• ×

05:42 مساءً , الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025

أخلاق يهملها كثير من الناس

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمدُ للهِ وفقَ مَن شَاءَ مِن عِبَادِهِ لِمَكَارِمِ الأَخلاقِ،وأَشهدُ أَلا إِلهَ إِلا اللهَ وَحدهُ لا شَريكَ لَهُ الملكُ الكريمُ الخَلاق،وَأَشهَدُ أَن مُحَمداً عَبدُهُ ورَسُولُه أَفضَلُ الخَلَقِ عَلى الإِطلاقِ،صَلّى اللهُ عَليهِ وعَلى الآلِ والأصحاب وسَلّمَ تَسلِيمَاً..أما بعد فاتقوا الله عباد الله وتوبوا إليه..
أَيُّهَا الأَحِبْةُ في الله..الخُلقُ الكَريمُ هَدفٌ أَسَاسٌ لِرِسَالَةِ الإِسلامِ،يقولُ صلى الله عليه وسلم(إِنّمَا بُعُثِتُ لأُتَمِمَ مَكَارمَ الأَخلاق))وهو دَلِيلُ الإِيمانِ وثَمَرَتُهُ،ولا قِيمَةَ للإِيمانِ مِن غَيرِ خُلُقٍ،سُئِلَ صلى الله عليه وسلم مَا الدين؟ قالَ(حُسنُ الخُلُقِ))وسُئِلَ مَا الشُؤُم؟قَالَ(سُوءُ الخُلق))وقال(أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً))..وَحُسُنُ الخُلُقِ أَثقَلُ مَا في مِيزانِ العَبْدِ يَومَ القِيَامَةِ،فَمن فَسُدْ خُلُقُهُ وسَاءَ عَمَلُه لم يُسَرّعْ بِهِ نَسَبُهُ قال صلى الله عليه وسلم(مَا مِن شَيءٍ أَثقَلُ في مِيزَانِ العَبدِ يَومَ القِيَامَةِ مِن حُسنِ الخلق))رواه الترمذي والإنسان إنما هو مجموعة خلق وقيم.
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وإذا أصيب القومُ في أخلاقهم فأمم عليهم مأتماً و عــويلا
الخلقُ الكَريمُ مُحَصِِّلَةُ العِبَادَاتِ في الإِسلامِ،وبِدُونِهِ تَبقَى طُقُوسٌ لا قِيمَةَ لَهَا ولا فَائِدة ورَغَمِ أَهميةِ حُسنِ الخُلُقِ الذي يَبْلُغُ بِهِ الإِنسانُ دَرَجَةَ الصَائِمِ القَائِمِ،وأَنَ سُوءَ الخُلُقِ سَبَبٌ لإِضَاعَةِ الحسَنَاتِ إِلا أَنَ كَثيراً مِن النَّاسِ يُهْمِلُونَ هَذا المعنَى ويَغْفَلُونَ عَنْهُ فَتَرى مُمَارَسَاتِهِم الأَخلاقِية بِالتَعَامُلِ بينهم بَعِيدَةً كُلَّ البُعدِ عَن قيم الإسلام وهي ضررٌ للفرد وخطر على المجتمع وإِفسَادٌ لِلبِيئَةِ والأَوطانِ..قد تَجِدُنَا نُهِمِلُ آدابَاً وأَخلاقَاً اِهْتَمَتْ بِهَا ودَعَمتهَا نُصُوصُ الكِتَابِ والسُنَّةِ وبعضنا حريص عَلى بَعضِ العِبَادَاتِ مِن صَومٍ وصَلاةٍ وصَدقةٍ وشُهودِ جَنَازَةٍ ويُهمِلُ أخلاقه وتعامله..
