أما بعد: أيها الناس نسأل الله عز وجل، بأسمائه الحسنى وصفاته العلى. أن يحفظ هذه البلاد وجميع بلاد المسلمين من الزلازل والمحن، وسوء الفتنة ما ظهر منها وما . كما نسأله عز وجل، أن يجعل، ما نرى وما نسمع، عبره لنا.ولغيرنا، ولا يرينا أو يسمعنا أي مكروه في أي بلاد المسلمين.
عباد الله
إن هذه الأرض، التي نعيش عليها. من نعم الله الكبرى علينا، فإن الله سبحانه وتعالى قد مكننا من هذه الأرض، نعيش على ظهرها، وندفن موتانا في باطنها، قال تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً * أَحْيَاء وَأَمْوٰتاً [المرسلات:25، 26]، وقال تعالى: }مِنْهَا خَلَقْنَـٰكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ{ [طه:55]، وقال تعالى: }فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ{ [الأعراف:25]، وقال تعالى: }وَلَقَدْ مَكَّنَّـٰكُمْ فِى ٱلأرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَـٰيِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ{ [الأعراف:10]، وقال: }هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ ذَلُولاً فَٱمْشُواْ فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رّزْقِهِ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ{ [الملك:15]، والآيات في هذا كثيرة.
ومن رحمته جل وعزّ أن أودع فى هذه الأرض كل ما يحتاجه الخلق الذين يعيشون على ظهرها، فبارك فيها وقدر فيها أقواتها.
ثم سبحانه وتعالى جعلها ثابتة مستقرة لا تتحرك وأرساها بالجبال، حتى نتمكن من البناء عليها والعيش على ظهرها، وفي بعض الأحيان، يجعل الله عز وجل هذه الأرض، جنداً من جنوده، فتتحرك وتميد ويحصل الزلازل المدمرة، تخويفاً للعباد، وتأديباً للبعض الآخر، وما يعلم جنود ربك إلا هو، وما هي إلا ذكرى للبشر.
إنها تذكرة و نحن نسمع و نرى ما يحصل لإخواننا في شمال منطقة المدينة المنورة من هزات أرضية لازالت بحمد الله غير مدمرة إلا أنها مخوفة و لا بد من وقوفنا جميعاً معهم فيما يحتاجون من إعانة و دعاء و نصرة ..فا للهم إنا نسألك أن تجنبنا و إياهم شر الزلازل المدمرة و الفيضانات المغرقة و الأعاصير المهلكة و الفتن المدلهمة و أن يديم علينا نعمة الصحة و الأمن و الأمان و ما أعظمها من نعمة .
إننا معاشر الأحبة فى نعمة من الله تامة، أمن في أوطاننا، وصحة في أبداننا ووفرة فى أموالنا، وبصيرة في ديننا فماذا أديتم من شكر الله الواجب عليكم، فإن الله وعد من شكره بالمزيد، وتوعد من كفر بنعمته بالعذاب الشديد }وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لازِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ{ [إبراهيم:7]، إن الله سبحانه وتعالى يري عباده من آياته ليعتبروا ويتوبوا، فالسعيد من تنبه وتاب، والشقي من غفل واستمر على المعاصي ولم ينتفع بالآيات، كم نسمع من الحوادث ونشاهد من العبر، حروب في البلاد المجاورة أتلفت أمماً كثيرة وشردت البقية عن ديارهم، أيتمت أطفالاً وأرملت نساءً، وأفقرت أغنياء وأذلت أعزاء، ولا تزال تتوقد نارها، ويتطاير شرارها على من حولهم، وغير الحروب هناك كوارث ينزلها الله بالناس كالعواصف والأعاصير التى تجتاح الأقاليم والمراكب في البحار، كالفيضانات التي تغرق القرى والزروع، وهناك حوادث السير في البر والبحر والجو والتي ينجم عنها موت الجماعات من الناس فى لحظة واحدة، وهناك الأمراض و الأوبئة الفتاكة المستعصية التي تهدد البشر وهناك الزلازل، كل ذلك يخوف الله به عباده، ويريهم بعض قوته وقدرته عليهم، ويعرفهم بضعفهم ويذكرهم بذنوبهم، فهل اعتبرنا؟ هل تذكرنا؟ هل غيرنا من أحوالنا؟ هل تاب المتكاسل العاصى عن الصلاة فحافظ على الجمع والجماعات؟، هل تاب المرابي والمرتشي والذي يغش في المعاملات؟، هل أصلحنا أنفسنا وطهرنا بيوتنا من المفاسد؟ إن شيئاً من هذه الأحوال لم يتغير ـ إلا من شاء الله بل إن الشر يزيد ـ وإننا نخشى من العقوبة المهلكة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإن الله تعالى يقول: }كَدَأْبِ ءالِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ * ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{ [الأنفال:52، 53].
