أحداث الرس
الحمد لله المبدئ المعيد ، يحكم ما يشاء و يفعل ما يريد ، أحمده سبحانه و أشكره و أتوب إليه و أستغفره ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو على كل شيء شهيد ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله أكرم الرسل و أشرف العبيد صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى الدين أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله تعالى فالتقوى منجاة من عذاب الله ونجاة من الفتن و هي سداد في الرأي وعصمة من الخلاف و الإجرام..
أيها الاخوة المؤمنين :
ظهور الفتن و القتل و الهرج من علامات الساعة التي أخبر عنها الصادق الصادق المصدوق صلوات الله و سلامه عليه و في زمان الفتن لا بد من حديثٍ واضح لا موارية فيه ..و لا مجاملة ..وحوار صادق لا تطرف فيه و لا منابذة ..و ذلكم واجب العامة و الخاصة ..
في زمان الفتن لا بد من تجديد العودة الصادقة إلى كتاب الله و سنة نبيه .. و الاحتكام إلى شرعهما ونبذ ما خالفهما من شرائع ومناهج أخرى و أن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون
أيها الأحبة :
الرسوخ في بلادنا يثير حقد الحاقدين و بساط الأمن المحمود يستفز قلق المرجفين و القوة و التماسك بديننا تزعج نفوس الطامعين و حفظ الله و توفيقه تخيب ظنون المتربصين لكن الاعتماد على ربنا يرد عنا كيد الكائدين واجتناب معاصيه و المنكرات يوجد الأمن للعالمين فنسأل الله جل وعلا أن يديم علينا نعمته وعلى سائر بلاد المسلمين ..
عباد الله
يعجب المرء فعلاً و يحار لما يراه من استهانة في النفوس المعصومة و الدماء المهدرة وتدمير الممتلكات و الإفساد في الأمن و التعدي على رجاله و الأعظم من ذلك حين الإفساد في الدين و تشويه شريعة رب العالمين و التأثير السيئ في التعليم و مجالات الدعوة و الخير وكل ذلك نتيجة واضحة لفساد في التفكير وغلو في التكفير ..ونهج إلى التفجير ينفيه كل صاحب عقلٍ و تدبير ..ولعلكم سمعتم و قرأتم إخوة الإسلام ما حدث مطلع هذا الأسبوع من الفتن العظيمة في أحد المحافظات المجاورة و التي سلمت منها أيدينا و نسأل الله أن يعصم من الخطأ فيها ألسنتنا ، و لكم يألم المرء و يدهش لما أريق من دمٍ حرام و كم تعطلت المساجد و المدارس أياماً وترك الناس منازلهم بسبب هذا الإفساد وهو حدثٌ جلل يقرع فوق رؤوسنا ناقوس الخطر ، ويدعونا إلى الالتفاف حول علمائنا و التشبث بهدي سلفنا الكرام في اجتناب الفساد و الفتن والإجرام و ما ينشأ فيهما من أراجيف و أكاذيب وبلايا عظام و التكاتف مع رجال الأمن و الدعاء لهم وهم يواجهون مثل هذا الخطر و لا شك أنا رأينا بعض الشباب الذين لم يأخذوا العبرة مما حدث في تفجيرات سابقة و لم يستمعوا لقول العلماء في هذه الأحداث و الفرص المعطاة للتهدئة مما أدى بهم إلى الاستمرار في الطريق المخالف لشرع الله تعالى ، و إن مهمة انتشالهم من هذه الأفكار و التبيين لهم و لغيرهم ممن يظن سلامة طريقهم و منهجهم هو واجبٌ علينا وهؤلاء الشباب أمانةٌ في أعناقنا جميعاً ، و الصراحة و الصدق معهم و اجب على كل من يريد وجه الله و يحرص على قطع الطريق على من يتربص بالدين و أهله و يشوه سمعة الإسلام و يستر محاسنه و ينتسب إلى الجهاد وهو منه براء و لذلك فإن الصراحة مع الشباب في مثل هذه الأمور لهو من العوامل الأساسية في الإصلاح أما المجاملة وعدم الوضوح فهو شراكة في الجريمة بعد وضوحها ..ولذلك فإنا نقول لإزالة بعض الإشكاليات الفكرية لدى الشباب :إن سلامة قصدهم لا تعفيهم من أخذ الدين بكماله و جمالة و إعمال النصوص الشرعية جميعها دون تعطيل بعضها يقول الله تعالى يأ يها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كآفة و لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين
ولقد كان منهج النبي صلى الله عليه و سلم واسعاً واضحاً في التعامل مع أعداء الدين ، فلم يلجأ النبي صلى الله عليه و سلم في يوم من الأيام إلى قتل بعض المسلمين من أجل قتل عددٍ من المشركين ، و لم يكن أحدٌ من الصحابة يقتل نفسه عمداً من أجل قتل المشركين ، و ما يحدث في فلسطين و غيرها من العلميات الاستشهادية هو من الأمور التي ضبطها العلماء هناك وقد أفتى بها علماؤهم بضوابط لا يسوغ أن يأتي الشباب و يأخذوا الحكم و يتركوا ضوابطه و يغيروا موقعه بسبب حماسٍ زائد أو قصور في التصور و نحو ذلك ..
