أَما بعد..فأُوصِيكُم أَيُّها الناسُ ونفسي بتقوى اللهِ عَزَّ وجلَّ اتقوا اللهَ وأصلحوا ذاتَ بينكم وأَطَيعوا اللهَ ورسولهُ إن كنتم مؤمنين..
أَيُّها المسلمونَ..إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ رُوي أَنْ أَبا بِكرٍ لما تولّى الخلافةَ قامَ بإِسنادِ القَضاءِ بينَ الناسِ إلى عُمرِ ابن الخطابِ فلما تَولت سَنةٌ على هذهِ المَحكمةِ في ذلكَ المجتمعِ جَاءَ إليه يشكو فَهلَ كانَ يشكو من كثرةِ القضايا وسوءِ الناس؟!لقد شَكى وقالَ لأبي بكرٍ بأَنهُ جَلسَ عاماً فلم يتقدم إليهِ أحد:ما حاجتي عند هؤلاءِ القوم ؟!وعلى النقيضِ من ذلكَ وما ذُكرَ من أَخبار ِالسَلفِ فإننا الآنَ إِخوتي نرى كيف أَقضت مضاجِعُ القُضاةِ القضايا,وامتلأت كثيرٌ من السجُونِ بالبلايا,ناهِيكَ بِما في مراكزِ الشرطةِ وأَسرةِ المشافي من المآسي..بَلَ إِن مُشكِلاتِ الأُمةِ الكُبرى في عَددٍ من بِلادِ المسلمينَ تَجتاحها الخِلافاتُ بين أَهلِّها..وحِينَ تَرى القَضَايا بينَ النَاسِ لاسِيما الأَقَاربَ مِنهم وتَسمعُ عن شِدةِ الخلافِ فيما بَينهم تَتَساءَلُ وأَنت تَعرِفُ أُسرهُم ومُجتَمعاتِهم أَلا ينبري خَيِّرونَ مِنهم أَو من غَيرهِم للإِصلاحِ فِيما بينهم بِمساعِي حَميدةٍ هُنا وهُناكَ ليطفئوا نَار الفِتنِ ويَنزِعوا فَتيلَ اللَهَبِ والمشكِلاتِ التي طَالِ زَمَنُهُمَا حتى امتدتَ للأَحقَادِ وسَاءَ حَالُها وكَثُرَ بَينهم الجِدالُ لأَجلِّها؟!
أَيُّها الأُخوةِ المؤمنونَ:إِن التَنازُعَ مُفسِدٌ للبيوتِ والأُسرِ,مُهلِكٌ للشِعُوبِ والأُمَمِ, سَافكٌ للدماءِ مُبدِدٌ للثروات)وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ ( بالخصومات والمشاحنات تنتهك حرمات الدين,ويعم الشر القريب والبعيد.
ومن أَجلِ ذلكَ سَمى رسولُ الله فسادَ ذاتِ البينِ بالحالقةِ فهي لا تَحلقُ الشَعر ولكن تَحلِقُ الدين
إن الأُمةَ تَحتاجُ إلى إِصلاحٍ يُدخل الرضا على المتخاصمين,ويُعيدُ الوئِامَ إلى المتنازعينً..إصلاحٌ تَسكنُ به النفوسُ,وتأَتَلِفُ بهِ القلوبُ..إصلاحٌ يقومُ بِه عُصبةٌ خيرونَ,وهم بمثلِ هذهِ المساعي الخيِّرة يبرهنونَ على نُبلِ الطِباعِ,وكَرمِ السَجايا,ويُقدمِونَ خدمةً عظيمةً لأهالي تِلكَ البلادِ المختلفينَ فِيما بينهم..وللأُسَرِ التي تقطعت أَرحامُهُم..فئاتٌ من ذوي الشهامةِ من الرِجَالِ والمقَاماتِ العاليةِ من القوم..رجالٌ مُصلحونَ ذوو خِبرةٍ وعَقلٍ وإِيمانٍ وصَبرٍ,يُخبرونَ الناسَ في أَحوالهم ومُعامَلتِهِم, حذاقٌ في مُعالجةِ أَدوائِهم,أَهلُ إِحاطةٍ بنفوسِ المتَخاصمينَ وخَواطِر المتباغضين والسعي بِما يُرضي الطرفين,ورأَينا أن أَمثال هؤلاءِ حَققوا ما عجزت عنه كُبرياتُ الدوائِر الحكومية ..