إن الله سبحانه توعد الذين لا يتعظون بالمصائب ولا تؤثر فيهم النوازل فيتوبون من ذنوبهم، توعدهم بأن يستدرجهم بالنعم ثم يأخذها على غرة ويقطع دابرهم، قال تعالى: }وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَـٰهُمْ بِٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلّ شَىْء حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَـٰهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ{ [الأنعام:42-45]، عن عقبة بن عامر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج)) ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: }فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلّ شَىْء حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَـٰهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ{ [الأنعام:44]، رواه الإمام أحمد.
أيها المسلمون، إنه والله يخشى علينا اليوم الوقوع فى مثل هذا، معاصينا تزيد، ونعم الله تتكاثر علينا، فاتقوا الله عباد الله واحذروا نقمة الله التي حلت بمن قبلكم ومن حولكم أن تحل بكم، الدنيا لدينا معمورة، والمساجد مهجورة، ليس لدينا تقصير في الدنيا، لكن التقصير في الدين.
عباد الله
لقد كثر وقوع الزلازل المروعة التى تدمر العمران وتهلك الإنسان، وقد تتابع ذلك في أزمتنا المتأخرة
في سنين متقاربة، زلازل لمدن بأكملها وهلك فيها ألوف من البشر وشرد فيها مئات الألوف من مساكنهم. مما تسمعون أخباره المروعة ويشاهد الكثير منكم صوره المفزعة تعرض على شاشة التلفاز، وهذه الزلازل لا شك أنها عقوبات على ما يرتكبه العباد من الكفر والمعاصي والمخالفات. كما قال بعض السلف لما زلزلت الأرض، إن ربكم يستعتبكم.
ولما وقع زلزال بالمدينة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قام فيهم خطيباً ووعظهم وقال: (لئن عادت لا أساكنكم فيها).
لعلم عمر بأن ما حصل هذا إلا بسبب ذنوب الناس، وأن هذا تهديد وعقوبة من الله عز وجل، إن في الزلازل عبراً وعظات لأولي الألباب، ودلالة على قدرة الله الباهرة، حيث يأذن لهذه الأرض أن تتحرك بضع ثوان أو دقائق فينتج عن ذلك هذا الدمار وهذا الهلاك وهذا الرعب، لعل الناس يتوبون إلى ربهم ويستغفرون من ذنوبهم. لأن هذا ما حدث إلا بسبب كفرهم ومعاصيهم. ويكثر هذا في آخر الزمان، كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد والبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ويتقارب الزمان وتكثر الزلازل وتظهر الفتن ويكثر الهرج)). قيل الهرج؟ أي ما هو يا رسول الله؟ قال: ((القتل القتل)) وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا اتخذ الفيء دولاً، والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته وعقّ أمه وأدنى صديقه وأقصى أباه وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء وزلزلة وخسفاً ومسخاً وقذفاً وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع)) بيّن صلى الله عليه وسلم فى هذا الحديث أنه عندما تحدث هذه الجرائم فى آخر الزمان فإنها ستقع عليهم العقوبات المتتابعة ومنها الزلازل؟ وقد رأيتم مصداق ذلك بما تكرر من حدوث هذه الزلازل المروعة، و من الخطورة أن يتحدث أحمد بأن ما يحصل ظواهر جغرافية طبيعية حتى صار الناس لا يخافون عند حدوثها، ولا يعتبرون بها. كما يقول أشباههم من قبل عندما تصيبهم الكوارث والنكبات: }قَدْ مَسَّ ءابَاءنَا ٱلضَّرَّاء وَٱلسَّرَّاء{ [الأعراف:95]، فيعتبرون ذلك حالة طبيعية وليست عقوبات لهم فيستمرون على غيهم وبغيهم، ولا يتوبون من ذنوبهم، والذي نقوله لهؤلاء إن الكتاب والسنة يدلان على أن هذه الزلازل كغيرها من الكوارث إنما تصيب العباد بسبب ذنوبهم، وكونها تقع لأسباب معروفة لا يخرجها عن كونها مقدرة من الله سبحانه على العباد لذنوبهم، فهو مسبب الأسباب وخالق السبب والمسبب }ٱللَّهُ خَـٰلِقُ كُـلّ شَىْء وَهُوَ عَلَىٰ كُلّ شَىْء وَكِيلٌ لَّهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ{ [الزمر:62، 63].
