أما بعد:فاتقوا الله عباد الله حقَّ التقوى وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ
قال النبيُّ تُعْرضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا،فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا،نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ،وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا،نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ،حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ؛عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا،فَلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَادَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ،وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا،كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا،لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا،وَلا يُنْكِرُ مُنْكَرًا،إِلا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ)) رواه مسلم
أعمالُ القلوبِ هي أصلُ الأعمال،وأعمالُ الجوارِح تابعةٌ لها ومعتمِدةٌ عليها. أعمالُ القلوبِ مِن أهمِّ الواجبات،وأعظمُ القرُبات،وأفضلِ الأعمال،فهي واجبةٌ مطلوبة كلَّ وقت وعلى جميعِ المكلَّفين،وهي آكَدُ شُعَبِ الإيمان،وصلاحُ الجسَدِ مرتبِطٌ بصلاحِ القلب((ألا وإنَّ في الجسد مضغةً،إذا صلَحت صلَح الجسد كلّه،وإذا فسَدت فسد الجسد كلّه،ألا وهي القلب))
إنَّ عبوديّةَ القلبِ أعظمُ من عبوديّة الجوارح وأكثرُ وأدوَم،فإذا كان القلبُ سليمًا عامِرًا بمحبّة الله وخشيته،وخشيةِ الوقوع فيما يبغِضه صلَحت حركاتُ جوارِحه كلِّها.
بل إن عملَ القلب أهمُّ من عمل الجوارح،فالمنافقُ يُصلِّي وينفقُ مالَه في سبيل البرِّ وربَّما جاهد مع المسلمين كما ذُكر عنهم في القرآن،ومع هذا فهو في الدركِ الأسفلِ من النار عياذاً بالله..
عن أنسٍ>عن النبيّ قال

وروى مسلمٌ من حديث أبي هريرة>قال:

رأيتُ الذنوبَ تميتُ القلوبَ
وقد يورثُ الذُلَّ إِدمانُها
وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوبِ
وخيرٌ لنفسك عصيـانُها
عباد الله..في عصرٍ غلبت عليه القسوةُ والغفلةُ،وحبُّ الدنيا على القلوبِ،وتجرّأَ أكثرُ العبادِ على الآثامِ والذنوبِ فإنَّ من أعمالِ القلوبِ تقويةُ جناحِ الخوفِ من اللهِ لتستقيمَ النفوسُ وتزكوَ القلوب،وعندَ الانقطاعِ من الدنيا وكِبْرِ السنِّ ودنوِّ الأَجلِ يُغلَّبُ الرجاءُ لقوله

الخوفُ من الله يقتضي القيامَ بحقوقهِ تعالى،ويبعِدُ المسلمَ عن التقصيرِ فيها،ويحجزُ العبادَ عن ظلمِ العبادِ والعدوان عليهم،ويدفعُهُ إلى أداءِ الحقوقِ لأصحابها وعدمِ تضييعها والتهاونِ بها،ويمنعُ المسلمَ من الانسياق وراءَ والمحرّمات،ويجعلُه على حذرٍ من الدنيا وفتنتِها وعلى شوقٍ إلى الآخرة ونعيمها.
الخوفُ من الله سائقٌ للقلبِ إلى فِعلِ كُلِّ خير،وحاجزٌ له عن كلّ شر،والرجاءُ قائدٌ للعبدِ إلى مرضاةِ الله وثوابه،وباعِثٌ للهِمَم إِلى صالح الأعمال..
والخوفُ من الله مانعٌ للنفسِ عن شهواتِها..زاجرٌ لها عن غيِّها..دافعٌ لها إلى ما فيه صلاحُها وفلاحُها. الخوفُ من الله شعبةٌ من شعَبِ التوحيد،يجِبُ أن يكونَ لربِّ العالمين،وصرفُ الخوفِ لغير الله تعالى من الشرك بالله.
وقد أمر الله بالخوف منه،ونهى عن الخوف من غيره إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وقال تعالى: فَلا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وقال: وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ وعن أنس>قال:خطبَنا رسول الله فقال

الخوفُ يرادُ به انزعاجُ القلبِ واضطرابُه،وتوقُّعُ عقوبةِ الله على فعلٍ محرَّم أو تركِ واجبٍ والخوف أن لا يقبلَ اللهُ العملَ الصالح،فتنزجِرَالنفسُ عن المحرّمات،وتسارعُ إلى الخيراتِ،فالخشيةُ خوفٌ من الله مع عِلمٍ بصفاته إِنَّمَايَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ وفي الصحيح أنّه قال

