• ×

02:53 صباحًا , الثلاثاء 6 محرم 1447 / 1 يوليو 2025

غدر وخيانة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله رب العالمين، أمر بالبر والإحسان، ونهى عن الظلم والعدوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك والحمد والعظمة والسلطان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات والبرهان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين نشروا دينه بالحكمة و الموعظة الحسنة في عموم الأوطان، وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ..
عبـاد الله .... اتقوا الله تعالى توبوا إليه ..
أيّها المسلمون عند حلول حدَثٍ يتساءل الناسُ بعامّتهم : ماذا حدث؟! ولماذا حدث؟! وكيف حدَث؟! ثم بعد مضيته يتساءلون ماذا بعده ؟! في تفكّرٍ ومحاسبات, ومعالجَة ومراجعات , لا سيّما فيما يمسّ دينَ الأمّة وأمنَ المجتمعات، وما يعكِّر استقرارَ الشعوب والبيئات ..
معاشرَ المسلمين لا يفتَأ المتأمِّل في أدواء أمّتنا وعِللها المزمِنة و ما أصابها في الآونة الأخيرة من نكبات و نكسات و سقوط دول و احتلال و تسلط للأعداء من أن يقف على حصاد مرير لفِئةٍ نشازٍ ضالة الفكر .. ضعيفة الرّأي..أُرخِصت لدَيها الأعمار، فقامت بسَفك الدّماء وقتل الأبرياء وجلبِ الدمار وإلحاق العار والشنار وخراب الأوطان .
ولا يكادُ عجبُ الغيور يأخذ بالأفول من ضلالِ تلك العقول التي اتَّخذت المعقول و المنقول وراءها ظهريًّا .. فما بال هؤلاء يرتكِسون في حمأة الجهل الوبيل، ولا يصيخون إلى النّداء العلويّ الجليل الذي عظَّم حرمةَ الإنسان، ونأى به عن مساقِط الغلوّ والإجرام؟! ما لهؤلاء القوم قد افترستهم أفكارُ الضّلال واستقطبتهم موجاتُ الوبال؟! أذلك ناتجٌ عن عمَى الفكر والبصيرة، أم ضحالةِ العلم والتربية، أم سطحيّة الوعي والمعرفة ، وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعًا، أم نتيجة لتراكمات نفسيّة وضغوطٍ اجتماعيّة وأحداث ومؤامرات دولية صاروا لها أداة تنفيذ للمخططات، أم ماذا؟!
ما الحصاد المر الذي حققته القاعدة بأفكارها الضالة و أعمالها الغير مبررة من خلال السنوات التي مضت ..يَّدعون محاربة الصليبيين و قد مكّنوهم بقوةٍ في العالم الإسلامي بل أسقطوا دولتين مسلمتين بأيديهم ..تسببوا بإقفال آلاف المدارس و الملاجئ و إقفال الجمعيات الخيرية و التضييق عليها ..و تجويع المسلمين ..و شوهوا مفهوم الجهاد و المجاهدين الذي أصبح تهمةً عند البعض بسبب أفعالهم الضالة و لعلَّ آخرها مع الأسف ما رأيناه هذه الأيام من صورٍ و مكالماتٍ هاتفيةٍ مع مسؤول الأمن في البلاد توضح مقدار الغدر و الخيانة شعرت به أم لم تشعرالتي و صلت إليه هذه الفئة باستغلال النساء و الأطفال و الآباء و الأمهات و الثقة المعطاة لهم من ولاة الأمر حسب ما نشر و عرض في مخالفةٍ واضحة لأبسط قواعد الخلق والوفاء بالعهد حتى في الجاهلية قبل الإسلام فما بالك باستغلال الثقة و الأمان و حسن الضيافة و كونها في شهر رمضان فأي ضلالٍ هذا ؟! و أي غدرٍ يفعل ..
ألم يطرُق سمعَ مَن فعل و ساعد على هذه الفعلةَ النكراء ما جاءَ من الوعيد الصارِخ على لسان نبيِّ الرحمة والهدى صلوات الله وسلامه عليه لكلِّ مَن قتل نَفسًا أو قتل رجلاً غدرًا، وفي الحديث عن رسول الله r: ((أيما رجل أمَّن رجلاً على دمه ثم قتَلَه فأنا من القاتل بريء وإن كان المقتولُ كافرًا))، وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه أنّه قال: قال رسولُ الله r : ((يُنصَب لكلِّ غادرٍ لواء يومَ القيامة، يقال: هذه غَدرَةُ فلان بن فلان)).