خرج عمر رضي الله عنه ذات ليلة يتفقد أحوال الرعية، وبينما هو يسير بإحدى طرقات المدينة في آخر الليل،فإذا به يسمع امرأة تقول لابنتها:قومي فامزجي اللبن بالماء، فردت ابنتها التي امتلأ قلبها بتعظيم الله تعالى والخوف منه ومراقبته:ألم تسمعي أمر عمر يقول:لا تمزجوا اللبن بالماء؟ قالت الأم: إن عمر لا يرانا،فقالت إن كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا.وعمر يجلس قاضياً في خلافة أبي بكر سنة كاملة لم يتقدم إليه أحد في خصومة لأنهم أناس تمثلوا خلق الإسلام وقيمه..هكذا فهم جيل الصحابة أخلاق الإسلام نموذجاً عملياً طبّقوه،أما اليوم فهناك أخلاقٌ تَشهَدُ إِهمَالاً كَبيراً بِالرّغُمِ مِن أَهميَتِهَا لِلفَردِ والأُسرةِ والمجتمَعِ والوَطَنِ نأخذ بعضها تَذكِيراً بِهَا ولِتَكُونَ مِن ضِمنِ أَخلاقِنَا وتَعَامُلِنَا لِنُكْمِّلَ بِهَا تَمَسُّكَنَا بِالدينِ..يَقُولُ صلى الله عليه وسلم ((لا تحقرنَّ من المعروف شيئاً فإن لم تجد فَالْقْ أَخاكَ بوجهٍ طلق))..مِن النَّاسِ مَن يَحقِرُ المعروفَ وكأَنهُ غَيرُ رَاغِبٍ بِالأَجرِ فَتَراه يَحرِصُ عَلى أُمُورٍ ويَتْرُكَ مَا هُوَ أَهمُ مِنهَا مِن المعروفِ والآدَابِ المشترَكَةِ بينَهُ وبَينَ أَقَارِبِهِ والنَّاسِ..لأَنَّ كَثيراً مِن أَعمَالِ الخيرِ قَد تَفُوتُهُ بِسَبَبِ جهَلِهِ بِهَا كَالإِنفَاقِ البَسِيطِ فِي سَبيلِ اللهِ مثلاً فَرُّبَ دِرهَمٍ سَبَقَ مِائة أَلفِ دِرهم،يَحقِرُ بَعضُ النَّاسِ النِّظَامَ فَلا يُلقِي لهُ بَالاً ويَجْنَحُ فِي غَالِبِ حَالِه إِلى مُخَالَفَةِ الأَنظِمَةِ لأَنَّ النِّظَامَ في نَظَرِهِ لَيسَ لَهُ قِيمة..وقَدْ يَحقِرُ بَعضُهُم نَظَافَتِهِ الشَخصِيَةِ في حَركَاتِهِ وثِيَابِهِ..وقَدْ يَحقِرُ بَعضُهُم مُمَارَسَةَ الرّيَاضَةِ أو المشيِّ ويُقَلِّلُ مِن قِيمَتِهِ فَتَراهُ يُهمِلُ نَفسَهُ وجِسمَهُ وطريقةَ أَكلّه كَمَا يَفعَلُ أَغلَبُنَا حَتَى تَغْزُونَا الأَمراضُ بل إن لأَنَّ المجتمَعَ بِأْكمَلِهِ أَهمَلَ صِحَتَهُ وصِحةَ أَولادِه ولإِنشاءِ أَجسَامٍ وعُقُولٍ سَلِيمَةٍ بَل نُفْسِدُ صِحَتَنَا وصِحَةَ أَولادِنَا بِالمدَاوَمَةِ عَلى أَنواعٍ مِن الأَكلاتِ والمطَاعِم التي تَضُرُّ ولا تَنفَعُ وتَجِلِبُ السُمنَةَ والأَجسَامَ الضَعِيفَةَ..انظر إلى تعامل أولادنا مع وسائل التقنية وأجهزتها وجوالاتها وقنواتها حين تُهمل الألعاب الحركية،ويصبح شبه إدمان على هذه الأجهزة وألعابها الالكترونية صباح مساء وبعضها ضار للصحة والأخلاق والعقيدة إضافةً إلى التعامل الخاطئ مع الجوال ورسائله..حَتى كَانت تِلكَ عَادةٌ خُلُقِيّةٌ ضَارّةٌ لِكَثِيرٍ مِن بُيُوتِنَا تَضَرَّرَ مِنهَا العَالَمُ بِأجمَعِه..