و ليعلم المقدم على هذه الأمور عافانا الله و إياكم و شبابنا منها أنه أقدم على أمرٍ عظيم في دين الله عز وجل ،يقول الله تعالى و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً * و من يفعل ذلك عدواناً و ظلماً فسوف نصليه ناراً و كان ذلك على الله يسيرا* ويقول تعالى و من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذاباً عظيماً
فليت شعري من يسمع هذا الوعيد فيجرؤ على قتل نفسه ؟! و من يسمع هذا الوعيد كيف يجرؤ على قتل النفس التي حرم الله تعالى ؟؟وهل أصبحت النفس الإنسانية المسلمة بهذا الرخص و الرسول عليه الصلاة و السلام يقول وهو يطوف بالكعبة ما أعظمك و ما أطيب ريحك و الذي نفس محمد بيده لدم المسلم أعظم و أطيب عند الله منك..
أيها الأخ المسلم ، إن الغيرة على الدين أمر نشاركك فيه و لكن هناك ضوابط الشريعة تمنعنا من تخطيها ، فما الذي يضطرنا إلى هذا الطريق الضيق في مجاهدة الكفار ؟! هذا الطريق الذي رأيناه في الفترة القريبة الماضية و خلال عددٍ من الأعمال الهوجاء خارجية و داخلية في التفجيرات القريبة و البعيدة مليء بالمخاوف الشرعية على عامله قبل غيره ، فهو في عمله هذا يدور بين أمرين :إما أن يعطل نصوص الشريعة و أن يجعل نفسه في نجوةٍ منها و إما أن يتقحمها بتأويلاتٍ غالية و هذا من الحماس ولكنه في الحقيقة يفتقد الورع و الخوف من وعيد الله تعالى ، و الذي عهدناه من ديدن العلماء و المجاهدين الصالحين هو التزام الورع و الوقوف عند حدود الله خوفاً من الله و تعظيماً لحرماته ، أفلا يسع الشاب الناشئ ما يسع العلماء و الصالحين ، يقول رسول الهدى لا يزال المرء في فسحةٍ من دينه ما لم يصب دماً حراماً رواه البخاري..
