• ×

10:12 مساءً , الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025

البـــركة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين،و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين،و أشهد أن محمداً عبد الله ورسوله،المبعوث رحمة للعالمين صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..وسلم تسليماً إلى يوم الدين..أما بعد ..فاتقوا الله عباد الله ..

لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصان
فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيش إِنسانُ

هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدت دوَل
مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ
في هذا الزمان كثرت الأموال وعظمت أرقامها لأصحابها..وسهلت الاتصالات والمواصلات وبهرنا باختراعاتها،ولكن رغم كثرة الأموال ومداخيلها فإننا نرى فائدتها على أصحابها وغيرهم ضيئلة ورغم سهولة المواصلات والاتصالات فإن ثمرتها في الصلة والخير قليلة بل قد تنشأ العداوات والاتهامات لأتفه الأسباب..يدخل بعضنا إلى السوق وجيبه عامر بالنقود فلا تكفيه إلا لبضاعةٍ قليلة..تجد لدى الرجل عصبة من الأولاد فإذا به وحيداً فريداً ليس لديه من يؤنس وحشته أو يقوم بخدمته..وإذا تأملنا أحوال الناس قديماً رغم قلة ذات يدهم وشظف عيشهم فإنهم قانعون بالقليل ويسعدهم الميسور ولا يؤرق بينهم..أما اليوم فتكثر الخلافات رغم كثرة الأموال فما السبب ياترى..انظر الزمن كيف يتسارع حتى صار الأسبوع كيوم والشهر كأسبوع..والأعمار تجري بنا..و الإنجازات تقل فما السبب؟؟إنها إخوتي قلة البركة في هذا الزمان..قلة البركة التي أثَّرت في أيامنا على كثيرٍ من أمور حياتنا وتحتاج منا إلى وقفاتٍ مهمة..لنراجع أحوالنا ونتأمل ونتدبر..لو سألت بعض كبار السن عندنا لأبدى لك إعجاباً بالزمن الماضي وبركته فهل الخلل في هذا الزمن أم في تعاملنا معه؟!فالنعم مع كثرتها لا تحقق سعادة ولا طمأنينة ولا تحل خلافاً ولا تجلب أمناً وما ذاك إلا لقلَّة البركة التي لا يعرفها بعضنا وكيفية الحصول عليها..
أيها الإخوة المؤمنون..يقول سبحانه((فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ٱلأرْضِ))كلُّ شيءٍ لا يَكونُ للهِ فبركتُه مَنزوعَة، فالبركةُ كلُّها مِنه،وهوَ سبحانَه تبارَك في ذاتِه، ويباركُ فيمن شَاءَ من خلقِه،((وَتَبَارَكَ ٱلَّذِى لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا))وكلُّ ما نُسِب إليهِ فهوَ مبارَك،واسمه تعالى مباركٌ تُنال معَه البركة((تَبَـٰرَكَ ٱسْمُ رَبّكَ ذِى ٱلْجَلَـٰلِ وَٱلإِكْرَامِ))والله جلّ وعَلا برَحمته يأتي بالخيرَات،وبفضَله يضاعِف البركات،وليسَت سَعةُ الرّزق والعَملِ بكثرته،ولا زيادةُ العمر بتعاقُب الشهور والأعوام،ولكن بالبركة فيه..تجد إنساناً بعمره الصغير يخدم الدين والمجتمع..