• ×

10:35 مساءً , الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025

حقوق الجار

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله أمرنا بالبر والإحسان،وجعل الإحسان إلى الجار من الإيمان،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد المنان،وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله السابق إلى كل خير وإحسان،صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا..أما بعد فاتقوا الله ..
أيها المؤمنون..من عظمة الإسلامُ أنه جاء بكلِّ ما فيه صلاحُ العبادِ والبلادِ،قال صلى الله عليه وسلم(إنما بعثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاقَ))، ومن الأخلاق المهمة قبل الإسلام حسن الجوار،فلقد كان العربُ في جاهليتِهم يحمون الذمارَ ويتفاخرون بحسنِ الجوارِ،يقول شاعرهم:
تُعيَّرنا أنـا قليلٌ عديدُنـا
فقلت لها: إن الكرامَ قليلُ

وما ضرنا أنا قليلٌ وجارُنا
عزيز وجارُ الأكثرين ذليلُ

هكذا يتفاخرون بحماية الجار وحسن الجوار،ثم بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم ليُتَمِّمَ هذه المكرُمةَ ويرعاها،فجاءت الأدلة مؤكدةً على حق الجارِ،قال صلى الله عليه وسلم(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُحْسِنْ إلى جارِه))ويقول عليه الصلاة والسلام ((ما زالَ جبريلُ يوصيني بالجارِ حتى ظننتُ أنه سيورِّثُه))والجارُ هو من كان مجاورًا لدارك حسب العرف ولو كانت بينك وبينه أربعون دارًا كما قرر العلماء..والجارُ هو من جاورك جوارًا شرعيًا،سواءً كان مسلمًا أو كافرًا، برًا أو فاجرًا، صديقًا أو عدوًا،محسنًا أو مسيئًا،قريبًا أو أجنبيًا كلٌ بحسب حاله وما يستحق،فالجار الملاصق لك ليس كالبعيد،والجارُ ذي القربى ليس كالجار الجُنب،والجوارهو في المسكن والعمل والسوق والمسجد والسفر والدراسة وحتى جوار الدول.
عباد الله،لقد أوصى الإسلام بالجار وأعلى من قدره،فله حرمة مصونة وحقوق كثيرة،لم تعرفها قوانين وشرائع البشر والدول الوضعية..فقد قرن الله حق الجار بعبادته وتوحيده وبر الوالدين وصلة الأرحام((وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ))أما وصيته صلى الله عليه وسلم ففي أحاديث كثرة ومتكررة لأهمية حق الجار،والوصاية به،فقال(خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره))وصح عنه عليه الصلاة والسلام(أربع من السعادة:المرأة الصالحة،والمسكن الواسع،والجار الصالح، والمركب الهنيء،وأربع من الشقاء:الجار السوء،والمرأة السوء،والمركب السوء،والمسكن الضيق))
معاشر المسلمين،إن حقوق الجار كثيرةٌ عديدة،وهي عظيمة، لا يجوز التساهلُ فيها أو الإخلال بها. منها كفّ الأذى،فهو محرم،وأذية الجار أشد تحريمًا،قال صلى الله عليه وسلم(والله لا يؤمن، والله لا يؤمن،والله لا يؤمن))،قيل:من يا رسول الله؟ قال(من لا يأمن جارُه بوائقه))وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره)).وقيل:يا رسول الله،إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار وفي لسانها شيء،تؤذي جيرانها،سليطة،قال(لا خير فيها،هي في النار))،وقيل له:إن فلانة تصلي المكتوبة،وتصوم رمضان،وتتصدّق بالأقط وليس لها شيءٌ غيره،ولا تؤذي بلسانها جيرانها، قال: ((هي في الجنة)).
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، فقال له: ((اطرح متاعك في الطريق))،قال:فجعل الناس يمرون به فيلعنونه ـ أي:يلعنون من كان يؤذي جاره ـ فرجع إلى رسول الله فقال:إن الناس يلعنوني،قال(فقد لعنك الله قبل الناس))،قال:يا رسول الله،فإني لا أعود))أخرجه البخاري في الأدب المفرد فهل بعد هذه الأحاديث وهذا الترهيب الشديد عن أذى الجار يتساهل أحد بحقه..
فكم ـ وللأسف ـ بيننا من صورٍ للإخلال بهذا الحق العظيم بين الجيران بمضايقة الجار عند دخولِه وخروجه من بيته،أو تركُ المياه تتسرب أمام منزله،وإيذائه بالروائح الكريهة المنبعثة من مياه المجاري والزبائل ونحوها،و إيذائه بمخلفات البناء،أو بالاعتداء على أرضه،أو سرقته قال صلى الله عليه وسلم(فما تقولون في السرقة؟))قالوا:حرمها الله ورسوله فهي حرام، قال: ((لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره)).أخرجه الطبراني..ومن أذى الجار التعدي عليه بإيذاء أبنائه أو العبث بسيارته وممتلكاته،والإزعاج برفع الصوت ومنبهات السيارات أوبطرق الأبواب،وخاصة في وقت النوم والراحة.
ومن صور أذية الجيران تأجير من لا يرغبونه بينهم،كمن يؤجر للعزّاب بين العوائل،أو من يؤجر لأصحاب المشاكل والاستراحات الذين يخشى منهم إفساد أبناء الحي،ولا يبيع الرجل ما يملكه من منزل أو أرض إلا بمشورة جيرانه،صح عنه صلى الله عليه وسلم(من كانت له أرض فأراد أن يبيعها فليعرضها على جاره))ومن أعظم صور الأذية للجار الخيانةُ والغدر به،كالتجسس عليه،والوشايةِ به،وتتبع عوراته،وكشف محارمه وهذا من اللؤم،والعرب تفخر بغض البصر عن الجار..يقول عنترة:
وأغضّ طرفي إن بدت لي جـارتي
حتى يواري جارتي مأواها

