• ×

04:04 صباحًا , الثلاثاء 6 محرم 1447 / 1 يوليو 2025

ماذا يراد بالمرأة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله أبان الطريق وأوضح السبلَ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عز وجل..وأشهد أن محمداً عبده ورسوله دلنا على كل خيرٍ وحذرنا من كلِ شرٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين و سلم تسليماً أما بعد.. فيا عباد الله اتقوا الله تعالى وتوبوا إليه ..
معاشر المسلمين لم تعرف البشريةُ ديناً ولا حضارةً عُنيت بالمرأة أجملَ عنايةٍ و أتمَّ رعايةٍ وأكمل اهتمام كالإسلام،جعلها مرفوعةَ الرأسِ،عاليةَ المكانةِ،مرموقةَ القدْر،شقيقةً للرجل قال(إنما النساءُ شقائق الرجال))فهي كالرجلِ في المطالبةِ بالتكاليف الشرعيةِ،والجزاء والعقاب وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً هي كالرجلِ في حملِ الأمانةِ في مجال الشؤونِ كلها إلا ما اقتضت الضرورة بالتفريق بينهما.
لقد أشاد الإسلامُ بفضل المرأة،ورفعَ شأنها،وعدَّها نعمةً عظيمةً وهِبةً كريمة،يجب إكرامها لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَات وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ(فبدأ بالإناث وفي مسند الإمام أحمد أن النبي قال(من كان له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثرْ ولدَه عليها أدخلَه اللهُ الجنة))
رعى الإسلامُ حقَّّها طفلةً،وحثَّ على الإحسانِ إليها امرأة،ففي صحيح مسلم قال(من كان له ثلاث بنات وصبرَ عليهن وكساهُن من جِدَّتِه كُنَّ له حَجَاباً من النار))
رعى الإسلامُ حقَّ المرأة ِأماً،فدعا إلى إكرامها بثلاثة حقوق عن الأب..جاء رجلٌ إلى نبيِّنافقال:يا رسول الله،من أبرّ؟فقال:أمك ثم أمّك ثم أمّك ثم أبوك).
رعى الإسلام حقَّ المرأةِ زوجةً،وجعلَ لها حقوقاً عظيمةً على زوجها((ألا واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهنَّ عوان عنَدكم)) متفق عليه وكذلك الإحسان إلى الأخوات والقريبات..بل حتى كونها أجنبية محتاجة ففي الصحيحين((الساعي على الأرملة و المسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالقائم الذي لا يفتُر أو كالصائم الذي لا يُفطِر))
هذه مكانة المرأة في الإسلام منحها الحقوق و دافع عنها وطالب برفع ما قد يقع عليها من الحرمان أو إهمال أو ظلم..أعطاها حق الاختيار في حياتها والتصرفَ في شؤونها وفق الضوابط الشرعية والمصالح المرعية قال تعالى) وَلا تَعْضُلُوهُنَّ (وقال(لا تُنكح الأيِّمُ حتى تُستأْمر،ولا البكرُ حتى تُستَأذنُ في نفسها))...
المرأةُ في نظر الإسلام أهلٌ للثقة ومحلٌ للاستشارة،فهذا رسول الله أكمل الناس علماً وأتمُّهم رأياً يشاور نساءه ويستشيرهن في مناسبات شتى و مسائلَ عظمى..
للمرأةِ حريةٌ تامة في مناحي الاقتصاد كالرجل سواءً بسواء هي أهلٌ للتكسُّب بأشكاله المشروعة وطرقِه المباحة، تتمتعُ بحرية التصرف في أموالها وممتلكاتها،لا وصاية لأحدٍ عليها مهما كان.