يا من ألوذُ به فيما أُؤمِّلُه
ومن أعوذُ به مما أحاذرُه
لا يجبرُ الناسُ عظماً أنت كاسرُه
ولا يهيضون عظماً أنت جابرُه
قال ابنُ القيم رحمَه الله:"على قدرِ العلمِ بالله والمعرفةِ بصفاتهِ يكونُ الخوفُ والخشيةُ من الله تعالى"وقد وعدَ الله من خافَ منه فحجزه خوفُه عن الشهوات وعده أفضلَ أنواع الثواب وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ذَوَاتَى أَفْنَانٍ وهي الأغصان الحسنة وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى وقال تعالى: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ فأخبرَ أنّ مَنْ خافَه نجّاه من المكروهاتِ وكفَاه ومنَّ عليه بحسنِ العاقبة.
وروى ابن أبي حاتم بسنَده عن ابنِ أبي رُوّاد قال:{بلغني أنّ رسول الله تلا هذه الآية يوماً: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ وعنده بعضُ أصحابه وفيهم شيخٌ كبير،فقال الشيخ:يا رسولَ الله،حجارةُ جهنم كحجارة الدنيا؟!فقال


لقد كان السلفُ الصالح يغلبُ عليهم الخوفُ من الله،ويحسِنون العمل،ويرجونَ رحمة الله،ولذلك صَلُحَت حالُهم،وطابَ مآلُهم،وزكَت أعمالُهم.كانَ عمرُ بن الخطاب>يعسُّ ليلاً،فسمِعَ رجلاً يقرأُ سورةَ الطورِ،فنزلَ عن حمارِه واستنَد إلى حائطٍ ومرِض شهرًا يعودونهُ لا يدرون ما مرضُه.
والخوفُ المحمود..هو الذي يُحثّ على العمل الصالح ويمنَعُ من المحرَّمات،فإذا زاد الخوفُ عن القدر المحمودِ صارَ يأسًا وقنوطًا من رحمةِ الله،وذلك من كبائر الذنوب..وقال أبو حفص:"الخوفُ سوطُ الله،يقوِّم به الشّاردين عن بابه"فالمسلمُ دائماً بين مخافتين:{أمر مضى لا يدري ما اللهُ صانعٌ فيه،وأجلٌ قد بَقَى لا يدري ما اللهُ قاضٍ فيه}وأما الرجاءُ فهو الطّمَعُ في ثوابِ الله على العملِ الصالح،فشرطُ الرجاء تقديمُ العمل الحسن،والكفُّ عن المحرّمات أو التوبة منها،أما تركُ الواجبات،وإتباعُ الشهوات ثم يتمنِّي على اللهِ الأماني فرجاؤُه ذلك يكونُ أمنًا من مكر الله لا رجاءً: فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ
وقد بيّن تعالى أنّ الرجاءَ لا يكونُ إلا بعدَ تقديم العمل الصالح،ولا يكون بدونه، إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ وقال تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
الرجاءُ عبادةٌ لا تُصرَفُ إلا للهِ،فمن علَّق رجاءَه بغيرِ اللهِ فقد أشرك: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا والرجاء وسيلةٌ إلى الله،قال عن الله

فالواجبُ الجمعُ بينَ الخوفِ والرجاء،وأكملُ أحوالِ العبد محبّة الله تعالى مع اعتدالِ الخوف والرجاء،وهذه حالُ الأنبياء: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ
فإذا علم المسلم شمولَ رحمة الله وعظيمَ كرمه وتجاوزهِ عن الذنوب العظام وسِعْةَ جنّته وجزيلَ ثوابه انبسطت نفسُه،واسترسلت في الرجاء،والطمَع فيما عندَ الله،وإذا علِم عظيمَ عقاب الله وشدّةَ بطشهِ،وأهوالَ القيامة،وفظاعةَ النَّار كفَّت نفسه وانقمَعت،ولهذا جاء في حديث أبي هريرة>أنّ رسول الله قال

