• ×

11:00 مساءً , الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025

اتعظو في رمضان

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمدُ للهِ ذِي القُوةِ المتين،أَحمده سُبحَانَهُ وأَشكُرُهُ وأَتوبُ إِليهِ وَأَستَغفِرهُ،وَأَشهَدُ أَلا لا إِلهَ إِلا اللهَ وَحدهُ لا شَريكَ لَهُ الملِكُ الحقُّ المبين،وَأَشهدُ أَنَّ سَيّدنَا ونَبِيّنَا مُحَمداً عَبدَهُ ورَسُولُهُ الصَادِقُ الأَمينُ،وعَلى آلهِ وأَصحَابِهِ وَالتَابِعينَ وَمن تَبِعَهُم بِإِحسانٍ إِلى يَومِ الدينِ،وسَلَّمَ تَسلِيمَاً كَثِيراً..أَمَا بَعدُ فَاتَقُوا اللهَ....
أَسلَمَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ،فقدموا عَلى النَّبِيِّ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ فَكَانُوا عِند أَبِي طَلحَة فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ غزوة فَخَرَجَ فِيها أَحدُ الثَلاثَةِ فَاسْتُشهِدَ،ثُمَّ بَعَثَ آخرَ فَخَرَجَ فَاسْتُشهِدَ ثُمَّ،مَاتَ الثَالِثُ عَلى فِراشِهِ قَالَ أَبُو طَلحَة:فَرَأَيتُهُم يَعنِي الثَلاثةَ في الجنَّةِ فَرأَيتُ الميتَ عَلى فِراشِهِ يَسبِقُهُم وَرأَيتُ الذي اُستُشهِد ثَانِياً يَلِيهِ،وَرأَيتُ الذَي اُستُشهدِ أَوَلُهُم آخرَهُم فَأَتَيتُ النَّبيَّ صَلّى الله عَليهِ وسَلّمَ فَذكرتُ ذَلِكَ مُتَعَجِباً فَقَالَ عَليهِ الصَلاةُ وَالسَلامُ((وَمَا أَنكرتَ مِن ذَلك؟أَليسَ مَن مَاتَ آخرهُم مَكثَ بَعدَهُم سَنة؟قَلَتُ:بَلى،قَالَ:وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ؟؟وصَلّى كَذَا وَكَذَا سَجدةً فِي السَنَةِ؟فقلت بَلى،قَالَ:فَإِنَّ مَا بَينَهُمَا أَبعدُ مِمَا بَينَ السَمَاءِ والأَرض))رواه أحمد وابن حبان وصححه.
اللَهُمَ لَكَ الحمدُ بِالإِيمانِ..لَكَ الحمدُ بِالإِسلامِ..لكَ الحمدُ بِالقُرآنِ..اللهمَ لَكَ الحمدُ كَمَا بَلَغْتَنَا رَمَضَان..وَنَسأَلُكَ اللهم أَنَ تَقْبَلَنَا فِيهِ،وَتَتقَبَلَهُ مِنَا،وَأَن تَجْعَلَ صِيَامَنَا وَقِيَامَنَا إِيمانَاً وَاحتِسَابَاً،وَأَن تَغْفِرَ لَنَا وَترحَمَنَا وَتُعْتِقَنَا فِيهِ مِن النَّارِ..
