• ×

11:10 مساءً , الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025

السحر

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمدُ للهِ ربِّ العَالمينَ ، أَغنانا بِكِاتَبِهِ المُبينِ ، و سُنةِ نَبيهِ الأمين ، عن ابتِداعِ المُبتَدِعين ، فقال و هو أصدق القائلين اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ 
و أشهدُ أنّ لا إِلهَ إلا الله و حدّهُ لا شَريكَ لهُ سُبحانه و تعالى عَمَا يُشرِكُون و أشهدُ أن مُحَمَداً عبدُهُ و رَسُولُه بَلّغَ الرِسَالةَ و نصَحَ الأُمةَ و ترَكَها على المحجةِ البيضَاءِ لا يزيغُ عنها إلا الهالكون صلَّى اللهُ عليه و على آله و أصحابه الذين يهدون بالحق و به كانوا يعدلون ، و سَلَّمَ تسليماً كثيراً إلى يومِ يبعثونَ أما بعد..
أيُّهَا الناسُ اتقوا اللهَ تعالى و تمسَّكُوا بِكتَابِ ربِكُم و سُنَةِ نَبيكُم .. يقولُ اللهُ تعالى وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَ لَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (102)  لأهميةِ هذا الموضوعِ و لتَعلُقِه ِالكبير بإيمانِ الناسِ و عقيدتِهم رأيتُ لِزَاماً عليَّ أن نَتَحدثَ اليوم عن موضوعِ ((السِحر))
و لَستُ أزعُمُ إِخوَتي أَنَني سَأَغُوصُ في تَفَاصيلِ هذا الموضوعِ و طُرُقِهِ و دُرُوسِهِ و تَاريخهِ فَهَذا ما لا أراه مُجدياً و لا الوقت كافياً .و للأسَفِ أَنَنَا نَرى الآنَ انتشارَ بَعضِ الكُتُبِ و الأوراقِ التي يَتَداولُها عامةُ الناسِ مِن صِغَارٍ و كِبَارٍ و رِجَالٍ و نِسَاءٍ في هذا الأمرِ و هُم لا يَعَلمُونَ شَرَّها و ضَرَرَهَا أو يَصدُفُ بَعضُ النَاسِ اتِصَالاتٍ تَرِدُهُم مِنَ الخارجِ بِزَعمِ وضعِ السِحِرِ أو فَكِهِ أو كَذلك الاتِصَالُ بِالمُتنجمينَ الذينَ يَدَّعُونَ مَعرِفَةَ الغيبِ ..
أما لماذا نطرحُ هَذا الموضوع فلأنَّهُ مَوضُوعٌ مُهِمٌ و قَضِيةٌ هامَةٌ مِن قَضَايَا المُجتَمَعِ يَتَعَلقُ بالتوحيدِ و العَقيدةِ لكُلِ فَردٍ يَنتَمي إلى هَذا المجُتَمَعِ و لهذهِ الأمَةِ هو مِن المعنيين بِحَديثنا هذا اليومِ عن السِحر .
إنّ حَديثَنا عَنِ السِحرِ حديثُ القُرآنِ عَنِ السِحرِ ذَلِكَ الحديثُ الذي ذَكَر اللهُ سُبحَانَهُ و تَعَالى أنّ السِحرَ ضَلالةٌ و كُفرٌ و ذَكَرَ فيه المولى جلَّ و علاَّ أنّ السِحرَ يَنتُجُ عَنهُ التَفريقُ بينَ المرءِ و زوجِهِ و قِس على ذَلِكَ ما تَشَاءُ مِن التَفريقِ بين الأمُ و أَبنائِها و بَينَ الوالدِ و أولادهِ و بين الجارِ و جيرانهِ و القريبِ و أقربائهِ ..
إنَنَا نَعرفُ أنّ هُنَاكَ مَن يَرى طَرحَ هَذَا الموضُوعِ لا أهميةَ لهُ بِجَانِبِ قضايا كبيرةٍ أهمُ مِنهُ و لكنَّ هؤلاءِ رُبَما لم يُقَدِروا الآثارَ العَظيمةَ التي دعتنَا للحديثِ عنْهُ .