أَيُّها الأحبةِ :إن سبيلَ الإصلاحِ عَزيمةٌ راشدةٌ,ونيةٌ خيرةٌ,وإرادةٌ مصلحة..والإِصلاحُ يقوم به لبيبٌ تقيٌّ يَسرهُ أَن يسودَ الوئِامُ بين الناسِ)وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا(
وللإصلاحِ فِقهٌ ومَسالِكُ دَلت عليها نُصوصُ الشَرعِ وسَارَ عَليها المصلحونَ المخلصونَ.
فَإن من فقهِ الإصلاحِ صَلاحُ النيِّةِ , وابتغاءِ مَرضاةِ اللهِ , وتَجنُبِ الأَهواءِ الشَخصيةِ والمنَافعِ الدنيوية .
إذا تَحققَ الإخلاصُ حَلَ التوفيقُ وجرى التوافقُ وأُنزلَ الثباتُ في الأَمرِ والعزيمةُ على الرشد. أما من قَصدَ بإصلاحهِ الترؤسَ والرياءَ وارتفاعَ الذكرِ فبعيداً أن يَنالَ ثوابَ الآخرةِ , وحَريٌّ ألا يُحالفَ التوفيقَ مسعاه) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (
ومن فقهِ الإصلاحِ سلوكُ مَسلكِ السِر والنجوى,فَلئنِ كَانَ كَثيراً من النجوى مَذموماً فإنَ ما كانَ من صدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس..فهو محمودٌ مستثنى ) لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ (
أَيُّها الأخِوة:وهذا فقهٌ في الإِصلاحِ دَقيقٌ فَلعلَّ فَشلَ كَثيرٍ من مَساعي الصُلحِ ولجانِه بِسَبَبِ فشوِّ الأحاديث وتَسَرُّبِ الأَخبَارِ ونَشرِ الأَسرارِ وتَشويِّشَاتِ الفهوم مما يُفسدُ الأُمورِ المبرَمَةِ والاتفاقيات الخيَّرة.
ولأَهميةِ الإِصلاحِ بين الناسِ أَذن الشَارعُ للمُصلِحِ بنوعٍ من الكذبِ في العباراتِ والوعودِ قالr { فليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا } متفقٌ عليه
وفي خبر آخر يقولr:{لا يصح الكذب إلا في ثلاث رجل يصلح بين اثنين,والحرب خدعة , والرجل يصلح امرأته}أخرجه أحمد وأبو داود..ويقولُ نعيمُ بن حماد: قُلتُ لسفيانِ ابن عيينة : أرأيت الرجلَ يعتذرُ مِن شيءٍ عَسى أن يكونَ قَد فعله ويُحرف فيهِ القولَ ليُرضيَ صاحبهُ أَعليهِ فيهِ حرج؟ قالَ:لا أَلم تسمع قولهr {ليس بكاذب من قال خيرا أو أصلح بين الناس } وقد قال الله : ) لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ( فإِصلاحهُ فيما بينهُ وبينَ الناسِ أَفصلُ مِنْ أَن يَتعرضَ لعداوةِ صَاحبهِ وبُغضِهِ فإنَّ البُغضَةَ حَالِقةُ الدين
فالمصلِحُ يُخبِرُ بِما عَلِمهُ من الخيرِ ويَسكُتُ عَما عَلمَهُ من الشَرِ والنقص.
وليعلم محبِّو الإِصلاحِ والسَاعونَ فيه-أثابهم الله وأنجح مساعيهم- أَن الشَر لا يُطفأ بالشرِ كما أن النار لاتُطفَأُ بالنارِ ولكنهُ بالخيرِ يُطفأ،فلا تسكنُ الإِساءَةُ إلا بالإِحسانِ,ولهذا فقد يحتاجُ المتنازعونَ إلى أَن يتنازلَ عن بَعضِ الحقِ فيما بينهما من أَموالٍ وخصومات .
