• ×

10:11 مساءً , الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025

الكلمة الطيبة صدقة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله خلق الإنسان فسواه فعدله ، و بزينة الإيمان و بلباس التقوى زينه وجملة ، وبنعمة البيان شرفه وفضله ، أحمده سبحانه و أشكره على جميع ما خوله ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمداً عبده ورسوله ، نبيٌ أكرمه ربه و بجله صلى الله و سلم وبارك على آله و صحبه ، و كل من سار على نهجه و اقتفى أثره ,,و سلم تسليماً ,,أما بعد..
فاتقوا الله عباد الله و توبوا إليه ..
يقول الله تعالى في كتابه العزيز ..((الرحمن *علم القرآن * خلق الإنسان * علمه البيان ))
نعمة البيان من أجل النعم التي اسبغها الله على الإنسان ، و اللسان من نعم الله العظيمة ، ولطائف صنعه الغريبة ، صغيرٌ جرمه ، عظيم طاعته و جرمه ..لا يستبين الكفر و الإيمان إلا بنطق اللسان وكل مجالات العلوم بينها اللسان ، و هو آلة البيان وطريقة الخطاب ،له في الخير مجالٌ كبير ،وله في الشر باع طويل ، فمن استعمله للحكمة و القول النافع وقضا ء الحوائج و قيده بلجام الشرع ، فقد أقر بالنعمة وهو بالنجاة جدير ، ومن أطلق لسانه و أهمله ، سلك به الشيطان كل طريق ، و لا يكب الناس في النار على منا خر هم إلا حصائد ألسنتهم كما قال صلى الله عليه و سلم ..
اللسان هو الميزان الذي توزن به الرجال ، وتعرف به أقدارها ما صلح منطق رجل إلا ظهر ذلك على سائر عمله .قال رسو الله صلى الله عليه و سلم ((لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه ، و لا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ))رواه أحمد في مسنده
والناس على مر الزمن تنظر إلى المتكلم وتربط حديثه ومطابقته للواقع وصدقه مع نفسه ،و إنهم ليعرفون بثاقب نظرهم و يدركون بعميق خبرتهم الكاذب من الصادق ، و المصلح من المفسد والبر من الفاجر ، ولذلك انقسمت أخبار الناس إلى صدق وكذب وطيب وخبث ،وحق و باطل قال صلى الله عليه و سلم ((عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ، و إن البر يهدي إلى الجنة ، و ما زال الرجل يصدق و تحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، و إياكم و الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، و إن الفجور يهدي إلى النار ، و ما يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ))متفق عليه حديث عبد الله بن مسعود..
إن البعد عن اللغو من أركان الفلاح ، وكره الإسلام اللغو وبقدر تنزه المسلم عن اللغو ، تكون درجته عند الله .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال (( توفي رجلٌ ، فقال رجل آخر ورسول الله صلى الله عليه و سلم يسمع أبشر بالجنة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : * أو لا تدري فلعله تكلم فيما لا يعنيه ، أو بخل بما لا ينقصه )) أخرجه الترميذي و حسنه ..
صاحب اللغو يرسل الكلام على عواهنه فربما قذف بكلمة سببت بواره ودمرت حياته ، و قد قيل من كثر لغطه كثر غلطه ..يموت الفتى من عثرة بلسانه و ليس يموت المرء من عثرة الرجل
قال صلى الله عليه و سلم ((إن العبد ليقول الكلمة لا يقولها إلا ليضحك بها المجلس ، يهوي بها ابعد ما بين السماء و الأرض ، و إن المرء ليزلُ عن لسانه أشد مما يزل عن قدميه ))رواه البيهقي
ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها و يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون و مثل كلمة خبيثةٍ كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ، يثبت الله الذين آمنوا بالقوم الثابت في الحياة و في الآخرة و يضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ,,
إخوة الإيمان ..
إن صاحب الكلمة الخبيثة لا ينطق إلا بأقوال أثيمة ، فلسانه لماز ، و بصره غماز ، و حديثه بذاءة ، و فعله عدوان لا يذكر عظيم إلا استحقره ، و لا يُرى كريم إلا نال من عرضه ولذلك كثر أعداؤه .. و لا يتعمد الكذب إلا متملق منافق ، فهو عنوان سفه العقل و سقوط الهمة ، و خبث الطوية ، و جبن النفس ، و قديماً قال الحكماء ((لم يكذب أحدٌ قط إلا لصغر نفسه عنده ))
ومن قل إيمانه بربه و خف من يوم الحساب خوفه ، لا يبالي أن يلبس الحق بالباطل ، و يصور الأشياء على غير الواقع ، و يكيل التهم جزافاً لأهل الحق ولمن استهتر بالخير زوراً وبهتاناً وتملقاً و عدواناً لا سيما إن اتخذ من فهمه القاصر للدين دعماً لذلك الزور و البهتان ..
