الحمد لله مبدع الكائنات،وبارئ النسمات،لا إله إلا الله وحده لا شريك له جزيل العطايا والهبات،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل البريات،صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أولي الفضل والمكرمات،وسلم تسليماً أما بعد فاتقوا الله عباد الله,,وتوبوا إليه..واعلموا أن الشائعات والأخبار الكاذبة إذا انتشرت في أمةٍ فهي من أَخطر الأسلحة الفتَّاكةِ والمدمرةِ للمجتمعاتِ والأشخاصِ وهي كذلك من وسائلِ الحروبِ المدمرةِ للأعداءِ عبر التاريخ فكم أقلقت من أبرياء؟كم حطمت من عظماء؟وهدمت من أسر؟وتسببت في جرائم؟وفككت من علاقاتٍ وصداقاتٍ؟وهزمت من جيوشٍ؟وأخرت في سير أقوام وتنمية مجتمعات؟كانت تلك الإشاعة والخبر تنطلق قديماً من قصيدة شعرٍ أو حديث بمجلس لكنها في عصرنا الحديث ومع وسائل التواصل الحديثة التي يحملها أغلبنا أصبحت خبراً أو بهتاناً ينتشر في الناس كالنار في الهشيم ولذلك فإنك ترى دول العالم تهتم بها،والأنظمة يرقبونها معتبرين إِياها،بل قد تُسخِّرُ لها وحداتٍ خاصةٍ في استخباراتِها،لرصدِ وتحليلِ ما يُبَثُّ ويُنشرُ من خلالها أو لبثِ البلبةِ لأعدائها عبر عملائها،وغالباً ما يُصاحبها إساءةُ الظن وكيل للتهم والإرجاف في الأمن..لكن وسائل التواصل اشتملت على الخير أيضاً فلقد كانت الدعوة إلى الخير أو إلى الشر محصورةً في وسائل محدودة لا تبلغ كل الناس ولا أكثرهم،وليس لها من جاذبية العرض وسرعة الوصول كما هو اليوم،فقد أصبح تبليغ الخبر أو الشرِّ أو الخير في أجهزة بحجم الكف،تُحمل في الجيب،من الصغير والكبير،ولا تفارقُ صاحبها في سفر ولا حضر،في ليلٍ أو نهار،ملازمةً له،وفي وقتٍ قليلٍ يرسلُ ما يريد فيراه في لحظته ألوفٌ أو ملايين،صورةٌ أم كتابة..
لقد نفع الله تعالى النَّاس بهذه الوسائل نفعاً عظيماً؛فرفعت منسوب الوعي لديهم،وضخّت لهم صحيح المعلومات والوثائق..أزالت الغشاوة عن أبصارهم،وقضت على بعض الدجل والنفاق الذي يمارس عليهم؛إذ ميادينها مفتوحة للجميع،لا تحتكرها طائفةٌ أو حزبٌ أو جماعةٌ،وفي جوٍّ كهذا يظهر الحقُّ،فيُزهقُ الباطل؛وينشرُّ الدعوة ويبين الحق إذ لا يحتاج إلى إذن أحد لا وصايته،ولا يمكن حجبه عن الناس،وهي كذلك وسيلةٌ لصلةِ الرحم،وتفقد الأصحاب،والتواصل بينهم بمكالمتهم والسؤال عنهم،وإسداءِ النُصح والخير لهم بلا تكلفة ولا مأونة وهي كذلك للتعاون على علاج المنكر والأخذ على يد المفسد..وهي وسيلة لتناقل العلوم والمعارف،وتبادل الفوائد والمنافع،ولا يحصى ما فيها من علوم وفرائد،وسنن وفوائد،ما كان كثير من الناس يعلمونها،لولا الله ثم هذه الأجهزة..وفيها يذكِّر أهل الخير بعضهم بعضا بمناسبات الخير،ومجالاته فكم من سنة مهجوة أُحييت بها،ومن طاعة فُعلت بسببها،وكم تاب من عاصٍ،وكم أسلم من كافرٍ،وكم جمع لمحتاج بسبب رسالة أو تغريدة أو مقطع أو صورة؟!ومنافع أخرى جمة في مجالات في الدين والدنيا،وفي الخير والعلم والمعرفة والطاعة.