كفَل لها النفقةَ أماً أو بنتاً أو أختاً أو زوجةً وحتى أجنبية، لتتفرَّغَ لرسالتها الأسمى التربية و هي فارغةُ البال من هموم العيشِ لتخرج أجيلاً صالحةً للأمة..هذه بعضُ حُقُوقِها في الإسلامِ لكن أعداءَ الإسلامِ من خلالِ انحرافِ ديانتِهم وتخلخلِ مبادئِهم والسعي لمصالحِهم.تُقْلِقُهم تلكَ التوجيهات السامية،لذا فهم بأنفسِهم وبمن انجرَّ خلْفهم في حديثٍ لا يكلُّ عن المرأةِ وشؤونها وحقِّها وحقوقها،كما يتصورون ويزعمون،مما يحملُ بلاءً تختلفُ الفضائل في ضجَّته،وتذوبُ الأخلاقُ في أزِمّتهِ،دعوات تهدفُ لِتحريرِ المرأَةِ المسلمة من دينها وخُلقهَا وَحِجَابها،مَبادئُ تُصادمُ الفطرةَ وتنابذُ القيمَ الإيمانيةِ.دعواتٌ من أولئك تزينُ الشرورَ والفسادَ بأَسماءٍ بَراقةٍ ومُصطلحاتٍ خادعةٍ باسم الحريةِ والانفتاح وعدم التشدد.وَللأَسفِ تَجِد من أَبناءِ المسلمينَ مَن في فكرهِ عَوجٌ وَ في نَظرهِ خورٌ يُنَادي بِأعلى صوتٍ بتلكَ الدعواتِ،ويَتحمسُ لِتلكَ الأَفكارِ المضَلِّلةِ والتوجيهاتِ المنحرفةِ، بل ويلهج سعياً لتحقيقها وتفعيلها.لذا تجدُ أقلامُهم في مقالاتهم وبرامج قنواتهم تُفرز مقتاً للأَصيلِ من أصولِهم والمجيد من تراثهم.يُخَالِفُ بها ما عاشَ عليه المجتمعُ من سِترٍ وعفافٍ وما خُصَّت بهِ المرأةُ في دينِهَا وبلادنا..اشغلُونا بقضيةِ قِيادةِ المرأَةِ للسيارةِ يُحَرِّكُونَها عندَ كلِّ أزمة،يدعون لاختلاطِ البناتِ في التعليمِ ويقيمونَ الحفلاتِ المختلطةِ في حينِ أنَّهم لم ينشغلُوا مثلاً بهموم تطوير التعليم والمناهجِ والآلياتِ للتدريسِ وعلاجِ مُشكلاتِ المرأة الحقيقة وأنتَ حينَ تَقرأُ وَتُشَاهِدُ ذَلكَ تَتَسَاءَلُ ماذا يُريدُ هَؤلاءِ مِن مُجتمعنا؟!وهم يروْنَ كيف تنعمُ المرأةُ بِحُقوقِها وسترِها ومشاركتِها للرجلِ في بناءِ هذا الوطن على الدينِ والخلقِ والعفافِ؟!لكنَّهم قومٌ اشتدَّ عُدوانهم من جهلهم ليأتي على الفضيلة أعنفُه وعلى الحشمةِ أَشنعُه وعلى الطهارةِ أَبشعهُ،لأنَّ العفةَ تثيرُ غيضَهم وهذا ما صرَّحَ بِه سِراً بعضُهم..استغلُّوا مناصبَهم والثقةَ المعطاةَ لهم فأرادُوا من خلالِ مَنَاصبِهم وقراراتِهم التأثيرَ على سترِ المرأةِ وخَلطِهَا بِالرجالِ ويطالبون بدأً بالتعليمِ مِن دونِ الرجوعِ إلى شرعٍ أو عالمٍ ناسيين أو مُتناسينَ مَا تَعيشهُ بِلادُنَا ولله الحمد من توافق نفخرُ به بينَ الشرعِ والحكم،هُزِمُوا في نفوسهم ففقَدُوا القدرةَ على التمييزِ بينَ الحقِّ والباطل وغشُّوا الناسَ،يدَّعون الوطنيَّةَ وَهُم يَسعونَ لِخَرابِ الوطنِ وجهدُهم هذا يظهرُ تارةً ويختفي تارة فكلما رأوا الأجواءَ مُنَاسِبَةً أوقدُوا نارَ حَربهم وكثَّفُوا هجومهم وحرضوا الجهلة منهم فَإِذَا مَا كُبتوا كما كبتَ الذينَ من قْبلهم اختفَوْا وادَّعوا الجهلَ لكنهم لا يلبثُوا أن يخرجُوا تارةً أخرى إنهم قَومٌ نَشأوا في حضنِ الإسلامِ،وتربوا في بلاده،فلما شبُّوا عن الطوقِ رفَعُوا لواءَ التساهلِ وعدمَ التشديدِ والاغترارِ بما حصلَ في بلادِ الغربِ،والضغوطِ الممارسةِ منهم،لايتورعُ أحدُهم أن يتصلَ بِسفارةٍ أَجنبيةٍ أو جهةٍ حقوقيةٍ مزعومة ليُحَقِّقَ مِن خِلالِهَا رُؤيتهُ الشوهاء..