الحمد لله الذي حرم الظلم والبغي والعدوان،أحمده سبحانه كتَب على الباغي الخزيَ والهزيمةَ والخذلان،وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله،قمعَ بسيف الحق الباطلَ والطغيان،صلى الله وسلم عليه وعلى آله والصحب والأعوان وسلم تسليماً أما بعد..
واتـــق الله فـــتــقــوى الله ما
لامست قلبَ امرئٍ إلا وصَلْ
ليسَ من يقتلُ شعباً بطلاً إنمـــا
مـــن يــــتـــقـــي الله البـــطـــل
عباد الله..يحكي لنا ربُّ العزة والجلال في كتابه عن نماذجَ بشريةٍ فاسدةٍ تمارسُ الطغيانَ والإفسادَ والكبرياءَ والإجرامَ في الأرض،ِمنهم المجرمون الذين يتسلَّطُون على عبادِ اللهِ بالقتلِ والإيذاءِ والإذلالِ قد يدفعُهم الطغيانُ الذي أصابَهم لممارسةِ هذا الظلم لكن دافعهم الطائفيَّ ومذهبَهم العلويَّ الباطني هو ما يجعلُهم يمتلؤن حقداً على جيرانِهم وشعوبِهم وهذا ما نراه اليوم واضحاً في سوريا الصامدة وليبيا المحاصرة..يُجرمون في حقِّ ضعفةِ إخوانِنا هناك وهمُ الذين لم يتجرَّأُوا يوماً طوالَ حكمِهم لإطلاقِ رصاصةِ واحدةٍ على الصهاينةِ،حموْا حدودَ اليهودِ في الجولان عن طريق الرافضة في لبنان ثم حاصروا مدن درعا وحمص وغيرها بكل طغيان ولاينسى التاريخُ إراقتهم للدماءِ في حلب وحماة قبل زمان،وترى طاغيةً يقصفُ شعبَه في ليبيا بكلِّ عدوان ولكننا لانستغربُ ذلك لأنَّه إخوتي من أعظمِ الإجرام وإهانة بني الإنسان ؟؟!!لكن المستغرب هذا السكوت والخذلان..
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف
كما بكى لفراق الإلف هيمان
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم
قتلى وأسرى فما يهز إنسان
ياربُّ أمٍ وطفلٍ حيل بينهما
كما تفرق من أرواحٌٍ وأبدانُ
لمثل هذا يهذب القلب من كمدٍ
إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ
فتعالوا إخوتي نتعرف على الإجرام ..المجرمون عباد الله ذكرهم الله في كتابه في عدة مواضع حكى لنا حالهم في الدنيا وطغيانهم فيها وعداواتهم لمنهج الله وللرسل وأتباع الرسل من الدعاة والمؤمنين وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا
وحكى لنا القرآن عن موسى عليه السلام وهو يصفُ فرعونَ وقومَه لما كذَّبوه: فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ فكلُّ من يعادي أولياء اللهِ والمؤمنينَ فهو مجرم.
وأصلُ المجرم هو المكتسبِ لكلِّ شرٍ المنقطع عن كل خير، وإنك لتعجبُ من حالِ الإنسانِ حينما يبالغُ في الإجرامِ والطغيان وهو ذلك الضعيف الذي لايساوي شيءً بجانب قدرة الله سبحانه.
ولكن الله سبحانه وتعالى ما أرسل الرسل ولا أنزل الكتب ولا وهب العقل ولا منَّ بالفطرة التي تُذكِّرُ العبدَ بربّه وبالجنة والنار ولا فرض العقوبات الشرعية إلا ليكبح العبد جماح نفسه عن الإجرام..
وقد عُنيَ القرآنُ الكريمُ ببيانِ صفاتِ المجرمين وتحديد سبلهم ومنهجهم وعلاماتهم بحيث لا تختلطُ سبيلُ المجرمين بسبيل المسلمين، وتعرف صفات المجرمين وهي تكاد تتشابه في كل زمان ومكان، وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ الأكابر هم علية القوم من يسمون بالعظماء، الذين يسوقون للظلم والإجرام ويبحثون عن فائدتهم هم بدون غيرهم .