فيا أيها الإخوة هل يقبل هذا العمل المشين مؤمنٌ صادق يحذَر الآخرةَ ويرجو رحمة ربِّه؟! فضلاً عن أن يُجيزه أو يحرِّض عليه أو يقرَّ به أو يُسَرَّ به.
إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا  إنّ هذا الإجرامَ تحاربه مناهجُ التعليم لدَينا، ويحاربه علماء هذه البلاد، وجهاته الدعوية والعلمية، ويحاربه مجتمعُنا ككلّ. والمناهجُ الدينيّة لدينا مبنيَّة على قولِ الله الحقّ، وعلى قول رسول الله r الحقّ، والحقّ خيرٌ كلّه للبشرية ولا يترتّب عليه باطل، وإذا شذَّ في الفكر شاذّ فشذوذه على نفسه، و هذا رد على مسلسلات هزلية تستغل مثل هذه الأحداث لتشويه مناهجنا و تعليمنا و رجال الخير عندنا ..وولاة أمر هذه البلادِ بالمرصاد لمن يَسعى بالقتل والتّدمير أو الإفساد الذي يستهدِف الأمنَ أو الدين أو إفساد الأخلاق، انطلاقًا ممّا توجبه الشريعة الإسلاميّة من الحفاظ على دماءِ الناس ودينهم وأموالهم وحقوقِهم، ينفِّذون فيه ما تحكم به الشريعة.
إنَّ الموْقفَ المبْدئيَّ الشَّرْعِيَ الصَّريحَ يكون برفْض هذه الأعمال وتحْريمهِا وإدانتهِ شَرْعًا، فالشريعةُ جاءت بحفْظِ الأمْن وحفْظِ الدِّمَاءِ، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : ((لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلا بِإِحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ)) رواه مسلم وقال r : ((لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ)) رواه الترمذي والنسائي، وَقَالَ r : ((لاَ يَزَالُ العَبْدُ فِي فُسْحَةٍ فِي دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا)). فدم المسلم حرامٌ، وماله حرامٌ، وعرْضه حرامٌ، وقد صان الإسلامُ الدِّماءَ والأمْوَالَ والأَعْرَاضَ، ولا يجوز استحلالُها إلا فيما أحلَّه اللهُ فيه وأباحهُ، قَالَ r: ((كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)). وَنَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ: (مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ) رواه الترمذي. وقَتْلُ المسلم بغيْر حَقٍّ من كبائر الذُّنُوبِ، والقاتلُ معرَّضٌ للوعيدِ، وقد نهى اللهُ سبْحانهُ وتعالى عن قتْلِ النَّفْسِ بغير حَقٍّ فقال تعالى: ]وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقّ[ [الأنعام:151].
وحفاظًا على النَّفْس المسْلمةِ البريئةِ من إزْهاقِها وقتْلِها بغيْر حَقٍّ نهى رسولُ اللهِ عنِ الإشارةِ إلى مسلم بسلاحٍ ولو كان مزاحًا سَدًا للذَّريعةِ، وحَسْمًا لمادَّةِ الشَّرِّ التي قد تُفْضي إلى القتْل، فعن أبي هُرَيْرَةَ أن رسولَ اللهِ r : ((مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ)) رواه مسلم . فإذا كان مجرَّدُ الإشارة إلى مسلم بالسِّلاح نهى عنْه r وحذَّر منْه .. فكيْف بمنْ يزْرعُ القنابلَ والمتفجِّراتِ فيستهْدفُ الأرْواحَ المسلمةَ البريئةَ، فيقْتُلُ نفسه و غيره ويروِّعُ الآلافَ من المسلمينَ؟! كيْف بمنْ يقتُلُ الصَّغيرَ والمرْأةَ والشَّيْخَ العجوزَ من غيْر جريرةٍ اقْترفوها؟!و لو كانوا غير مسلمين و غير محاربين أو معاهدين إنَّ مَنْ فعلَ ذلكَ معرَّض لأشدِّ العذابِ والعقابِ والوعيدِ، قال تعالى: ]وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا[ [النساء:93].
ومن أجْلِ ذلك فإنَّ كُلَّ عملٍ تخْريبيٍ يسْتهدف الآمِنين مخالفٌ لأحكام شريعةِ ربِّ العالمين، والَّتِي جاءتْ بعصْمةِ دماءِ المسْلمين والمعاهَدِين. العُنْفُ لا يَحْمِلُ مشْروعًا غَيْرَ التَّخْريبِ والإفْسادِ، العُنْفُ يورِّثُ عَكْسَ مقْصودِ أصْحابهِ، فَالمشاعرُ والعقولُ كلُّها تلْتقِي على اسْتنْكارهِ ورفْضهِ والبراءةِ منْه ومن أصْحابهِ، ومن ثَمَّ فإنَّه يبْقى علامةَ شُذوذٍ ودليلَ انْفرادٍ وانْعزاليةٍ.
