• ×

10:19 مساءً , الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025

أحوال الهجرة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله ذي الجلال و العزة ، يعلم خائنةَ الأعين و ما تخفي الصدور ، و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله جاء بكريم الخصال و مجامع الأخلاق .صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين و سلم تسليماً كثيراً على نبي الرحمة المهداة .

روحي بحبك في الضياء تهيم
و الشوق منى في هواك عظيم

و القلب مسرورٌ بذكر محمدٍ
في ذكره نورٌ و فيه نعيم


يا خير البرية..ويا رسول البشرية..بلغت الرسالة،وأديت الأمانة،وجلوت الظلمة،وكشفت الغمة وتركتنا على المحجة البيضاء ..تكفل الله بعصمتك من الناس ..آمنت فدعوت فجهرت بمكة فحوربت ، وحوصرت،ومن مكةَ أُخرجت ..

يا طريداًً ملأ الدنيا اسمه
وغدا لحناً على كل الشفاه

وغدت سيرته أنشودة
يتلقاها رواة عن رواه

ليت شعري هل درى من طاردوا
عابدو اللات وأتباع مناة

هل درت من طاردته أمة
هبل معبودها شاهت وشاه

طاردت في الغار من بوأها
سؤدداً لم يبلغ النجم مداه

طاردت في البيد من شاد لها
دينه في الأرض جاهاً أي جاه

سؤدداً عالي الذرى ما شاده
قيصر يوماً ولا كسرى بناه

عباد الله : في حياة الرسول أحداثاً حولت مجرى التاريخ و أحدثت أعظم نقلة ، و أعقبت أقوى الآثار..حياة محمد إمام البشرية، و سيرته من الذكريات الغوالي، التي تتجدد آثارها وعظاتها، ومنها يوم الهجرة، الذي تهب علينا نسمات ذكراه، بداية كل عام و كانت فاتحة الأمل، وبارقة النصر.
عباد الله : لمحات من هجرة المصطفى ، في الوقت الذي يشهد فيه المسلمون نكبات وويلات، تعصر قلوبهم، وتمزق صدورهم، وأمتهم وعقيدتهم وحرماتهم ومقدساتهم، تستصرخ ولا مجيب، ففيها تتجلى دروس التضحية والفداء والبذل، فهذا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يشتط المجرمون من أعدائه في مقاومته، بحيلة الوعد والإغراء، ثم بتسليط الغوغاء والسفهاء، ثم بالتآمر الدنيء، الذي ينتهي إلى الإجماع على اغتياله بلا ارعواء وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَـٰكِرِينَ .
أيها المسلمون : لما رأى المشركون أصحاب رسول الله قد تجهزوا، وخرجوا بالذراري والأطفال، وساروا بهم إلى المدينة، خافوا خروج رسول الله إليهم، ولحوقه بهم، فاشتد عليهم أمره، ولم يبق بمكة من المسلمين، إلا رسول وأبو بكر وعلي رضي الله عنهم فلما كانت ليلة همّ المشركون فيها بالفتك برسول الله جاء جبريل بالوحي من عند ربه تبارك وتعالى فأخبره بذلك، وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة. وجاء رسول الله إلى أبي بكر نصف النهار، في ساعة لم يكن يأتيه فيها، فقال له: ((أَخْرِجْ من عندك)) فقال: إنما هم أهلك يا رسول الله، فقال: ((إن الله قد أذن لي في الخروج))، فقال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله؟ قال: ((نعم)) تقول عائشة رضي الله عنها فبكى أبي من شدة الفرح لأنه سيرافق رسول الله و يحافظ عليه في رحلة المخاطر و هذا هو أبو بكر و سقط من أبغضه و عاداه ثم قال أبو بكر : فخذ بأبي وأمي إحدى راحلتي هاتين فقال له رسول الله :نعم ((آخذها بالثمن))
