• ×

11:02 مساءً , الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025

المستقبل للإصلاح بالإسلام

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
اللهمَّ لَكَ الحمدُ بِالقرآنِ وَ لكَ الحمدُ بِالإِسلامِ،وَ لَكَ الحمدُ بِالإِيمانِ،سُبحَانَكَ لانُحصي ثَناءً عَليك نَشهَدُ أَلا إِلهَ إِلا أَنتَ وَ حدَكَ لاشريكَ لَكَ،وَ أَن مُحَمداً عَبْدُكَ وَ رَسُولك صَلى اللهُ وَ سَلَمَ وَ بَاركَ عَليهِ وَ عَلى آلهِ وَ صَحَابَتِهِ وَ سَلَمَ تَسليماً ..أما بعد فَيَا عِبادَ اللهِ..اِتقوا اَللهَ تَعَالى وَ تُوبُوا إِليه ..
و أغزر الناس عقلاًً من إذا نظرت
عيناهُ أمراًً غدا بالغير مُعتبرا

مِن نِعَمِ اللهِ عَلى العَبدِ أَن يُرفَعَ عَنهُ حِجَابُ اَلغَفلَةِ،ويُلهمَ رُشدَه فَيرى آياتِ اللهِ وَكَيفَ يُقَلِّبُ الله الليلَ وَالنَّهَارَ و يداول الأيام ؟ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُُهَا بَيْنَ النَّاسِ
أَيُّهَا الِإخوة..جَعلَ اَللهُ اَلدُنَيا مَبنيَةً عَلى تَغَيُّرِ اَلأَحوَالِ،وَ دَوَامُ الحَالِ مِن المُحَالِ حَتى يَطوِي اَللّهُ هَذا العَالَمَ بِقيامِ السَاعَةِ..تَقَارُب الزَمَنِ وَ مَا نَراهُ مِن أَحدَاثٍ عِظامٍ هَذهِ الأَيام،سَيُشغِلُنَا اَلحديثُ عَنهَا طَويلاً ،و هَاهِيَّ تُختزلُ لكَ وتُطوى أَبعَادُهَا لِيشهَدَ النَّاسُ تَغيُّرَاتٍ كُبرى،وَتَنَقُلاتٍ عُظمَى، مَا كَانت فِي تَقَادِيرِ البَشَرِ،وَلَم تَرصُدْهَا أَدَقُّ الأَجهِزَةِ،وَلَم تَتَنَبَأْ بِهَا أَقوى الجهِاتِ الاستِخبَارِيَّةِ؟وَإِنْ اِدَّعى أَحْدٌ أَنَّهُ عَرَفَ مُقَدِمَاتِهَا فَلَن يَستَطِيعَ القَولَ:قَد قُلتُ لَكُم نَتَائِجَهَا!لمِاذَا؟ليُعلِمَ اَللهُ ذَوي البَصَائِرِ مِن عِبَادِهِ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً عَاشَ النَاسُ أَسَابِيعَ مُتَوَالِيَةٍ في مُستَجِدَاتٍ،وَتَطورَاتٍ اِنبهَرَ العَالَمُ بِهَا شَرقِيَهُ وَغَربيّهُ،وَلا أَدَلَّ عَلى هَذَا الانبهَارْ،وَعِظَمِ المفَاجَأَةِ مِن تِلكَ التَصريحَاتِ المتَوَالِيَةِ،المتَخَبِّطَةِ مِن بَعضِ الظَلَمَةِ وَ أَبنَائِهمِ وَ زَبَانِيَتِهِم وكُلَّمَا زَادت التَصريَحَاتُ قَرُبَ السقُوطْ..أَلانُوا القَولَ،وَاستَعَطَفُوا الجمَاهِيرَ وَظَهَرُوا،وَ وَعَدُوا وَتَوَعَّدُوا وَأَقسَمُوا وَاِستَخدمُوا حُجَّةَ التَخويفِ بِالتَطَرُّفِ والإِرهَابِ فَلَم يُجُدْهم ذَلكَ شَيئَاً..رَأَينَا مِن خِلالِ خِطَابَاتِهِم دَاءََ العَظَمَةِ الذي أَصَابَهُم والظُلمِ الذي مَارَسُوهُ وكأَنَّهُم مُغيَّبونَ عَنِ العَقْلِ وَ البَحثِ عَن مَصَالِحِ بِلادِهم،بَل يَسعونَ لإِحراقِ الأَخضرِ وَ اليَابِسِ وَ الإِفسَادِ و إِرَاقَةِ الدمَاءِ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْما دَعُونَا نَمْتَثِلُ أَمرَ اَللهِ هُو أَقربُ لِلتَقَوى،ونَسُلُكَ سَبيلَ أُولى الأَلبَابِ أُولي البَصَائِرِ وَالذِكرى وَ نُجَانِبَ سَبيلَ الذينَ هم عَن آياتِ اللهِ غَافِلُون وَ هِيَّ أَيامٌ يُتِمُّهَا وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَعْدُودٍ مَن خَطَطَ هَذَا؟مَن دبَّرهُ؟واختَارَ لَهُ هَذَا الوَقتَ وَقَدَّرهُ ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ لَقد أَبانت هَذِهِ الأَحداثِ أَنَّ لَيلَ الفَسَادِ وَ الظُلمِ لا بدَ أَن يَنجَلِي،وَ أَنَّهُ لا حَلَّ إِلا بِالإِصلاح وَ التَواصُلِ مَعَ الشُعُوبِ وَ نَشرِ قِيَمِ العَدَالَةِ وَ ضَمَانِ الحقُوقِ،وَ الحريَّةِ المنْضَبِطَةِ،وَ نَبذِ البَطَالَةِ،وَ الظُلمِ،وَ تَسَلُّطِ القَرَابَةِ.
