• ×

02:16 صباحًا , الثلاثاء 6 محرم 1447 / 1 يوليو 2025

خطبة مصغرة بسب احداث الاعتداء على رجال الأمن

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله رب العالمين ، جعل تحقيق الأمن مقروناً بالإيمان ، الخالص من الشرك و الطغيان ، فقال تعالى الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون و أشهد ألا إله إلا الله و حده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه وعلى آله و صحبه و سلم تسليماً ..أما بعد..
فيا عباد الله اتقوا الله تعالى و توبوا إليه فتقواه أمنٌ من جميع المخاوف ..إخوة الإيمان يقول جل و علا ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلَّهم يرجعون}
ظهور الفساد في أي أمة من الأمم دليل شؤمٍ و بلاءٍ ، و نذيرُ فتنةٍ و شقاء .و إن من الفساد العظيم ترويع الآمنين و زعزعة الأمن و الاستهان بعصمة الدماء المسلمة من قتل و تفجير و تطرف و إفساد ..فالأمن هذه النعمة العظيمة التي يسعى لتحقيقها الجميع فإذا ما حصلوا عليها عضوا عليها ليحافظوا على بقائها و يزيدوا في نمائها بفعل الأسباب لبقائها..
و لذلك فمن الأهمية بمكان أن يكون حديثنا عما يحصل مناسباً للحال لا مساهماً في زيادة الفتن باستشارة أصحابها و عدم حوارهم أو مجاملتهم من قبل البعض فنحن نعلم جميعاً أن هذه الأحداث مؤشر خطير يلزمنا جميعاً بألا نقف موقف المتفرج أو اللائم ..إنها أحداثٌ تحيط ببلاد المسلمين و في داخل بلادنا من قتل و زعزعة أمنٍ و احتلالٍ للبلدانِ و انتهاكٍ للمقدسات كما رأيناه في حادثة إطلاق النار العشوائي على رجال أمنٍ وظيفتهم هي المحافظة على الأمن و درء الشر عن البلاد و العباد ثم يأتي أحدٌ من واقع غلَّوه و تطرفه ليفسد في البلاد و يروع الآمنين و يسلب السيارات فأيُّ ضلالٍ هذا و أي فتنة أعظم من هذا الهرج الذي يمارسه البعض باسم الدين و لا حول و لا قوة إلا بالله و لا بد أن نحاول درءها بما نستطيع .
فهذه الحوادث أبواب للشر ينبغي أن تغلق و كل ذلك إخوتي من الفتن العظيمة و كم تعوَّذ رسول الله صلى الله عليه و سلَّم في غير ما حديث من الفتنِ ما ظهر منها و ما بطن و من الهرج و المرج، و يجب أن نستفيد أيها الأخوة من مثل هذه الأحداث بالعودة إلى كتاب الله عز وجل و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم فمنهما المنطلق و فيهما النجاة و الحل لكل ذلك..
فما كنا نراه و نسمع عنه في بلادٍ أخرى أصبحنا نراه في بلادنا و لا حول و لا قوة إلا بالله ولا بد كذلك من الحذر من المناهج المنحرفة في عقيدتها و في أخلاقها و غلوها و تطرفها و عدم مجاملتها أو السكوت عنها تحت أي دعوى كانت ..أو راية ترفع فهذا ضلالٌ لا يمكن تبريره أو التهاون مع أصحابه بل لا بد من محاورتهم ومقاومة فكرهم بالحكمة و الموعظة الحسنة و الأخذ على يد السفيه منهم و عليكم إخوتي بالدعاء ..
نسأل الله جل و علا أن ينصر الإسلام و المسلمين و أن يرد كيد المبطلين ، و أن يحمي حوزة الإسلام و يكفيها شر الأشرار ، و أن يهلك بعزته كل من أضمر دخيلة السوء للإسلام و المسلمين . و أن يحمي بلادنا و يحفظ أمننا و رجاله القائمين على الحق و يصلح ولاتنا و يرزقنا الأمن و الإيمان و يُهلك اليهود و النصارى و دولهم و أهل الطغيان ممن يسعى لإفساد المسلمين و حربهم و دس المتشددين بينهم .
اللهم ادفع عنا الغلا و البلاء و الوباء ، و الربا و الزنا و الزلازل و المحن وسوء الفتن ما ظهر منها ،و ما بطن عن بلدنا خاصة و عن سائر بلاد المسلمين ، اللهم من أرادنا و أراد بلادنا و ولاتنا و علماءنا و شبابنا و نساءنا بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره و اجعل تدبيره تدميراً، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم و نعوذ من شرورهم ، اللهم رد عنا كيد الكائدين و عدوان المعتدين و اقطع دابر الفساد و المفسدين ، اللهم آمنا في أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمرنا و ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تأمرهم بالحق و تعينهم عليه إنك سميع مجيب ..

 0  0  1246
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 02:16 صباحًا الثلاثاء 6 محرم 1447 / 1 يوليو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.