لكنها كما كانت وسيلةً للخير مُشرعةً الأبواب،فهي كذلك أصبحت وسيلة لنشر الشر والإثم، والصد عن البر والخير،وكسب الأوزار العظيمة بكلماتٍ معدودة،وثوانٍ قليلة..نشرٌ للشر وافتراء الكذبِ وإشاعةِ الفاحشةِ،في ثانيةِ واحدةِ يُطالعها عشرات أو مئات أو ألوف،فينشرها بعضهم أو أكثرهم فلا يمضي يوم أو بعض يوم إلا والملايين يحتفظون بها في أجهزتهم ويتناقلونها.لاسيما مع تنوعِ برامجِ التواصلِ الاجتماعي..لكنَّها مع الأسف كشفت ما في المجتمعات من خللٍ في التدين وضعفٍ في التربيةِ وانحطاطٍ في الأخلاق ما كنا نعلم أنه موجود في مجتمعاتنا إلا حينما رأينا تعالمنا مع وسائل التواصل هذه،لقد أزالت الغفلة عن أمورٍ يجب سترها وخففت من الحياء والورع وزادت من الفضول والرغبة بالتدخل بالآخرين وكشف أخطائهم مع ضعفٍ لوازع الدين والخلق وحب التجربة فوقعوا في المحذور!!فصار الكلام الفاحش البذيء يتناقلهُ كثيرٌ من الشباب والفتيات،بل ربما الأطفال،ناهيكم عن الصور الفاضحة،والمقاطع الفاحشة،والتباهي بانتهاك الحرمات،والمجاهرة بالسوء،ونشرٍ للعادات والتقليعات الضارة وتسويقٌ للشذوذ وتشبه الرجال بالنساء أوالعكس،وبناءُ العلاقاتِ المحرمة وخُصوصاً من الجهلة في دين الله بلا علمٍ..وردِّ النصوص بل والاستهزاء بها وقد يصل الأمر للمجاهرة بالإلحاد والتشكيك بالدين وبث الإرجاف وإشاعة الخوف والجريمة لاسيما أخبار خدم المنازل بأخبارٍ أكثرُها كذبٌ ومبالغةٌ..لتكثر البلبلةُ في الناس والخلافُ والانقسامُ فيما بينهم وتنشرَ تصنيفَ الناس وتبديعَهم كلٌ على هواه..وهناك نشر مقاطعُ الإلحاد والدعاية لأهله وبعضهم نيته التحذير منها لكنَّه يُروّج لها..وكذلك نشرٌ للبدعِ والأحاديثِ الضعيفةِ بل والموضوعة وترتيب بعض العبادات عليها..وهذا كلُّه خطأٌ وُجد عباد الله من تهاون كثير من الناس مع وسائل التواصل وأخطارها ألسنا نرى بناتِنا يتساهلون اليوم بتصوير أَنفُسِهن في مناسباتٍ خاصة أو في المنازل بمقاطع الكيك أو الانستقرام وغيره ثم ينتشر مسبباً أزمةً لها أو ابتزازاً تتعرّضُ له أو غيرهُ من المشكلات؟!فاتقوا الله أيها المسلمون..احذروا مع وسائل التواصل نشر وتوزيع ما يردكم بلا تثبت لا يكن أحدكم مُردِّداً لكلِّ ما يسمع،في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم((كفى بالمرء كذباً أن يُحدث بكل ما سمع))..احذروا عباد الله..من قولِ كلِّ خَبرٍ،وتَصديقِ كُلِّ ما يُقال،ونشر كل ما يرد فإنَّ هُناكَ فِئَاتاً وأَصنَافاً من الناس في كلِّ مُجتمعٍ،قُلوبها مريضة..أرواحها ميتة..ذممها مهدرة.. لا تخاف من الله،ولا تستحي من عِباد الله،مهنتهم ووظيفتهم وهوايتهم نشر الكذب واهتزاز الأمن والإرجاف في أوساط النَّاس،وبثِّ روح الفرقة والفتنةِ والخلاف تتغذى على لحومِ البَشرِ،ليكن مَنهجُ كُلِّ واحدٍ مِنكُم عِند سَمَاعِه لأيِّ خَبرٍ قَول الله ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ))..وحبَّ لأخيك ما تحبُّ لنفسك..