وإنساناً بعمره الكبير عالةً على أهله ومجتمعه،والبركةُ ما كانت في قليلٍ إلاَّ كثَّرته،ولا في كثيرٍ إلا نفَعَته،ولا غِنَى لأحدٍ عَن بركةِ الله،الأنبياء والرّسل يطلبونها من خالقِهم، يقول صلى الله عليه وسلم((بينما أيّوبُ يغتسِل عُريانًا، فخرَّ عليه جرادٌ من ذهَب، فجعل أيّوب يحتثي في ثوبِه،فناداه ربّه يا أيّوب، ألم أكن أغنيتُك عمّا ترى؟! قال بلَى وعزّتِك، ولكن لا غِنى بي عن بركتك)) رواه البخاري،والرّسُل والدّعاةُ مبارَكون بأعمالهم الصّالحةِ ودَعوتهم،قال عيسَى عليه السلام ((وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِى بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمْتُ حَيًّا )) ((وقِيلَ يٰنُوحُ ٱهْبِطْ بِسَلَـٰمٍ مّنَّا وَبَركَـٰتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مّمَّن مَّعَكَ ))ودعا ربَّه((وَقُل رَّبّ أَنزِلْنِى مُنزَلاً مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ )) وألقَى الله البركةَ على إبراهيمَ وآله((وَبَشَّرْنَـٰهُ بِإِسْحَـٰقَ نَبِيًّا مّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ وَبَـٰرَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَـٰقَ )) ((رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ))ومن البركة أنه لَم يأتِ بعدَ إبراهيمَ نبيٌّ إلاَّ من أهلِ بيتِه، وكلُّ من دخَل الجنّةَ من أولياء الله بعدَهم فإنما دخَل من طريقهم وبدعوَتهم" ودعَا نبيّنا صلى الله عليه وسلم ربَّه بالبركَة((وبارِك لي فيما أعطيتَ))..وتحيّة المسلمِين بينهم السّلام والرّحمة والبركة.والقرآن العظيم كثيرُ الخيراتِ واسِع المبرّات، كتابٌ مبارَك محكَم، فَصلٌ مهيمِن، أنزله الله رحمة وشِفاءً وبيانًا وهُدى((وَهَـٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَـٰهُ))وسورَةُ البقرة مبارَكة،ومأمورٌ بتعلّمها ((تعلَّموا سورةَ البقرةِ، فإنّ أخذَها برَكَة،وتركَها حَسرة، ولا تستطيعُها البطَلَة))أي السّحرة.رواه أحمد،وفي الحديث أن سَعة الرِّزق وبركةُ العمُر في صِلةِ الرحِم،والصدقُ في البيع والشِّراءِ سبب لبركة الكسب يقول عليه الصلاة و السلام((البيِّعان بالخِيار ما لم يتَفرّقا، فإن صدَقا وبيَّنا بُورِك لهما في بيعِهما، وإن كذبا وكتَما مُحِقَت بركة بيعِهما))متفق عليه وبركة الأسرة منذ نشوئها بالدعاء((بارَك الله لكما، وبارك عليك، وجمَع بينكما في خير))وأوفرُ الزَّوجاتِ بركةً وسعادة أقلَّهن مؤنة والزوجَةُ المبارَكة هِي المطيعةُ لله القائمةُ بحقوق زوجها في غيرِ معصيةِ الله. والولدُ المبارَك هو النّاشئ على طاعةِ ربِّه، المستمسِك بدينه..وعند دخولك للمنزل ابدأ بالسلام على أهلك رجاءَ البركة، يقول أنَس رضي الله عنه قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يا بنيّ،إذا دخلتَ على أهلِك فسلّم، تكُن بركةً عليكَ وعلى أهلِ بيتك))رواه الترمذي وبركة الإنسان هو بنفعه للغير حيثما يحلّ وإذا قرُبَ العبد من ربّه بورِك في وقتِه..قال صلى الله عليه وسلم((مَن أصبَح مِنكم اليومَ صائمًا؟)) قال أبو بَكر أنا،قال((فمَن تبِع منكم اليومَ جنازَة؟)) قال أبو بكر أنا،قال((فمَن أطعمَ منكم اليومَ مسكينًا؟))قال أبو بكر أنا، قال((فمَن عادَ مِنكم اليومَ مرِيضًا؟))قال أبو بكرٍ أنا،فقال صلى الله عليه وسلم((ما اجتَمَعت في امرِئ إلا دخل الجنة)) رواه مسلم وخير الصُّحبةِ صُحبةُ الصّالحين، وأزكى المجالسِ مجالسُ الذّكر، تحضرُها الملائكة، ويُغفَر لجليسها، ((فتقول الملائكة لربّها فيهم فلانٌ ليسَ مِنهم، وإنما جاءَ لحاجةٍ، قال همُ الجلساءُ لا يشقَى بهم جليسُهم)) متفق عليه..