يا أيها الأخ المسلم
إن دين الله قد جاء بمراعاة المصالح و المفاسد في الجهاد و العمل لنصر هذا الدين ، و ذلك بناءً على القاعدة العظيمة التي ذكرها الله في كتابه كما يقول الله تعالى و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم
وانتهجها النبي في سيرته الزكية و من ذلك تركُ النبي قتلَ المنافقين الذي كفروا بعد إيمانهم و القرآنُ يتنزل بأفعالهم ومع ذلك لم يقتلهم النبي و رأى في دين الله فسحة أن يترك قتلهم خشيةً من المفاسد المترتبة على هذا القتل و هي أن يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه كما قال و إن مخالفة سنة النبي و اتخاذ غيره أسوة لا يورث إلا الفتنة و العذاب كما قال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذابٌ أليم
كما أن النبي رأى في دين الله فسحة أن يؤجل قتال بعض الأعداء في أوقات الضعف أو الانشغال بقتالٍ آخر ، و هذا من السياسة الشرعية التي يهبها الله لأوليائه و جنده قبل أن يمكن لهم في الأرض و بعده ، فهذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يهادن قبائل اليهود عندما أتى المدينة في وقت الضعف ، و يصالح قريشاً في الحديبية على شروط استغربها بعض الصحابة ..و ينصرف عن ثقيف ، و يستميل زعماء غطفان و غيرها بالعطاء ، و كان إذا أراد أن يغزوَ قوماً ورَّى بغيرهم ، و إذا عاداه قومٌ حرص على مصالحة الآخرين ليتفرغ لهم ، و إذا حالفته قبيلة مثل خزاعة و هب مشركها لمسلمها و لم يستعدهم أو يثيرهم ، إذ لو فعل فربما خسر القبيلة كلها ، و كان صلى الله عليه و سلم يفرق بين من نصره و حماه من المشركين ، و بين من عاداه و آذاه و آذى أصحابه ، كما أن المشركين كان منهم من تقاسموا على الكفر و علقوا صحيفة الجور و الحصار في الشعب ، و منهم من أنكرها و مزقها ، فالنبي صلى الله عليه و سلم كان يفرق بين هذا و هذا ، وعامة الأمة اليوم تعمل بهذا التفريق المحمدي ، فهي تفرح بمقتل غاصب أو محتل ، و ترى ذلك جهاداً في سبيل الله ، و لكنها تحزن إذا رضخ البعض لقلة الحيلة فحكموا عاطفتهم و قدموها على الشرع فقتلوا المسلمين أو المعاهدين في بلاد الإسلام و الذين لا ناقة لهم ولا جمل ..فتسمع عن إراقة دماء المنتسبين إلى الإسلام بسبب مثل هذه الآراء التكفيرية الغالية و التي لا يأبه فيها من ينظرون و يثنون على مثل تلك الأعمال الإفسادية الهوجاء إنه لمن المؤسف أن تغيب هذه الحقائق الشرعية عن البعض ، فنجدهم يستسلمون لأمواج الأحداث و يدفعون بالشباب للذهاب لمواقع الجهاد و الفتن و السفر إليها بلا إذن أو فتوى معتبرة ليكونوا في براثن الغلو والانحراف و الأسر و المذلة و يدفعون بأنفسهم إلى ارتكاب الكبائر المتوعد عليها في القرآن بالوعيد الشديد بالقتل أو الخطف وذلك مع صراحة النصوص في أن المخالفين لنا في الدين ليسوا على حكم واحد ، بل منهم المحارب المعتدي ، و منهم المسالم العادل ، و منهم المعاهد و المستأمن ، و التفريق بينهم في التعامل ثابت بصريح القرآن و صحيح السنة و سيرة الخلفاء الراشدين و إجماع العلماء يقول الله تعالى و إن كان من قومٍ بينكم و بينهم ميثاق فديةٌ مسلمةٌ إلى أهله و تحرير رقبةٍ مؤمنة
ويقول رسول الهدى : من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، و إن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عاماً أخرجه البخاري ، و هذا و عيد شديد لمن تعرض للمعاهدين ، و لم يكن هذا الوعيد بهذه الشدة إلا لأن البعض ربما استخف بحقوقهم لما فيهم من الكفر ، فجاء هذا الوعيد ليردع بعض المتحمسين الذين لم يتبصروا بنور العلم الشرعي
ولقد كان العهد و الجوار محترماً عند رسول الله حتى ولو كان المعاهد للمشركين من عامة القوم ، فذمة المسلمين واحدة ، يقول النبي المؤمنون تتكافأ دماؤهم ، و يسعى بذمتهم أدناهم ، و لما أجارت أم هانئ رضي الله عنها رجلاً مشركاً عام الفتح و أراد علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يقتله ذهبت للنبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ) أخرجه البخاري رواه مسلم ..
أيها الأخوة المؤمنون ..أيها الشباب
يجب علينا أن نفكر و نحن نسعى إلى مقاومة الذلة و المهانة في أمتنا أن نحكم شرع الله في تصرفاتنا ، يجب علينا بلا خيار أن نرجع إلى نصوص الشريعة المحكمة ، و أن لا نتذرع في انتهاك كبائر المحرمات بتأويلات باردة خاطئة منزلة في غير محلها .