لسانك لا تذكر به عورة امرئ
فكلك عورات و للناس ألسن
و عينك إن أبدت إليك معايباً لقوم
فصنها و قل يا عين للناس أعين
أَيُّهَا المسلمون..إنَّ أَثرَ تلك الأخبار المغلوطة سيءٌ جداً،وينتج عنها غَالباً آثاراً أخرى أسوأ منها،في تاريخِ هذه الأُمةِ من تلك الأخبار والشَائِعَاتِ ما يعطينا عنها عبرة لنتائج سيئةً في ظاهرها وكان أثرها عظيماً على الأمن للبلاد واقتصادها واجتماع كلمتهم وتأثيرها بالنيل من رموزهم الخيّرة..
ألم ينهزم الصحابة رضي الله عنهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد بعد أن أشاعَ قائلٌ بأنَّ محمداً قد قتل..حصلت الفتنة بين الصحابة زمن عثمان رضي الله عنه لما أراد البعض باسم الإصلاح انتقاد الأوضاع بلا حكمة ولا روّية بنشر البلبلة حتى قُتل خليفة المسلمين ببيته رضي الله عنه في فتنة لم يخمد أوارُها حتى اليوم..ألم تقع حادثة الإفك كشائعة طعنت في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهزت بيت النبوة شهراً كاملاً،بل هزت المدينة كلَّها،والمسلمين كلُّهم،وكانت خبراً مُختلقاً ألقاه منافق حين قال:والله من سلمت منه ولا سلم منها،سار به الناس يتحدثون وهم صحابة حتى أثَّر عليه صلى الله عليه وسلم بأن طُعن في عرضهِ فإذا كان هذا الخبر الكاذب أثرَّ بالمجتمع النبويِّ فما بالكم بمجتمعاتنا اليوم الذي قلَّ فيه الدين وتسارعت فيه وسائل الإعلام والتواصل ولذلك فإن الله أنزل دروساً في حادثة الإفك ينبغي أن نكررها((إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ*لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ*لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمْ الْكَاذِبُونَ*وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ*إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ*يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ*وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ*إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ*وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)).
أيها الأخوة:إننا نعيش في زمن تساهل فيه النَّاس بنشر الخبر فكثيرٌ ما يرد في مجالسنا كلمة سمعنا أن فلان فعل كذا أو وقع في كذا أو حصل منه ه كذا وأعظمها حين تتناول الأشخاص والعائلات أو تنال من العلماء أو الحكام أو الشعوب بالتهم والقذف أو من يتهم المؤلفات ويبدع الناس ويتجاهل حسناتهم بسوء ظنٍ نعوذ بالله منه..فأين حسن الظن بعموم المسلمين؟أين مطالبة من نشر الخبر بالدليل..
احفظ لسانك أن تقول فتبلى
إن البلاء موكِّلٌ بالمنطق
كل ما يأتيك يا عبد الله اعرضه على عقلك..وهل ترضى نشره عنك أو عمن تحب؟!..ألم يبادر كثيرٌ من الخيرين هذه الأيام بنشرِ مقطعٍ فيه قذفٌ بالأسماءِ بدعوى محاربةِ الاختلاط تبين بعد ذلك أن ظروف القضية غيرَ ما نُشر،وحتى لو كانت القضية صحيحة أن تساهم في القذف الآن وأنت لا تعلم ما الذي حصل..وكذلك نشر قصة جريمة مصورة أنها وقعت ثم تبين أنها مقطع من تصوير مفبرك وغير ما قيل فما ذنب من نشر؟وقد ساهم بذلك القذف والإرجاف سواءً كان حقاً أو كذباً تجد البعض منا ما إن يصله خبر بالواتس أب أو تغريدة أو رسالة عن منكر وقع أو شخصٍ قُبض عليه أو نيل منه إلا ويُبادر بإعادةِ إرسالها يريدون السبق والإثارة ألا في الفتنة سقطوا ألم يقل الله ((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)).