• ×

06:41 مساءً , الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025

الرفق والتيسير في التعامل

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
إن الحمدُ لله،نحمدُه ونستعينه ونستغفرُه ونستهديه،ونؤمنُ به ونتوكلُ عليه،ونثني عليه الخيرَ كلَّه،نشكُره ولا نكفرُه،ونخلعُ ونتركُ من يفجرُه،وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريك له أنزلَ كتابهَ هدىً للناس ورحمةً وشفاءً لما في الصدور،وأشهد أن سيَّدنا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسوله..دينه رفقٌ ورحمةٌ وتيسيرٌ على جميعِ الأمور..صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .
اللهم لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك..اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً ونحن نعلمُه ونستغفرُك عن الذنب الذي لا نعلمُه ..
أَنا مذنبٌ أَنا مخطئ أَنا عاصي
هو غافر هو راحم هو كافي

قــابـلـتُهـنَّ ثـلاثـة بـثـلاثـة
و لتغـلـبَنَّ أَوصافُه أَوصافـي


أيها المؤمنون..بعث الله نبيَّه مُحمداً رحمةً وهدى،وَسعَ خلقهُ الناسَ سهولةً ورفقاً،ونضَحت يداهُ بالعطايا كَرماً وجُوداً،أَبرُّهم قَلباً،وأَصدقُهم لهجةً،وأقربهم رحماً فصلوات ربي وسلامه عليه .
وإنَّ من أَخصِّ خصائصهِ وأَكرمِ سجاياه..أن لازمتْه تلك الفضائلُ الزاكيةُ والأخلاقُ العاليةُ في أشدِّ الأوقاتِ وأحلكِ الظروف وبالرغمِ من ضغوطِ الواقع.شُجَّ رأْسُه وكُسرت رُباعِيتهُ في غزوةِ أُحد فقيلَ له في هذا الحالِ العصيب:ألا تدعوا على المشركين؟فما هو إلا أن تدَّفق رِفقهُ،وطَغت رحمته بِمَا يَلتَمِسُ فِيهِ العُذرَ لِهؤُلاءِ فَكانَ مِمَّا قال:{اللهمَّ اهدِ قومي فإنَّهم لا يعملون}رواه البخاري وفي مقام آخر:{إنما بُعثت رحمةً ولم أُبعثْ لعاناً}رواه مسلم وصدق الله العظيم:وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَوإذا تأمَّلنا واقعَ العالمِ الآن وما يموجُ به من صراعاتٍ وحروبٍ وثوراتٍ وتسلُّطٍ للطغاةِ على شعوبهم وظلم وانتهاكٍ للحقوق تجدُه راجعاً لفقدِ الرفقِ وانتشارِ ثقافةِ العنفِ والتسلطِ التي باتت سائدةً وثقافةُ الرفق واللين غائبة..ترَى الشعوبَ تُهَانُ كرامتُها،وتُراقُ دماؤُها ويحاصَرُون فقط عند مطالبتِهم بأبسطِ حقوقِهم ويعاملون بالعنفِ والشدةِ، ويكون الحكم بمنطق فرعون مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَىوكذلكِ إذا تأملت واقعنا فيما بيننَا اليوم وما نشهدُه من حوادثَ للعنفِ وجرائمِ شنيعة تقعُ في مجتمعِنا حتى وصلَ إلينا عنفُ أُسري بتنا نَرى حوادثَه تقعُ على الأطفالِ والنساءِ يصل إلى حد الإيذاءِ الجسديِّ والنفسيِّ وعقوقٍ للوالدين وقسوةٍ عليهم أو ظُلمٍ من قبل الآباءِ وقسوة في إِهمالٍ عظيمٍ لجانبِ الرفقِ واللينِ الذي أهملناهُ واعتقدْنا أنَّنا بتلك القسوةِ نُحقِّقُ ما نريدُ بيننا وهذا خطأٌ كبير..فما أحوجَنا إلى حديثٍ نُذكِّرُ به أنفسَنا عن أهميةِ الرفقِ فيما بينَنا وفي تعاملاتِنا وكم نخسرُ عند فقدانه؟
أيها المسلمون:إن القلوب الكبيرة قلما تستجيشها دوافع القسوة عن التعقل والحلم. فهي إلى العفو والصفح أقربُ منها إلى الانتقامِ والبطش.
ها هو نوحٌ أبو الأنبياء يقولُ في مجادلتِه لقومه: قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ(61)أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ(62)أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَإنها دعوة ملؤها الرحمة والشفقة، والصدق في النصح، واللطف في الخطاب.