ومن خلالِ مَقَالاتٍ خَرقاءَ وبَرامِجَ في الفضاء،ضِدَّ مُجتمعِنا ونظامَ دولتِنَا وضدَّ المرأةِ لإسقاطِ حِجَابِهَا وَإِنزالها ميادين الرجالِ وزجِّهَا في جميعِ الوظائفِ والأَعمالِ وتأسيس الاختلاط وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11)أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ تجد العلماء يبينُون المصالَح ويقومُ ولاةُ الأمر بالبيان وآخرها ما تحدث به نائب وزير الداخلية وفقه الله قبلَ يومين عن بيان وزارة الداخلية حول قيادة المرأة ولذلك فإنه يجب أن نثق بعلمائنا وولاة أمرنا فهم بإذن الله حماةٌ للدين وضد المشوِّهين الذين لا يريدون إلا ما في رؤوسِهم..إن التحريمَ الشرعيَّ والنظرَ المصلحيَّ لمسألة قيادة السيارة يرتبطان فما بالك إذن بالقرار النظامي للدولة في أمرٍ ما؟!فهو ملزمٌ للجميع والدعوة لمنابذته إثارة الفتنة.
أيها الإخوة..ستظلُّ المرأةُ بالإسلام وحكمه في إطار الشرفِ والفِخار والإجلال والإكبار،دُرةً مصونةً وحرةً عفيفةً وشقيقةً كريمةً حجابُها جمالها،وسترُها،والفِخارُ عِزُها وكمالُها،من الإسلامِ تستمدُّ هدْيَهَا وبِسُنَةِ رسول اللهتشقُّ طريقَها وكم من أمثلةٍ رائعةٍ للمرأة في مجتمعنا نفخر ونفاخر بها وبانجازاتها في الداخل والخارج ولم تعمد إلى نزعِ حجابها وتعتمد على قلة حيائها.
ولن تجني المرأةُ من الاختلاطِ والظهورِ والتكشفِ والسفورِ إلا النظرات المتلطخةِ والاعتداءاتِ والتحرشاتِ العابثةِ وهذا ما حصلَ في غير ما موقعٍ تتساهل به المرأة في الأسواق أو المتنزهات أو في الخارج .
وإن لنا في تجاربَ سَابقةٍ العبرةَ فلقد قامت هذه الدعواتُ الآثمةُ والشعاراتُ المضلِّلةُ في غابرٍ مِنَ الزمن وفي عَددٍ من الأمصار والأقطار كانت المرأة فيه منيعةً محجبةً ونجحَ مناصِروها في إِنزالِ المرأَةِ من قَصرِهَا المنيع وحِصنِهَا الرّفيع، فخلعت حِجَابَها وَأَحَرقتْهُ زاعمةً تحريرَها،وغَادرت حِصنها ومخدعَها،وتحرَّرَت من كلِّ سلطان،وعَمِلَت في كلِّ ميدان،فماذا كانت النتيجةُ؟ انحسارٌ في وظيفةِ المرأةِ وانغماسٌ في دركاتِ التَبرُّج والسُفُورِ.وحُق لنا أن نتساءَل:ماذا أضحت المرأةُ المتحررةُ كما زعموها والمرأَةُ الحديثةُ كما نَعَتُوهَا وَالمرأَةُ العَصريةُ كما وَصَفُوها؟إنها ابتُذِلَت غايةََ الابتذال واستُغلِّتَ غايةَ الاستغلالِ وغدت أداةَ لَهوٍ وتسليةٍ وَإعلانٍ في يَد العابثين الأشرار،تعملُ بثديَيْها قبل يديْها،رَاقِصَةً في أَدوار البغاءِ أو صُور الغناء،وَعَارِضَةً في دور الأَزياءِ،وَغَانيَةً في دُورِ الدَعَارة والتمثيلِ،فَأَينَ أُكذوبةُ تحريرها وَتكريمهَا؟هل هو ما نَراهُ من حالٍ مزرٍ للمرأة في عددٍ من بلدان المسلمين التي يُزعمُ فيها تحريرُ المرأَةِ؟ساءَ ما يصنعون وصدَق رسول الله ((ما تركتُ بعدي فتنةً أضرَّ على الرجالِ مِنَ النساءِ،فاتقُوا الدنيا وَاتقوا النساء، فإنَّ أَوَّلَ فِتنةَ بني إسرائيل كانت في النساء))
إِخوةَ الإِسلام..إن الأصلَ قرارُ المرأة في مملكة منزلها،في ظِلِّ سكينةٍ وطمأنينة،ومُحيط بيوتٍ مستقرةٍ،وجوِّ أسرةٍ حانيةٍ والشرف كل الشرف للرجل الذي يصرف على المرأة وفي قومته لها ولا مانع أن تشارك بدورها في بناء الوطن والتعليم والتجارة.