عِبَادَ اللهِ..مِن أَكبَرِ النِّعِمِ وَأَجَلِّهَا إِدْرَاكُ رَمَضَان..وَإِنَّ خَسَارَةَ الفَضْلِ فِيهِ مِن عَظِيمِ الخسرَانِ..تَأْمَلتُ حَالَنَا فِي رَمَضَان فَوَجَدْتُ أَنَّ مِمَا يُؤسَفُ لَهُ حِينَ تَرى بَعْضَاً مِنَا يُقْبِلُ عَلى العِبَادَةِ فِي أَولِهِ متحمساً ثم يَفتُرُ في وَسَطِهِ وآخِرِهِ فَيَعُودُ فِي رَمَضَان وقَبلَ اِنْقِضَائِهِ إِلى مَا كَانَ عَليهِ قَبْلَهُ مِن الغَفلَةِ وَالتَفريطِ والإِعراضِ..وَهُوَ شَهرٌ مَيّزَهُ المولى جَلَّ وَعَلا عَن بَاقِي الشُهُورِ بِالخصَائِصِ العِظَامِ فَرَمَضَانُ شَهرُ تَكفِيرِ السَيئَاتِ حَيثُ أَنعَمَ الكَرِيمُ سُبْحَانَهُ عَلى الأُمَّةِ بِتَمَامِ إِحسَانِهِ،وعَاد عَلَيهَا بِفْضِلِهِ وَامتِنَانِهِ، فَيَا أَيُّهَا الأَحَبة،أَيامُ رَمَضان أَيامُ مَحوٍ لِلذُنُوبِ،فَاسْتَغِيثُوا إِلى مَولاكُم مِن العُيُوبِ،هِيَ أَيامُ الإِنَابَةِ،فِيهَا تُفَتّحُ أَبوابُ الإِجَابَةِ،فَأَينَ اللائِذ بِالجناب؟أَينَ المتَعَرِّضُ بِالبَابِ؟أَينَ البَاكِي عَلى مَا جَنَى؟أَينَ المستغفرُ لأَمرٍ قَدْ دَنَا..أَينَ المعْتَذِرُ مِمَا جَنَاهُ فَقد اِطّلَعَ عَليهِ مَولاهُ؟عَن أَبي هُريرةَ رضي الله عنه،أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَليهِ وَسلَّمَ صَعِد المنبَر،فَقَالَ:"آمين آمين آمين"فَقَالَ:"فَسُئِلَ عَن ذَلكَ إِن جبريلَ أَتَانِي،فَقَالَ:مَن أَدْرَكَ شَهرَ رَمَضَانَ وَلَم يُغْفَر لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ الله،قُل:آمين،فَقُلتُ:آمين.وَمن أَدْرَكَ أَبَويهِ أَو أَحَدَهُمَا فَلم يَبرُهُمَا،فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللهُ،قُل:آمين،فَقُلتُ:آمين وَمن ذُكِرتُ عِنْدَهُ فَلم يُصَلِّ عَليكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ الله،قُل:آمين،فَقُلتُ:آمين"وقَالَ صَلَّى الله عليه وسلَّم(الصَلَواتُ الخَمسِ،والجمعَةُ إِلى الجمعَةِ،ورَمَضَانُ إِلى رَمَضان،مُكَفِراتٌ لما بَينَهُنَّ ما اُُجْتُنِبت الكَبَائِر))رواه مسلم.
فَيَا أَيُّهَا الغَافِلُ،وَكُلُّنَا كَذَلِك اِعْرِف نَفسكَ،واِنْتَبِه لِوَقْتِك،اغسل بالتوبة أدرانك،لو قيل لأهل القبور تمنّوا،لتمنوا يوماً من رمضان.وأنت كلما خرجت من ذنب دخلت في آخر،أما نتعظ بالعبر؟أَصُمَّ السمع أم غُشَي البصر؟آن الرحيلُ ونحنُ على خطر وعندَ المماتِ يأتينا الخبر.
يَا من أَضَاعَ أَيامَ رَمضانَ بِالنَومِ وَالسهَرِ ومَا تَغيّر،أَقولُهَا لَكَ صَريحة:ًأَحسَنَ اللهُ عَزَاءَكَ فِيمَا مَضَى مِن رَمضان إِن كُنْتَ أَضعتَهُ؟!واستمريتَ عَلى مَا أَنتَ عَليهِ مِن غَفلَةٍ..فَتَدَارك مَا بَقِيَ مِن رَمضان بِمَحُو ذُنُوبِكَ وَسِترِ عُيُوبِكَ..وَكُلُّنَا عُيُوبٌ وَأَخَطَاء..
أنا العبد الذي كسـب الذنوبا
وصـدته الأمـاني أن يتوبا