وليس بعدَ طغيانِ فرعون من طغيان وقد قال الله لموسى وهارون عليهما السلاماذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى(43)فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (
يرد بعد ذلك إخوتي تساؤلاتٌ مهمة مع ما نراه من عنفٍ مستحكمٍ وفقدٍ للرفق على جميع المستويات العالمية والمحلية فهل يا تُرى هل هذا العنف يرفعُ ظلماً أو يحلُّ قضية؟؟!هل ينفع العنفُ بقتلِ المدنيين الأبرياء العُزَّل ومحاصرتُهم في مدنهم وهدمِ المآذنِ والبيوتِ على قاطنيها وهم إنما يطالبونَ بحقوقهم المسلوبة منهم منذ عشرات السنين..فيواجهون بالعنف من قبل شرذمةٍ نصيريةٍ علوية؟ هل التعدِّي على حقوقِ الإنسان وحريتهِ بأبشعِ الأساليبِ والأدواتِ والاستهتارِ بالدماءِ المسلمةِ يعيد مَجداً سابقاً؟هل التكفير والتفجير والقتل باسم الإسلام ضلالاً وقسوة يُحَقِّقُ إِصلاحاً للمسلمين؟؟!!هل القبضة الأمنية العنيفة تستطيع أن تبني حضارةً أو تقيم شعباً؟؟!!هل فرض القرارات على الناس بلا رغبة ولا مطالبة تناسب الرفق المفيد؟؟!!
إن أساليبَ العنفِ ومسالكَه من تفجيرٍ وخطفٍ وسطوٍ ونسفٍ وضربٍ وحشيٍّ لا تَهزمُ القيمَ الكبيرةَ ولا تقوضَ المنجزاتَ السامقةَ،ولا تُحرر شَعباً،ولا تفرضُ مَذهَباً،ولا تنصرُ حِزباً،ولا تُربِّي أُسرةً،إِنَّ العنفَ لا يمكنُ أن يكونَ قانوناً مُحتَرماً أو عُرْفاً مقبولاً فضلاً على أن يكونَ ديناً أو عقيدةً. العنفُ والإرهابُ وإن طالَ به الزمنُ ودعمَه الأمنُ لم يفلحْ في أيِّ مكانٍ منَ العالمِ في تحقيقِ أهدافه،بلْ إنه يورثُ عكسَ مقصودِ أصحابهِ فيقوي التماسكَ الشرعيَّ والسياسيَّ الاجتماعي في الأُمةِ المبتلاة،وأيُّ مجتمعٍ محترمٍ يحبُّ نفسَه ويحافظُ على مكتسباتِه لن يسمحَ لحفنةٍ من الشاذين أن يُملُوا عليه تغييرَ مسارِه أو التشكيكَ في مبادئِه ومسلماتِه .
إنه لن يُغيَّرَ سياسةً،ولن يُكسِبَ تعاطفاً،بل يؤكدُ الطبيعةَ العدوانية المتسلّطة لتوجهاتِ أصحابهِ الفكرية.
العنفُ لا يعرفُ وطَناً ولا جِنْساً ولازماناً ولا مكاناً والمشاعر كلُّها تلتقي على استنكارِه ورفضهِ والبراءةِ منهُ ومن أَصحابهِ ومن ثم فإِنَّهُ يَبقى علامةَ شذوذٍ ودليلَ انفرادٍ وانعزاليةٍ،ويجبُ أن نفرَّقَ إخوتي بين قوةِ المقاومةِ والجهادِ في سبيلِ الله المنطلقةِ من الحقِّ وبينَ العنفِ الذي لا يؤيدُه برهانٌ ولا يُقرُّه عقلٌ ولا يحقِّقُ المطلوب..أما بالرفقِ فيتحقَّقُ المرادُ ولو بعدَ حين بإذنِ الله فأينَ نحنُ من الرفقِ الذي تمثلَّه رسول اللهفي دعوته وتربيته..
أَيُّهَا الإِخوة:إن الرجلَ العظيمَ كلَّما ارتفعَ إلى آفاقِ الكمال..اتسعَ صدرُه،وامتدَّ حلمُه،وتطلَّبَ للناسِ الأعذار،والتمس لأغلاطهِم المسوغات.وأخذَهم بالأرفقِ من حالِهم.عن أبي هريرة>قال: بال أعرابيٌّ في المسجدِ فقام إليه الناسُ ليقعُوا به،فقال لهم(دعوه لا تْزرِمُوه وأهريقوا على بولهِ ذَنُوباً من ماء فإنما بعثتُم مُيسرين ولم تبعُثوا مُعسِّرين وسكّنُوا ولا تنفُّروا)) متفقٌ عليه زاد الترمذي: ثم قال الأعرابي: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحمْ معنا أحدا، فقال له (لقد تحجَّرت واسعا)) أولئك هم رسل الله عليهم الصلاة والسلام عنوانُ الرحمةِ والشفقةِ والقدوةِ في الصفحِ والمغفرةِ.
والرفقُ يُمْنٌ والأناةُ سعادةٌ
فتأنَّ في رفقٍ تنالَ نجاحا