أيها الأحبة
إن الكلمة يشتد خبثها و يعظم وزر الكذب فيها إذا اتسع نطاق ضررها ، فالصحفي و الإعلامي الذي ينشر على الملأ خبراً باطلاً وتهماً زائفة و يروج للباطل في كتابته و السياسي الذي يخدع ويوهم الناس في القضايا الكبرى ، و المغرض الذي يسوق التهم في الكبراء و المصلين ، و المداح الذي يتخذ من المدائح الفارغة و القصائد الكاذبة بضاعة يتملق بها الأكابر و يكيل الثناء للوجهاء ، و يهر ف بما لا يعرف ، فيصف الجبان بالشجاعة و الظالم بالعدالة و السارق بالنزاهة ، و البخيل بالكرم ..كل أولئك يرتكبون جرائم عظيمة ، و يجرون إلى عواقب و خيمة لأن كذبهم أوجد في الأمة آثاراً أليمة و إن الباطل الذي نراه يعرض على الشعوب و يشوه الحقائق و يسوغ الباطل عبر القنوات الفضائية إنما هو من الكذب و البذاءة العظيمة و المقررة المنظمة مع الأسف التي تنشر أثرها الباطل على الناس ، و في خبر البخاري رحمه الله عن النبي صلى الله عليه و سلم * فيما حدث به مما رآه من أنواع عذاب أهل النار فكان مما قال ((أما الذي رأيته يشق شدقه في النار فكذّاب يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به ذلك إلى يوم القيامة)) ..
إن أمتنا تعيش الآن أزمةً عظيمة في فقد الصدق الذي حل محله التناقض بين الأقوال و الأعمال في كل شيء فانعكس ذلك على أحوالنا وتربيتنا و تعليم أولادنا ..
إن من لطخ لسانه برجس الكذب و خبيث الكلم ، لا بد أن تبدوا سريرته و ينكشف أمره ، فلا يلقى من الناس إلا الازدراء و المنقصة ..
أما أهل الحق و الإيمان فيهديهم ربهم إلى الطيب من القول و يهديهم إلى صراط الحميد ويثبت عند الناس صدقه و يعرف حقهم مع تشويه سمعنهم ولو بعد حين ..
نعم إخوة الدين و العقيدة ، إذا من الله على عبده بصدق اللهجة ، و طيب الحديث ، شرف قدره ، و طابت حياته ، و عرف بقوة الإرادة و رجحان العقل ، و سلامة الطوية ، و الناس في معاملاتهم لا يطمئنون إلا إلى صدوق اللسان ، فحكمة عندهم عدل ، و شهادته بر ، ومعاملته بركة ، يأ منونه على أموالهم و أهليهم .مؤتمن في الأحياء و في الأموات ، في الوصايا و الأوقات في الودائع و الأمانات ..و لا يستقيم لأحدٍ سؤدد أو يحرز في قلوب الناس منزلة إلا حين يهبه الله لسان صدق ، فيصدقونه الناس إذا تحدث و يفقدونه إذا غاب..
يقول علي رضي الله عنه* من إذا حدثهم صدقهم ، و إذا ائتمنوه لم يخنهم ، و إذا وعدهم وفى لهم ، و جبت له عليهم أن تحبه قلوبهم و تنطلق بالثناء عليه ألسنتهم ، و تظهر له معونتهم))

أيها الأخوة الطيب من القول ..دائرته واسعة إذا ما وفق له العبد ، و سلك ما فيه مسالك الإسلام و التزم توجيهات القرآن و آداب السنة .ويقول جل وعلا *وقولوا للناس حسناً* ويقول صلى الله عليه و سلم موجهاً * الكلمة الطيبة صدقة *
وما أجمل أن يعود الإنسان لسانه الجميل من القول فإذا ما تكلم لم يقل إلا خيراً ، و الكلام الطيب العفّ يجمل مع الأصدقاء و الأعداء جميعاً وله ثماره الحلوة .
يحفظ مودتهم ، و يستديم صداقتهم ، و يمنع كيد الشيطان أن يوهي حبالهم و يفسد ذات بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً وكم من الصداقات الحميمة و القربات انقطعت أواصرها وذهبت المودة فيما بينهم فسببت الفساد و القطيعة ولو على سبيل المزاح والهزل .كما أن حسن الحديث مع الأعداء يطفئ خصومتهم ، و يكسر حدتهم و استطارة شرره عندهم ..