يا أيها المسلم
اتق الله تعالى أن تلقاه بعمل أو رأي أو حتى سكوت و إقرار و في عنقك أنفس مسلمةٌ معصومة ..و أمن متهاونٌ فيه و أموال مسلمة معصومة أو ذرائع أوجدتها لأهل الكفر يتسلطون بها على أهل الإسلام أو أسباب يفرح بها أهل النفاق ليحاربوا بها الدعوة إلى الله عز وجل ، و لا شئ حصلته وراء ذلك إلا موت عددٍ يسير من الناس كلهم من معصومي الدماء : إما مسلم نذر نفسه للمحافظة على أمن البلاد و العباد أو معاهد ، ثم يكون المرء قد ختم حياته بمجموعة من الكبائر المحرمة في شرع الله ، من إفساد لدين الله و تمكين للمعتدين و ترويع للآمنين فأي مصالح حققوها بل أي مفاسد أوجدوها لم تكن موجودة و لازلنا و الله نستغرب كل يوم كيف يوجد من يتعاطف مع مثل هذا الفكر على قلتهم و شذوذه بحمد الله ..
أخي الشاب
إن هؤلاء الذين ألهبوا مشاعرك في الخارج و الداخل ثم وجهوها ذلك التوجيه الخاطئ لن يغنوا عنك من الله شيئاً إن لم تعمل العمل و أنت على بصيرة واضحة في دين الله و حذر شديد من التعرض لمقت الله و غضبه بإراقة الدماء و إفساد الأمن و الذهاب إلى مواقع الفتن و الشقاق بلا بصيرة أو روية ..
و هذا ما رأيناه في غير ما موقع في بلاد المسلمين بدأ من أرض مصر إلى الجزائر ثم بلادنا و يجب أن نعلم أن هذا العمل خيانة و غدر قال الله تعالى إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً وترويع للآمنين
إخوتي إن هذا الإجرام تحاربه مناهج التعليم لدينا ويحاربه علماء هذا البلاد وقادتها ، و يحاربه أئمة الحرمين الشريفين ويحاربه مجتمعنا ككل ، و المناهج الدينية لدينا مبنية على قول الله الحق ، و على قول رسول الله الحق ، و الحق خيرٌ كله للبشرية ، و لا يترتب عليه باطل ، و إذا شذ في الكفر شاذٌ فشذوذه على نفسه ، كما هي القاعدة في الإسلام قال الله تعالى ولا تزورا وازرةٌ وزر أخرى
وقال تعالى ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه وهل يلقى باللوم على النحل كله إذا جنت أعدادٌ منه ثمرةً سامة فأين أشباه المنافقين من هذا العدل الذي رأيناهم جانبوه في كتاباتهم و تقييمهم فمارسوا نوعاً آخر من التطرف و الإرهاب لا بد من علاجه و الأخذ على يده ..
و ولاة أمر هذه البلاد بالمرصاد لمن يسعى بالقتل و التدمير أو الإفساد الذي يستهدف الأمن ، انطلاقاً مما توجهه الشريعة الإسلامية من الحفاظ على دماء الناس و أموالهم و حقوقهم ، ينفذون به ما تحكم به الشريعة .لكن العلاج الأمني على أهميته ليس كافياً في علاج هذا الإجرام بل لا بد من التكاتف و إقامة شرع الله و تجنب منكرات الأخلاق ففي ذلك النجاح ..
أيها الناس ، إن أمن بلدكم واجب على الجميع و يجب شرعاً على من علم أحداً يعد لأعمال تخريبية أن يناصحه و يؤدبه أو يخبر عنه لكف شره عن الناس ، و لا يجوز التستر عليه ..إصلاحاً له أولاً و كفاية شره عن الناس ثانياً..و نحذر بعض الشباب المغرر بهم من الفكر الخارجي الذي يكفر الأئمة و يكفر من لم يوافقه ، فقد أمر الله بطاعة و لي الأمر في غير معصية ، قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و رسوله و أولي الأمر منكم و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله من كره من أميره شيئاً فليصبر ، فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتةً جاهلية رواه البخاري..