أما صور الإحسانِ إلى للجارِ فبالدعاءُ والاستغفارِ له،سمع صلى الله عليه وسلم رجلاً يقولُ:اللهم اغفِرْ لي ولفلان،قال((من فلان؟))قال:جارٌ لي أستغفِر له،فقال عليه الصلاة والسلام(قد غُفِر لكَ وَلَه)).
فهنيئًا لمن وفّقه الله لجار صالح، فالجار الصالح الذي يرعى هذه الحقوق مكسبٌ وسعادة وللأسف تجد الكثير من الناس لا يبالي باختيار الجار الصالح، خاصة إذا أراد بناءَ منزل جديد أو شراءَه، فتراه يحرص على حسن الموقع وقربه من الخدمات، أما صلاح الجيران من عدمه فلا يهمه ذلك، وهذا خلل كبير، فالجار قبل الدار كما قاله علي رضي الله عنه.
ومن الإحسانِ إلى الجارِ تقديمُ الهديةَ لأنها تجلِبُ المودةَ وتزيلُ العداوةَ،قال صلى الله عليه وسلم (يا أبا ذرٍ،إذا طَبَخْتَ مَرَقَةً فأكثِرْ ماءَها،وتعاهَد جيرانَك))تنبيهًا منه صلى الله عليه وسلم على الاهتمامِ بالإحسانِ إلى الجارِ،ولذلك قال(وَمَنْ قُتِلَ دون جارِه فَهُو شهيدٌ)) أدرك ذلك سلفنا الصالح والكرامُ من الناس فلم يؤثروا بالجار الصالح مالاً ولا عَرَضا من الدنيا،باع أبو الجهم العدوي داره بمائة ألف درهم،ثم قال:بكم تشترون جوار سعيد بن العاص؟قالوا:وهل يُشترى جوارٌ قط؟قال:ردّوا عليّ داري، وخذوا مالكم، لا أدع جوار رجل إن قعدتُ سأل عني، وإن رآني رحّب بي، وإن غبتُ حفظني، وإن شهدت قرّبني، وإن سألتُه قضى حاجتي،وإن لم أسأله بدأني، وإن نابتني نائبة فرَّج عني،فبلغ ذلك سعيد بن العاص فبعث إليه بمائة ألف درهم.وكان رجلٌ جاراً لأبي دُلَفٍ ببغداد،فأدركَتْهُ حاجةٌ وَرَكِبَهُ دينٌ فادحٌ حتى احتاجَ إلى بيعِ دارِه وطلبَ ثمنًا لها ألفَ دينارٍ، فقالوا له: إنَّ دارَك لا تساوي أكثرَ من خمسِمائة دينارٍ، فقال: نعم، ولكنّني أبيعُها بخمسِمائة، وأبيعُ حُسنَ جوارِ أبي دُلَف بخمسِمائةٍ أخرى، فبلغ قولُه أبا دُلَف فأمَرَ بقضاءِ دينِه ووصَلَهُ وواسَاه. وإذا نظرنا إلى أحيائنا قديمآ وما نسمعه من تآلف الجيران وتعاطفهم رغم قلة ذات يدهم حتى كانوا يتبادلون الأواني وملابس الزينة والقلوب صافية أغلبها فأينَ هذا من قِصةِ رجلِ باعَ داره بأقلَّ من ثمنِها لأذية جيرانه له،فلاموه فقال:
يلوموننِي أنْ بِعْتُ بالرُخْصِ منْزِلِي
ولَم يعلمُوا جارًا هناكَ يُنَغِّـصُ