أُولاها : تَنبيهُ الأُمَةِ على خَطَرِ السِحرِ و الشَعوذَةِ في المجتَمَعِ فَلَقد شَاعَ و ذاعَ و راجَ في مُجتَمَعِنا مِن قَضَايا السِحرِ و الشَعوذةِ الكثيرُ فَهُوَ الجزاءُ الرَادِعُ الذي يَنتَظِرُ الزوجَ مِن زوجتهِ و العكس وهو كَذَلِكَ التَرجمةُ الحقيقةُ لما يَحِيْكُ في النفسِ الشريرةِ من مُؤمَراتٍ و من تَدبيرٍ لتفريقِ الأُسَرِ و هدمِ المُجتَمَعِ و ضيَاعِ الأفرادِ و يُصَاحِبُ ذلكَ مِن الهوى المُتَّبَعِ و مِن الشيطانِ المريدِ و مِن ضعفِ الإيمانِ ما يجعله تجارةً سائغةً موجودةً في المجتمعِ .
ثاني هذه الأسباب: التي دَعتْنا لطرحِ هَذا الموضُعِ قِلةُ المُتَحَدثينَ عَن هذا الموضُوعِ في بابِ توحيدِ الناسِ و عَقِيدَّتِهم.
ثالثُ هذه الأسباب : الجَهلُ الكَبيرُ لدى الناسِ بِحُكمِ السِحرِ ، و حُكمِ و سَائِلِهِ و هل يِجُوزُ الذهابُ إلى الكَهَنَةِ و السَحَرةِ أم لا يجوز كلُّ هَذِهِ الأسئلة تُغفَلُ عندَ الذَهابِ إلى السَحَرَةِ و الكَهَنَةِ .
أما السبَبُ المُهِمُ و الأهَمُ لِطَرحِ مِثلِ هَذِهِ الموضوعات هُوَ حَاجَتُنَا الكَبيرةِ إلى التوحيدِ و إن مِن نافلَةِ القَولِ أيُّهَا الأحِبَةَ أن نَقُولَ أنَنَا بِحَاجَةٍِ إلى التَوحيدِ في كُلِّ شيءٍ، بحاجةٍ إلى التوحيدِ داخلَ تِلكَ النفسِ التي يَقُولُ عنهَا سُفيَانُ الثوريُّ رَحِمَهُ اللهُ (( مَا رأَيتُ شيئاً أَشَدَّ عليَّ مِن نفسي إنها تتقلَّبُ علي))إنّ النفسَ التي تُهَذَبُ بالصيامِ و هُذِبَت بِالزُهدِ و الوَرَعِ بِحَاجَةٍ إلى الإخلاص لأنها تتقلب على صاحبها و كذلك الأسرة الصغيرة بحاجةٍ إلى التوحيد و هذا المجتمع بحاجةٍ إلى التوحيد و الأمة جمعاء بحاجةٍ إليه و إنني واثقٌ أن مثل هذه الأشياء لم يكتب لها الانتشار و لولا ضعف التوحيد في قلوب الكثير منا فنرى الأخ المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله و يصلي و يصوم و يقوم بشعائر الدين و لكن جهله بالتوحيد يجعله يتجه إلى السحرة و الكهنة و يستعين بهم ، و هنا ندرك تماماً أهمية دعوة الرسل عليهم أفضل الصلاة و السلام حينما بدأوا دعوتهم بالدعوة إلى توحيد الله جل و علا (( و لقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت ))
إخوة الإيمان
أما لماذا الذهاب إلى السحرة فيكون في بعض الأحيان لطلب الشفاء من مرضٍ أو وهم يتوهمه الإنسان في نفسه أو للعلاج من عقم يصيب الزوج أو الزوجة و يكون الذهاب أحياناً لإتمام صفقة زواج أو للسؤال عن نجاح علاقة و لتحقيق نجاحٍ يعتقده الإنسان و يكون في أكثر الأحيان للتخلص من عدوًٍ يراه ذلك المسكين ، و إنني أقولُ أن من يسلك هذا المسلك هو من الذين فقدوا المعنى الحقيقي للا إله إلا الله تلك الكلمة التي حملها بين جنبيه و رددها بلسانه و أشهرها و أعلنها مبدأ من مبادئه لكنه يفقد معنى هذه الكلمة حينما يسلم نفسه إلى الساحر أو الكاهن ليفعل به ما يراه يقول جل و علا ((أفتأتون السحر و أنتم تعلمون)) أما الأسباب التي أدت بالإنسان إلى ذهابه إلى السحرة منها :
ضعف الإيمان وهو سببٌ لكثيرٍ من القضايا حيث يقل توكلُ الإنسان على ربه فتضعف نفسه لدواعي الشيطان و مهلكاته بالسحر و غيره ..