فإذا أراد الله شيئاً أوجد سببه ورتب عليه نتيجته.كما قال تعالى: }وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا{ [الإسراء:16]، فاتقوا الله عباد الله واعتبروا بما يجري حولكم وبينكم وتوبوا إلى ربكم وتذكروا قول الله تعالى: }قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ٱنْظُرْ كَيْفَ نُصَرّفُ ٱلاْيَـٰتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ * وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ ٱلْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ * لّكُلّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ{ [الأنعام:65-67].
بارك الله لي ولكم فى القرآن العظيم...
الخطبة الثانية
أما بعد: أيها الناس اتقوا الله وتوبوا إليه من ذنوبكم قبل أن يحل بكم ما حل بغيركم من العقوبات.نعم إن ما يحدث فى الأرض اليوم من الزلازل المدمرة، والأعاصير القاصفة و كثرة الريح المغيرة والحروب الطاحنة، والمجاعات المهلكة، والأمراض الفتاكة وحوادث المراكب البرية والبحرية والجوية التي يذهب فيها الأعداد الكبيرة من البشر، وسطو اللصوص، كل ذلك يحدث بسبب الذنوب والمعاصي كما قال تعالى: }وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ{ [الشورى:30]، وقال تعالى: }وَكَذٰلِكَ نُوَلّى بَعْضَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ{ [الأنعام:129]، وإنه يحدث منا من الذنوب والمعاصي مالا يحصى ، وما هو من الكبائر الموبقة كأكل الربا، والرشوة، وتبرج النساء وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفعل الفواحش و الجرائم التي أصبحت تعلن في مجتمعاتنا و يتكرر حدوثها وغير ذلك مما نتخوف منه نزول العقوبة صباحاً ومساءً، كما قال تعالى: }أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيّئَاتِ أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِى تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ{ [النحل:45، 46].
ضعف الخوف من الله في قلوب بعض الناس ، و تغيرت أخلاقنا، و سلوكنا، و كثرة المشاحنات و الخصومات بين الأقارب و الجيران . هل اعتبرنا يا عباد الله بما يحدث، هل غيرنا من حالنا من سيئ إلى حسن، إننا على كثرة ما نسمع ونقرأ أو نرى بأعيننا من الحوادث المروعة والعقوبات الشديدة لا يزال الكثير منا مصراً على معاصيه وفعل المنكرات التي يسكت بعضنا عن إنكارها تهاوناً و كسلاً ..وفي الحديث: ((إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده)).
إن ضعف الإيمان أمات الغيرة على محارم الله التي تنتهك في قلوب بعض الناس كما قال صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)).
عباد الله
انظروا الفجيعة التي حصلت بما سمعنا من زلزال العيص و ما حولها وكم من الناس قد تأثر. كل هذا بسبب زلزال بسيط، في بقعة محددة من الأرض.
فماذا يحصل لو وقع االزلزال فى الأرض كلها هل عملنا و أخذنا بحسابنا و احتياطتنا. وأخذتم حسابكم للزلزال الأكبر الذى سيضرب الأرض كلها، لا العيص وحدها ولا الجزيرة وحدها، ولا قارة آسيا أو إفريقيا، لكنه زلزال عظيم، سيصيب جميع الأرض.
}إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلاْرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ ٱلارْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ ٱلإِنسَـٰنُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ ٱلنَّاسُ أَشْتَاتاً لّيُرَوْاْ أَعْمَـٰلَهُمْ * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ{ [سورة الزلزلة].
ماذا عملنا، أو ماذا سنعمل لذلك الزلزال. الزلزال الأكبر، الذي يكشف بعده كل شيء، فنسأل الله عز وجل أن يرحمنا برحمته.
ثم اعلموا رحمكم الله، وتذكروا ما يحل بالناس من العقوبات فى الدنيا، وإذا كان شديداً فهو أخف من عذاب الآخرة، قال تعالى: }وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلاْدْنَىٰ دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلاْكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{ [السجدة:21]، فاتقوا الله عباد الله فى أنفسكم وتوبوا من ذنوبكم وقوموا على أولادكم وأهليكم، وأنقذوا أنفسكم وأنقذوهم من عذاب الله، كما قال تعالى: }يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَـئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ{ [التحريم:6].
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله...