• ×

10:52 مساءً , الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025

آفة المخدرات

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمدُ للهِ الذي أَنعمَ علينا بالإسلامِ وشرحَ صدورنا للإيمانِ،أَشهدُ أنَّ لا إلهِ إلا الله وحدهُ لا شريكَ لهُ الكريمُ المنانِ وأشهدُ أن سيدنا محمداً عبدهُ ورسولهُ سيدُ الأنامِ صلى الله عليه و على آله وأصحابهِ سائِر الأزمانِ و سَلَمَ تسليماً ..أما بعد ..فاتقوا الله عباد الله ..
واعلموا أنّ الشريعةَ الإسلامية وجَهت أفرادَها للمحافظةِ على عقولهم،وشددَّتَ على صيانةِ العقلِ وحمايتهِ مِنْ كُلِّ ما يِخِلُّ بِه أو يَتسبَّبَ في إزالتهِ،كما أكدتَ على وجُوبِ حِفظِ الضَروراتِ الأربَعِ الأخرى: الدينِ والنفسِ والعرضِ والمالِ وإذا حفظِ المرءُ عقلهُ وحافظَ عليهِ،وصَانَهُ عن كُلِّ ما يخدشُه أو يغيُّرهُ سَهُلَ عليهِ القيامُ بما كُلِّفَ بِه،أما إذا أَهمَلَ عَقْلهُ وضَّيعه واسَتَعمَلَهُ فيما لا يَنفعُهُ فإنَّ انحرافَهُ عن جادةِ الصوابِ قريبٌ،ووقوعَهُ في مزالقِ الرذيلةِ وشيكْ.
إنّ العبثَ بالعَقلِ وإفسادهِ جريمةٌ كُبرى تُوصِلُ إلى أَفظَعِ الجرائِم واسمعُوا القَصَص..ابنٌ يعتدي على أبيهِ بالضربِ وآخرُ يتعدَّى على نقودِ أمِّه فتمنعهُ فَيضربُها إلى حدِّ أن تموتَ داعيةً على ابنها وشاكيةً عقوقه إلى ربها..وأبٌ يغتصبُ ثنتين من بناتِه بالإكراهِ و يُكَرِرُ ذلك..شَبابٌ يسهرونَ اللياليّ الطِوالَ و شبابٌ يتقاتلونَ فيما بينهم..شبابٌ يموتونَ في دوراتِ المياهِ وغُرفِ الفنادقِ..وشَبابٌ يُثقِلونَ كَواهِلَ أُسَرِهِم وفي أيام الامتحانات استغلال للبنين والبنات..وغيرِ ذلكَ من القضايا..ما كنا نظنُ حُدُوثَها أو وقوعَها وذلكَ حينَ تَزولُ مكانةُ الأبِ وتهونُ كرامةُ الأمُ و ينالُ من المحارمِ والأعراضِ بالزنا المحرم..ولكن لا تستغربوا وقُوعَها مع وجودِ آفةٍ عظيمةٍ كالمخدراتِ والمُسكِراتِ بهذا الانتشارِ..
روى البيهقيُّ بإسنادٍ صحيحٍ عن عُثمانَأنه قال:{كان رجلٌ فيمن خلا قبلَكم يتعبدُ ويَعتَزِلُ الناسَ، فَأحبتُهُ امرأةٌ غَوية،فأرَسَلت إليهِ جَاريتَها أن تدعوهُ لشهادةِ،فجاءَ البيتَ ودَخَلَ معها فكانت كُلَما دخلَ باباً أغلقتهُ دونَهُ حتى وصلَ إلى امرأةٍ و ضيئةٍ (أي حسناء جميلة) جالسةً،عندها غلامٌ وإناءَ خمرٍ، فقالت له:إنَّها ما دعتهُ لشهادةٍ،وإنَّما دعتهُ ليقعَ عليها أو يَقتلُ الغلامَ أو يَشربَ الخمرَ،فلما رأى أنه لا بدَّ لهُ مِن أحدِ هذهِ الأمورِ تَهاونَ بالخمرِ فَشرِبهُ فَسَكِرَ ثم زنى بالمرأةِ وقَتلَ الغلام. فقال عثمان:فاجتنبوا الخمرَ فإنِّها لا تَجتَمعُ هي والإيمانُ أبداً إلا أوشكَ أحدُهُما أن يخرجَ صاحبهُ,  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
إنَّ مِن أَعظمِ الوسائِلِ التي تُفسِد العقلَ وتُغيرهُ تعاطي المُسكراتِ أو المخدراتِ فتناولُها يُغطِّي العَقلَ ويَحجِبهُ عن أداءِ واجبهِ الذي خُلق من أجلهِ،فيفقد عقله وإنسانيته ويفرّط المحافظةِ على عقله..
لقد حرصَ أعداءُ الأمةُ شَرقًا وغَربًا وفي كُلِّ مكانٍ على إفسادِ هذهِ الأَمةُ،وهدمِ كِيانِها، وشَلِّ حَرَكَتِها،وإفسادِ شَبَابِها،ونَخرِ أجسَامِهم وعُقولِهم،وقد ظهرت مُحاولةُ إِفسَادِهم لشبابِ المسلمينَ بِضربِ كُلِّ ميدانٍ ومُرفق،بغزوٍ نشطٍ ومُكثَّف من جميعِ الاتجاهاتِ،ومن كُلِّ النواحي الثقافيةِ والأخلاقيةِ والفكريةِ.ولعلَّ سلاحَ المسكراتِ والمخدراتِ من أَكبَرِ الأخطارِ المُحدِقَةِ بالأُمَةِ التي تواجِهُهَا الشعوبُ الإسلامية، مُحاولةً من أَعدائِها للقضاءِ على دينها وأخلاقِها ومواردها فكما هي المخدرات تعبث بشبابنا فإن القات يعبث بجنوب الجزيرة ويذهب مقدراتهم وكذلك ما يسمى بالحشيش كيف أثر على مصر وأفريقيا وغيرها.
إن تَعاطي المخدراتِ يُؤثرُ على الحياةِ الاجتماعيةِ تَأثيرًا سِلبيًا، فانشغالُ المتعاطي بالمخدرِ يُؤدي إلى اضطراباتٍ شديدةٍ في العلاقاتِ الأُسريةِ والروابطِ الاجتماعية. فكم مزَّقت المخدراتُ والمسكراتُ من صِلاتٍ وعلاقاتٍ، وفرقت من أُخُوَّةٍ وصداقاتٍ، وشتَّتتَ أُسرًا وجماعاتٍ، وأَشعلت أَحقَادًا وعداواتٍ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ
أيها المسلمون..نَتَحَدّثُ عن المسكراتِ والمخدّراتِ في وقتٍ ضَجّت بالشكوى فيه البيوتُ واصطلى بنارِها من تَعَاطَاهَا ومن عاشره، وأحالت حياتَهم جحيمًا لا يُطاق، فوالدٌ يَشكي وأمٌّ تبكي وزوجةٌ حيرى وأَولادٌ تائهونَ في ضيعةٍ كبرى، ومن عوفي فليحمدِ الله.
المخدّراتُ تُفسدُ العَقلَ وتُورِثُ الجنونَ وتَجِلبُ الوساوسَ والهمومَ وأمراضًا عقليّةً وعضويّة ليسَ لها شفاءٌ، وتَجعلُ صاحبَها حيوانًا هائِجًا ليس له صاحب، وتُرديهُ في أَسوَأ المهالكِ، مع ما تُورِثُهُ من قلّةِ الغيرةِ وزوالِ الحميّةِ حتى يصيرُ مُتَعاطِيها ديّوثًا وممسوخًا.وما تفكّكتِ الأسَرُ إلاّ من أَثرها، وتفشّتِ الجرائِمُ إلا بَسبَبِها،ومع غَلائِها فإنّ مُروِّجَها مِن أفَقِرِ الناسِ وأتعَسِهِم حَالاً.أمّا مُتعاطِيها فإنّها لا تَزالُ تَستَنزِفُ مَالَهُ حتى يضيقَ بالنفقةِ الواجبةِ على أهلهِ وأولادهِ وعلى نفسهِ، وحتى تُصبحُ أُسرتُه عَالةً يتكفّفونَ الناسَ،وربّما باعَ أهلَه وعِرضَه مقابلَ جُرعَةِ مخدّرٍ أو شَربةِ مسكرٍ، فهل من قلوبٍ تَعي أو عقولٍ تُفكّر في النهاية ِالموحشةِ والآثارِ المدمّرةِ لهذهِ البلايا؟! مع فَقدِ الدينِ وضياعِ الإيمانِ، ففي الصحيحين أنَّ النبيقال(ولا يشربُ الخَمرَ حينَ يَشربُها وهو مؤمن))
أخي الشاب..قد تبدأ المخدرات والمسكرات بتجربة وشيءٍ جديد ومحاولة مع رفقة سوء ثم تنتهي بك إلى إدمانها وعدم التخلص من عاداتها واسألوا من وقع بها كيف أدت به للهاوية.
أخي الشاب..إنَّ من يُلقي بنفسهِ في سمومِ المخدراتِ يَسهُلُ عليهِ أن يبذلَ كُلَّ غَالٍ ونفيسٍ، ويُضحيّ بِكلِ عزيزٍ من أجلِّ الوصولِ إليها والحصولِ عليها،حتى ولو كان ذلكَ من أضيقِ المسالكِ وأَخطَرِ الطُرقِ، فقد يَسرقُ أو يَختَلِسُ، بل ويتخلى عن جميعِ القيمِ والأخلاقِ ليحصلَ على المادةِ التي يَصلُ بِها إلى ما يُريد، ويسيرُ في هذا المسلكِ الوعرِ إلى أن تَضُعُفَ قِواهُ الجسديةُ والعقليةُ، فيصبحَ غيرَ قادرٍ على العملِ فيكونَ عالةً على أُسرتِه ومُجتَمَعِه،و فريسةً سهلةًً لأيِّ عدوٍ يَتربصُ بِه الدوائر.
أمّا الأضرارُ الاقتصاديةُ الناجمةُ عن تعاطي المخدراتِ فهي كبيرةٌ جدًا،فالمُسكِراتِ والمخدراتِ تُشكل تُشكل كَبيرًا في طريقِ التنميةِ والتقدُمِ الاقتصادي،وتوجدُ عِبئًا ثَقيلاً على عَاتِقِ الأُمةِ بِما يهدرونَ من ثَرواتِها،وما تجلبه من المآسي والنكباتِ،فلقد أثبتَتَ الدراساتُ التي قام بِها الباحثونَ المتخصصونَ أن تعاطي وإدمانِ المخدراتِ يُؤثرانِ على إنتاجيةِ الفردِ في العملِ.كذلكَ فإن تَهريبَ المُسكراتِ والمخدراتِ وتَرويجِها وتعاطِيها يُؤدي إلى تحريك النزعاتِ العدوانيةِ والإجراميةِ لدى كُلِّ من يتعاملُ معها،فالمهرِّبُ لا يتورَّعُ عن ارتكابِ أَبشعِ الجرائِم في الحصولِ على مَنفذٍ لإيصالِ ما لديهِ من سمومٍ إلى المكانِ المقصود،كما أنَّ المروّجَ لا يتوقفُ عن ابتكارِ أسوأ الطُرُقِ والوسائِلِ للوصولِ إلى فريستهِ،ولعلَّ تأثيرهُ على الأطفالِ وحديثيّ السنِ كَبيرٌ جدًا؛لما يُقدِمُهُ لهم مِن إغراءاتٍ،ولعدمِ وعيهِم الكافي عن أضرارِ المخَدراتِ،وعدم معرفِتِهِم بالشخصيةِ التي يَنتَحِلُها ذلك المروجُ،ليوقِعَهُم في وحلِ التعاطي والإدمانِ خلال الاختبارات والإجازاتِ والسَفرِ،مما قد يَضطَرُ أولئكِ ـ بعد تناولها والإدمانِ عليها ـ إلى ارتكابِ جَرائِم السرقاتِ والسطو للحصولِ على المالِ الذي يُمكّنُهُم من شرائِها والاستمرارِ في تَعاطِيها،وفي ذلكَ زعزعَةٌ لأمنِ واستقرارِ المجُتَمَعِ، إضافةً إلى إخلالِ المتعاطي بالأمنِ العامِ عند وجودهِ في الأماكنِ العامةِ،كما أن قيادتَهُ للسيارةِ تَحتَ تأثيرِ المخدرِ أو المسكر يُشكِلُ خطرًا عليهِ وعلى الآخرينَ،ومهربوا المخدراتِ لا يتورعونَ عن التعاونِ مع أي جِهةٍ حتى لو كانت من الأعداءِ،في سبيلِ تَحقيقِ أهدافِهم ومآربِهم، وتحصيلِ مَكاسِبِهم غير المشروعة.
إن من أَسبابِ انتشارِها و تَعاطَيها ضعفُ الوازعِ الديني والتوجيهِ الإسلامي الصحيحِ و كذلكَ انتشارُ المادةَ والترفِ ويتبعهُ الفراغُ الذي يؤديّ بصاحبهِ إلى كُلِّ شرٍ إلا أنّ عدمَ الوعيّ بِها وتوعيةِ الناسِ بأضرارِها وجرائِمها و عِرضِها بأساليبٍ مغريةٍ في الأفلامِ و المسَلسَلاتِ كسبب للمتعة والسعادة في غَفلَةٍ من عينِ الرقيبِ من دولة ٍ وآباءٍ وأسرةٍ من أهمِ أسبابِ انتشارها..
أيها الإخوة إن كثيراً من شبابِنا ممن يقعُ في هذهِ الهاويةِ حِينما تسألهُ عن سَبَبِ ذلكَ،لا يلبث أن يردكَ إلى سَبَبٍ من تِلكَ الأسبابِ، فَيتكَلَّمُ لكَ عن رفقةٍ سَارَ معهم حتى أوصلوهُ إلى حَافةِ الهلاكِ، يُكَلِمُكَ عن أبٍ أَطعمهُ وسَقاهُ وكسَاهُ وأَسكنهُ،لكنهُ غَفَلَ عَنهُ ولم يَسأَل عن حَالِه،بل قد تَمضي الأيامُ وهو لا يراه،والمصيبةُ حينما يُسمحُ لهُ بالسفرِ إلى خَارجِ البلادِ ليبيعَ دينهُ وأخلاقَهُ بِلذاتِه، وقد يكون سَببُ حالِه بعدهِ عن اللهِ وغَفَلتِه وإِعراضِه عن دينهِ كَتَركِ الصلواتِ وسائِر العبادات.
وإننا من هُنا نقفُ شاكرينَ وداعينَ اللهَ بالتوفيقِ لرجالِ مُكَافَحَةِ المُخَدَراتِ والجمارك والحدود وهيئةِ الأمرِ بالمعروفِ والنهيّ عن المنكرِ،ومن شاركهم،والذين يقفونَ بِجديةٍ وتضحيةٍ بالجهدِ والدمِ لمحاربةِ هذا الداءِ العظيم،ويحاربونَ في سبيلِ عَدمِ انتشارهِ في مُجتَمَعِنا المؤمن،داعين الله بِحفظِهِم،وأنّ يجعلَ كلَّ ذلكَ في ميزانِ حسناتِهم..ومن مُنجزَاتِهم ما يعلنونَ تَحقيقهُ كلَّ فترة من خِلالِ رِجالِ مُكافَحَةِ المخَدراتِ بوزارةِ الداخليةِ من القبضِ على كمياتٍ هائلةٍ من السُمُومِ التي كانت ستتوجهُ إلى دماءِ شَبَابِنا و أُسَرِنا لولا فَضلُ اللهِ ثم يقظةُ هؤلاءِ الأبطالِ..كمياتٌ ضخمةٌ نتساءَلُ عَمَنَ يَدعَمُها ويُورِدُهَا ليُفسِدَ بِها بلادنا..وإنني أدعو كُلَّ من ابتلي بقريبٍ أو صديقٍ قارفَ تِلكَ الخطيئةَ،أن يَعزِمَ على مُعالجَتِهِ وإِبعَادِهِ عن الأسبابِ المؤديةِ بِهِ إلى هذهِ السَقطة،وأبوابُ مستشفياتِ الأملِ في بلادِنا مَفْتوحَةٌ لعلاجِ مِثلِ هؤلاءِ الذينَ ابتلوا بِهذهِ المخدراتِ،وهذا من الأمرِ بالمعروفِ والنهيِّ عن المنكر وأداءً لواجبِ الأمانةِ التي وضعها اللهُ في أعناقنا نسألُ اللهَ الإعانةَ عليها وأن يحفظ أولادنا وشبابنا من كل سوء.
وإننا نطالب بمزيدٍ من التطوير لهذه المستشفيات التي تُساهم في علاج من ابتلي بهذه الآفة وزيادة افتتاح العيادات المجانية وتطوير تلك العلاجات..وكذلك التوعية في الإعلام..فبلاد المسلمين مستهدفة على وجه الخصوص بهذه السموم.
إنّ غَرسَ الإيمانِ باللهِ تعالى واليومِ الآخرِ وبِكتابِ اللهِ تَعالى وبِسُنَةِ رسولهفي نفوسِ النَاسِ أَساسُ الصلاحِ والوقَايَةُ من كُلِّ خَطرٍ يُهددُ المجتمعَ،فغرس الِإيمانِ في النفوسِ حمايةٌ مِن المنكراتِ ووحل المخدراتِ،وهي سبب للسعادة والفوز في الدنيا والآخرة،والفوز بموعود اللهِ وهو تحصين للذات من الشرور ..