وإن من البصرِ بِأَحوالِ الناسِ أَن يَعلم أصحابُ المروءاتِ من المصلحينَ,أَن النفوسَ مجبولةٌ على الشُحِ وصُعُوبةِ الانقيادِ مما يَستدعي بَذلاً في طولِ صَبرٍ وأَناةِ,فربُّكم يقول

ولكن في مقابل هذهِ النفوسِ الشَحيحةِ يَترقى أَصحابُ المروءاتِ من المصلحينِ الأَخيارِ ليبذلوا ويَغرْموا,نَعم يبذلونَ الوقتَ والجهدَ,ويصرفونَ المالَ والجاهَ,ولقد قَدرَ الإِسلامِ مروءَتَهم و حفظَ لهم معروفَهم,فجعلَ في حِسابِ الزكاةِ ما يَحمل عَنهم غَرامتهم إذا غِرموا لئلا يُحجف ذلك بسادات القوم المصلحين ولنعلم أن الحوارَ هو من سبلُ الإصلاحِ بين الناسِ حينَ يَجِلسُ مع المتَخَاصِمينَ فَيسمعُ مِنهم ويحاورونَ بأسلوبٍ جيد.
أَيُّها الأخوةُ في الله:ومَيدانُ الصُلحِ واسعٌ عَريضٌ,في الأَفرادِ والجمَاعَاتِ والأزواجِ والزوجاتِ؟ والكُفَارِ والمسلِمينَ,والفئاتِ الباغيةِ والعادلةِ,في الأموالِ والدماءِ,والنزاعِ والخصوماتِ .
ومن أَجلِ ذلكَ فقد عَظُمَ ثوابه,وكَبرَ أَجرهُ,فهو أَفضلُ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ,فقد قال لأصحابه يوماً:{ ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا:بلى يا رسول الله,قال:إصلاح ذات البين,فإن فساد ذات البين هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين}ولقد باشر الصلح بنفسهحين تنازعَ أَهلُ قِباء,فندب أصحابه وقال:{اذهبوا بنا نصلح بينهم}وخرجبين أُناسٍ من بني عوف حتى تأخر عن صلاةِ الجماعة متفق عليه والإمام الأوزاعي رحمه الله يقول:{ما خطوةٌ أَحبُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ من خطوةٍ في إِصلاحِ ذاتَ البين}
إذا كانَ الأَمرُ كذلك أَيُّها الأخوة:فمن ذا الذي لا يَقبلُ الصلحَ ولا يَسعى فيهِ إلا أَناساً قد قست قلوبُهم,وفَسُدت بواطِنهُم وخَبُثت نِياتُهم,حتى كأَنهم لا يحبونَ إلا الشر,ولا يسعونَ إلا في الفسادِ ولا يَجنحونَ إلا إلى الظلم..والأشدُ والأنكى أن تَرى فئاتٍ من الناسِ ساءت أَخلاقُها وغَلُظَت أكبادها,لا يكتفونَ بالسكوتِ والسكونِ في أجوائِهم يستحفلُ الخصامُ ويقسوا الكلام إذا علموا عن مشكلةٍ وقعت أو قرءوا عَنها رأيتَ كلامَهم وكَِتَاباتِهم في الصُحُفِ والإنترنتِ كُلَّها تدعوا وتؤدي إلى مزيدٍ من الخصومةِ والشَِقاقِ والفُرقَةِ بين الناسِ والنعراتِ والعصبياتِ والزيادةِ في الخصوماتِ, وما أَشبه هَؤلاءِ بأَعداءِ الإسلامِ وأَهلِ النفاقِ,إِنَهم يلهبون نار العداوةِ ويوقدونَ سَعيرَ الغضبِ كُلَّما خَبت نَارُ الفتنِ أَوقَدُوها..ولا غرو بعد ذلك أن تضيع الحقوق وتهدر الحرماتُ ويَرِقَّ الدينُ وتُنزعُ البركات وتتفاقم المشكلاتِ وتزداد نسال الله السلامة والعافية وكونوا مساهمين في الإصلاحِ والظنِ ِالحسنِ..لا مساهمين في الإفسادِ بالقيلِ والقالِ وكثرة السؤال أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم من كل ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ..