ويُبارك بالمال إذا كثُر خيرُه وتعدّدَت منافعه..ومَن قنِع بربحٍ حلال قليلٍ وتحرّى الصدقَ في معاملاتِه ظهرتِ البركة و السعادة في مالِه وفي أولادِه، البعض يظن اليوم أنه بزيادة أمواله من طرق غير مشروعة يظن أنه يربح بينما الربح والبركة بالحلال والمال يزيد بالبذل وتباركه الصدقة ولا تنقصه حتى الفقير بورِك له فيه قال حكيم بن حزام سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني..ثم قال يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة،فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه،و من أخذه بإشراف نفس أي تطلع و طمع فيه لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل و لا يشبع و اليد العليا خير من اليد السفلى) فكان حكيم رضي الله عنه لا يسأل أحداً بعدها حتى توفي..رواه البخاري..أما الطمع والخلاف فهو سبب لذهاب البركة..والطّعامُ المبارَك ما أكلتَه ممّا يليك،وتجنّبتَ الأكلَ من وسطِ الصحن،وذكرتَ اسمَ الله عليه ثم لعقت أصابعك بعده رجاءَ البركة،وفي الحديث((إنّكم لا تَدرون في أيِّها البركَة))رواه مسلم ..وفي الاجتماعِ على الطعام بركة،وفي التفرّق نزعٌ لها،قالوا يا رسولَ الله، إنّا نأكُل ولا نشبع، قال((فلعلّكم تفترِقون))،قالوا:نعَم،قال((فاجتمِعوا على طعامِكم،واذكُروا اسم الله، يبارَك لكم فيه))رواه أبو داود..وأنفع المياه وأبركُها ماءُ زمزم،فهي مبارَكة،وطَعامُ طُعم))رواه مسلم وقد اصطفى الله مِن الدّهرِ أزمنةً،ومِن البقاعِ أمكنَة،خصّها بالتَّشريف والبرَكة،فليلةُ القدر مباركةٌ رفيعةُ القدرِ عظيمةُ المكانةِ،((إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ))وأوّلُ النهارِ بعد الفجرِ غنيمةٍ مباركة..وبيتُ الله الحرامِ مبارَك((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لّلْعَـٰلَمِينَ))ومدينةُ المصطَفى صلى الله عليه وسلم مبارَكة،يقول صلى الله عليه وسلم((اللهمّ بارِك لنا في مدِينتِنا، وبارِك لنا في صاعِنا ومُدِّنا))رواه مسلم وقال عليه الصلاة والسلام ((اللهمَّ اجعَل بالمدينة ضِعفَي ما جَعلتَ بمكّة من البرَكة))متفق عليه وهذا محسوس لبعض من سكنها وبارَك الله في مواطنَ مِن أرضه كالشام وفلسطين وما حولها التي باركها للعالمين ((سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأقْصَى ٱلَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ ءايَـٰتِنَا))وقال((ادخلوا مصر إنشاء الله آمنين))وأرض اليمن مباركة بدعائه صلى الله عليه وسلم ((اللهم بارك لنا في يمننا))وماء المطر ماء مبارك و شجرة الزيتون وزيتها شجرة مباركة((زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ))والبركة في نواصي الخيل..والنخلة مباركة قال صلى الله عليه وسلم((إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم و هي النخلة)رواه مسلم وثمرتها مباركة وكذلك العسل..
إذاّ إخوتي فإن البركة من الله..وليست البركة بكثرة المال وعظم المباني وكثرة الأولاد فكم من شقي غير سعيد وهو يملك الملايين لكن بركتها منزوعة،وكم من إنسان سعيد لديه القليل الذي بارك الله فيه يعيش عيشة الملوك ..لأنه حصل البركة بالإيمان و التقوى نسأل الله جلَّ و علا أن نكون منهم.

