• ×

09:29 مساءً , الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025

الداء والدواء والصبر عليه

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله رب العالمين،أمرنا بالاستعانة بالصبر والصلاة،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وماله من الأسماء والصفات،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الهداة ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً...أما بعد فاتقوا الله عباد الله
ابتلاه الله عز وجل في جسده وماله وولده،حتى لم يبق من جسده مغْرِزُ إبرة سليمًا سوى قلبه كما ورد في الأثر،ولم يَبْقَ له من الدنيا شيء يستعين به على مرضه،إلا أن زوجته حفظت وُدَّهُ،فكانت تخدم الناس بالأجرة وتطعمه وتخدمه وتقوم على شؤونه ثماني عشرة سنة،ولكنه قبل ذلك كان في مال جزيل وأولاد فخسر كل شيء ورفضه القريب والبعيد سوى زوجته التي لا تفارقه إلا وقت خدمتها للناس وتعود إليه..
تلك قصة نبي الله أيوب عليه السلام ابتلاه الله بالمرض وطال به واشتد فتَضَرَّعَ إلى الله رب العالمين ليرفع عنه البلاء((وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ))وإذا أراد الله رفع الداء عن عبده فهو القادر سبحانه دون من سواه؛ لأنه الذي أنزله عز وجل لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى..دعا أيوب عليه الصلاة والسلام ربه فاستجاب له وأمره بأخذ الأسباب بأن يقوم من مقامه ويضرب برجله الأرض ويغتسل ويشرب من الماء ولو شاء الله لشفاه بلا جهد لكنها دعوة لفعل الأسباب حتى ذهب عنه المرض الذي كان يشكو منه،((ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ *وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ*وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ))
إنها رسالة للمرضى عباد الله فالدنيا دار بلاء وأمراض،ما من إنسان في هذه الدنيا إلا ولا بد أن يواجه فيها مرضًا وعافية وفرحا وحزنا وسراء وضراء فالله((هو الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)) والابتلاءات سنة ربانية في هذه الدار،لتكون داراً للامتحان في الشهوات والفقر والمرض والخوف والنقص في الأموال والأنفس والثمرات كما أن الابتلاء بكثرة الأموال والأولاد والصحة ((ونبلوكم بالشر والخير فتنةً وإلينا ترجعون)) ومن الابتلاء المرض.
وكما أن للمرض تعباً فإنه فيه حكماً بالغةً لو تأملها المسلم لأدرك أن المرض منحة من الله ساقه إليه،ليستخرج من المريض عبودية الضراء وهي الصبر،قال صلى الله عليه وسلم(عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له))رواه مسلم،والمصائب والآلام ملازمة للبشر لتحقيق العبودية لله ((ولنبلوكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)) قال بعضهم:لولا حوادث الأيام لم يعرف صبر الكرام ولا جزع اللئام.
عباد الله:ومن فوائد المرض تكفير الخطايا والسيئات التي يقترفها العبد فإن المرض قد يكون عقوبة على ذنب وقع من العبد(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير))وقال صلى الله عليه وسلم(ما اختلج عرق ولا عين إلا بذنب،وما يدفع الله عنه أكثر)) رواه الطبراني وكونه في الدنيا خير له من عقوبة الآخرة حتى تكفر عنه ذنوبه، عن أنس قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا أراد الله بعبد الخير عجل له العقوبة في الدنيا،وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يُوافَى به يوم القيامة))رواه الترمذي،وقال:صلى الله عليه وسلم(ما من مسلم يصيبه أذىً من مرض فما سواه إلا حط الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها))رواه البخاري،وقال عليه الصلاة والسلام(ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة))رواه الترمذي ومسلم،ومن فوائد المرض كتابة الحسنات ورفع الدرجات فعن عائشة أن رسول الله طرقه وجع فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه فقالت له عائشة لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه فقال صلى الله عليه وسلم(إن الصالحين يُشدّد عليهم وإنه لا يصيب مؤمناً نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا حُطّت عنه بها خطيئة ورُفع له بها درجة)) وقد يكون للعبد إخوتي المنزلةُ العظيمةُ عند الله بلا عمل يبلغه إلا بابتلائه بالمصائب حتى يكون أهلاًَ لتلك المنزلة فيصلُ إليها، لقوله صلى الله عليه وسلم(إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال الله يبتليه بما يكره حتى يُبلّغه إياها)).
والمكاره تشمل مجاهدة النفس في القيام بالطاعات واجتناب المحرمات والصبر على المصائب والتسليم لأمر الله فيها، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه(إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه أي عينيه فصبر عوّضته منهما الجنة)) رواه البخاري، وفي الحديث القدسي(ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه أي ولده من أهل الدنيا ثم احتسبه-أي صبر على ذلك- إلا الجنة)) رواه البخاري