اِستَطَاعَ هَؤُلاءِ المطَالِبُونَ بِحُقُوقِهم فِي مَيَادِينِ دُوَلِهِم وَ بِصُورَةٍ سِلميَةٍ وَ حَضَارِيَةٍ أَن يُحَقِّقُوا مَطَالِبَهُم وَسَلِموا مِن الفِتَنِ بَل إِنَّ مَن حَاوَلَ الإِفسَادَ وَإِخلالَ الأَمنِ وَ نَهبَ الثَرواتِ وَ سَرِقَةَ أَموالِ الشعَبِ ، و إِرَاقَةِ الدِمَاءِ وَ نَشرِ المرتَزِقَةِ كَانوا رُمُوزَ الفَسَادِ الذينَ يُفتَرَضُ بِهم حِمَايَةُ النَّاسِ وَ رِعَايَتِهِم و لا حَولَ وَ لا قُوَةَ إِلا بِالله.فَهَل فَهِمنَا بَعد هَذا الحدثِ، قَولَهُ تَعَالى قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أَتَاهُم اَللهُ مِن حَيثُ لَم يَحتَسِبُوا فَهَل نَحذَرُ مَكرَ اَللهِ وَاللهُ خَيرُ الماكِرين؟!.. رَأَينَا الاستَهَانَة بِدِمَاءِ المسلمينَ وأَموالِهِم وكَيفَ أَدى هَذا إِلى غَضبَةٍ عَارِمَةٍ حِينَ يُوَجِهُونَ نِدَاءَاتِهم بِالاستِغَاثَةِ وَ تُعرَضُ صُوَرُ جُثَثِهِم التي تَشتَكي إِلى اللهِ صَمتَ إِخوانِهِم..تُراقُ دِمَاءُ المسلمينَ لأَنَّهُم يُطَالِبونَ بِالعَدلِ وَ دماؤهم مُحرّمةٌ وَ ذَنبُها عِند اَللهِ عَظيم وَ رَسُولُ اَللهِeيُعلِّنُ يَومَ عَرَفةَ((إِنَّ دِمَاءَكُم وَ أَموالَكُم وَ أَعرَاضَكُم حَرَامٌ عَليكُم كَحُرمَةِ يَومِكُم هَذا))رَأَينَا إِلى مَاذَا يُؤدِّي الظُلمُ البَيَّنُ فِي الحقُوقِ وَ العِبَادِ وَ إِنْ طَالَ عَبرَ الأَزمِنَةِ وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ
أَيُّهَا الإخوة..بَعد هَذِهِ الأَحداثِ التي لازَالت تَتَوالى وَالتي اِبتهَجَت لَهَا شُعُوبٌ،وبَارَكَتهَا دُولٌ وَتَابَعَتهَا قَنَواتْ،تَبقى هَذِهِ البَهجَةُ وَهَذا الفَرحُ الذي لا نَستَطِيعُ إِخفَاءَهُ ..تَبَقَى بَهجَةً مَشُوبَةً حَذَرٍ،مُتَوَجِسَةً مِن عَدوٍ مُحدقٍ، وَمُنَافِقٍ مُتَسَتِرٍ يُريدُ خَطفَ هَذهِ النَتَائِجِ،وَ عَجَلَةٍ وَ فِتنَةٍ تُخرِّبُ البِلادَ و تُحدِثُ الفَوضَى أَو مِن دَعمٍ خَارجي لاسيما الرَافِضَةُ لإِحداثِ الفَوضَى فِي بُلدَانِ الخليجِ عَلى وَجهِ الخصُوصِ..وَلكنَنَا مَعَ كُلِّ ذَلكَ مَأَمُورُونَ بِالفَأَل،وَمَوعُودُونَ بِالنَصرِ والأَمَلِ،وللهِ الأَمر مِن بَعد وَ مِن قَبل،وَ لَقد كَانَe يُعجِبُهُ الفَأل،وَ هُوَ أُسوَتُنَا وَقُدوَتُنا،عِندَ تَنَاهي الكَربِ وَالشَدَائِد يُبشرُ أَصحَابَهُ بِالنَصْرِ وَالتَمكينِ .