عباد الله..كيف تعاملنا مع شعيرة الصلاة والمساجد؟! فإن ما نَراهُ مِنْ البَعضِ في المسَاجِدِ محزن مِن عَدَمِ العِنَايَةِ بِنَظَافَتِهَا إِن لم يُمَارِسُوا بِأَفعَالِهِم مَا يَجْلِبُ لَهَا الأَوسَاخَ..!!كَيفَ آدابُنَا مَع الصَلاةِ نَفْسِهَا بِنَظَافَةِ اللِّبَاسِ والرَائِحَةِ والاصِطِفَافِ وقِلّةِ الحَرَكَةِ المكرُوهَةِ بالصَلاةِ أَو إِظهَارِ أَصواتٍ مُقَزِّزَةٍ أَو رَفعِ الصَوتِ بالقراءةِ وكأَنَّنَا نُرائِي بِصلاتِنَا وَكَذلِكَ العِنَايَةُ بِالمسَاجِدِ وتَكَاتُفِ الجَمَاعَةِ لِصِيَانَتِهَا ونَظَافَتِهَا..ثُمَّ اُنْظُروا كَيفَ إِذَا جِئْنَا لتأديةِ صلاة الجمعة أو لشهود الجنائز أو الصلاة بالمسَاجِدِ بِسيَارَاتِنَا ونحن نريد الأجر فيحصل بعضنا الوزر بِطَرِيقَةِ وقُوفِ سَيَاراتِهِم وإِقْفَالِ الطُرُقِ وتَضَيّيقِهَا والإقفال عَلى سَيَاراتِ الآخر الوُجُوهِ بَدلاً مِن اِنتِشَارِ العُبُوسِ الدَائِمِ الذي أَصبَحَ سِمَةً لِلبَعضِ وكَأَنَّ التَبَسُمَ فِي وَجهِ إِخوانِهِ يُكَلِّفُهُ مَالاً والمصيِبَةُ حِين تَرى مَن يَعبَسُ لِجَارٍ أَو قَريبٍ أَو لأحدٍ وَاقِعٍ في مَعصِيَةٍ ويُنَفِرُ النَّاسَ مِنهُ ومِن تَمَسُكِّهِ بِالدينِ الذي يَأْمُرُهُ بالبَسمَةِ في وَجِهِ أَخيهِ..قد تَشْغَلُنَا وتُضَايُقُنَا هُمُومُ الحيَاةِ لَكِنَنَا بِالبَسّمَةِ نَنشُرُ المحبةَ ونُشِيعُ السَلام..
من الآدَابِ المهمَلةِ إِخوتي مَا نُلاحِظَهُ مُؤخَراً عَلى شَبَابِنَا مِن فَقدٍ لاحترامِ الكَبيرِ ورَحمةٍ الصَغيرِ أَو الضَعيفِ كَالعُمَالِ والخدم قَالَ صلى الله عليه وسلم{لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا،وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا} فكَيفَ بِمن يُهِينُ العَمَالِةَ ويَقْذِفُهُم بِالحَصَى كَمَا يَحصُلُ مِن شَبَابٍ لا يُبَالي؟!نَراهُم بِغِيَابِ آدَابِهِم وكَأنَّهُم يَمْلِكُونَ الشَوارِعَ والنَّاسَ لِيُؤُذُونهُم ويفسدون فيها ولا يصلحون..كَيفَ بِمَنَ يَقْسُونَ عَلى الخدمِ ويحمِلُونَهُم فَوقَ طَاقَتِهِم ويُهِينُونَهُم ويؤخرون رواتبهم وهَذَا واقعُ بَعضِ البُيُوت والمؤسسات؟!!وأينَ اِحترامُ الكَبيرِ وتَوقِيرُهُ والاستفادة من خبرته وتجاربه وعدم التَقَدُمِ أَمَامَهُ عِند الخروجِ وعَدمِ الجلوسِ باحترامٍِ وأَدب عِندْهُ وعَدَمُ مُسَاعَدْتِهِ إِن اِحتَاجَ شَيئاً أَو عَدمُ تَقديرِ رَأْيّهِ..