*و لا تستوي الحسنة و لا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم *
يقول صلى الله عليه و سلم * إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق * رواه البزار في مسنده ...
إن الحرمان مع الأدب و اللباقة خير من العطاء مع البذاءة يقول الله جل وعلا * قولٌ معروق ومغفرةٌ خير من صدقةٍ يتبعها أذى و الله غنيٌ حليم * الكلام الطيب مطلوب من الكفيل لمكفولة من العمال والخدم فلا يقسوا عليهم ولا يقصر في أجورهم ويعطيهم من الكلام أسوأه فإنه محاسب على ذلك ..
يقول أبو عبد الله القرطبي في تفسيره * ينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس ليناً ، و وجهه منبسطاً مع البرِّ و الفاجر من غير مداهنة لأن الله قال لموسى وهارون * فقولا له قولاً ليناً ..*
فالقائل ليس بأفضل من موسى و هارون ، و الفاجر ليس بأ خبث من فرعون و قد أقرهما ربهما باللين معه ..
وقال طلحة بن عمر : قلت لعطاء : إنك رجلٌ يجتمع عندك ناسٌ ذو أهواء مختلفة ، و أنا رجل في حدة فأقول لهم بعض القول الغليظ ، فقال لا تفعل ، يقول الله تعالى *وقولوا للناس حسناً*
قال عطاء : فدخل في هذا اليهود و النصارى فكيف با لحنفي المسلم وقال شريك بن سنان لسعيد بن جبير رحمه الله : المجوسي يوليني من نفسه و يسلم علي أ فأرد عليه ، فقال سعيد :- سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن نحو ذلك ، فقال : لو قال لي فرعون خيراً لرددت عليه مثله .هذه حال السلف رضي الله عنهم ..
فأين من جعلوا خلافهم سبباً للهجران و القطيعة ، و لم يمسكوا زمام ألسنتهم عن الشتم والسب ، و هذا الصنف إذا سلط ذلاقته على شؤون الناس ونيا تهم أساء ، و إذا سلطها على حقائق الدين شوه جمالها و أضاع هيبتها ..وصرف قصدها فتراه إذا ما قابل مخالفاً أو مقصراً عبس في وجهه و صد عنه وهذا لن يساهم في هدايته أو تخفيف شره ..قال رسول الله صلى الله عليه و سلم * إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم*
إن بعضاً من الناس اليوم وباسم الدين أو الولاء و البراء بأفهام مغلوطة مع الأسف أصبحو باسم الدين يعاملون من خالفهم بشدة وغلظة وسوء خلق وكلمات نابيه والدين من ذلك براء
معاشر الأحبة :
إن الكلام اللين من غير ذله وضعف كما يقول بعض الحكماء : ((يغسل الضغائن المستكينة في الجوارح ))
فكل كلام لا يضر في دينك ، و لا يسخط ربك ، و ترضي به جليسك فلا تكن به بخيلاً يعوضك الله به ثواب الحسنيين ومن كلام وهب بن منبه : ثلاث من كن فيه أصاب البر ((صخاوة النفس ، و الصبر على الأذى ، و طيب الكلام ))و في الحديث الصحيح المتفق عليه من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه ((اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم يكن فبكلمة طيبة ))
وعن أبي المقدام عن أبيه عن جده قال : قلت للنبي صلى الله عليه و سلم أخبرني بشيء يوجب الجنة قال (عليك بحسن الكلام وبذل الطعام ))أخرجه البخاري والحاكم وابن حبان وصححه و الألباني ..
إخوة الإيمان :
ذلكم هو صلاح المنطق وفساده ، إما إخبارٌ بالحق و بيانٌ للواقع ومطابقةٌ للمعتقد و مؤانسة للمجالس و إما حديث بالباطل ، وفحش في القول ، و بذاءة في الكلام إنها دعوة إلى الكلمة طيبة نعبر فيها ، و نطمئن إليها ونملأ بها مجالسنا و أحاديثنا جميعاً و ما أحوجنا إليها ..فاتقوا الله رحمكم الله و الزموا الصدق و الطيب من القول فإنما يصعد إلى ربكم الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
*يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما *
بارك الله لي ولكم في الفرقان العظيم ونفعنا و إياكم بما فيه من المواعظ الذكر الحكيم
الخطبة الثانية بعنوان * دور المسجد*

الحمد لله على إحسانه و الشكر له على توفيقه و امتنانه أما بعد..
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى و توبوا إليه ....
إخوة الإيمان ..