فحقوقُ المرأةِ مقرونةً بمسؤوليتها في رعاية الأسرة وخروجها في الإسلام من منزلها يُؤخذُ و يمارسُ من خلال الحشمةِ و الأدبِ، و يحاط بسياج الإيمان و الكرامة و صيانةِ العرضِ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى هذا ديننا ونهج دولتنا.
لكن هؤلاء ضاقوا من ذلك ذرعاً، فراحوا بكل وسيلةٍ و سعَوْا بكلِّ طريقةٍ ليخرجُوا المرأةَ مِنْ بيتها وقرارها المكين وظلِّها الأمين،لتُطلقَ لنفسها حينئذٍ العنانَ لكلِّ شاردةٍ وواردةٍ مذيعةٍ،مغنيةٍ مُمثِّلَةٍ قَائدةٍ للسيارة سيدةُ أعمالٍ أو صحفيةٍ متبرجة وأخيراً على مقاعد التعليم،ولهثُوا لهثاً حثيثاً ليحرِّرُوها من تعاليم دِينِهَا وقيم أخلاقها،تارةً باسم تحرير المرأة،و تارةً باسم الحرية والمساواة وتارة باسم زيادة فرص العمل لها ونبذ التشدد عليها ولست أدري ما الذي خوّلهم ليتحدثوا عن نسائنا بهذه الصفاقة.
مصطلحاتٌ ظاهرُها الرحمةُ والخيرُ،وباطنُهَا جهلٌ بيِّنُ على قلبِ القيمِ،وعكسِ المفاهيمِ،والانعتاقِ من كلِّ الضوابط والقيمِ والمسؤولياتِ الأسرية والحقوق الاجتماعية، لتكونَ امرأةً تؤولُ إلى سلعةٍ تُدارُ في أسواقِ الملذاتِ والشهواتِ.
فالمرأةُ في نظرِ هؤلاءِ هي المتحرِّرةُ من شؤونِ منزلها وتَربيةِ أَولادِها،هي راكضةُ لاهثة في همومِ العيشِ وَالكَسبِ وَنَصَبِ العملِ ولفتِ الأنظارِ وَإِعجابِ الآخرين،ولو كان ذلك على حسابِ تدميرِ الفضيلة وَالأَخلاقِ وَتدميرِ الأُسرةِ وَالقيمِ،فَلا هي حِينئذٍ بِطاعةِ رَبٍّ ملتزمةٌ،ولا بِحقوق زوجٍ وافية،ولا في إقامةِ مجتمعٍ فاضلٍ مُساهِمة،و لا بتربية نشء قائمةٌ.
وحين نقرِّرُ ذلك لا نزعم إخوتي أنّ المرأَةَ عندنا نالت كلَّ حقوقَها ولا يطالَها ظلمٌ بل هناك شوائِبُ تجاه المرأة تحتاجُ في مجتمعنا إلى علاج لوضعها ورفع ظلمها المرأة ونصرتِهَا وتحقيقِ مُعَامَلاتِها بِكُلِّ يُسرٍ وسهولةٍ وهذا أمرٌ ينبغي أن يتكاتفَ المجتمعُ لتحقيقه وإصلاحه وعدم تأخيره والدولة تسعى إليه فلا يكن همنا المنع فقط وإهمال الحقوق.