نعم إخوتي ..فَإِنَّ أَشدَّ سَاعَاتِ الليل سَوادّاً هِيَ السَاعَةُ التي يَلِّيهَا ضَوءُ الفَجرِ، وَفَجرُ الإِسلامِ قَادِمٌ وَ أُمَّةُ الإِسلامِ قَد تَمرضْ وَتَعتَرِّيهَا فَتراتٌ من الرُكُودِ الطَوَيّلِ، وَلكنِهَا بِفضلِ اللهِلا تَموت، وَإِنَّ الذي يَفصِلُ الأَمرَ فِي النِهَايَةِ لَيست قُوةُ البَاطِلِ ِالظَالِمَةِ وَإِنما قُوةُ الحقِ العادلةِ،وَلا شَكَ أَنَّهُ مَعَنَا الحقُ الذي مِن أَجلِّهِ خُلقت السَمَاواتُ والأَرضُ،وَالجَنَّةُ وَالنَّارُ، لأَجِلِّهِ أُنْزِلَت الكُتُبُ وَأُرسِلَت الرُّسُلُ، وَ هُوَ دِينُ الفِطرَةِ التي وُلِدَ النَاسُ عَلَيهَا و تَعَامُلِ النَّبِيe مَعَهَا فِي أَوَلِ الإِسلامِ وَ آخِرِهِ فَتَحَقَقَ لَهُم الانْتِصَار .
صِبْغَةَ اَللهِ التي بُنيَت عَلى اَلَحَقِّ وَ العَدلِ وَ نَبذِ الظُلمِ وَ الفَسَادِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَقبلَ ذَلك كُلِّهِ مَعَنَا الله، وَيَا لَهَا مِن مَعِيَةٍ كَرِيمةٍ جَلِيلَةٍ مُبَارَكَةٍ،وَهَذا وَعدُ اَللهِ وَكَلِمَتُهُ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُم الْغَالِبُونَ
قد يُبطئُ النصرُ لأَسبَابٍ ،وَلَكِنَهُ آتٍ بِإِذنِ اَللهِ تَعَالى فِي نِهَايَةِ المطَافِ مَهمَا رَصَدَ البَاطِلُ وَأَهلَهُ وَ أَرعَدُوا فِي الإِعلامِ وَ القَنَواتِ،وَنَحنُ لا نَقُولُ ذَلكِ رَجْمَاً بِالغَيبِ وَلا لِتَسكِينِ الآلامِ وَتَضمِيدِ الِجرَاحِ كَلا،وَلَكِنّهُ القُرآنُ الكَرِيمُ يَتَحَدَثُ، وَالرسُولُ الصَادِقُ الأَمين يُبَشِرُ، وَالتَارِيخُ وَالوَاقِعُ يَشهَدُ.
جَاءت في القرن الثالث الهجري جَحَافِلُ الصَلبِيينَ بِتَقَاعُسِ الرَافِضَةِ العُبَيْدِيِّنَ الفَاطِمِيين فَسيطَرُوا عَلى حَوَاضِرِ الإِسلامِ فِي الشَامِ وَ احتَلَّوا المسجِدَ الأَقصى،وَ سَفَكُوا الدِمَاءِ وَ أَهَانُوا المقدَسَاتِ فَهَيَأَ اَللهُ عِمَادَ الدِين وَ نُورِ الدِين مَحمُود لإِعَادَةِ مَنهَجِ الأُمَةِ عَلى اَلحَقِّ وَ الخيرِ فَتَحَقَّقَ لِصَلاحِ الدّينِ رَحِمَهُم اَللهُ جَمِيعَاً تَحريرَ المسجِدِ الأَقصَى وَ طُردِ الصَليبِيّنَ مِن الشَامِ وَ مِصر بَعدَ قَرنيّنِ مِن الزَمَان .