كلُّ طاغيةٍ يقتلُ الأبرياءَ ويشرِّدُ الآلافَ وينهبُ الأموالَ ويشيعُ الرعبَ والإرهابَ ويحاصرُ المدنَ ويستضعفُ الناس ويعيثُ في الأرضِ فساداً فهو مجرم لايبحث عن الأمن وإنما ينشر الخوف والطغيان،وذلك يبرز في كل زمان ويتكرر في كل مكان، فيبرز طاغية مجرم يقوم بعمليات الإجرام.
وضرب الله مثلاً للطغاةِ بِفرعون وهو يدَّعي ملكيَّةَ الأرضِ والناسِ والأموالِ والأنهارِ فيقول: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ بل تعالى بنفسه حتى قال: أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى ومن ظنَّ بنفسهِ هكذا فلا يقبلُ بعد ذلك النقدَ أوِ المراجعةَ أو التعقيبَ ولا الإصلاحَ،فهو وطائفتُه ومن حوله لا يرى إلا نفسَه،فهو المجد،وهو التاريخ،وهو الفخرُ،وهو العلوُّ،وهو الفيلسوفُ، وهو القائدُ،وهو الرئيسُ،وهو الرمز،وهو العَالِم،وهو المفتي،وهو الخطيبُ،وهو الذي لا يُخطئ،وهو مجدٌ لا يُفرِّطُ فيه بلدُه ولا قومُه ولا العرب ولا العالم بل من يقول له لا كأنه يقول للإله لا،تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا..تظهر شجاعتهم على شعوبهم المستضعفة أما الصهاينة ومن يدّعون مقاومتهم فلم يلقوا منهم شراً يوماً هو عونٌ لنشر المذهب الرافضي في بلادهم.
عباد الله..إن من علاماتِ المجرمين تنحيةُ منهجِ الله عن الحياة، فكلُّ من نحَّى منهجَ اللهِ عنِ الحياةِ وحكَم بغيرِ شرعِ اللهِ واعتقَد أن منهَج الله لا يصلح للتطبيق في الحياة فهو مجرم،ومن جعلَ دستورَه الوضعيَّ بدلاً عن دستور الله،كلُّ من أزهقَ الأمةَ وقتلَ الآلافَ من شعبهِ وضيَّقَ عليهم في دينِهم وشرَّدَ مئاتِ الآلاف من أجلِ أن يبقى على الكرسيِّ ولو على جُثثِ أبناءِ شعبه وهامات المستضعفين من رعيتهِ فهو مجرم،كلُّ من استنزفَ خيراتِ أمتهِ وشعبهِ وصرفَ خيراتِها وأموالها وهجّر أبناءها في المنافي في سبيلِ منصبهِ وشهوتهِ وتركَها تتلوَّى من الجوعِ وتتلظَّى من البردِ والفقرِ وتفتقدُ إلى أبسطِ متطلباتِ الحياةِ من تعليمٍ جيدٍ وصحةٍ ومشاريع، بينما الأرضُ مليئةٌ بالكنوزِ،فهو مجرم،وسيأكله شعبه بدل أن يتبعوه،كلُّ من لا يقيمُ وزناً للإنسانِ ولا يفهمُ إلا لغةَ التصفيةِ الجسديةِ لكلِّ من يخالفُ له رأياً أو إشارةً فهو مجرم..كلُّ من جعلَ من رجالِ أمنهِ سيفاً مُسلْطاً لإذلالِ العباد وقتلِهم كما رأينا أفعَالَهم وإجرامَهم وإذلالهم للناس فيما صُوّرَ وما خفيَ كان أعظم فهو مجرم..كلُّ من ضلَلّ في الإعلامِ ونشرَ الشائِعاتِ والأكاذيب وآثارَ البلبلةَ والخوف في الناسِ وهدَّدهم فهو مجرم..