إذا بُليتَ فثِقْ باللهِ وارضَ بهِ
إنّ الذي يكشفُ البلْوى هوَ اللهُ

اليأسُ يقطعُ أحياناً بصاحِبِه
لا تيأسنَّ فإنَّ الفارجَ اللهُ

واللهِ مالكَ غيرُ اللهِ من أحدٍ
فحَسْبُكَ اللهُ في كُلٍّ لكَ اللهُ

وفي المرض سبب للنجاة من النار عاد عليه الصلاة والسلام مريضاً بالحمى ومعه أبو هريرة فقال له(أبشر فإن الله عز وجل يقول:هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة))رواه ابن ماجه،ومن حكمة المرض أنه يردّ الإنسان ويذكره بعد الغفلة ويكفّه عن معصية فإن الصحة والملذات قد تُطغي العبد وتغرّه فينهمك في الغفلة،فإذا ابتلاه الله بمرض استشعر ضعفه وذلّه وفقره إلى خالقه ومولاه وتذكّر تقصيره في حقه فعاد إليه نادماً ذليلاً متضرعاً.
عاد سلمان رضي الله مريضاً فقال لهأبشر فإن مرض المؤمن يجعله الله له كفارة ومُستقَيا،ًوإن مرض الفاجر كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه، فلا يدري لم عُقل ولم أرسل) والمعنى أن الفاجر لا يؤثر به المرض،وقال ابن تيمية رحمه اللهمصيبة تُقبلُ بها على الله خير لك من نعمة تُنسيك ذكر الله) وقال سفيان(ما يكره العبد خير له مما يحب لأن ما يكرهه يهيّجه للدعاء،وما يحبّه يلهيه))..
وفي المرض يتذكّر العبد نعم الله السابقة والحاضرة،فكم منحك الله أيها المريض من نعمة وكم دفع عنك من مكروه وكم أنستنا النعمُ والصحة فضلَ الله، ولكن المرض يذكر أيام الصحة فلولا الله سبحانه وتعالى يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا،ولقد كان الصالحون يعدّون المرض والبلاء منحةً للصبر قال بعض الحكماءرُبّ محسود على رخاء، وهو شقاؤه، ومرحوم من سقم، هو شفاؤه،ومغبوط نعمة هي بلاؤه).
أيها المسلمون:وكلما كان العبد أتقى لله كلما كان البلاء عليه أشد لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن عظم الجزاء من عظم البلاء،وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم،فمن رضي فله الرضى،ومن سخط فله السخط))رواه الترمذي،ولما كان الأنبياء والصالحون هم أحب الخلق إلى الله تعالى كان بلاؤهم أشد من غيرهم فعن سعد بن أبي وقاص قال:قلت:يا رسول الله أي الناس أشد بلاءً قال(الأنبياء ثم الأقل فالأقل،فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابةً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة))رواه الترمذي وهو صحيح.ولذلك كان نبينا صلوات ربي وسلامه عليه أشدَّ الناس بلاءً بالوجع تقول عائشة رضي الله عنها(ما رأيت أحداً أشد عليه الوجع من رسول الله)) متفق عليه.وقال أبو سعيد: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فوضعت يدي عليه فوجدت حره بين يدي فوق اللحاف فقلت:يا رسول الله ما أشدها عليك؟قال(إنا كذلك يضعف لنا البلاء ويضعف لنا الأجرة، قلت يا رسول الله:أي الناس أشد بلاء؟قال:الأنبياء،قلت:ثم من؟ قال: الصالحون إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يحويها (يجمعها)،وإن أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء))رواه أحمد..أدرك ذلك نبي الله إبراهيم فقال في النار: (( حسبنا الله ونعم الوكيل فكانت برداً وسلاماً))ووجدها يونس عليه السلام في بطن الحوت فنادى أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين،وموسى تلقيه أمه في اليم صابرة متوكّلة وهو رضيع وتلكم رحمة الله وابتلاؤه.ومن رحمته أن من أصيب بمرض فمنعه المرض من الطاعات،وحبسه عن عمل الصالحات عوّضه،يقول صلى الله عليه وسلم(إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً))رواه البخاري.