سَارَت جَحَافِلُ التَتَارِ بداية القرن السابع الهجري مِن أَقصَى الشَرقِ لِتُبِيدَ مُدُنَ العَالَمِ الإِسلامي وَ تَستَولي عَلى حَاضِرَةِ الخِلافَةِ بِبَِغدَادَ وَ تَقتُلَ أَهلَهَا وَ الخلِيفَةَ وَ تَستَمِرَّ إِلى الشَامِ حَتّى أَنَّ مُؤَرّخَ الإِسلامِ اِبنُ الأَثيرِ رَحِمَهُ اَللهُ أَعلنَ نِهَايَةَ الإِسلامِ فِي الأَرضِ وَقالَ:[فَمَنِ الذي يَسهُلُ عَليهِ أَن يَكتُبَ نِهَايَةَ الإِسلامِ وَالمسلِمِينَ؟!فَيَا لَيتَ أُميَّ لَم تَلِدني,يَاليتَني مِتُّ قَبلَ هَذََا وَكُنتُ نَسيَاً مَنسِيَاً.إِلى آخِرِ مَا قَالَ رَحِمَهُ اَللهُ] وَ لَكِنَّ الذي لَم يُدركْهُ اِبن الأَثيرِ أَنَّ أَهلَ مِصرَ الأَبيَّةَ الذين رفضوا الظلم وَ مَن بَقِيَ مِن أَهلِ الشَامِ اِنبروا لِلتَتَارِ بَعدَ أَنَ عَلَّمَهُم مَعنَى العِزَةِ َالعَالِمُ الفَذُّ العِزُّ بنُ عَبدِ السَلامِ،وَ اِبنُ تَيمِيَةَ شَيخُ الإِسلامِ لِيَقُودَ الظَاهِرُ بِيبرِس وَ المظَفَرُ قُطز جُيُوشَ الإِسلامِ فِي عَينِ جَالُوت لِيَهَزِمُوا التَتَارَ فِي مَعركَةِ شَقْحَب بِقِيَادَةِ اِبن تَيمِيَةَ التي لَم تُعلِنْ فَقَط نِهَايَةَ التَتَارِ بَل دَخَلَ الكَثِيرُ مِنهُم فِي الإِسلامِ وَ انضَوَوْا تَحتَ لِوَائِهِ وَ العِزَةُ لِلهِ وَ لِِرَسُولهِ وَ لِلمُؤُمِنينَ..وَ يَعُودُ المسلمُونَ إِلى كَبَوَاتِهم لِيَرّجِعَ الصَليبِيُونَ مُستَعمِرِينَ البلاد الإسلام وَ يَعِيثُوا فَسَادَاً وَ لِيَخَلِّفُوا بَعد أََن خَرَجُوا مِنهَا أُنَاسَاً لا يَرونَ الدِينَ مَنهَجَاً وَ لا الِإسلَامَ حُكمَاً بَل بَاتُوا حَرباً عَلى الإِسلامِ وَالمسلمينَ وَ حُمَاةً لِلصَهَايِنَةِ المحتلِّينَ وَ خَوَنَةً لِلأُمَةِ بِنهْبِ أَموَالِهَا وَ النَيلِ مِن ثَروَاتِهَا وَ نَشرِ ثَقَافَةِ الجهَلِ وَ الفِسقِ وَ الفُجُورِ وَ تَهمِيشِ بِنَاءِ الإِنسانِ عَلى مَعَاني العَدلِ وَ الحقِّ وَ الخيرِ وَ المسَاوَاةِ واِحتِرَامِ الآخرينَ فَأَثَارُوا النَعَرَاتِ..فَإِذَا صَحوَةٌ إِسلامِيَةٌ عَارِمَةٌ تَجَتَاحُ شَبَابَ الأُمةِ لتعلِّنَ أَنَّ هَذَا الفَسادَ الدِيني وَالمالي وَ الأَخَلاقيَّ وَ السِيَاسِيَّ لَن يُؤِّثر بِهم فَقَامَت الأُمَةُ بِسَلامٍ لِطَلَبِ الإِصلاحِ و إِسقَاطِ الفَسادِ لِتَتَهَاوَى أَنظمتُهُ وَ اللهُ غَالبٌ عَلى أَمرِهِ وَ لَكِّنَّ أَكثرَ النَاسِ لا يعلمون..لَم يَستَخدِمُوا الإِرهَابَ وَ التَكفيرَ وَ التَفجيرَ كَمَا فَعَلَهُ مَن ضَلَّ فِكرهُ قَبلهُم مِن أَصحَابِ الفِكرِ الضَالِ فَلم يُحَقِقُوا شَيئَاً وَ دَمَرُوا أُمَتَهُم وَ بُنيَانُهم..إِذَاً فَكم لِهَذِهِ الأُمَّةِ مِن وَثبَاتٍ بَعد كبَوَاتٍ كَيفَ لا؟!وَهِيَ الأُمّةُ المنصُورةُ لا يُدرَى خَيرُهَا فِي أَوّلها أَو فِي آخرِهَا تَمرضُ وَلا تَمُوت، وَتُجرَحُ ولا تُذبَح.