فقلتُ لَهـم: كُفُّـوا الْملامَ فإنَّما
بجيرانِها تغلُو الديارُ وترخُـصُ

فاسألوا الله ـ عبادَ الله ـ الجارَ الصالح، وتعوذوا بالله من جارِ السوء،فقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم(اللهم إني أعوذُ بك من جارِ السوءِ))، وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال(تعوذوا من ثلاثِ منها: مجاورة جارِ السوءِ، إن رأى خيرًا دفنه، وإن رأى شرًا أذاعَهُ))،وقال أيضاً(من سعادةِ المرءِ الجارُ الصالحُ والمركَبُ الهنيءُ والمسكنُ الواسعُ))ومن ابتلي بجارِ سوءٍ فعليه أن يصبرَ عليه، ويناصِحَه بقدرِ الإمكانِ، ويحسنَ إليه، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((إن الله يحبُ الرجلَ له جارُ السوءِ يؤذيه فيصبرُ على أذاه))كان للإمام أبي حنيفة النعمان جار إسكافي إذا جاء الليل يشرب الخمر ثم يقول:
أضاعوني، وأيُّ فتًى أضاعوا
ليومِ كريهةٍ وسدَادِ ثَغْرِ

وأبو حنيفة يُصلي الليل كله،فيزعجه هذا الجار حتى فقد صوته،فسأل عنه، فقيل له: هو محبوس منذ ثلاثة أيام فصلّى الإمام الفجر،ومشى حتى دخل على الأمير..فاحتفى به الأميرُ وأجلَسه مكانه،وشفع في جاره فأطلَقُوا سراحه فقال له أبو حنيفة: أتُرانا أضعناك؟ قال:لا والله بل حَفِظتَ ورَعيتَ، جزاكَ الله خيرًا عن صحبة الجوارِ ورِعايتهِ،فتاب من يومه ولم يعد إلى ما كان عليه.
يقول صلى الله عليه وسلم(من أغلقَ بابَه دونَ جارِه مخافةً على أهلِه ومالِه فليس ذلك بمؤمنٍ، وليس بمؤمنٍ من لم يأمنْ جارُه بوائِقَه، أتدري ما حقُ الجارِ؟ إذا استعانَك أعنته، وإذا استقرَضَك أقرضته، وإذا افتقرَ عُدت عليه، وإذا مَرِضَ عُدته، وإذا أصابَه خيرٌ هنأتَه، وإذا أصابَتْهُ مصيبةٌ عزيْتَه، وإذا ماتَ اتّبَعتَ جِنازته، ولا تستطِلْ عليه بالبناءِ تحجبُ عنه الريحَ إلا بإذنِه، ولا تؤذِه بقُتَارِ قِدرِك إلا أن تغرِفَ له منها، وإن اشتريتِ فاكهةً فأهْدِ له، فإن لم تفعلْ فأدخِلْها سِرًا ولا يخرِجْها ولدُك ليغيظَ بها ولدَه، أتدرون ما حق الجار؟ والذي نفسي بيدِه، ما يبلغُ حقُ الجارِ إلا قليلٌ ممن رَحِمَه الله))، فاحفظوا عباد الله حق الجار واحذروا أذيته،بأي صورة كان الأذى، حسي أو معنوي، في دينه أو ممتلكاته أو عرضه وهو أشدّ.فقد كانت العرب تفاخر بحماية الجار حتى ملأت أشعارهم:
وإني لأحمي الجار من كل ذلةٍ
وأفرح بالضيف المقيم وأبهج