أنا العبد الذي أضحى حزينـا
علـى زلاتـه قلقـاً كئيبا

أنا العبدُ المسئُ عصيتُ سـراً
فمالي الآن لا أبـدي النحيبا

أنا العبد المفرط ضـاع عمري
فلم أرعَ الشـبيبة والمشـيبا

فيا أسـفي على عُمْرٍ تقضَّـى
ولـم أكسبْ به إلا الذنوبـا

ويا خجـلاه من قُبحِ اكتسابي
إذا ما أبدت الصحـفُ العيوبا

ويا حـذراه مـن نـارٍ تلظى
إذا زَفَـرت أقلَقَـت القلوبـا

فيا من مدّ في كسـبِ الخطايا
خُطاه أما آن الأوانُ لأن تتوبـا

أَيُّها الصَائِمُونَ..مِن خَصَائِصِ رَمَضَانَ أَنَّهُ شَهرُ التَهَجُدِ وَالقِيَامِ،فَطُوبَى لَعبدٍ صَامَ نَهَارَهُ،وَقَامَ أَسْحَارَهُ.قَالَ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم(مَن قَامَ رَمَضَانَ إِيمانَاً وَاحتِسَابَاً غُفُرِ لَهُ مَا تَقدمَ مِن ذَنبهِ)) متفق عليه.وَجَاءَ رَجلٌ إِلى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّمَ فَقَالَ:يَا رسولَ الله أرأيتَ إن شهدتُ أَن لا إِلهَ إِلا الله،وأنَّكَ رَسُولُ اللهِ،وَصَلّيَتُ الصلواتَ الخمس،وأَديتُ الزَّكَاةَ،وَصُمُتُ رَمضانَ وَقُمتُه فَمِمّن أَنَا؟ قَالَ(من الصديقين والشهداء))رواهُ البَزَّارُ وابنُ خزيمة وهو صحيح..وكان عُمر رضي الله عنهُ إِذَا دَخَلَت أَولُ لَيلَةٍ مِن رَمَضَان يُصَلِّي المغرِبَ ثُمَّ يَقولُ:"أَمَا بَعدُ،فَإِنَّ هَذَا الشَهر أُوجِب الله عَليكُم صِيَامه ولَم يُوجِب عَليكُم قِيَامُه فَمَن اِسْتَطَاعَ مِنكُم أَن يَقُومَ فَليَقُم،فإِنَّهَا نَوافِلُ الخيرِ التي قَالَ الله".
وَمِن بَركَاتِ القِيَامِ أَنَّ مَن قَامَ مَع إِمَامِهِ حَتى يَنصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيام لَيلة،عَن السَائِبِ بن يزيدٍ أَنَّهُ قَالَ:أَمرَ عُمرُ بن الخطابِ أُبيَّ بنَ كَعبٍ وتَمِيمَاً الداريَّ أَن يَقومَا بِالنَّاسِ بِإِحدى عَشرةَ رَكعة،قال:وقد كَانَ القَارِئُ يَقْرأُ بالمئِينِ حَتَى كُنَّا نَعتَمِدُ عَلى العِصِي مِن طُولِ القِيَامِ،وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر خشية أن يفوتنا الفلاح أي السحور -فأخلص نيتك بقيامك،واحتسب بصلاتك واعلم أن صلاح الأجساد بانتصابها لربها،في القيام والتراويح قال صلى الله عليه وسلم(عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلَكم،وقربة إلى الله تعالى ومنهاة عن الإثم،وتكفيرٌ للسيئات،ومطردة للداء عن الجسد))حديث صحيح رواه الترمذي
أَيُّها الإخوة..رمضان شهر تفتح فيه أبواب الجنان،قال صلى الله عليه وسلم(إذا جاء رمضان،فتحت أبواب الجنة،وغلقت أبواب النار،وصفدت الشياطين)) متفق عليه.
إنَّها الجنَّةُ يا عباد الله التي غرس غِراسَها الرحمنُ بيده..إنَّها الجنَّةُ التي لا يُسأل بوجهِ الله العظيم غيرُها.
إنَّها الجنَّةُ دارُ كرامةِ الرحمنِ فهل من مشمرٍ لها..إنَّها الجنَّة فاعمل لها بقدر مقامك فيها.وبقدر شوقك إليها..إنها الجنة التي اشتاق إليها الصاحون من هذه الأمة.فسلوا عنها جعفرَ الطيار وعميرَ بن الحمام وحرامَ بنَ ملحان وأنَسَ بن النضر وعامرَ بن أبي فهيرة،وعمروَ بنَ الجموح وعبدَ الله بن رواحة..جنة تفتح أبوابها هذه الأيام ولكن يا عجباً لها كيف نام طالبها،وكيف لم يدفع مهرَها في رمضان خاطِبُها؟إنَّها الجنَّةُ،دارُ الموقنينَ بوعدِ الله،المتهجدين في ليالي رمضان،الصائمين نهاره،المطعمين لعباد الله،قال صلى الله عليه وسلم(إن في الجنة غرفاً يُرى ظاهرُها من باطنها،وباطنُها من ظاهرها،قالوا لمن هي يا رسول الله؟ قال:لمن أطعم الطعام وأدام الصيام،وصلى بالليل والناس نيام))
ومفاتيح الجنة مع أصحاب الصيام والقيام فيا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجه الله في الدار الآخرة، ويا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ(22)إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ(23)وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24)تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25))
فحيَّ على جنـاتِ عـدنٍ فإنهـا
منازلُك الأولـى وفيها المخيـَّمُ