لئن عـرف التاريخُ أوساًً وخزرجاً
فللِّه أوسٌ قـادمـون وخـزرجُ

وإن كنوزَ الغيبِ تُخفـي طلائعـاًً
صـابرةًً رغـمَ المكائـدِ تخـرجُ

أَيُّهَا المسلمونَ..إِنَّ أَعظَمَ مَا يُمكِنُ أَن يُوَاجِههِ المسلم وَقتَ الأَزمَاتِ وَالفِتَنِ خَلَخَلةُ قَنَاعَتِهِ بَِهَذَا الدّين وَضَعفُ ثَقتِهِ بِرَبِّ العَالَمينَ وَ عَدمِ وُضُوحِ رَأَيِّهِ وَ مَوقِفِهِ.
وَسُنَنُ اَللهِ تَعَالى فِي خَلقِهِ بَقَاءَُ الصِّرَاعِ بَينَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ؛لِيُمَيزَ اَللهُ الخَبيثَ مِن الطيّبِ،وَمَا يَجري لِلأُمَّةِ مِِن أَحدَاثٍ ضِخَامٍ وَ تَضحِيَاتٍ عِظَامٍ قَد تَكرَهُهَا النّفُوسُ وَ تَضِيقُ بِهَا القُلوبُ سَيَكُونُ مَآلها الأَخيرُ بِإِذنِ اَللهِ النَصرُ وَالعِزَّةِ لِلمُسلِمِينَ،وَالتَمكِينُ لِعِبَادِ اَللهِ المؤُمِنينَ وَ إِصلاحِ الأَوضَاعِ،وَاِنقِشَاعِ أَسَبَابِ الذِلّّةِ وَالهوَانِ،فَهيَّ أُمَةٌ مَوعُودَةٌ بِالنصرِ وَ مَحفُوظَةٌ مِن الهلاكِ رُغمَ الجراحِ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ قَالَهَا اَللهُ تَعَالى لِجيشِ الإِسلامِ وَقَد خَرجَ لِلتَّوِّ مِن مَعركَةِ أُحُدٍ،وَقَد خَلَّفَ سَبعينَ شَهِيدَاً وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ قَالَهَا لأُمَّةِ الإِسلامِ وَجِرَاحُهَا تَثعَبُ وَنَبِيُّهَا مُحَمَدٌeمَجرُوحُ الجَبينِ مَكسُورُ الرُّبَاعِيَةِ يَسيِلُ دَمُهُ،فَالعِزَّّةُ وَالعُلُوُّ وَالرِّفعَةُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ،فِي اِنتِصَارِهَا وَاِنكِسَارِهَا،فِي قِلَّتِهَا وَكَثرَتِِهَا،مَا دَامت مُؤمِنَةً وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ .
أيُّهَا المسلمون..إِنَّ ممَّا يَجِبُ اِعِتقَادُهُ وَتَذكِيرُ النَّفسِ بِهِ خُصُوصَاً فِي أَوقَاتِ الشّدَائِدِ وَالمِحنِ وَالثوَرَاتِ وَالفِتَنِ أَنّهُ لايَقَعُ فِي هَذَا الكَونِ حَادِثٌ صَغيرٌ وَلا كَبيرٌ إِلا بِعلِمِ وَتَدبيرِ اللطيفِ الخبيرِ وَقُدرَتِهِ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ فَلا بُدَ مِن الاِعتِصَامِ بِاللهِ وَطَلَبِ النَجَاةِ وَ الأَمنِ وَالنَصَرِ وَ الإِصلاحِ مِن عِندِهِ،فَهُوَ يُعطِي وَيَمنَعُ وَيُخْفِضُ ويَرفَعُ.. وَ هُوَ سُبحَانَهُ يَبتَلّي عِبَادَهُ وَالعَاقِبَةُ لَهُم أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ هُوَ الذي يَقُولُ  أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَمَا يَقَعُ عَلى الأُمّةِ مِن بَلايَا وَمِحنٍّ وَمَصَاِئبَ وظلم وفِتنٍ سَبيلٌ لِلتّمحِيصِ،وَطَريقٌ لِلتَمكِينِ،وَليسَت سَبيلاً إِلى اليَأسِ وَالإحبَاطِ وَ غَبشِ الرُؤُيَةِ عَنِ الحقِ وَ العَدلِ،بَل إِنّهُ بِقَدْرِ مَا فِيهَا مِن شِدَّةٍ وَضِيقٍ فَإِنَّ فِي طيَّاتِهَا خَيرًا كَثيرًا،وَفِي ثَنَايَاهَا للهِ حِكمَةً وَتدبيرًا وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ وَلنَا فِي بُشرى رَسُولِ اَللهِeالأَمَلُ((لَيَبلُغَنَّ هَذَا الأَمرُ مَا بَلَغَ الليلُ وَالنَهَارُ، وَلا يتركُ اَللهُ بَيتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدخَلَهُ هَذَاَ الدينَ،بِعِزِ عَزيزٍ،أَو بِذُلِ ذَليلٍ،عِزاً لِلإِسلامِ وَ ذُلاً لِلكُفرِ))وَاللهُ مُظهِرٌ دِينَهُ وَ مُعلٍ كَلِمَتَهُ وَ لَو كَرهِ المشركون .