وأمر علي بن أبي طالب أن يبيت في مضجعه تلك الليلة، واجتمع أولئك النفر من قريش، يتطلعون من صِيْر الباب ويرصدونه، ويأتمرون أيهم يكون أشقاها، فخرج رسول الله فأخذ حفنة من البطحاء، فجعل يذروه على رؤوسهم وهم لا يرونه وهو يتلو قوله تعالى وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَـٰهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ومضى رسول الله إلى بيت أبي بكر، فخرجا من خوخة في داره ليلا، ثم مضى عليه الصلاة و السلام وأبو بكر إلى غار ثور فدخلاه، وضرب العنكبوت على بابه، وجدَّتْ قريش في طلبهما، وأخذوا معهم القافلة، حتى انتهوا إلى باب الغار فوقفوا عليه، فقال أبو بكر، يا رسول الله: لو أن أحدهم نظر إلى ما تحت قدميه لأبصرنا، فقال رسول الله يا أبو بكر ما ظنك باثنين، الله ثالثهما . وقال لما رأه مهموماً خائفاً لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا).
ولما يئس المشركون من الظفر بهما، جعلوا لمن جاء بهما دية كل واحد منهما مائة ناقة فجدّ الناس في الطلب، فلما مروا بحي مدلج، بصر بهم سراقة بن مالك فركب جواده وسار في طلبهم، فلما قرب منهم سمع قراءة النبي ، ثم دعا عليه رسول الله ، فساخت يدا فرسه في الأرض مرتين ثم قال سراقة: ادعو الله لي، ولكما علي أن أرد الناس عنكما، فدعا له رسول الله و وعده بلبس سواري كسرى عند فتح بلاد فارس فأطلق، ورجع يقول للناس: قد كفيتم ما هاهنا
ومر رسول الله في مسيره ذلك بخيمة أم معبد، فاستراح عندها ..فلما طلبوا منها طعاماً اعتذرت منهم لأنها لا تملك شيءً إلا شاةً هزيلةً لا تدر لبناً ، فأخذ الشاة فمسح ضرعها بيده فلما حلبها امتلأ الإناء و شرب الجميع ، و تعجب أبو معبد و أم معبد من معجزته .
وقد كان بلغ الأنصار مخرجه من مكة، وقصده المدينة، وكانوا يخرجون كل يوم إلى الحرة، ينتظرونه أول النهار، فإذا اشتد حر الشمس، رجعوا على عادتهم إلى منازلهم، فلما كان يوم الاثنين، ثاني عشر ربيع الأول، على رأس ثلاث عشرة سنة من النبوة، خرجوا على عادتهم، فلما حَمِىَ حر الشمس رجعوا، وصعِد رجل من اليهود على حصن من حصون المدينة لبعض شأنه، فرأى رسول الله وأصحابه، فصرخ بأعلى صوته، يا بني قيلة، هذا صاحبكم قد جاء فبادر الأنصار إلى السلاح ليتلقوا رسول الله وسمعت الرجة والتكبير،وكبر المسلمون فرحا بقدوم من أخرجهم بتوفيق الله من الظلمات إلى النور ، و من ضحى بماله و بلده،و قرابته في سبيل دعوته ، وخرجوا للقائه فتلقوه، وحيوه بتحية النبوة، فأحدقوا به مطيفين حوله، والسكينة تغشاه. وجاء المسلمون يسلمون على رسول الله وأكثرهم لم يروه بعد، وكان بعضهم أو أكثرهم، يظنه أبا بكر، لكثرة شيبه، فلما اشتد الحر، قام أبو بكر،بثوب له يظلل على رسول الله فتحقق الناس حينئذ رسول الله .
أيها الناس : بمثل هذه السيرة العطرة، تتجلى الخواطر و الدروس إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ قال الإمام محمد بن عبد الوهاب في حادث الهجرة: (وفيها من الفوائد والعبر ما لا يعرفه أكثر من قرأها).
ففي قصة هجرة نبينا محمد أنَّ العقيدةَ أغلى من الأرض، وأنَّ التوحيدَ أسمى من الديار، وأنَّ الإيمان أثمنُ من الأوطان، خرج عليه الصلاة و السلام من هذا الحِمى المبارَك والحرمِ الآمِن والأرضِ الطيّبة و أحب البلاد إليه كما في الحديث لكنَّه خرجَ من هذه البلدةِ الطيّبة مؤثرًا رِضَا ربِّه وطاعةَ خالقِه ومصلحةَ دينِه ونشرَ عقيدتِه .