إن حقاً على المسلمين أن يستصحبوا الرفقَ واللينَ في الأمرِ كلِّه من غيرِ مداهنةٍ ولا مجاملةٍ.ومن غيرِ غمطٍ ولا ظلم..إن على الأبِ الشفيقِ والأُمِ الرؤوم،وإن على الأزواج وأصحاب المسئوليات والقادةِ الذين تولَّوا زمامَ الأُمةِ وقراراتها أن يرفقُوا بمنْ تحتَ أيديهم،لا يأخذونَ إلا بحقِّ،ولا يدفعون إلا بالحسنى ويعفون عندَ المقدرة،ولا يأمُرون إلا بما يستطاعلايُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (ما كان الرفقُ في شيءٍ إلا زانَه،ولا نُزعَ من شيءٍ إلا شانَه،وإن الله يعطي على الرفقِ ما لا يُعطي على العنف،بذلك صحت الأخبار عن الصادق المصدوق.وإن مشاكل العنف والتسلط والقسوة التي نراها إنما يُولِّدُها عنفٌ مضاد فلنحذرْ من ذلك..رُويَ في الأَثرِ عنهأنه قال:{إن الله إذا أحبَ أهل البيتِ أدخلَ عليهم الرفق}،وما فشا العنفُ والفظاظة في مجتمعٍ أو أسرة إلا تقطعَّت ببينهم حبائلُ الصلةِ وفسدَت الأخوةُ وسادت البغضاء والفرقة والوحشية..إننا نسمعُ عن عنفٍ أسري يمارسُ في المنازل اتجاه الأطفالِ أو البناتِ أو النساءِ أو العمال والخادماتِ والإسلامُ منه برئ والقائم به آثمٌ أشدَّ الإثمِ وتظهرُ من خلالِه المآسي الأسرية ..
أيها المسلمون:إن العقلَ والحكمةَ والمعرفةَ بطبائع الأمور تقتضي تقبُّلَ الميسورِ من أخلاقِ الناس، والرضا بالظاهر من أحوالهم،وعدم التقصي على سرائرهم،أو تتبع دخائِلهم،كما تقتضي قبولَ أعذارِهم،والغضَّ عن هفواتِهم،وحملِهم على السلامةِ وحسنِ النيةِ.إذا وقعت هفوةٌ أو حصلَت زلةٌ فليسَ من الأدبِ وليسَ من الخلقِ الحسن المسارعةُ إلى هتكِها والتعجلِ في كشفِها فضلاً عن التحدُّثِ بها وإفشائِها.بل لقد قيل:اجتهدُوا في سترِ العُصَاةِ فإن ظهورَ معاصيهم عيبٌ في أهلِ الإسلام فأينَ هذا الرفقُ من أناسٍ اليومَ يفرحونَ بالعيوبِ ليفضَحُوهَا بل يختلقُون بعضَها ويتجاوزُون على الدعاةِ باتهامِ نياتِهم والتشنيعِ بهم وبمشاريعهِم..ويختلفُون فيما بينَهم لأقلِّ الأسبابِ عدَا عن التشنيعِ على المخالِفِ والقسوةِ عليه في إبداءِ رأيه وكذلك التجاوزُ بالبحثِ عن عيوبهم..كيف يسوغُ لمسلمٍ أن يتشاغلَ بالبحثِ عن العيوب ويخفي ما يعرفه من الخير؟!هل وظيفةُ المسلمِ أن يلوكَ أخطاءَ الناسِ ويتتَّبعَ عثراتِهم،ويعمَى أن يَرى حسناتِهم،وكأنَّه لا يرى إلا كفَّةَ السيئات؟أليسَ في عيوبه ما يشغلُه عن عيوب الناس ؟!.
أيها المؤمنون:إن المسلمَ الناصحَ شفوقٌ بإخوانِه،رفيقٌ بهم،يحبُ لهم الخير كما يحبُه لنفسهِ،ويجتهدُ لهم في النصح كما يجتهدُ لنفسه.