أُمَةَ الِإسلامِ..إِنَّ يَقِينُنَا بِالنصرِ وَبِوَعدِ اَللهِ وَ البَشَائِرِ بِذَلِكَ لا يَعني القُعُودَ وَ الاتِكَالَ،كَمَا لا يَعني غَضَّ الطَرفِ عَن الخطَأ وَ الظُلمِ وَالفَسَادِ وَمُحَاوَلَةِ الإِفسادِ وزَعزَعَةِ الأَمنِ بَل الواجِبُ مع الثِقَةِ بِوَعدِ اللهِ العَودَةُ الصَادِقَةُ إِليهِ سُبحَانَهُ وَالمحافَظَةُ عَلى ثَوابِتِ الدِينِ والأَمنِ واِجتِمَاعِ الكَلِمَةِ،فَمَا نَزَلََ بَلاءٌ إِلا بِذَنبٍ ولا رُفِعَ إِلا بِتَوبَةٍ،وَ اَللهُ لا يُغَيّرُ مَا بِقَومٍ حَتى يُغَيروا مَا بِأَنفُسِهِم.إِذَاً فَالتغييّرُ يَأَتِي مِن الدَاخِل وَ مِن إِصلاحِ الذَاتِ وَ الحالِ فِي الأُسرةِ وَ المجتَمَعِ وَالدولَةِ وَالتَعلِيمِ وَالاقتِصَادِ وَ السِيَاسَةِ وَ لَن تَجِدَ لِسُنَةِ اَللهِ تَحويلا.
إنَّ أُمةً نَزلَ البِلاءُ فِي نَوَاحِيهَا وَاِستهَدَفَهَا العدوُّ في دِينِهَا وَأَرَضهِا يَجِبُ أَن تَكونَ بعيدةً عن اللهو و الترف،و تتقرَّبَ إلى خَالِقها وَتُخلِصَ لَهُ الدينَ بِالتَوحيد،وَتُقلعَ عن المعَاصِي وَالشهَواتِ وَتَهجُرَ الذُنُوبَ وَالمنكَرات،وَ لاطَريقَ لِسعَادَةِ الدنيا وَالآخرةِ وَالفَلاحِ وَالأَمنِ إِلا بِالتَمَسُّكِ بِصِرَاطِ اللهِ المستقيم،وَتَحكيمِ أَمرهِ وَ نَهيهِ،وَ تَقديمِ حُكمِه وَشَرعِهِ فِي كُلِّ التَصرفَاتِ وَ التَصوُّراتِ حَتَى يَكونَ هَوانَا تَبعَاً لِمَا جَاءَ بِهِ النَّبيُّeبِالعَودَةِ الصَادِقَةِ وَالتَمسُّكِِ بِالكِتَابِ وَالسُنَّةِ،بَعيداً عن تَشويهِ المغرضينَ وَفَسَادِ المفسِدِينَ فَالإِسلامُ دِينٌ حَيٌّ يَبعثُ الحياةَ وَيُجَدِّدُّها لِجِيلِنَا إِن صَلُحَ أَو لِمن بَعدَنا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ
أَيُّهَا المسلمونَ..مِمَا نُذَكِرُ بِهِ في الأَزماتِ وَالفِتَنِ الالتِزَامَ بِالرؤُيَةِ الشَرعيةِ الوَاضِحَةِ عِند وُقُوعِ الفِتَنِ مِن الصَبر وَالمصَابَرَةِ،وَ لُزُومِ جَمَاعَةِ المسلمينَ،وَنبذِ الفُرقَةِ وَالخِلافِ،وَإِثَارَةِ الأَحقَادِ وَالنعَراتِ وَالطَائِفيَاتِ،وَالبُعدِ عَن الاستِعجَالِ في الموَاقِفِ،وَالمحَافَظَةِ عَلى أَمنِ بِلادِ المسلمينَ ووحدَتِهَا وَ أَن لا يَكُونَ المسلمُ مِعولَ هَدمٍ لإِيقاعِ الفَتَنةِ في بِلادِ المسلمينَ مِن حَيثُ يَشعرُ أَو لا يَشعُر،فَإِنَّ مَصلحَةَ العَدوِّ المتَرَبِصِ أَن يَرى الفِتَنَ فِي بِلادِِ المسلمينَ قَائِمةٌ،و أَن يَشتَغِلوا بِبَعضِهِم البَعض و إذا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وأَنَ نَعرِفَ الفَرَقَ بَينَ مَن طَالبُوا بِحُريَاتِهم وَ عِلاجِ الفَسادِ وَ نَبْذِ الظُلمِ عِندَهُم فَنَقِفُ مَعهُم بِدُعَائِنَا وَقُلُوبِنَا وَبين من يَثُورُونَ لِطَلَبِ الإِفسادِ فِي الأَرضِ وَ إِثَارةِ الطَائِفيَةِ البَغيضةِ،و العَصَبيَّةِ القَبَلِيّةِ وَ العَملِ بِتوجيهَاتِ دَولةٍ رافضيَّةٍ لإثارةِ الفتنِ هُنَا و هُنَاكَ بِدعوى الإصلاحِ و لا صلاحَ فَنحُذِرَ مِنهم..