وانظر كيف ذم النبي صلى الله عليه و سلم الخوراج غاية الذم في قوله تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، و صيامكم مع صيامهم ، و قراءتكم مع قراءتهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فتلقي الكتاب و السنة على الراسخين في العلم و التمسك بفهم السلف الصالح رضي الله عنهم هو المخرج من الفكر الضال و الغلو الخطر ..
ونحن المسلمين مطالبون من شريعتنا الإسلامية بمحاسبة من يشذ من المسلمين بما شرع الإسلام من أحكام توقف المعتدي عند حده و تكف شره عن الناس ، قال الله تعالى و الله لا يحب الفساد
وكذلك يطالب المسلمون الغرب الذين يتهمون بلاد المسلمين و قادتهم و علماؤهم بالإرهاب لقصد الإفساد و على ديننا و أخلاقنا وتعليمنا بمحاسبة بني جنسه على الأعمال الإرهابية التي يتعرض لها الفلسطينيون وضمان حقوقهم في العيش بأمن و كرامة في بلدهم ، فإن الغرب مسؤول أمام التاريخ عما يحدث في فلسطين و أرض العراق من امتهان للكرامات واحتلال الأرض و تدنيس المقدسات و إراقة الدماء و غير ذلك من إرهاب عظيم يمارسونه في غير ما بلد إسلامي نسأل الله أن يكفينا شرهم و أن يخرجهم من بلاد المسلمين أذلةً صاغرين ..
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ، و أن يدفع عنا سوء الفتن ما ظهر منها و ما بطن ، و أن يهيئ لشباب الإسلام دعوة رشيدة و أفكاراً سديدة ، تنورت بنور الوحي ، و انضبطت بقيود الشرع ، و انطلقت في نصرة هذا الدين ، حتى يحقق الله لهذه الأمة ما تصبوا إليه من إقامة علم الجهاد ورفع راية الإسلام في كل مكان و نسأله جل و علا أن يحفظ شبابنا و رجال أمننا من كل مكروه و فتنة و يوفقنا و إياهم لنصرة هذا الدين و حماية أوطان المسلمين من كل معتدٍ أثيم .. و أن يوفق ولاة أمور المسلمين لكل ما يحب و يرضى ..
بارك الله لي و لكم الفرقان العظيم و نفعنا و إياكم بما فيه من توجيهاتٍ سديدة ، تنورت بنور الوحي ، و انضبطت بقيود الشرع ، و انطلقت في نصرة هذا الدين ، حتى يحقق الله لهذه الأمة ما تصبوا إليه من إقامة علم الجهاد ورفع راية الإسلام في كل مكان
بارك الله لي و لكم الفرقان العظيم و نفعنا و إياكم بما فيه الآيات و الذكر الحكيم أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
أيها الناس اتقوا الله تعالى و توبوا و اعلموا أن ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم فتسلط المجرمين و الأعداء ونشوء الأفكار الضالة و اهتزاز الأمن في البلدان ووجود البطالة و إعلاء النفاق لرأسه و تأثر النعم و انقطاع الغيث كل ذلك من أسباب هذه المعاصي التي بات يعلن عنها أصحابها و تنتشر في الفضائيات و عدد من الأماكن و لا حول و لا قوة إلا بالله فواجب ثم واجب على أهل العلم و البصيرة الرجوع إلى الله و التحذير من معاصيه فإن عذاب الله إذا حل فلا منجاة وقد أنذر الله تعالى بهذه الآيات تخويفاً ودعانا للرجوع إلى كتابه واقتفاء سنة نبيه صلى الله عليه و سلم ..
نسأل الله بأسمائه الحسنى و صفاته العلا أن يهدي ضال المسلمين ..و يديم الأمن و الإيمان و السلامة و الاطمئنان على بلادنا و سائر بلاد المسلمين و أن يصلح ولاة أمور المسلمين ويهدينا و إياهم إلى الحق ونصرة الدين و اجتناب طريق المنافقين و المشركين إنه على كل شيء قدير
[/size]
0
0
750
04-12-1435 07:26 مساءً