ثاني هذه الأسباب الجهل بالدين و قلة العلم فإن كثيراً من الذين يذهبون إلى السحرة قد لا يعلمون أنه منكر و كفر بل قد يظن الرجل أحيناً أن السحرة مثل القراء الذين يقرأون بالرقى الشرعية أو يظن البعض أنها قبلةٌ له في أن يفرج عن المريض أو المصاب أو كمخدمة لقريب له أو صديق ، يقول صلى الله عليه و سلم ((من أتى ساحراً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد )) رواه أحمد
و قال صلى الله عليه و سلم (( من أتي كاهناً أو عرافاً فسأله لم تقبل له صلاةٌ أربعين يوماً ))
و عد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب من نواقض الإسلام الإعراض عن دين الله لا يعلمه و لا يتعلمه ..و أيضاً من الأسباب التي تدعو إلى هذه العمل كثرة الفراغ لدى الشباب و الشابات و غيرهم و هو منبع كل شر .
أما السبب الذي لا نستطيع أن نخفي أثره لانتشار هذه الظاهرة و سائل الإعلام التي تعرض لنا مثل هذه البائقة التي عدَّها رسول الله صلى الله عليه و سلم من الموبقات من خلال البرامج المطروحة...
ألا نرى أطفالنا مثلاً يتلقون بعض الأفلام الكرتونية التي تبين السحر و السحرة و كيف أثرهم حتى أن الساحر منهم بعصاه ذي النجمة يستطيع تحويل كل شيء لما يحب ، من تحويل الجو و بناء القصور في لحظة و المدافعة عن المظلومين لكي يحبه هذا الطفل الصغير بل و قد يقلده وكل ذلك و نحن في غفلة ..
و كذلك ما يعرض في الأفلام و المسلسلات عبر القنوات الفضائية من استعانةٍ بالسحرة و لجوءٍ إليهم عند الشدائد أو ما تقوم به بعض الإذاعات و القنوات من لقاء بالمنجمين و مدعي علم الغيب في ربطهم بالناس عبر تواريخ الميلاد لمعرفة أحوالهم أو عبر عرض برامج الألعاب و الخدع التي تصور كأنها سحر ألا ترون إخوتي أن ذلك له كبير الأثر على الأسرة المسلمة الموحِّدة .
هذا فضلاً عن الجرائد و المجلات التي يكفي أن نذكر لكم أن جريدةً عربية واحدةً منها على سبيل المثال استمرت في عرض حلقاتٍ مطولة و عبر ثلاث صفحات على الأقل بعنوان كيف تتعلم السحر؟! و غيرها من المجلات و الجرائد التي تغفل عنها عين الرقيب تعرِض المقابلات مع السحرة و الكهنة و كيف تعلمون السحر و ما هي طرقكم إلى آخر ذلك من الأسئلة التعليمية ، و انظر مثالاً للإيمان بالشعوذة الحديث عن الأبراج فأنت إن ولدت في يوم كذا ستكون مشئوماً و في يوم كذا ستكون سعيداً أو حظك اليوم سعيد أو حظك اليوم شقاء في شقاء و غير ذلك من تأرهّاتٍ نشتريها بأموالنا و نغذي بها عقول أولادنا و نسائنا..