إِنَّ التمكِينَ وَ الإِصلاحِ فِي الأَرضِ مَشرُوطٌ بِصحَةِ الارتِبَاطِ بِالله..وَحَتى تَتِمَّ النَعمةُ،وَيُسبغُ اللهُ فضلهِ لا بُد مِن القِيَامِ بِشرعِ اَللهِ وَإِصلاح النُفُوسِ،وَالخروجِ مِن حُقُوقِ العِبَادِ وَالضَربِ عَلى يَد أَصحابِ الفَسادِ، وَالأَخذِ عَلى أَيدي السُفَهَاءِ بِأَمرِهِم بِالمعروفِ وَنهيهم عَن المنُكَر،وَالنُصحِ لِولاةِ الأُمُورِ مِن العُلَمَاءِ وَالأُمراءِ وَالتَواصُلِ مَعهُم كَلٌ بِحَسَبِهِ حَتَى يَنحَسِرَ الشَرُ،وَيَكثرُ الخيرُ و إلا سَنَهلَك.. قيلَ يَا رَسُولَ اَلله:أَنهلَكُ وَفِينَا الصَالِحُونَ؟قَـاَلَ:نَعـم إِذَا كَثُـرَ الخـبـث؟ وَ الإِصلاحُ ضَمانةُ عَدمِ الهلاكِ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُور اللهم أصلح لنا شأننا كله ..وارزقنا الهداية و التوفيق و السداد .. أقول قولي هذا و أستغفر الله ....
الخُطبة الثانية
الحمد لله هدانا للإسلام و من علينا ببعثة خير الأنام أما بعد فاتقوا الله عباد الله .
مِن العِبرِ المستَوحَاةِ كَذَلِكَ مِن هَذِهِ الأَحداثِ وَسُقُوطِ مَن كَان عَزيزَاً مَنيعَاً أَن نَرجِعَ فِيهَا إِلى أَنفُسِنَا نَحن فَنُحَاوِلُ إِيقَاظَهَا وَالاعتِبَارِ مِنهَا وَأَلا تُلهِيَنَا المتَابَعَاتُ وَالتَحَلِيلاتُ الإِخبَارِيَةُ عَن إِيقَاظِنَاً مِن غَفَلاتِنَا .
فَيَا مَن هُوَ عَلى مَعصيةِ اللهِ مُقيم،ثُمَّ لا يُجِيبُ دَاعي اللهِ،وَلا يُقلعُ عن منَاهِيهِ،وهُوَ فِي صِحَةٍ وَنعيمٍ،اِحذَر يَومَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ فأَعظَمُ الخَسَارَةِ أَن يَكونَ مَالُكَ وَوَلَدُكَ،وَبَيتُكَ المنمَقُ،أَو سَيَارَتُكَ الغَالِيةِ أو التقنية التي فَرِحتَ بِاقتِنَائِهَا،أَو حَتَى وَظِيفَتُكَ أَن يَكونَ شَيءٌ مِن ذَلكَ سَبَبَاً فِي عُقُوبَةٍ لَم تَحسِبْ حِسَابَهَا،أَو نَقصِاً فِي دِينكَ وَ غَفلةٍ..وَالمخلَفُونَ يَقُولُونَ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فانظر يَا عَبد اللهِ..أَيُّهَا المسؤُولُ فِي وَظِيفَتِكَ أَيُّهَا الأَبُّ فِي بِيتِكَ بَل أَنت أَيُّهَا الإِنسانُ هل لكَ حَظٌ مِن مَحبةِ اللهِ بالقربِ إِليهِ بِفعلِ أَوامِرهِ وَ اِجتنَابِ نَواهيهِ أم أَنكَ مِمنَ أَفسدتَ نَفسكَ بِالمعَاصِي والمنكراتِ وَظَلمتَ عِبَادَ اَللهِ،وَ تَجبرت عَليهم فَاحذَرُوا فَإِنَّ الله لَيُملي لِلظَالِمِ حَتى إِذَا أَخذهُ لَم يُفلته و أنتم ترون الشواهد..