فالمرأةُ أهمُّ عناصر المجتمع، فهي مربيَّةٌ للأجيالِ، هذه وظيفتُها الكبرى و المهمة والإسلام لا تأبى تعاليمُه عملاً للمرأة في محيطِ ما تزكو به النفسُ وتحفَظُ به المرأةُ كرامتَها وحياءَها وعفَّتها،وتصونُ به دينَها وعرضها من خلالِ ما يناسب فطرتَها ورسالتَها،وطبيعتها وقدراتها من تعليم وطبٍّ وتمريضٍ وغيره تكون محتشمةً وقورةً، بعيدةً عن مظانِّ الفتنةِ،غيرَ مختلطةٍ بالرجال،و لا متعرضةٍ للسفور .
و من الخطأِ في الرأي و الفساد في التصور الزعم بأن المرأة أماً وزوجة في بيتها قعيدةٌ لا عمل لها عاطلة كما يسميها هؤلاء الكاتبون المنظِّرُون هداهم الله وهو جهلٌ مُرَكَّبٌ بطبيعةِ المرأة و إهمالٌ لوظيفةِ التربيةِ..انظروا إلى نموذج المرأة الصحابية جاءت أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية خطيبة النساء رضي الله عنها إلى رسول الله  فقالت يا رسول الله إني رسول من ورائي من النساء ونقول إن الله بعثكَ للرجالِ والنساءِ كآفةً فآمنَّا بك و بإلهك وإنا معشر النساء محصوراتٌ مقصورات قواعد بيوتكم وحاملاتُ أَولادكم وَإِنكم معشرَ الرجالِ فُضِّلتُم علينا بِالجُمَعِ والجماعاتِ وبشهودِ الجنائزِ وَعِيادَةِ المرضى وَبِالحجِّ بعد الحجِ وَأَعظمُ من ذلك الجهادُ في سبيل الله وإنَّ الرجلَ منكم إذا خرجَ لحجٍّ أَو لِعُمرةٍ أَو جهادٍ جلسْنا في بيوتِكم نحفظُ أموالَكم و نربِّي أَولادكم ونَغزلُ ثيابكم فهل نشاركُكُم ما أعطاكُم الله من الخيرِ والأجر؟فالتفتبجسدِه كلِّه وقال:هل تعلمون امرأةً أحسنُ سؤالاً عن أمور دينها مَنْ هذه المرأة ؟ثم قال يا أسماء أخبري من وراءَكِ من النساءِ أن حَسْنَ تبعُّلِ المرأةِ لِزوجها وَطلبها لمرضاتِه،وإِتباعها لرغباتهِ يعدلُ ذلك كلِّه أي الحجّ والعمرةُ والجهادُ فأدبَرت وهي تهلِّلُ وَتُكبِّر وَتُردِّدُ(يعدلُ ذلكَ كله..يعدل ذلك كله ) فهل يفقهُ هذا نساءُ المؤمنين ومن يريدُ حَرْفَ مسيرةَ المرأةِ وكمْ من مقالاتٍ لعُقلاءِ الغرب ممن يدعو للتمسكِ بتعاليمِ الإِسلامِ للمرأة وشكواهم مما آلت إليه أوضاعُهم بل بات كثيرٌ منهم يدعو إلى منع الاختلاط بالتعليم وأنه سبَبٌ للشرورِ وضياعِ التعليمِ ونحنُ نَرى في بلادِنَا مَنْ يبشرُ بتطبيق ذلك ولا حولَ ولا قوة إلا بالله..كان رسولُ اللهأي إذا فرَغَ مِن الصلاةِ-مَكث قليلاً،وكانوا يَروْن أن ذلك كيما ينفَذُ النساءُ قبلَ الرجال من المسجد أخرجه أبو داود
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ((لو تركنا هذا الباب للنساء))قال نافعٌ: فلم يدخلْ منه ابنُ عمر حتى مات.أخرجه أبو داود.وعن أُسيد الأنصاري>أنه سمع رسولُ الله يقول و هو خارج من المسجد فاختلط الرجال بالنساء في الطريق فقال للنساء((استأ خْرن، فإنه ليس لكنّ أن تَحَققْنَ الطريق،عليكُنَّ بحافات الطريق ))أخرجه أبو داود و وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:سمعت رسول الله يخطب و يقول (لا يخلوَنَّ رجلٌ بامرأةِ إلا ومعها ذو محرمٍ،ولا تسافر المرأةُ إلا مع ذي محرم )) فقام رجلٌ فقال يا رسول الله، إنّ امرأتي خرجت حاجَّةً و إني اكتُتِبْتُ في غزوةِ كذا و كذا، فقال النبي عليه الصلاة والسلام ((انطلق فحُجَّ مع امرأتِك)) متفق عليه كلُّ ذلك سداً للذرائع و حسماً للوسائل المفضية إلى محرَّم وسفرِ المرأة بلا محرم .