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ بارك الله لي ولكم في الفرقان العظيم و نفعنا و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم .

الخطبة الثانية

الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و بعد ..فاتقوا الله...

من المُهمِ جِداً عِندَ الحديثِ عن هذهِ الآفةِ أن نَنَتَبِهَ آباءاً وأُسَراً جَميعاً لأَولادِنا مِنها و نَعملَ على تَوعيتِهم بأضرارِها و نُعَرِفَهُم بأساليبِ الإيقاعِ بِهاويتها و هذهِ مسؤوليةُ جِهَاتِ الأمنِ و الإِعلامِ بالتوعيةِ و منعِ من يسوقها و كذلك مسؤوليةُ الأَسَرِ بالانتباهِ لأَولادِهم من الفراغِ و الرفِقَةِ السيئةِ والسَهَرِ المستديمِ و السَفَرِ للخارجِ و البُعدِ عن شَعَائرِ الدينِ والخُلقِ القويم لاسيما في المقاهي والاستراحات والبراري وأيام الامتحانات وإنّ لمن يقعُ في هاويةِ المخدراتِ علاماتٌ بكثرة السهر خارج المنزل وتأثر شكله وتصرفاته ينبغي الانتباهُ إليها من غيرِ تَشَدُدٍ و لا و سوسةٍ زائدة قد تنفر .
و لا بدّ من الانتباهِ خُصُوصاً أيامَ الامتحاناتِ حيثُ يعملُ المروجونَ للمخدراتِ على نَشرِ و بيعِ الحبوبِ المنَبِهةِ التي بِزَعمِهِم تُساعِدُ على النَجَاحِ وكَثرةِ المذاكرةِ و هي ظاهرةٌ منتشرةٌ يشتكي منها رجالُ مكافحةِ المخدراتِ و فقهم الله فاحذروا الغَفلَةَ عبادَ اللهِ فكثيرٌ مِن مَشَاكِل مُجتَمعنا الآن من شبابٍ وشاباتٍ هي من غَفلةِ أولياءِ أمورِ الأُسَرِ وإضاعَتِهِم وأصبحَ بعضُ الآباءِ مُستَهتِراً بأمانَةِ أُسرَتِهِ وأَخَلاقِهِم ولباسِهِم وكيفيةِ قَضَاءِ أوقاتِهِم ورِفَقَتِهِم ولا حول ولا قوةَ إلا بالله ..
إننا عبادَ اللهَ نَسَتطِيعُ بإذنِ اللهِ مُواجهةَ أيِّ آفةٍ خطيرةٍ تَضُرُ البلادَ و العبادَ بِتكاتُفِنا حُكُومَةً و شَعباً و مَساجدَ و إِعَلاماً للقضاءِ عليها فالعالمُ كُلَّه يشتكي من هذهِ الظاهرةِ و نَحنُ المسلمونَ أولى أن نَكونَ سباقينَ في القضاءِ عليها وإيجادِ الأحكامِ الرادعةِ لمهربيها ولمروجيها ولمدمنيها..
نسأل اللهَ أن يحمي شبابَ المسلمينَ و نساءَهم من كل سوءٍ و آفةٍ و مكروهٍ و أن يهدي ضالهم و يوفقَ رجالَ مكافحةِ المخدراتِ للمزيدٍ من الإنجازاتِ التي تصب في مصلحةِ الدينِ و البلادِ و العبادِ و يكفيهم شرَّ الأشرارِ وكيدَ الفُجَارِ و يحفظ عليهم أَنفسَهُم ودماءَهم ويسدد خُطَاهُم إنَّهُ سَميعٌ مجيب..اللهم و فق ولاةَ أمورنا لما تُحِبُ و ترضى وخُذ بناصيتهم للبرِ والتقوى و ارزقهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ و جنبهم بطانةَ السوءِ و كل سوءِ و مكروه..اللهم من أراد بلادنا وشبابنا بسوء ونشرِ منكرٍ والدعوةِ إليهِ فردهُ إلى الحقِ وأشغله بنفسهِ ورد كيدهُ في نحرهِ واكفنا شرهُ اللهم انصر عبادك الموحدين في كل مكان..اللهم عليك بالظلمة والطغاة..اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحداً وكن لإخواننا المستضعفين في سوريا و غيرها ......الاستغاثة
وصلى الله وسلم و بارك على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين .....

 0  0  1029
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 10:52 مساءً الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.