عِبَادَ اللهِ ..اِلزَمُوا التَضَرُعَ إِلى اَللهِ وَ رَجَاءَهُ وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ
أُّيُّها الإخوة ..وَإِنَّ مِمَا يَجِبُ التَنويهُ إِليهِ وَ نَحنُ نَرى هَذِهِ الفِتَنَ التي تُهدِّدُ عَدَداً مِن بُلدَانِ العَالم و الطغيانُ وَالظُلمُ الذي يُمَارِسُهُ بَعضُ الطُغَاةِ وَالمتَجَبرينَ مِن خِلالِ خِطَابَاتِ التَهديدِ الشَوهَاءِ وَ إِرَاقَةِ الدِمَاءِ أَن نَتَذَكَرَ مَا نَعِيشُهُ فِي بِلادِنَا هَذِهِ مِن أَمنٍ وَأَمَانٍ عَظِيمَينِ وَاِجتِمَاعٍ لِلكَلِمَةِ وَتَلاحُمٍ لِلصَفِ بَينَ الرَاعي وَالرعيةِ..نَذكُرُ ذَلِكَ فَرحَاً لا مُجَامَلَةً،وَ دَعوةً لِلصِدقِ وَالمنَاصَحَةِ،فَإِنَ هَذا مِن أَعظَمِ وَسَائِلِ الإِصلاحِ..رَأَينَا اِبتِهَاجَ النَاسِ بِعَودَةِ وَلِي أَمرِ بِلادِنَا وَفَقَهُ اَلله وَ الفَرحَةُ بِمَا اِتَخَذَهُ مِن قَرَارَاتٍ مَالِيةٍ تَعودُ فَائِدَتُهَا لِفِئَاتٍ كَثِيرَةٍ مِن النَاسِ فُقَرَائِهم وَ شَبَابِهِم وَ هي كُلُّهَا تَصُبُ فِي مَصلحَةِ هَذِهِ البِلادِ بِإِذِنِ الله..نَسأَلُ اَلله أَنَ يُتَمِمَهَا بِخَيرٍ وَأَن يَتَبَعَهَا بِالصَلاحِ وَ الإِصلاحِ وَ الأَخذِ عَلى يَدِ كُلِّ مَن يُرِيدُ الفَسَادَ وَالإِفسَادَ وَأَن يِمُنَ عَلى وَ لِي أَمرِ هَذِهِ البِلادِ بِالصِحَةِ وَ العَافِيَةِ وَ العَودَةِ السَاِلمة،وَ اِجتِمَاعِ الكَلِمَةِ ..
اللهم إنا نسأَلُكَ أَمناً وَ أَمَاناً،وَ نَجَاةً مِن الفِتَنِ،وَ أَدِم عَلينَا نِعمَةَ الإِيمانِ وَالأَمَنِ عَلى بِلادِنَا وَسَائِرَ بِلاد الإسلام..اللهُمَّ يا مغيث الظلومين و ناصر المظلومين..عَليكَ بِالطُغَاةِ وَ الجبَابِرَةِ المعَانِدينَ مِمَن يُريدونَ إِرَاقَةَ دِمَاءِ المسلمينَ ..اللهم احقن دماء إخواننا في ليبيا واكفهم شر هذا الطاغية ..وَ أَبرم لنَا وَ لإِخوانِنَا فِي لِيبيَا وَمِصرَ وَاليَمَنَ أَمراً رَشيداً يُعَزُّ فِيهِ أَهلُ طَاعَتِكَ وَ يُهدَى فِيهِ أَهلُ مَعصيَتِكَ وَ يُؤمَرُ فِيهِ بِالمعروفِ وَ يُنهَى فِيهِ عَن المنكر..اللهُمَّ وَفِقْ وَلي أَمرنَا لِمَا تُحِبُ وَ تَرضَى،وَخُذ بِنَاصِيَتِهِ لِلبرِ وَ التقوى،وَ ارزُقهُ البِطَانَةَ الصَالِحَةَ النَاصِحَةَ،وَ جَنِبُهُ بِطَانَةَ السُوءِ بِرَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الراحمين..
و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ..


 0  0  682
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 11:02 مساءً الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.