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد ..
أَيُّها الإخوة:الكريمُ لا يحقدُ ولا يحسدُ ولا يبغي ولا يفجر,إن بَلغهُ عن أَخيهِ ما يكرهُهُ التمسَ لهُ عذراً وظنَ به الحسن,فقد عَلِمَ أَن الاعتذارَ يُذهبُ الهمومَ,ويُجَلِّي الأَحزانَ,ويدفعُ الأَحَقادَ,ويُزِيلُ الصدود.
إن حقاً على إخوةِ الإيمانِ أَن يسودَ بينهم أَدبُ المحبةِ ,أَدبٌ ينفي الغشِ والدغل مع الإسلام لله ما يصنعُ,ورضا بما يكتب .
اسمعوا رحمكم الله إلى هذا الحديث:روى أبو هريرةأن رسول الله r قال:{تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر الله لكل عبدٍ مسلم لا يشرك بالله شيئا إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال:انظروا هذين حتى يصطلحا انظروا هذين حتى يصطلحا}
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله: يَدلُ هذا الحديثِ على أن الذنوبَ إذا كانت بين العبادِ فسامح بعضهم بعضاً سَقطةُ المطالبةُ بِها مِنْ قِبلِ اللهِ عزَّ وجل..الله أكبر يا عباد الله ) مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (
وسَمعَ رسولُ اللهrصَوتَ خصومٍ بالبابِ عاليةً أصواتُهما,إذا أحدهما يَستَوْضع الآخر ويسترفعه- أي يطلب منهُ أن يُخَفِفَ عَنه دينه,وهو يقول والله لا أَفعل,فخرج عليهما رسول اللهrوهو يقول:{أين المتألي على الله ألا يفعل المعروف؟فقال:أنا يا رسول الله فله أيُّ ذلك أحبَّ}فعدل الرجل عن يمينه واستجاب لتذكير رسول اللهrطاعةً لله ورسولهِ واستجابةً لداعي الحقِ متفق عليه
ألا فتقوا الله رحمكم الله ولنحذر من المساهمةِ في زيادةِ المشكلاتِ والخصوماتِ بتعليقاتِنا وزيادةِ كلامِنا في مجالسنا أو صَحَافَتنا أو مواقعنا الالكترونيةِ فَكُلُ ذلكَ مُحاسبٌ عليهِ الإنسانُ بالوعيد الشديد..ومن أراد الثوابَ الجزيلَ والذكرَ الجميلَ وراحةَ القلبِ فليحلم على الجاهلِ وليعفوا عن المعتدي وليقبل الصلح ) فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ (
إن مِن نِعم اللهِ عَلينا إِيمانُنا بِمبدإِ وأَهميةِ الإِصلاحِ بينَ الناسِ و وجودِ لجانٍ ومكاتبَ خيرية يقومُ عليها أَفرادٌ خيرونَ هَدفُهم الإِصلاحُ بينَ الناسِ والأُسرِ ويَبذلُونَ أَوقاتَهم وجُهُودَهُم ويتحرونَ الخيرَ والإصلاحَ في مشكلاتٍ أُسريةٍ بينَ الأَزواجِ أو بينَ ألآباءِ والأَولادِ أو العكس أو غيرها من المشكلاتِ تنبري لها مِثلُ هذهِ اللجانِ والمكاتبِ .. وواجبٌ على الجميعِ دَعمُ هذهِ اللجانِ بما تَحتاجه من مالٍ و وجاهةٍ ودعمٍ رسميٍّ وشَخصي لجهودِها الإصلاحية لتحقق أهدافها .
فإنَّ هذهِ اللجان تختصرُ وقتاً ومجهوداً كبيراً على الشُرطَةِ والمحَاكِم للإصلاحِ .. وكم من قضيةٍ أَقضت مضاجِعَ المحاكمِ الرسميةِ انتهت بِمجلسِ إصلاحٍ يسيرةٍ لبعضِ المخلصينَ نسال الله يزيدهم ويوفقهم وينفع بجهودهم ...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،،،