فاتقوا الله أيها المسلمون،وأحسنوا التعامل مع نعمة وسائل التواصل،فإن مسئوليتها عظيمة،في الدنيا وفي الآخرة، خصوصاً إذا كان ما تنشره ضد مُسلم وهو منها براء والله سائلنا عما اقترفناه أو ساهمنا بنشره من إشاعات وكذب ضد إخوانكم ولو أنك فقط قمت بنشرها فإنك مسؤول ومحاسب عنها أمام الله..سواءً كانت حقاً أم كذباً..فما بالكم بمن يكون سبباً لنشر الشائعات أو مروجاً لها ضد أمن المجتمع فإن صاحبها مجرمٌ في حق دينه ومجتمعه وهو مشابه لمن يروج المخدرات لأنها كلَّها استهدافٌ للمجتمع..وضربٌ لأمنه ومعتقداته..يجلس الواحد منا أمام كمبيوتره أو يقلب جواله ورسائلهَ فيُلطِّخُ سمعَه وبصرَه بالشائعات والتهم الباطلة ثم يقوم ببساطة بإعادة نشرها لأصحابه ومجموعاته وكأنه لم يفعل شيئاً!!فإذا ما سمعت بخبر ما،في مجلس،أو في مجلة أو جريدة،أو في إذاعة،أو عبر الجوال وكان يتعلق بجهة مسلمة،أو مجتمع أو شخص وهو مما لا يسر،أو فيه تنقص أو تهمة،احتفظ بالخبر لنفسك،لا تنقله لغيرك،ولو كنت تظنه حقيقياً صَعِدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِم فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ))رواه الترمذي..أتريد أن يحفظك الله في جوف رحلك أي في بيتك؟!فليحافظ كل منا على دينه،وليحافظ كل منا على حسناته((وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ))يقول صلى الله عليه وسلم في حديث رؤيا الإسراء((وأما الذي رأيته يجرُّ شدقه بالنار من منخره إلى قفاه فكذابٌ يكذبُ الكذبة فتُحملُ عنه بالآفاق))رواه البخاري..هل يسرك أن تكون مثله؟!
فإن عبت قوماً بالذي ليس فيهمُ
فذلك عند الله والناس أكبرُ
وإن عبت قوماً بالذي فيك مثلهُ
فكيف يعيب العُورَ من هو أعورُ؟!
اللهم إنا نسألك إيماناً صادقاً وعملاً صالحاً..وتوبةً نصوحاً ترضى بها عنا يا رب العالمين..أقول قولي..
الخطبة الثانية:الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..فاتقوا الله عباد الله..
أيها المسلمون..وسائلُ التواصل الاجتماعي ابتلاءٌ من الله تعالى لعباده،إما أن يؤدي للخير أو إلى الشر..فهي أوعية لتخزين الخير أو الشر ونشرهما،ومسارب لبث الهدى أو الضلال،أدوات لإظهار الحق أو الباطل..وواقعها المشاهد يدل على أنها تشتمل على الشر والإثم والشهوات والباطل، وهي مثل نهر يجري في وسطه نهر عذب من الحق والبر والخير،فمن لزم وسط النهر حاز خيرها،ومن فارق نهر الخير فيها وقع في بحر الإثم والفجور،والسلامة لا يعدلها شيء،ولو اعتزل تلك الوسائل كلها،وأراح نفسه منها،فلا له ولا عليه..((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا))اللهم أصلح قلوبنا بالإيمان وطهر ألسنتنا من الكذب والبهتان واستر عوراتنا وآمن روعاتنا..اللهم استرنا فوق الأرض وارحمنا تحت الأرض ولا تهتك سترنا ولا تفضحنا يوم العرض عليك يارب بالعالمين..اللهم كنّ لإخواننا المستضعفين في سوريا..اللهم عجل بفرجهم يارب العالمين..
اللهم كنّ لهم مؤيداً ونصيراً وحافظاً وظهيراً..اللهم كنّ لهم ولا تكن عليهم وأعطهم ولا تحرمهم وآثرهم ولا تؤثر عليهم..اللهم احفظ عليهم دينهم وأعراضهم الله وأموالهم..اللهم عليك بأعدائهم لا ترفع لهم راية اجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية..أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحدا..اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم
اللهم أهلك الظالمين بالظالمين واخرج إخواننا من بينهم سالمين برحمتك يا أرحم الراحمين..
الاستغاثة