أما ما يحدث اليوم من إخلال بهذا الحق بين الجيران فأمر لا يجوز،كالاحتقار له والسخرية به، إما لفقره أو لجهله أو بكشف أستاره؛ لأن الجار أقرب الناس إلى جاره،
إن الناظر في واقعنا الناس اليوم يرى كيف أن الدنيا قد استولت على قلوب كثير من الناس، فعصفت بكثير من الأخلاق والقيم، وأنست كثيرًا من الحقوق والواجبات الشرعية، فتباعدت القلوب وتنافرت النفوس، فعق الولد أباه، وقطع الأخ أخاه، وهجر الجار جاره، فضاعت الحقوق، وقامت سوق القطيعة والعقوق إلا من رحم الله، فكم هم الذين أساؤوا إلى جيرانهم فمنعوهم الإحسان، وبذلوا لهم القطيعة والأذى.
فأحسنوا إلى جيرانكم، مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر، ابذلوا لهم الخير ما استطعتم، وردوا عنهم الشر ما ملكتم، تلطفوا إليهم بالهدية والزيارة، فإن لم تجدوا خيرًا تبذلونه فلا أقل من كف الشر عنهم.قال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة يحبهم الله)) وذكر منهم: ((والرجل يكون له الجار يؤذيه جارهُ فيصبر على أذاه حتى يفرّق بينهما موتٌ))..هذه هي حقوق الجار على جاره، فكم فينا من تقصير، وكم في تعاملنا مع جيراننا من خلل وتقصير ومع وفرة المادة بأيدينا وغنى الناس إلا أن التواصل قلّ فيما بين الجيران،ألا نتذكر كيف أحياؤنا وحاراتنا قديماً كانوا بالأعياد يجتمعون،وبالمناسبات يتزاورون،يسأل بعضهم عن بعض ويكون الأب في الحي أبٌ لجميع أولاد الحي،يجمعهم المسجد للصلاة،والتعاون فيما بينهم خلافاً لما هو حالنا اليوم ومن هذا المنطلق أحبتي يأتي مشروع رائد تقيمه جمعية قطرة النسائية بالاهتمام بأحد الأحياء القريبة من هذا الجامع بزرع روح التكاتف والتعاون بين أفراد الحي تحت مسمى (حينا حيٌّ بأهله) وذلك بنشر الدعوة والتوعية لأهالي الحي،وعطف الفقير على الغني ونظافة الحي وتنميته وكلّها تؤكد حق الجوار بالإسلام وتعيد لنا بعض قيمنا وتآلفنا الذي يكاد يفقد في أحيائنا ومجتمعاتنا فجزي الله خيراً الصقور القائمين على هذا المشروع وليتنا نكون داعمين له لإنجاحه فهو دور مهم تقوم به الجمعيات الخيرية والجهات الحكومية..نسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا ويصلح ذات بيننا وأن يهدينا سبل السلام أقول ...
الخطبة الثانية ..الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده .و بعد..فاتقوا الله عباد الله
