرة،وفقه إدارة المنزل وبناءه على التقوى والخلق،وإلى ما يوثق العلاقات بين الزوجين الجديدين،ولن يكون ذلك إلا بتكاتف المجتمع، وإجماعه على دفع مسيرة الزواج وتسهيله بين أفراده،ورفع العقبات وتسهيلها عن طريقه وتثقيف الزوجين من قبل أوليائهن بضرورةِ حمل المسؤولية وتحمل الطباع والتعاون فيما بينهما والاستفادة من الدورات المقدمة للمقبلين على الزواج .
نسأل الله أن يوفق المسلمين والمسلمات وأن يؤلف بين قلوبهم ويبارك للأزواج ويبارك عليهم ويجمع بينهما بخير..اللهم أعز الإسلام والمسلمين وانصر عبادك الموحدين في كل مكانٍ يارب العالمين..اللهم وارفع عن بلاد المسلمين الظلم والفقر والغلاء والوباء وجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن واحقن اللهم دماءهم وولي عليهم خيارهم وأبعد عنهم أشرارهم يا قوي ياعزيز..
وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه . . .

 0  0  728
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 10:26 مساءً الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.