أصبح البعض لا يحترم النَّظِامِ ولا يلتزم به لِمَا فِيهِ صَلاحُ المجتَمَعِ والوَطَنِ والنِّظَامِ مَع السَيَارَاتِ وفي الدْوَائِرِ الحكوميةِ وفي وُقُوفِ الطَوابِيرِ المنظَمَةِ وجَمِيعِ هَذِهِ الأُمُورِ والأَنظِمَةِ تَشهدُ تَخَلُفَاً كَبِيراً لا تَظهَرُ مَعَهَا مُجْتَمَعاتُنَا الإِسلامِية كُمُنَفِذَةٍ لِتَعَالِيمِ دِينِنَا وتَلَتَزِمُ بِمَا يُصلِحُ لَهَا دِينَهَا ودُنْيَاهَا..بَل صَارَ بَعضُنَا يَتَطَلّعُ لِتَطِبِيقِ كَثيرٍ مِن الأَنظِمَةِ في بِلادِ الكُفْرِ عَلى أَنَّهَا مِثَالٌ يُحتَذَى ويصف بالنَقْصِ ِبُلْدَانَنَا المسلِمَةِ لِمَا يَراهُ مِن إِهمالٍ للأَنظمةِ..والغريبُ أَنَنَا إِذَا سَافَرنَا نَلَتَزِمُ بِأَنظِمَةِ تِلكَ البُلدانِ ونحترمُهَا فَإِذَا مَا عُدْنَا لِبِلادِنَا أَهملنَا هَذِهِ الأَنظمة وكَأَنَّنَا بَلَدٌ لِلفَوضَى والاستهتار..
عِبَاد الله..العِنَايَةُ بِطَريقِ المسلمينَ والاهتِمَامُ بِهِ خُلُقٌ مِن خِلَقِ الإِيمانِ،وشُعْبَةٌ مِن شُعَبِهِ،وأَدْنَاهَا إماطةُ الأَذَى عَن الطَريقِ فَنَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم بِهَذَا يُرشِدُنَا إِلى أَنَّ إِزَالَةَ الأَذَى إِيمانٌ وعَمَلٌ صَالِحٌ يَتَقَرّبُ به العبدُ إلى الله..قَدْ يَقُولُ البَعضُ:إن ذلك مسؤولية الجِهَاتِ المختَصَّةِ، والبلديات،ورغم مُسؤُولِيتِهِم فَإِنَّ هَذا لا يُعفِيكَ أَن تُشَارِكَ في الخيرِ وتُسَاهِمَ فيه،ومن سُنَّتهُ صلى الله عليه وسلم فَضلُ إِزَالَةِ الأَذَى عَن الطَريقِ وجَاءَ الوَعدُ الصَادق لمن اِعتَنَى بِذلِكَ،وضِدُّهِ الوَعِيدُ الشَديدُ عَلى مِن آذَى المسلِمِينَ فِي طُرُقِهِم ولوَّثها وجلَب لها الضرَر.. قال صلى الله عليه وسلم (عُرضَت عليَّ أعمال أمّتي حسنُها وقبيحُها،فرأيتُ في محاسنِها الأذى يُزال عن الطريق)) بعض الناس لايهتم بنظافته الشخصية وخصالٍ للفطرة من تقليمِ الأظافر وقصّ الشارِِب ونتف الإبط وأخذ شعرِ العانة إلى غير ذلك مما جاءت به الشريعة،إنَّها دعوةٌ إلى نظافةِ البدن،والملبَس،ونظافةِ الطريق،التي هي من الإيمان،فدين الإسلام جاء بما يحقِّق للأمَّة كلَّ خير وسعادة،قال أبو برزة الأسلمي:يا رسولَ الله، لستُ أدري أيمضي عمري أم أبقى بعدَك،فدُلَّني على أمرٍ ينفعني،قال(افعَل كذا وكذا، وأمِرَّ الأذى عن الطريق))ويقول