في حادثة الهجرة كمَال اليقينِ بمعيّة الله تعالى لعبادِه المؤمنين الصَّادقين، يقين لا تزعزِعُه عواصِف الباطل، و إرعادُ أهلِه و تهديدهم يقول أبو بكر رضي الله عنه: والله يا رسول الله، لو أنَّ أحدَهم نظر إلى موضعِ قدمَيه لرآنا، فقال قولتَه التي صوّرَت الإيمانَ في أرفعِ مقاماتِه وأسمَى درجاتِه: ((يَا أبَا بَكر، مَا ظنُّكَ باثنَين اللهُ ثالثُهما)) إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِىَ ٱلْعُلْيَا وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
وأيُّ معيّةٍ ـ يا عبادَ الله ـ تعدِل هذه المعيةَ؟! إنّها الحِصن الحَصين من كلِّ الغوائِل، والعدّة في كلِّ شدةٍ، معية الله للمؤمنين الصادقين المجاهدين ..ضد مكر الكافرين و سعي المنافقين المتخاذلين .
و صاحب الدين القويم و العقيدة الصحيحة لا يساوم فيها بل يجاهد لأجلها ما استطاع إلى ذلك سبيلا
ويلوح لنا في حادث الهجرة خاطرٌ آخر، بل لابد من الصديق يلاقيه؛ ويناجيه ويواسيه، يشاركه مسرته، ويشاطره مساءته. و تتجلى هذه الصداقة والصحبة بين الرسول وبين أبي بكر أبو بكرٍ الذي ضحى بماله ، و جعل أولاده خدماً لدين رسول الله ..أبو بكر الذي كان يسد فتحات الغار بيديه و رجليه ثلاثةَ أيام خشية أن يخرج منها ما يؤذي رسول الله ..أبو بكرٍ الذي كان يمشي تارةً أمام الناقة ، و تارةً خلفها ..فيسأله عليه الصلاة و السلام فيقول : يا رسول الله إذا تذكرت الرصد تقدمت ، و إذا تذكرت اللحاق تأخرت .
أيها الأحبة : لقد أصبحت علاقات الكثيرين من الناس في هذا العصر، تقوم لعرضٍ أو لغرض، وتنهض على رياء أو نفاق، إلا من رحم الله، والأمة المسلمة اليوم أحوج ما تكون إلى عصبة أهل الخير، التي تتصادق في الله، وتتناصر على تأييد الحق، وتتعاون على البر والتقوى ٱلأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ .
و من خواطر الهجرة أن الله ينصر من ينصره، ويعين من يلجأ إليه ويعتصم به ويلوذ بحماه، ولا يكون ذلك إلا للمؤمن المخلص، الموقن بما عند الله، حين تنقطع به الأسباب إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ وبم نصره الله؟ نصره بأضعف جنده وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلاَّ هُوَ نصره بنسيج العنكبوت وَإِنَّ أَوْهَنَ ٱلْبُيُوتِ لَبَيْتُ ٱلْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ نصره الله فعاد عليه الصلاة و السلام بعد ثماني سنوات فاتحاً لمكة مؤيداً منصوراً ، و أزال عنها الأصنام ..
ويتجلى في الهجرة دور الشباب إذا نشأوا في بيئة الصلاح والتقوى، والسعي الحميد، والتصرف المجيد فعلي بن أبي طالب ذو الستة عشر عاماً لم يتردد في أن ينام على فراش الرسول ، وهو يعلم أن سيوف المشركين تستعد للانقضاض على النائم فوق هذا الفراش، يتغطى ببردته، في الليلة التي اجتمع فيها شياطين الكفر والغدر، ليفتكوا برسول الله ، ويالها من نومة تحيطها المخاوف والأهوال، ولكن: فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَـٰفِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرحِمِينَ و كذلك تضحية أولاد أبي بكر كأسماء-ذات النطاقين- و عبد الرحمن،و ذلك درسٌ لشبابنا أن يتخذوا من الجدية في حياتهم و خدمة دينهم شعاراً لحياتهم بدلاً من التلهي بالأباطيل و إضاعة العمر فيما لا يفيد .