حين وصل رسولنا صلوات الله و سلامه عليه إلى المدينة بادر ببناء مسجده قبل بيته لتظهر فيه شعائر الإسلام التي طالما حوربت في مكة و لتقام فيه الصلوات التي تربط المرء برب العالمين ، و تنقي القلب من أدران الأرض و وسائس الحياة الدنيا ..وكان ذلك البناء المتواضع البسيط منطلق الإسلام الذي ربى ملائكة البشر ومؤدبي الجبابرة ، في هذا المسجد أذن الرحمن لنبي يؤم بالقرآن خير من آمن به ، و هكذا كانت مكانة المسجد في المجتمع الإسلامي فهو مصدر التوجيه وساعة العبادة ومدرة للعلم وندوة للأدب ، و للإعداد و التشاور في الجهاد ، و لاستقبال الوفود هكذا كان المسجد وهكذا يجب أن يظل ..إننا حينما نتطلع إلى حال المساجد و واقعها في مجتمعاتنا نرى تراجعاً كبيراً في بناء دوره في الأمة ، و إهمالاً أليماً لهدفه وسبب وجوده فيما عدا الصلوات المفروضة التي لا شك أنها تقام و لله الحمد ويؤم المساجد كثيرٌ من الناس للصلاة فيها لكن بعض الناس يقصر مكانة المسجد ودوره على أداء الصلاة و يقصر في الأمور المهمة لصالح المسلمين من خلال المسجد ..
إنه نداءٌ إليكم أيها المسلمون مرتادو المساجد يا من أحببتموها فشيدتم بناءها ، نداءٌ لكم لكي تبنوا دورها في الأمة و تعيدوه ..إننا نريد المسجد الذي يحقق دوره نريد الجامع الذي يبني المسلم و يعلمه الأدب قبل العلم وحب الأمة و العقيدة قبل حب الوطن و القومية ، وتوقير العلماء العالمين و الحكام المخلصين لا تقدير الفنانين و اللاعبين و المتلاعبين ..
إنني أدعوك أخي المؤمن إلى تكوين علاقة أكبر مع المسجد و أن لا تقصره على صلاة الفرض التي نؤديها فيه على عظمها ..أين دورك أخي إمام المسجد و أنت تتحمل مسؤولية عظمى في إقامة الدروس مثلاً لجماعة المسجد أين جهدك في دعوة المرتادين إليه هل قمت بإيجاد درس فقيه أو كلمة نافعة لجماعة مسجدك بدعوة أحد الخيرين المخلصين هل قمت بإيجاد وحديث دائم بعد صلاة العصر فتقرأ على المصلين شيئا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوماً تقرأ عليهم بعض الفتوى المهمة في دينهم ؟ ثم أيها الإمام هل أوجدت حديثاً قبل صلاة العشاء الآخر في سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم أو في تفسير آيات القرآن الكريم وهل وضعت ركناً لإعلان الفتاوى وتوزيع أشرطة الخير المفيدة و الكتب النافعة أو غير ذلك من مجالات الخير النافعة وما أكثرها من إقامة حلقة للتحفيظ داخل المسجد أو اجتماعي أسبوعي لجماعة المسجد تناقشون فيه مشاكل حيكم و المقصرين عن الحضور لصلاة و منا صحتهم وزيارتهم وملاحظة المتأخرين عن صلاة الفجر نسأل أن يعفوا عنا و عنهم إنها مسئوليتك إمام المسجد و مسؤولية جماعة المسجد المصلين فيه لكي نعيد جميعاً دور المساجد الذي فقدنا جزءا كبيرا منه فأصبحنا نرتادها على عجل نؤدي فيها الصلاة ونحن نرقب ساعتنا خشية التأخر على مواعيد دنيانا التي ألهتنا عن الاهتمام بأنفسنا و تقوية إيماننا بالمرابطة قبل وبعد الصلاة و سماع كلمة مفيدة أو حديث نافع .وثبت في الصحيحين عن الني صلى الله عليه و سلم أن انتظار الصلاة في المسجد كالرباط في سبيل الله و المنتظر لها في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه و الملائكة تستغفر له ما دام في مصلاه فأي فضل يعدل كل ذلك ..فأين الحرص على عمارة المساجد بالطاعة و الإيمان كما نعمرها بالبنبان *إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله و اليوم الآخر و أقام الصلاة و آتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى ألئك أن يكونوا من المهتدين *
نسأل الله جل و علا أن يهدينا لإقامة سبل الخير و الدعوة إليها و حمايتها إنه سميع مجيب .....
وصلوا و سلموا على يا عباد الله على من أمركم الله بالصلاة و السلام عليه فقال جل من قائلاً عليماً *إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما*
اللهم صلي و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين،،


 0  0  1010
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 10:11 مساءً الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.