صلى الله عليه وسلم(بينما رجلٌ يمشي في الطريق فإذا بغُصن شوكٍ فَنَحَّاهُ عن الطريق، فشكَر الله له فغَفر له))لكن المصيبةَ إخوتي فيمن يتعمّد إلقاءَ الأذى بالطريق بِلا خَجَلٍ ولا مُبَالاةٍ،تَراهُ يسير في الطريقِ ومعه بعض المعلّبات من مأكولٍ ومشروب،فإذا انتهى فتحَ نافذة السيارة ليلقي زبالته ولو سببت الحوادث وأربك السير وجلب الضرر،وهو لايبالي بفعله حين يلقي ذلك إذا انتهى منها بما فيها من نعَمِ الله،في طريق الناس وهو سائر في سيّارته ولا يبالي وكذلك الفوضى باستخدام السيارات حتى في مواكب الأعراس التي انتشرت وكثر ضررها،ومما يمارسه بعض الشباب في أعراسه من إقفالٍ للشوارع وتفحيط وإزعاج يتسبب بالدعاء عليهم،وعدم التوفيق وهذا كله بسبب ما يُسمى اجتماع الرجال في الأعراس وهي عادة خاطئة ينبغي أن نتكاتف لإلغائها توفيراً للتكاليف والإزعاج فبعض الناس لا يهتم إلا بذاته وشخصيّته،أما منافعُ الآخرين ومصالحهم والعنايةُ بهم فهذا أمرٌ لا يبالي ولا يهتمّ به،ويضايقهم في شوارعهم وذلك يدل على ضَعف الإيمان وقلَّة الحياء،لأنّ العناية بمصالح الأمة ومرافِقُها أمرٌ إيمانيّ أرشد إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل أن نجعل منها نظاماً وعقوبةً على مخالفتها..رفعَ معاذ بنُ جبل حجرًا من الطريق،فقيل له: لماذا؟ فقال: إني سمعتهُ صلى الله عليه وسلم يقول(من رفع حجرًا عن الطريق كتب الله له به حسَنة،ومن كتب الله له حسنة غفر له وأدخله الله الجنة))ولانبدع أو نفسق أو نكفر عياذاً بالله بلا دليل..من الآداب المهمة أن نحترم آراءنا المختلفة ونتحاور بالحسنى ولو اختلفنا ونحسن الظن فيما بيننا فالاختلاف في الرؤى طبيعة البشر..
من الآداب السيئة ما نراه منتشراً من ممارسة القطيعة مع الأقارب أو الجيران أو حتى مبادلة السلام مع الناس وفقد الابتسامة من وجوههم حتى أنك في بعض الأحياء ترى الجيران لا يعرف بعضُهم بَعضاً بالرغم من وصيته صلى الله عليه وسلم للعناية بالجار،وكذلك التقاطع والتدابر على أتفه الأسباب بين الأقارب والأصحاب وكثرة ما نسمع من شكاوى في المحاكم والشرط بين الأقارب والأصدقاء والقطيعة لأتفه الأسباب،وبعض الناس يقول أنا كفيت خيري وشري عن فلان لخلاف بينهما وهذا خطأ لابد من التصالح والصبر على بعضهم البعض فالقطيعة تسبب غضب الرب وعدم رفع الأعمال إلى الله..