عباد الله : إن كانت الهجرة انتقالاً من دارِ الكفرِ إلى دارِ الإسلامِ فهي هجر السيئات و الآثام قال : ((المسلمُ من سلِم المسلمون من لسانِه ويدِه، والمهاجِرُ من هجرَ ما نهى الله عنه)) رواه البخاري ..و في حديث عبد الله بن عمرو (المهاجر من هجر السيئات)) رواه ابن حبان
فاتقوا الله أيها المسلمون، وقفوا وقفة المهاجر بنفسه، وإن لم يهاجر بحسه، فلنهاجر إلى الله ـ تعالى ـ بقلوبنا وعقولنا وأعمالنا ولنلجأ إلى الله ليكون ناصرنا ومؤيدنا إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا ٱلَّذِى يَنصُرُكُم مّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ اللهم ارحمنا برحمتك ..و اشملنا بشفاعة نبيك محمد ..اللهم أوردنا حوضه ..و لا تفتنا بعده .. و لا تحرمنا أجره ..اللهم و كن حامياً لدينك ، و كتابك ، و رسولك من التحريف و الاستهزاء و التشويه ..و انصر عبادك الموحدين ..واحم ديار المسلمين إنك سميعٌ مجيب ..
الخطبة الثانية الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده أما بعد ..فاتقوا الله عباد الله
أيها الناس: لقد كان ابتداء التاريخ الإسلامي الهجري، منذ عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، حيث جمع الناس إبان خلافته، فاستشارهم من أين يبدأ التاريخ، فقال بعضهم: يبدأ من مولد النبي ، وقال بعضهم: يبدأ من بعثته، وقال آخرون: يبدأ من هجرته، وقال بعضهم: يبدأ من وفاته، ولكنه رجح أن يبدأ من الهجرة، لأن الله فرق بها بين الحق والباطل، فجعل مبتدأ تاريخ السنين من الهجرة، ثم تشاوروا من أي شهر يبدؤون السنة فقال بعضهم: من ربيع الأول لأنه الشهر الذي قدم فيه النبي مهاجرا إلى المدينة، واتفق رأي عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم على ترجيح البداءة بالمحرم؛ لأنه شهر حرام، ويلي ذا الحجة، الذي به تمام أركان الإسلام وهو الحج.
فعلينا جميعا أيها المسلمون أن نأخذ بالتاريخ الهجري، فأعداء الله حريصون على أن يمسخوا الأمة المسلمة في كل شؤونها، حتى في تسمية الشهور والأعوام وإن استبدال تاريخ الكفار بالتاريخ الهجري عدول عن الطريق السوي، والمسلك القويم، وتشبه بالكفرة والمشركين، والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة في الأمور الباطنة، والمشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن؛ فتكون محرمة، كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله و غيره من علماء الإسلام العظام ، كذلك فإن الاحتفالات البدعية بمناسبة الهجرة لم يرد عن سلف الأمة الأخيارِ و هم أحرص الناس على الاتباع ، و أخوفهم من الابتداع .
نسأل الله جلَّ و علا أن ينصر الإسلام و المسلمين ..و يلحقنا منازل الشهداء و الصالحين ، و أن يجعلنا ممن شفع فيهم محمد فلا خوفٌ عليهم يومئذٍ و لا هم يحزنون ..
هذا وصلوا رحمكم الله على خير البرية، وأزكى البشرية...

 0  0  1015
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 10:19 مساءً الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.