وعليك أيها المريض بالصبر،فإن الصبر على المصائب واجب باتفاق الأئمة والصبر نصف الإيمان، فإن الإيمان نصفان:نصف صبر،ونصف شكر ويتحقق الصبر بثلاث أمور بحبس النفس عن الجزع والتسخط،وحبس اللسان عن الشكوى للخلق، وحبس الجوارح عن فعل ما ينافي الصبر من لطم الخدود وشق الجيوب،ولأهمية الصبر ومنزلته من الدين وحاجة المؤمن إليه جاء ذكره في القرآن في تسعين موضعاً (فإن الله مع الصابرين ويحبهم ويجزيهم أجرهم بغير حساب)قال الأوزاعي:ليس يوزن لهم ولا يكال إنما يُغرف لهم غرفاً، نعم فلقد ذهب الصابرون بخير الدنيا والآخرة لأنهم نالوا من الله محبة الله..قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:أي الإيمان أفضل؟ فقال: ((الصبر والسماحة)).
وإنما الصبر المأجور صاحبه حين يعلم أن المرض مقدر من عند الله ((قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا))وأن يتيقن أن الله أرحم به من نفسه ومن والدته والناس أجمعين، وأن يعلم أن ما أصابه هو عين الحكمة من الله،وأن الله أراد به خيراً لقوله صلى الله عليه وسلم(من يرد الله به خيراً يصب منه))رواه البخاري،وأن يعلم أن الجزع لا يفيده،وإنما يزيد آلامه ويفوت عليه الأجر،قال علي بن أبي طالب رضي الله عنهإنك إن صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور، وإن جزعت جرت عليك المقادير وأنت مأزور)وأن تعلم أن الدنيا دار الابتلاءات والأسقام والأحزان،وأنها حقيرة عند الله،وأن تعلم أن وراء هذه الدار داراً أعظمُ منها وأجلّ قدراً، وأنك لابد مرتحل إليها إن كنت من أهلها،وهي الجنة التي أعدها الله لأوليائه التي تزول فيها الأكدار والأسقام والأحزان وهذه فائدة تذكّر أن الموت مصيرُ كلِّ حي وتأمل إلى من هو أشد منك بلاءً،وأن مصيبتك ليست في دينك، فكل مصيبة ليست في الدين هينة اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا..
ويحصل الصبر بالتصبر لقوله صلى الله عليه وسلم(ومن يتصبر يصبره الله))ثم انتظر الفرج فإن فيه تهويناً،ومعونة على الصبر،وتصور انجلاء الشدائد وانكشاف الهموم ثم دع عنك (لو) فإنها تفتح عمل الشيطان، فإذا أصبت بمرض لسبب من الأسباب فلا تفتح على نفسك باباً للشيطان فتقول: لو فعلت كذا لكان كذا مما فيه اعتراض على قدر الله وقضائه،وإنما عليك بالتسليم والاطمئنان بأن ما أصابك لابد من حصوله،وأن ما شاء الله لابد أن يقع وفق مشيئة الله قال صلى الله عليه وسلم: ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز،وإن أصابك شيء فلا تقل:لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله ما شاء فعل،فإن لو تفتح عمل الشيطان))رواه مسلم وأخيراً اعلم أيها المريض أن الله هو الشافي وهو مسبب الأسباب،وأنه سبحانه بيده الدواء كما بيده الداء..
واعلم أخي أن فعل الأسباب لا ينافي التوكل على الله بل هو من دفع الأمراض قبل وقوعها بإذن الله كتحليل الدم وفحص السكر والضغط والكشف لسرطان الثدي للنساء كل هذا من فعل السبب((اعقلها وتوكل))نسأل الله أن يوفق الجميع للصحة والعافية..
عباد الله..اعلموا بأن الدواء مجرد سبب للشفاء،والشافي حقيقة هو الله،فلا تتداووا بمحرم،ولا تتمنوا الموت،ولا تستعجلوا الإجابة،وألحّواَ على ربكم بكثرة الدعاء والاستغفار وداووا مرضاكم بالصدقة،واعلموا بأن الله لا يخيب رجاء من دعاه مخلصاً صادقاً،فإن الله حييٌ كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً خائبتين،وكونوا على يقين بالإجابة لقوله صلى الله عليه وسلم(ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه)).