وقد جمعَ اللهُ بينَ المغفرةِ والعذابِ في القرآن كَثيرًا فقال: وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ ونقلَ الغزاليُّ رحمه الله عن مكحولٍ الدمشقيّ قال:"من عبدَ الله بالخوفِ وحدَه فهو حروريّ،ومن عبدَه بالرجاءِ فهو مُرجئيّ،ومن عبدَه بالمحبّةِ فهو زِنديق،وأما من عبَدَه بالخوفِ والرجاءِ والمحبّةِ فهو موحِّد سنيّ"
قال ابنُ القيم رحمَه الله:"استحب السلف أن يُقوَّى في الصحّة جناحُ الخوف على جناحِ الرجاء،وعندَ الخروجِ من الدنيا أن يُقوَّى جناحُ الرجاءِ على جناحِ الخوف" نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ اللهم اجعلنا منك خائفين،ولرحمتك راجين،وعليك متوكلين يا أرحم الراحمين..
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنبٍ فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم..
الخطبة الثانية
الحمد لله ذي الجلال والإكرام،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عزيز ذو انتقام،وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله صلِّ الله عليه،وعلى آله والصحب الكرام.
أما بعد فاتقوا الله عباد الله،وارجو ثوابَه،واخشَوا عقابه..
أعمالُ القلوبِ من أُصولِ الإيمان وقواعدِ الدين،مثلُ محبة اللهِ ورسولهِ والتوكلِ على اللهِ وإخلاصُ الدينِ للهِ،والشكر له والصبرِ على حُكمِه،والخوفِ منه والرجاءِ له،وهذه الأعمالُ جميعُها واجبةٌ على جميعِ الخلق باتفاق أئمة الدين..والفرق بينها وبين أعمال الجوارح أن لا أحداً يراها ويطلع عليها إلا خالق قلبك-إلا الله سبحانه وتعالى-هو المطلع على أعمال قلوبنا..
أعمالُ القلوب-أيها الإخوة- كثيرةٌ لا تحصى،منها محبةُ الله تعالى ومحبة رسوله المحبةُ الحقيقيةُ التي قال عنها: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ ومنها الخوفُ والرجاء كما تحدثنا سابقاً..ولا يعني الاهتمامُ بأعمال القلوب أن يفهَم بعضُ الناس إهمالَ العباداتِ والتقصيرَ فيها فأعمالُ الجوارحِ مصدقةٌ لأعمالِ القلوب..
ومن أجلِّ أعمالِ القلوب الإخلاصُ لله تعالى،فهو حقيقةُ الدين ومفتاحُ دعوة المرسلين وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ حُنَفَاء وفي الحديث القدسي قال الله:أنا أغنى الشركاء عن الشرك،من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه.
العملُ الذي يقارنُه الإخلاصُ ينفعُ صاحبَه مهما كانَ قليلاً أو صغيراً فالأعمالُ تتفاضلُ بتفاضلِ ما في القلوب من الإيمان والإجلال..
وفي المقابل نجدُ أن أداءَ الطاعةِ ولو كثرت والعبادات،ولو كثرت بدونِ إخلاصٍ وصدقٍ مع الله و متابعةٍ لرسول الله لا قيمةَ لها،بل وصاحبُها متعرضٌ للوعيد الشديد،وإن كانت هذه الطاعةُ من الأعمال العظام عن أبي هريرة>قال سمعت رسول الله يقول

فيا عبدَ الله..احرص على أن تكون أعمالُك الصالحةُ خالصةً لوجه الله،وحذار أن تضيع أعمالك فتذهب هباءً منثوراً إن هي عَرِيَت عن الإخلاص،أو داخلَها شيءٌ من حظوظِ الدنيا ورغباتها.
أكثروا ـ أيها المؤمنون ـ من التوبة والاستغفار،فإن التوبةَ تجلو القلبَ،وتزيلُ عنه أوضارَ المعاصي والسيئات،في الصحيح أن رسول الله وهو سيد البشر قال

إن الانكسارَ والانطراحَ بين يدي الله أعظمُ العبادات وأجلُّ القربات،فالدعاءُ هو العبادة.. يقولُ مطرف بنُ عبد الله رحمه الله

اللهم إنك تسمع كلامنا،وترى مكاننا،وتعلم سرنا وعلانيتنا،ولا يخفى عليك شيء من أمرنا،اللهم نحن البؤساء الفقراء،المستغيثين المستجيرين،الوجلين المشفقين،المقرين بذنوبهم نسألك مسألة المساكين،ونبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل،وندعوك دعاء الخائف الضرير،يامن خضعت له رقابنا،وذلّت له أجسادنا،ورغمت له أنوفنا،أصلح فساد قلوبنا واجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم لقائك واجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله..يا خير المسؤولين كن لإخواننا المسلمين المستضعفين في أرض سوريا..عجل بنصرهم..اشف مريضهم..فك حصارهم..تقبل شهيدهم..ثبت أقدامهم انصرهم على القوم الظالمين من النصيرية الحاقدين وسائر إخواننا المسلمين..
اللهم أصلح ولاة أمورنا وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه وجنبهم بطانة السوء،واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك وتبع رضاك يارب العالمين..اللهم أدم علينا نعمة الاستقرار والإيمان والأمان في بلدنا هذا خاصة وسائر بلاد المسلمين..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،