فلله أبصـارٌ تـرى الله جهـرة
فلا الحزنُ يغشاها ولا هي تسأمُ

فيا نظرةً أهدت إلى الوجه نضرةً
أمن بعدها يسلو المحبُّ المتيـم

اللهم اجعلنا من أهل الصيام والقيام القرآن الذين هم أهلك وخاصتك..واحشرنا في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين..
عباد الله..رمضان كذلك شهرُ غلقِ أبواب النيران التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم يحطمُ بعضُها بعضاً،((وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً(71)ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً))استشعر يا أخي في قلبك هول ذلك المورد،فعساك أن تستعد للنجاة منه،تأمل في حال الخلائق، وقد قاسوا من دواهي القيامة ما قاسوا،فبينما هم في كربها وأهوالها،إذ أحاطت بالمجرمين ظلماتٌ ذاتُ شُعب،وأظلت عليهم نارٌ ذاتُ لَهب،وسمعوا لها زفيراً وجرجرة، تفصح عن شدة الغيظ والغضب،فعند ذلك أيقن المجرمون بالعطب،وجثت الأمم على الركب،حتى أشفق البريء من سوء المنقلب،وخرج المنادي من الزبانية قائلاً:أين فلان بن فلان،المسوّف نفسه في الدنيا بطول الأمل،المضيع عمره في سوء العمل،فيبادرونه بمقامع من حديد،ويستقبلونه بعظائم التهديد،ويسوقونه إلى العذاب الشديد،ثم ينكسونه في قعر الجحيم،ويقولون له( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ))فَأُسكنوا داراً ضيقة الأرجاء مظلمة المسالك،يخلد فيها الأسير،ويوقد فيها السعير،طعام أهلها الزقوم،وشرابهم الحميم،أمانيهم فيها الهلاك،وما لهم منها فكاك،قد شُدّت أقدامهم إلى النواصي،واسودت وجوههم من ظلمة المعاصي،ينادوْن من أكنافها،ويصيحون في نواحيها وأطرافها،يا مالك قد حق علينا الوعيد،أثقلنا الحديد،قد نَضجت منا الجلود..يا مالك أخرجنا منها فإنا لا نعود،فتقول الزبانية:هيهات..هيهات لما توعدون فيا عبد الله:إن القضية جد،قول فصل،ما هو بالهزل،نـار،مظلمة أقطارها،فظيعة أمورها،عقابها عميم،عذابها أليم،نعوذ بالله أن نكون ممن لباسهم نار،ومساكن من نار،وهم في شر دار..
سوداء مظلمـة شـعثاء موحشـة
دهماء محرقـة لواحـة البشـر