أما الفظُّ القاسي صاحبُ القلب الغليظ..فقد قَضَت سنةُ الله.. نفرة الناسِ منه، فلا تُقبَلُ منه دعوة، ولا يُسمع منه توجيه، ولا يرتاحُ له جليس  فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وعلى قدر ما يُمسكُ الإنسانُ نفسهُ،ويكظمُ غيظه،ويملكُ لسانَه تعظمُ منزلتهُ عند الله وعندَ الناس..وعلى قدرِ ما يتجاوزُ عن الهفواتِ،ويقيلُ من العثراتِ..تدومُ مودتهُ ويأنسُ الناسُ بِهِ وتقلُّ الأخطار.((إنكم لن تسعوا الناسَ بأموالكمِ ولكن تسعوهم بأَخلاقِكم.فيسعْهم منكم بسطُ المحيا وطلاقةُ الوجه.))
إن المخلصَ في المودةِ الصادقَ في المحبةِ لا يَري لِنفسِهِ فَضلاً على غَيرهِ،ولا يكونُ عَوناً للشيطانِ على صاحبه.روي أن أبا الدرداء>مرَّ على رجلٍ قد أَصابَ ذَنباً والنَّاسُ يَسبُونه فقال:أَرأيتم لو وجدتموه في قليب أي في بئر-أَلم تكونُوا مُستخرجيهِ؟قالوا:بلى.قال:فلا تسبُّوا أَخاكم،واحمدُوا الله الذي عافاكم..
إنَّهَا دعوةٌ للشبابِ عُموماً لأن يتخذوا من رسول اللهقدوةً في الرفقِ ونبذِ العُنفِ ومسالكه التي جرت على الأُمةِ وبالاً..إنَّها دعوةٌ لأولئك الذين اتخذُوا من العنفِ ذريعةً للإِصلاحِ لأن يتقوا الله في دينهم وأنفسهِم أولاً وفي مجتمعاتِهم ومشاريعِ الخيرِ في بلادِهم ثانياً فما هكذا تورد الإبل .
فاتقوا الله رحمكم الله وأجلُّوا أقرانكم،واحترمُوا زُملاءَكُم وارحموا إخوانكم.واعرفوا لأهلِ الفضل فضلهم،وغُضُوا عن المقصرين،فاعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم.
وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ......
الخطبة الثانية ..
الحمد لله جعل لكل شيء قدرا،وأحاط بكل شيء خبرا،وأسبل على خلقه بلطفه رحمة وسترا.وأشهدُ ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه،والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد:
فاتقوا الله أيها المؤمنون،واعلمُوا أن القسوةَ في القلوبِ،والغلظةَ في الأخلاق هي في الإنسانِ دليلٌ على نقص كبير، كما أنها في تاريخ الأمم قد تكون علائم فساد خطير وفتح لباب الفوضى.فلا عجبَ أنْ قدْ حذر منها القرآن الكريم واعتبرَها علَّةَ الفسقِ عن أمر الله،وسرَّ الشرود عن صراطه المستقيم أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَأما إذا زادَ الإيمانُ في القلبِ وعُمرت النفسُ بذكر الله..ازدادت السماحة وازدادَ الحلمُ،واتسعَ الصدرُ للناس،فلا يقابلُ الجاهلُ بمثل جهلهِ ولكنَّه قولٌ سلامٌ وإعراضٌ عن اللغو لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ
فاتقوا الله ربكم وخذوا بأحسن الأخلاق، وأخلصوا في القول والعمل، وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة..واسألوا الله لإخوانكم المستضعفين النصر والتأييد على هؤلاء الظلمة من النصيرية المجرمة والطغاة الظلمة الذين لم يرحموا شيخاً كبيراً ولا طفلاً صغيراً ..

 0  0  1159
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 06:41 مساءً الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.