المجرمون في كتاب الله هم كلُّ من كانَ مصدَر إيذاءٍ وشرٍّ إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنْ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ
من المجرمين المذكورين في كتاب الله الساخر بالمؤمنين: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَكِهِينَ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ
سنةُ اللهِ في الأرض،فالذين سَخِروا من أنبياءِ الله واتهموهم بالسحرِ والكذبِ والجنونِ أمثالهُم وورثتُهم في كلِّ زمانٍ يتهمون المؤمنين والمُصلحين بالعمالةِ والتآمرِ والرجعيةِ والتطرفِ وانفصامِ الشخصيةِ وتعاطي المخدراتِ والإرهابِ والمندسين وغيرِها من الأوصاف .
وقد سخّرَ المجرمون وسائلَ إعلامِهم لممارسةِ هذه السخرية وهذا التشويه، وأُنتجت الأفلامُ والمسلسلات فيها السخريةُ والاستهزاءُ بدينِ اللهِ علانيةً،والضحكُ من أهل الإيمان والكذب والافتراء لتضليل الناس .
من سمات المجرمين أنهم يضلون أتباعهم والزبانية حولهم الذين يُطبلِّون لهم ولا يَرَوْن ولايسمعُون أحداً غيرَهم،ويسعون بكل وسيلةٍ إلى إضلالِ الناسِ وصرفهِم عن طريقِ الحقِ،ويأتي المضلَّلون يومَ القيامةِ ينسبون ضلاَلهم إلى المجرمين: تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ فلنحذر عباد الله من مسلك المجرمين والاعتداء على المؤمنين مهما كان نوعه ..
عبادَ الله..وأما عاقبةُ المجرمين في الدنيا فعليهم أن ينتظروا انتقام الله منهم إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ وها هي شواهد الواقع ترينا تساقط المجرمين ومصائرهم وعقوبة الله لهم العاجلة في الدنيا.وأما الجزاء في الآخرة فهو من جنس العمل، فيعامل الله المجرمين كما كانوا يعاملون الناس في الدنيا باختزال الأمن وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ فلقد ذهبت لذة الإجرام وكأن الدنيا كلها لم تكن إلا ساعة من نهار، وليتهم يعقلون،فلسوف تَنْسى ذلك الكبرياءَ والعظمةَ والمجدَ المزعوم، وكأنَّ العمرَ لم يكن إلا ساعة، وكأن النعيم في الدنيا لم يكن قط ولم ير نسأل الله العظة والعبرة والسلامة والعافية.
ثم إن المجرمين يحشرون عطاشا وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا ويصيبهُم الصغار والذل، فأين العظمةُ والجبروتُ والاستكبار؟! وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ*سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ أي:ييأسوا من رحمة الله يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ تأخذُهم زبانيةُ العذابِ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْرًا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْمًا وترى إشفاقهم وخوفهم يوم القيامة عندما يرون كتابهم وقد دونت فيه جرائمهم وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا ويصيبهم الشقاء فينكسون رؤوسهم التي اسكتبرت على العباد وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ
وتثبت على المجرمين جرائمهم،ويرون كتابهم قد سطرت فيه فضائحهم يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ فلا يقبل منهم وأما مستقرهم النهائي إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمْ الظَّالِمِينَ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ
هذا هو مصير المجرمين عباد الله ..نسأل الله السلامة والعافية والنجاة من مسلك الإجرام والطغيان والفوز برحمة الكريم المنان ..
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ........
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده و بعد..
عباد الله..إن الإنسانَ وهو يرى مصيرَ إخوانه المستضعفين المحاصرين في بلدان سوريا وليبيا وغيرها وغيرها وما ينالُهم من ضعفٍ ومهانةٍ وتعتيمٍ إعلامي وتخاذلِ الناسِ عن نصرتهم وعدوانِ هؤلاء المجرمين عليهم لايملكُ لهم إلا الدعاءَ وما نرجُوا إلا بالنصرِ الإلاهي من عندِ رِّبنا جلَّ وعلا لهؤلاء المستضعفين..فلكِ الله يا مدن سوريا وشعبها المسلم..لك الله يا بلاد العلم والعلماء في الشام المباركة..يا موطن خالد بن الوليد وأبي عبيدة وابن تيمية وابن القيم ..