وَعِشْ قَنُوعًا بِلا حِرْصٍ وَلا طَمَعٍ
تَعِشْ حَمِيدًا رَفِيعَ الْقَدْرِ وَالشَّانِ

لَيْسَ الْغَنِيُّ كَثِيرَ الْمَالِ يَخْزُنَهُ
لِحَادِثِ الدَّهْرِ أَوْ لِلْوَارِثِ الشَّانِي

يَشْقَى بِأَمْوَالِهِ قَبْلَ الْمَمَاتِ كَمَا
يَشْقَى بِهَا بَعْدَه فِي عُمْرِهِ الثَّانِي

إِنَّ الْغَنِيَّ غَنِيُّ النَّفْسِ قَانِعُهَا
مُوَفَّرُ الْحَظِّ مِنْ زُهْدٍ وَإِيمَانِ

أيّها المسلمون..إذا أظهَر العِبادُ ذنوبًا تتابعَت عليهم العقوبات،وكلّما قلّتِ المعاصِي في الأرضِ ظهرَت فيها آثارُ البركة من الله،وانتشارُ المعاصِي وفشوُّها سببٌ لنزع الخيراتِ والبرَكات وغلاء الأسعار وضيق النفوس((وَأَلَّوِ ٱسْتَقَـٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَـٰهُم مَّاء غَدَقًا لّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا))من أسباب قلة البركات ونزعها تعلق الناس بالمال والدنيا وغفلتهم عن الأخرى حتى أصبح كثير منهم يوالي ويعادي أقرباءه وجيرانه لأجل المال..انظروا كيف هي القضايا في المحاكم!!أصبح الربا مشتهراً والديون منتشرة لحاجة ولغير حاجة..وتأدية العمل والوظائف فيها قصور وتقصير وفقدنا حسن التدبير للمصروفات وثقافة الاستهلاك بالمنازل والولائم ليصبح الإسراف شعارنا..نصاب الغلاء والوباء ثم لانكترث بالتوبة والاستغفار ثم ننتظر البركة؟!
عباد الله..إن للمَعصيةِ وسوء التدبير والإسراف تأثيرٍ في محقِ بركةِ المالِ والعُمُر والعلم والعمَل،((وإنّ العبدَ ليُحرَم الرزقَ بالذنبِ يصيبه))يقول ابن القيّم المعصيةُ تمحَقُ بركةَ الدين والدنيا ممّن عصى الله، فلا تجد بركةً في عمُره ودينِه ودنياه"ولا يُنال ما عندَ الله إلا بطاعتِه، والسعادةُ في القربِ منَ الله..وبالإكثارِ من الطاعات تحُلّ البركات، وبالرّجوع إليه تتفتّح لك أبوابُ الأرزاق.((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـٰتٍ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَـٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ))اللهم بارك لنا في أعمارنا وأعمالنا وأوقاتنا وأموالنا وأولادنا ومتعنا بقواتنا واجعلها الوارث منا واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير والموت راحةً لنا من كل شر..أقول قولي
الخطبة الثانية
الحمد لله و حده والصلاة و السلام على من لا نبي بعده ..
أما بعد فاتقوا الله عباد الله
أيّها المسلمون ..محقُ البركةِ سبب قلّةَ التّوفيقِ وفسادِ القَلب،والنفع سبب للبركة،ولا تُرتَجَى البركة في المحرّم..وبالأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر تزكو النفس وتصلُح الأحوال وتحلّ البركات على المجتمعات..ومن التزم الصدقَ في البيانِ أُلقِيت الحكمةُ على لسانه والسدادُ في أفعالِه..ومَن أخذ المال بغير حقِّه محقت منه البركة وكثرة الحلِف في البيع منفقةٌ للسِّلعة ممحِقٌ للكَسب،والبخل سببٌ لمنع البركة ومنعُ الصدقة خشيةَ النفادِ تلفٌ للمال قال صلى الله عليه وسلم((ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعطي منفقاً خلفاً ويقوم الآخر اللهم أعطي ممسكاً تلفاً))فكيف يبغي البركة من يقطع الأرحام؟!ويأكل الحرام من سرقة ورشوة ومساهمات كاذبة وتلاعب بأموال الناس وعدم تأديةٍ للعمل بنصحٍ وإجادة..فا لزَم يا عبد الله جانبَ العبوديّة والاقتداء،وابتعِد عن المحرّمات والشّبهات في المالِ وغير المال،يبارَك لك في الأخذ والعطاء ابحث عن البركة فإن لم تجد أثرها فابحث في نفسك..واعلموا إخوتي أن الأمل بالله عظيم في بركات عظيمة نراها بمجتمعنا من أمن واستقرار ومال ومنازل لكننا نخشى عليها والله ونحن نراها نُزعت في عددٍ من البلاد فاحمدوا الله على ما من به عليكم و اشكروا نعمه ظاهرة و باطنة فالبشكر تدوم النعم ..
اللهم أدم علينا نعمتك وبركاتك وارزقنا شكرها ونسألك يا ألله بركة في النعم و بركة في الأبدان و الأولاد ..اللهم أنزل علينا بركات من السماء و الأرض و اجعلنا من عبادك الشاكرين المعترفين بنعمك و فضلك يا أرحم الراحمين..
[/size]
[/size]

 0  0  962
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 10:12 مساءً الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.