أُحبُّ مكارم الأخلاق جهدي وأكرهُ أن أعيب و أن أُعابا
و أصفحُ عن سِبابِ الناس حلماً وشرُّ الناسِ من يهوى السبابا
من الآداب المهمةِ التورع من الشبهات في عدم كسب المال الحرام ويحتاط منه ومن شبهته لقوله صلى الله عليه وسلم: ((الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه..))[متفق عليه]بعض الناس يتساهل اليوم بما يدخل عليه من مال أهو حلالٌ أم حرام..والحرص مطلوبٌ (أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة)
وكذلك صون اللسان:من فضول الكلام وفحشاء الحديث واللعن وعموم اللغو والغيبة والنميمة قال صلى الله عليه وسلم(وهل يكبُ الناسَ في النَّارِ على وجُوهِهِم إلا حصَائِدُ ألسنتِهِم))من المؤسف أنك ترى من يُواظِبُ عَلى صلاةٍ أو صيامٍ أو صدقةٍ أو جنازة لكنه لايمسك لسانه عن اللغو والغيبة و النميمة مما يحصد الحسنات..ولنحذر إخوتي من الإسراف والتبذير الذي أصبح للمباهات والمظاهر كما يمارسه البعض في حفلاته أو البيوت حتى أصبح الترف والإسراف سمة لمجتمعنا.. نسمع عن حفلاتٍ لتخريج البنات تكلف عشرات الألوف أو أكثر في إسرافٍ نخشى معه والله من العقوبة من ممارسة السفهاء والسفيهات،من الأخلاق المهمة الحلم والصبر التي يجب أن تتوفر في المسلم،فالعمل لخدمة الدين الناس والوطن يمتلئ بالمكاره والصعاب،فالإيذاء والاتهام والتعيير والسخريةِ من العقبات التي تثبط همم المؤمنين لهذا وجب على المسلم أن يصبر على العالم،والجاهل، والعاقل،والمنفعل،ونحن بحاجة كبرى إلى الصبر والحلم(ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور))((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب))((وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً))وقال صلى الله عليه وسلم(ألا أنبئكم بما يشرّف الله به البنيان ويرفع به الدرجات قالوا: نعم يا رسول الله،قال: تحلم على من جهل عليك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطى من حرمك،وتصل من قطعك)) رواه الطبراني هذه نبذةٌ من أخلاقٍ مهمة نحتاجها و هناك غيرها من المهم إخوتي التعاون على معرفتها وإقامتها بمجتمعاتنا..قال صلى الله عليه وسلم كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة،وتعين الرجل في دابته،فتحمله عليها،أو ترفع له عليها متاعه صدقة،والكلمة الطيبة صدقة،وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة،وتميط الأذى عن الطريق صدقة متفق عليه أقولُ قولي..
الخطبة الثانية الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد..
إن القاسم المشترك الذي يقيم هذه الآداب بعمومها ويحمي الأنظمة المفيدة وقيامها هو التعاون بين أفراد المجتمع للالتزام بعموم الآداب والأخلاق وإقامة النظام وعدم تجاوزه..
وهو من التعاون على البر والتقوى الذي يبني المجتمع ويشعر كل إنسانٍ بخلقه والتزامه أنه عضو مساهم بإقامة المجتمع ومستفيد من تعامل أفراده وإقامة نظامه..أما الخطأ الشنيع حين تكون الأثرة والأنانية صفة غالبة على المجتمع ولا يحب لإخوانه ما يحب لنفسه بل يحث كلَّ إنسان عن مصلحته فقط ولا يهتم بغيره فحينذاك يهدم نفسه ومجتمعه من حيث يدري أولا يدري وتنهار المجتمعات والأوطان بعموم الفوضى والفساد والمحسوبيات ونهب المال العام وضياع حقوق الإنسان والحيوان وحق الطريق والجار والصديق فتكثر الحوادث ويعم الموت والمرض والظلم ولعل هذا هو واقع كثير من بلداننا مع الأسف فأ الله ألله أيها الإخوة لنقيم بناء الإسلام ونحيي الآداب بتعاملنا نسأل الله جل وعلا أن يصلح فساد قلوبنا ويجمع لكمتنا على الحق ويحسن أخلاقنا..
عباد الله..أنتم في شهر شعبان كان صلى الله عليه وسلم يصوم كثيراً منه واحرصوا على تذكير النساء بقضاء ما فا تهن من رمضان الماضي نسأل الله جل وعلا أن يتقبل منا ومنكم وأن يبلغنا رمضان..اللهم أنزل نصرك على إخواننا في أرض الشام على الطغاة المعاندين..اجبر كسرهم وتولَّ أمرهم واشف جريهم واحفظ أعراضهم ونساءهم وأطفالهم يارب العالمين..سبحانك ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في أرض الشام , اللهم سدد رميهم واجمع كلمتهم وتقبل شهداءهم, اللهم أرنا في الطاغية وأعوانه عجائب قدرتك. اللهم يا قوي يا عزيز أعز الإسلام والمسلمين.
اللهم كن لإخواننا وآبائنا وأمهاتنا في الشام , اللهم نجهم وآمن روعتهم وأبدلهم من بعد خوف أمنا وسلاما

 0  0  1346
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 05:42 مساءً الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.