وإن من الخطورة الكبرى و تحت أيَّ مُسمى التساهلُ أو الاستهتارُ بِخلطِ الرجال مع النساء في أيِّ موقعٍ أو مناسبة لاسيما المواقع والمناسبات العامة فذلك لعمري خطرٌ إن تهاونا به أودى بنا في مهالكَ لا نتوقَّعُها وأضرارٍ لم نحسبْ حسابها وهذا ما نراه يتسلل إلى بلادنا في عدة مواقع فماذا حصل؟!هل جنينا من ذلك ثقافة؟!هل حصّلنا تراثاً؟! هل استفدنا من معلومات؟!كلا و الله وإنما أصبحت غرضاً للعابثين والعابثات من شبابنا وسبباً للتحرش والمعاكسات..
فيا أيها المسلمون، الحرصَ الحرصَ على تعاليم هذا الدين، و الحذرَ الحذر من مزالق الأخطاء التي يزينها البعض يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ نسأل الله أن يوفقنا جميعاً للحق والهداية ويبعدنا عن الضلال والغواية أقول ما تسمعون ..
الخطبة الثانية
الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و بعد.
أيها المسلمون..أيها الآباء والأولياء أنتم والله مسؤلون عن المرأة في بيوتكم،صونوا نساءكم،واحفظوا أعراضكم واجتنبوا التفريط والتشاغلُ وحاذروا الغفلة والتقصير والتساهل الذي لا تؤمن عواقبه،كونوا أُباةَ العَار وحماة العرين،كونوا رعاة لبيوتكم واعلموا أن أشرفَ الناس أشدُّهم غيرةً على نفسه ومن لا غيرة عنده فبطن الأرض أولى به من ظهرها،فعن أنس>قال: قال رسول الله(إن الله سائلٌ كل راعٍ عمّا استرعاه:حفظ أم ضيّع ؟حتى يسأل الرجل عن أهل بيته) أخرجه ابن حبان و في الصحيحينو الرجل راعٍ على أهله و مسئول عن رعيته، و المرأة راعية في بيت زوجها و مسؤوليةٌ عن رعَيتها)من المؤسف أن كثيراً من مشاكل المرأة وتبرجها ولباسها وخروجها للمتنزهات والأسواق لتتكشف أمام الرجال في غفلة من الآباء والإخوان فأين الرعاية والغيرة..كثير من المشاكل التي تؤدي إلى العلاقات المحرمة والمعاكسات تعود إلى غفلة الآباء حتى دخل هؤلاء المعتدين إلى البيوت وحينما تسأل الهيئات والشرط والأمن يخبرونك بأن كل ذلك حصل من غفلةِ وسفرِ وبعد كثير من الآباء وإهمالهم أو ضعف الرعاية الأسرية فينتج عن ذلك المشكلات..نسأل الله جلَّ وعلا أن يحفظنا وإياكم من كل شرٍ ومكيدة،وأن يحفظ نساء المسلمين ويرزقهم الستر والعفاف ويجنبهن شر دعاة الفجور والغواية والضلال ..
اللهم هيئ ولاة أمورنا للأخذ على كل من يريد إفساد مجتمعنا وإضلاله وردَّ كيده في نحره إنك سميع مجيب..

 0  0  821
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 04:04 صباحًا الثلاثاء 6 محرم 1447 / 1 يوليو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.