و من الأسباب كذلك انتشار السحر عن طريق بعض العمالة الوافدة و أكثرها غير مسلم من الخامات على و جه الخصوص آلاتي يختلطن في البيوت و كذلك السائقين و العمال من الديانات الهندوسية و البوذية و النصرانية و غيرها . و إنني على يقين من أن بعضكم يعرف قصصا تثبت ما أقول و تبين التهاون الذي نراه ..
عباد الله
إن أحوال السحرة و عاداتهم و طبائعهم غريبة كل الغرابة بل و شاذة أنزه أسماعكم و هذا المنبر من ذكر بعضها أو كلها و لعل بعض البرامج التي فضحتهم تبين لنا ذلك ((و لا يفلح الساحر حيث أتى)) و يكفي هذا الأمر لكي نعلم مدى السوء الذي يصلون إليه حينما يكونون من السحرة أو الكهنة و لذلك فقد كان حد الساحر ضربة بالسيف كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الإمام مالك رحمه الله في الموطأ : الساحر الذي يعمل السحر و لم يعمل ذلك له غيره هو مثل الذي قال الله تبارك و تعالى عنه في كتابه ((و لقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق..))
فأرى أن يُقتل إذا عملَه بنفسه .. و قال مثل ذلك الإمام الشافعي رحمه الله ..
و إن مما يساعد السحرة و يجعل سوقهم رائجة ..الوهم الذي يصيب الكثير منا لأي هاجس يصاب به الإنسان أو حالة نفسيه طبيعية أو مرض غير معروف للوهلة الأولى و خصوصاً لدى النساء اللاتي يسارعن إلى الشك بأن هذا الوهم عملٌُ من السحر بل و نسارع إلى علاجه قبل كل شيء بالذهاب إلى السحرة و تصديقهم فيما يقولون و دفع المبالغ الطائلة لهم و الإشراك بالله في بعض الأحيان إمام بقولٍ فيه شرك أو بالذبح لغير الله و غير ذلك و هذا من أعظم الطوام ، و على فرض أن السحر وقع حقيقة لا تجد أننا نسعى لكتاب الله نطلب فيه الشفاء الذي يقول الله تعالى عنه ((و ننزل من القرآن ما هو شفاءٌ و رحمةٌ للمؤمنين )) و لاشك أن القرآن أثبت أن فيه العلاج لكثيرٍ من الأمراض و الأسقام و هناك مع ذلك الطرق المشروعة التي قال بها الفقهاء عند الإصابة بالسحر أو قبل الإصابة به كقراءة الأوراد و الأذكار الحافظة للإنسان من كل شر و كذلك الرقى الشرعية المفصلة في كتب الشريعة ..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
((قل أعوذ برب الفلق ............))الآية
((قل أعوذ برب الناس ............))الآية
بارك لله لي و لكم في الفرقان العظيم و نفعنا و إياكم بما فيه من لآيات و الذكر الحكيم أقول ما تسمعون و أستغفر الله لي و لكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين أمرنا بإتباع كتابه و هدى رسوله ، و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له ، بين الحق بدليله ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله الهادي إلى سبيله ، صلى الله عليه و على آله و أصحابه و كل من اتصف بإتباع الحق و قبوله ، و سلم تسليماً كثيراً أما بعد أيها الإخوة المؤمنون بالله و رسوله
لا شك أن لكل داءٍ دواء علمه من علمه و جهله من جهله إلا الموت كما ورد ذلك عن الرسول الكريم صلوات الله و سلامه عليه و لا شك أن هناك طرقاً شرعيةً لعلاج السحر و الوقاية منه يجب علينا أن نعرفها و نشير بها على الناس و منها :-
أولاً :- الصبر و قوته على المرض أو الوهم و عدم الخوف و الضعف فإن هذه الأمور كثيراً ما تصيب ضعيف الإرادة ذا الإيمان الضعيف و كذلك الصبر بعدم التعجل للشفاء مع استخدام الرقى الشرعية من القرآن الكريم فقد تطول مدة القراءة ، و الناس مع الأسف يملون ثم يتجهون إلى السحرة ، لقد جلس النبي صلى الله عليه و سلم ستة أشهر وهو يستخدم القراءة بالقرآن حينما أصيب بالسحر ، فما بالكم و إذا علمتم أن صبر الإنسان رافع له درجاته و زيادةٌ لحسناته فإنه من الابتلاء .