نثرت فوق ثراك الطاهر الهدبا
أيا دمشق لماذا نبأ العتبا
ياشام إن جراحي لا ضفاف لها
فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا
ياشام أين هما عينا معاوية
وأيـن من زحموا بالمنكـب الشهبا
وقبـر خالد في حـمصٍ نلامسـه
فـيرجف القبـر من زواره غـضبا
يا رب حـيٍ.. تراب الأرض مسكنـه
ورب ميتٍ.. على أقدامـه انتصـبا
يابن الوليد ألا سيفٌ نؤجره
فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا
دمشق يا كنز أحلامي ومروحتي
أشكو العروبة أم أشكو لك العربا
لك الله يا أرض الشام وقد تسلّط عليك شرذمةٌ علويةٌ رافضية يريدون إذلالك والطغيان عليك وحصار أهلك ومدنك وحرمانهم حتى من الماء والعلاج والكهرباء والله ناصرك ومؤيدك بإذن الله..
لكم الله يا أحفاد عمر المختار في ليبيا وهذا الطاغية يقصف شعبه ليحافظ على كرسيه.. لكم الله يا إخواننا المستضعفين..ونحن نبحث في الشرق والغرب عمن ينصركم وقد تخاذلنا عنكم وسكتنا عن ظلمكم ..
يحاولُ الصليبيون إشغالَ العالَم بإِحياءِ فكرةِ الإرهاب بأفكارٍ مختلقةٍ وفبركاتٍ إعلامية مسرحية ليعيد مسلسلاتِ الإرهاب الدرامية لينشغلَ الإعلامُ عن متابعةِ قضايا هؤلاء المستضعفين الذين يطالبون بأبسطِ حقوقِهم في الحرية والعدالة والكرامة وما أصعبها من مطالب في عالم اليوم الذي يعج بالظلم والمحسوبية والمصالح فقط..فأين ذلك من عدالة الإسلامِ ورحمةِ السلام وحكمِ اللهِ في الأرض والسماء..أين ذلك من حكم خلفاء الإسلام ولكن شتان الثرى والثريا يروى عن عمر بن الخطاب جاءت عير من اليمن فيها قطع قماش،فوزعها على المسلمين،أصابت كل واحد منهم قطعة،صعد عمر المنبر وقد بدت عليه قطعتان،وقال:أيها الناس اسمعوا وأطيعوا،فقام أعرابي من طرف المسجد فقال:لا سمع لك ولا طاعة،قال عمر:لم؟قال:لأنك أعطيت كل واحد قطعة وعليك قطعتان،فقال عمر:أين ولدي عبد الله؟فقام عبد الله بن عمر من طرف المسجد فقال له عمر:أليس هذه الثانية لك وأهديتها لي؟ فقال:نعم، فقال الأعرابي: الآن نسمع ونطيع..إنها حرية الحوار وعدالة الإسلام في زمن الظلم والخذلان .
اللهم يرد أمرك ولا يهزم جندك سبحانك وبحمدك اللهم فإنا نشكو إليك ضعف وحصار وضيق إخواننا في بلاد الشام وليبيا وسائر بلاد الإسلام اللهم إنه محاصرون ففك حصارهم ،وخائفون فأمِّن روعهم،وجائعون فأطعمهم ومُدَّهم بالصبر والسكينة ..احم أطفالهم ونساءهم ..ارحم موتاهم واشف مرضاهم ..كن لهم ولاتكن عليهم .
اللهم عليك بكل عدوٍ للإسلام والمسلمين يريدُ إذلالهم والنيل منهم..اللهم عليك بهؤلاء الطغاة اكف المسلمين شرّهم وردّ كيدهم في نحورهم..اللهم هيئ المسلمين دولاً وشعوباً لنصرة المستضعفين والنيل من الظالمين..اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس أنت ربّ المستضعفين وجابر كسر المنكسرين كن لإخواننا المسلمين وعبادك الموحدين..اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للحكم بشريعتك والقيام بطاعتك ونصرة دينك برحمتك يا أرحم الراحمين .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....