يا ويلهم تحرق النيـران أعظـمهم
فالموت شهوتهم من شدة الضجر

ضجوا وصاحوا زمانا ليس ينفعهم
دعاء داع ولا تسليـم مصطـبر

وكل يـوم لهم في طـول مدتهـم
نزع شديد من التعذيب في سـقر

فيا أخي الكريم،إذا كانت النار هكذا بل أشد،أليست فرصة أن تغلق أبوابها هذه الأيام ونعتق رقابنا منها في شهر الصيام؟!هل من وقفةٍ لطلب الله المغفرة ونحن في عشره الأواسط لعلنا نكسب هذا الفضل العظيم؟،وأبشر يا عبد الله وتفاءل بالخير،وصم وقم إيماناً واحتساباً تكن من الداخلين من باب الريان بابٌ في الجنان يدخل معه الصائمون نسأل الله رب العرش الكريم أن نكون جميعاً منهم.
فبادروا عباد الله باستغلال شهركم وتعرضوا لنفحات ربِّكم واستمروا على عبادتكم بجد ونشاط وتجنبوا الفتور والكسل والتسويف وأروا الله من أنفسكم خيراً((فيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر))..فمن كان مُجِّداً فليزددْ،ومن كان مُقصِّراً فليقصُر،ومن غلبه هواه أو تشاغل بلهوٍ فليبادر بالتوبة النصوح،وليعظم رجاءه بربِّه فأبواب التوبة مشرعةٌ ومولاه يناديه((قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) بارك الله لي ولكم في الفرقان العظيم..
الخطبة الثانية..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده ..وبعد..فاتقوا الله عباد الله,,
رمضان شهر القرآن، بل هو شهر الكتب السماوية كلها.قال صلى الله عليه وسلم(نزَلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ،وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ،وَأُنْزِلَ الإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ،وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانِيَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ،وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ))رواه الطبراني وأحمد.
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)) قال ابن رجب: كان السلف يتلون القرآن ويتدارسونه في شهر رمضان في الصلاة وغيرها..وكان الزهري إذا دخل رمضان قال:إنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام..وقال ابن الحكم:كان مالك إذا دخل رمضان يترك قراءة الحديث والعلوم ونقبل على القرآن .
ترحل الشهر والهفاه وانصرمـــا
واختص بالفوز في الجنات من خدما

وأصبح الغافل المسكين منكسراً
مثلي فيا ويحه يا عظم ما حرمــــا

من فاته الزرع في وقت البـــذار
فما تراه يحصد إلا الهم والندمــــا

طوبى لمن كانت التقوى بضاعته
في شهره وبحبل الله معتصمـــــا

اللهم تقبل منا الصيام والقيام..اَللّهُمَّ اجْعَلْنا في هذا الشهر الكريم مِنَ عبادِكَ الصّالحينَ القانتين المُسْتَغْفِرينَ الْمُقَرَّبين اَللّهُمَّ اجْعَلْنا فيهِ مِنَ الْمُتَوَكِّلينَ عَلَيْكَ الفائِزينَ لَدَيْكَ الْمُقَرَّبينَ َإليك وزَحْزِحْنا فيهِ عنْ مُوجِباتِ سَخَطِكَ..وافْتَحْ لنا فيهِ أبْوابَ فَضْلِكَ،وأنْزِلْ علَيَّنا فيهِ بَرَكاتِكَ،وَوَفِّقْنا فيهِ لِمُوجِباتِ مَرْضاتِكَ يا حي يا قيوم..اللهم أدم علينا نعمة الأمن والإيمان،وجنبنا الفتن كلَّها ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين..اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى،وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه..اللهم انصر إخواننا في أرض الشام وبورما وفلسطين وكن لجميع المسلمين،وعليك يا قوي بالطغاة النصيريين والبوذيين..اللهم فرق جمعهم واقذف الرعب في قلوبهم وزلزل الأرض من تحت أقدامهم واجعلهم عبرة وآية..اللهم يا مغيث المضطرين انصر إخواننا المستضعفين في سوريا وجيشهم الحر نصراً عزيزاً مؤزراً تقر به أعيننا يارب العالمين..اللهم تقبل شهيدهم واشف مريضهم وعاف مبتلاهم وداوي جراهم..واحفظ عليهم أموالهم وأعراضهم..
وصَلَّى الله سَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ َأَصْحَابِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ،وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.





 0  0  892
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 11:00 مساءً الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.