الثاني من الطرق الشرعية لعلاج السحر :تقوية الإيمان بالله و التوحيد في نفوسنا و الاتكال على الله و كثرة الاستعاذة بالله و اللجوء إليه من شياطين الإنس و الجن كما قال سبحانه و تعالى ((وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين و أعوذ بك رب أن يحضرون ))و كما يقول تعالى ((و إما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله ...)) الآية و كذلك قراءة المعوذات و اجعل قلبك أخي المؤمن مملوءاً بتقوى الله و مخافته في السر و العلن و أن تكون متوكلاً على الله في جميع أمورك ((و من يتوكل الله فهو حسبه ))
الثالث من الطرق الواقية من السحر :- عدم الظلم للآخرين لأنه يورث البغض و العداوة للمظلوم ينسى معه الخوف من الله سواءً كان هذا المظلوم الزوجة أو الزميل أو العامل أو الخادمة فيلجئه الظالم إلى أن يقع على ضلالة فيما حرم الله فيعمل السحر فيصيبك على حين غفلة من تركك للأوراد التي وردت عن النبي صلى الله عليه و سلم
أيضاً من الوسائل لمنع السحر و وقوعه عمل القربات إلى الله سبحانه و تعالى كقراءة القرآن و الإكثار منها آناء الليل و أطراف النهار و كذلك الحرص على الأوراد الثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم في الصباح و المساء و تعليمها للأولاد و الزوجات و كذلك الصدقة و الإنفاق فإنها تقي مصارع السوء و كذلك الإحسان إلى الغير بشتى أنواع الإحسان ..
الأمر الخامس من الطرق الواقية من السحر تجديد التوبة لله عز وجل من كل ذنب يرتكبه الإنسان فإن الفساد الذي يحوم في نفوسنا عباد الله مرتع خصب لهذه البوائق و استمرائها لدى الفرد و المجتمع .
و إنني على يقين إخوتي أن كل هذه الوسائل و ما لم يذكر منها كفيلة بأن تحبط كيد الساحر حيث أتى و هي كفيلة أيضاً بأن تلغي كل دورٍ للوسوسة بالسحر و للهم و الغم الذي يعتري قلوبنا و لاشك أنه ما كان للسحر أن ينتشر في المجتمع و في بلاد التوحيد على وجه الخصوص لولا ضعف الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيجب علينا جميعاً أفراداً و مسئولين أن ندرك أننا مسئولون عن مقاومة مثل هذا الشرك و غيره و ذلك بفضح هؤلاء السحرة و الكهنة و الإخبار عنهم و عن أماكنهم و طرقهم بل و فضح من يدل عليهم و يجلب لهم الزبائن و لا ننسى الدور المشكور لهيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في مواجهة هؤلاء المفسدين و كذلك يجب علينا أن ننشر هذا الدين و نعلمه الناس في المساجد و الجوامع و المدارس و المنتديات لأن الجهل كما ذكرنا آنفاً بابٌ لكل شر و فتنة فما بالكم الجهل بالتوحيد أسأل الله العظيم الجليل أن يحمي أنفسنا و نسائنا و ذرياتنا و جميع المسلمين من كل من في نفسه شر و فتنة و أن يرد كيد السحرة و المشعوذين في نحورهم و أن يكفي البلاد و العباد خطرهم و ضررهم إنه سميع مجيب


 0  0  785
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 11:10 مساءً الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.