أيها الإخوة المؤمنون..ونحن نعيش و لله الحمد نعمة الأمن و الإيمان مع ما نراه يتهدّدُ البلدان حولنا..فاللهَ الله في أداءِ الواجب الملقى على عواتقِنا جميعًا،في معالجة هذه الظواهر الخطِرة والمحرّمة على مجتمعاتِنا واستئصال شأفتِها،وأن نكون يدًا واحدة وعينًا ساهرة في الحفاظ على دين الأمّة وأمنِها وبلادها وأن نحذر من الفتن ما ظهر منها ومابطن ونبتعد عن المشاركة بقولٍ أو فعلٍ أو حثٍ وتأييد دعوة إليها لما في ذلك من مفاسد مؤثرة على الفرد والمجتمع عندنا،ولنكن لحمة واحدة مع العلماء وولاة الأمور والناصحين للتعاون على المناصحة والإصلاح ونبذ الظلم والمجاملة والفساد الذي يضر الأمة ويودي بها إلى متاهات سحيقة.ولذلك فقد كان رأي علمائنا حول حرمة المظاهرات وما ذكروه من مفاسد مترتبة أو مصالح قائمة في هذه البلاد أو ما يثيره البعض في بلادنا من ذوي الأغراض المختلفة و الغير مدروسة..منهم رافضة يستغلون ما يحصل لإثارة الفتن و المظاهرات،و لإقامة بدعهم و يحركهم فيها أطرافٌ أجنبية..وآخرون يريدون إثارة الفوضى باسم الإصلاح بتوجيهاتٍ من الخارج في هذه البلاد وقد يكون لبعضهم دواعي يرونها صحيحة لكنهم أخطأوا التعبير وإن كانوا يظهرون المطالبة بحقوقهم التي لها وسائلها المشروعة وقد ذكر بيان العلماء أن طرق الإصلاح كثيرة فهناك سبيل الحسبة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي لا بد أن نتواصى عليه جميعاً كلٌ بحسبه،وهناك سبيل مناصحة ولاة الأمور والمسؤولين بالطرق الشرعية فلا بد أن نحمد الله على اجتماع الكلمة و توحيد الصف والتعاون على البر والتقوى والتناهي عن الإثم والعدوان والحذر من الجور وظلم الناس والبغي وغمط الحق الذي يسبب الفتن وكذلك الارتباطات الفكرية المنحرفة ولنعلم أن النصيحة واجبةٌ لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم..
وهذا مع الأسف ما يَغفلُ عنه البعض حين لا ترى إلا غششةً للأمة من المداحين والمرتزقة يريدون تشويه الأمور وتسويغ الفساد وهذا من الضلال..لنكن جميعاً متواصلين على حماية أمن أوطاننا من الفتن المحدقة بنا والفساد لذي يراد بها،وكذلك حل المظالم ونصرة المظلومين،ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتعاون على الإصلاح و المناصحة والتواصل مع ولاة الأمر ونبذ المجاملة.وإذا كان هناك أخطاء تحتاج إلى إصلاح أو مكلومون يريدون إيصال صوتهم فهناك أساليب لا تثير الفتن يمكن ممارستها وإيصالها للمسؤول والصبر على ذلك..
نسأل الله جل وعلا أن يصلح أمورنا وأن يوفق ولاة أمورنا وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان، والسلامة في الأوطان ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يحمي بلادنا منها وأن يجمع كلمتنا على الحق ويصلح ذات بيننا ويرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه..ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .

 0  0  1320
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 10:35 مساءً الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.