وعليكم بالرقى الشرعية من الكتاب والسنة فإن أعظم ما يتداوى به العباد هو كلام الله الذي فيه الهدى والشفاء والتنفيس والتفريج(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين))والأفضل للإنسان أن يرقي نفسه ويقرأ الأوراد ليحفظها من الأخطار والله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين..اللهم أرزقنا شكر نعمتك واجعل ما أصبتنا فيه من علل سبباً لرجوعنا إليك ورضاك عنا,,أقول ما تسمعون...
الخطبة الثانية...الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده,,,
إن من تذكر نعمة الله بالصحة والسلامة أن يزور الإنسان المرضى ويداوم على ذلك ليس من يعرفهم كما يظنه البعض بل حتى من لا تعرف فزيارة المريض تدعو الصحيح المعافى في بدنه للتذكر والشكر لله على آلائه ونعمه، وبها يعلم أنه لو كان ساجدًا وقائمًا طوال حياته لله رب العالمين لم يُؤَدِّ مقابل نعمة واحدة من النعم التي أنعم الله بها عليه،وتعجب وتعتبر حين ترى من أقعدهم المرض سنيناً وألسنتهم تلهج بشكر الله وهم صابرون محتسبون قال صلى الله عليه وسلم(ما من مسلم يعود مسلمًا غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي،وإن عاده عشيةً إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له ثمر في الجنة))رواه الترمذي وأبو داود وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع))،قيل:يا رسول الله،وما خرفة الجنة؟ قال(جناها))رواه أحمد ومسلم..
وعلى الزائر للمريض أن يتجنب كثرة الأسئلة التي تقلق المريض عن صحته ومرضه بل المشروع أن يدعو الله بالدعاء المأثور الوارد وهذا أفضل من عادة حمل الورود والهدايا التي انتشرت عند أبواب المستشفيات.
فيُطَيِّبَ خَاطِرَ المريض ويدعو له ويمسح بيده اليمنى عليه،كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال(لا بأس،طهور إن شاء الله))،وقال عليه الصلاة والسلام(من عاد مريضًا لم يحضرْهُ أجلُه فقال عنده سبع مرات:أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يَشْفِيَكَ إلا عافاه الله من ذلك المرض)) رواه أبو داود والترمذي وقال صلى الله عليه وسلم(إذا عاد أحدكم مريضًا فليقل: اللهم اشف عبدك يَنْكَأُ لك عدوًا أو يمشي لك إلى صلاة))ومن الأدعية المأثورة أيضًا قولُه صلى الله عليه وسلم(اللهم ربّ الناس، أذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سَقَمًا))وإذا رأى المسلم مبتلى فعليه أن يدعو له ولنفسه فيقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ـ أو مما ابْتَلَيْتَ به كثيرًا من خلقك ـ اللهم عافه ولا تبتليني والأدعية كثيرة،نسأل الله أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين ويجنبنا الأوبئة والأمراض ويعافينا منها..ولنحمد الله عباد الله على ما نحن فيه من نعم لا تعد ولا تحصى..اللهم امنن على إخواننا في بلاد الشام بالفرج العاجل،اللهم ارحم موتاهم واشف مرضاهم..واحمي أموالهم وأعراضهم..واجمع شملهم ووحد كلمتهم..وانصر جيشهم الحر..
اللهم يا مهلك عاد وثمود ومنجي يونس من بطن الحوت يا جبار السماوات والأرض ،انتقم لإخواننا من بشار و أعوانه ، اللهم أرنا في الظلمة يوماً اسوداً مثل يوم عادٍ وثمود.. أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحداً يارب العالمين..اللهم هيئ المسلمين قادة وشعوباً لنصرة إخواننا يا حي ياقيوم..
الاستغاثة
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

 0  0  864
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 09:29 مساءً الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.