عبادَ الله .. إنَّ تضَافُر الجهود وقوفَ الأمّة كلِّها صفًّا واحدًا في وجه هذا البغيِ والإجرام الذي لا يرقُب مقتَرِفُه في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذمّة وإنَّ تحصينَ الشباب من صولةِ هذا الباطل وحراسَتَهم من هذا الانحراف وذَودَ هذا الخطر عن ساحتِهم وتطهيرَ كلِّ القنواتِ والرّوافد التي تغذِّي هذا الفكرَ الضالّ وتمدّه بأسباب البقاء والنّماء وإنّ قطعَ الشرايين التي تضمَن له الحياةَ، إنَّ كلَّ ذلك حقٌّ واجب على كلِّ أهل الإسلام، و لا بد من الإنكارِ لهذا المنكر العظيمِ برفع الصوتِ عاليًا دون تَلجلُج أو توقّفٍ أو تردّد، فهو ـ والله ـ جديرٌ بالإنكار، حقيق على أن يُكشَف عَوارُه وتهتَكَ أستاره ويبيَّن للناس خطرُه وضررُه على المسلمين قاطبةً في كلِّ الديار وفي جميع الأمصار ولا ينبغي أن يعمم البعض فكر التشدد والغلو هذا على أهل العلم والدعوة وجمعيات الخير الذين ما فتئوا يخدمون الناس والمجتمع ويعلنون البراءة من هذا الغلو..
عبادَ الله .. إنَّ العنايةَ بالمعتقَد الصحيح دراسةً لأصوله وفهمًا لقواعده ووقوفًا على أدلَّته ومعرفة لنواقِضِه، كلُّ أولئك من أظهرِ أسباب السلامة من آثارِ كلِّ فكرٍ نُنكره، ومن أعظمِ عوامل الحصانةِ من نزَغَات كلِّ معتقد نرفُضه؛ لمنابَذَتِه الأدلّةَ من كتاب ربِّنا وسنَّة نبينا محمدٍ r وفهمِ سلفِنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين فإنَّ هذا مِن أعظم ما يُستعَان به على تحقيقِ التوحيد، وبتحقيقه توصَد الأبواب دونَ كلِّ مبتغٍ فتنةً أو مبتدعٍ بدعة أو مثير فرقةً أو متَّبعٍ غيرَ سبيل المؤمنين، فتكونَ العاقبة خيرًا ظاهرًا، تنعكِس آثارُه بالاتحادِ على الخير والتآزُرِ على الحقّ والاجتماعِ على التوحيدِ والعملِ بالسنّة والتواصي بالحقِّ والتواصِي بالصّبر والتعاوُن على البرّ والتَّقوى.
إِنَّ نَشْرَ الرُّعْبِ والتَّرْويع في أوْساطِ المجتمعِ جريمة فلا يحل لمسلمٍ أن يروع مسلما. فالأمْنُ مطْلبٌ شرْعيٌّ ومِنَّةٌ إِلَهيةٌ ونفْحةٌ ربَّانيةٌ، امْتَنَّ اللهُ به على عبادهِ في مواضعَ كثيرةٍ من كتابهِ سبحانه: ]فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَـٰذَا ٱلْبَيْتِ * ٱلذي أَطْعَمَهُم مّن جُوعٍ وَءامَنَهُم مّنْ خوْفٍ[ [قريش:3، 4]. والمحافظةُ على الأَمْنِ مسؤوليةُ الجميع حُكَّامًا ومحكومينَ، رجالاً ونساءً، كبارًا وصغارًا، والأَمْنُ وأعْظم سببٍ لحفْظِ الأَمْنِ هو الإيمانُ باللهِ وتطْبيقُ شرْعه والاِحْتكامُ إلى كتابهِ وسُنَّةِ رسولهِ وتنْقيةُ المجْتمع مما يضادُّه ]ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَـٰنَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ ٱلاْمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ[ [الأنعام:82].
في ظلِّ الأَمْنِ تُعْمَرُ المساجدُ وتقامُ الصَّلواتُ، وتُحْفظ الأعْراضُ والأمْوالُ، وتُأْمَنُ السُّبُلُ، ويُنْشَرُ الخيْر، ويعمُّ الرَّخَاءُ، وتُنْشَرُ الدَّعْوَةُ. وإذا اخْتَلَّ الأَمْنُ كانتِ الفوْضى و لنا عبرةٌ في أرض الفتن و الرعب في العراق و غيرها ، فلْنكنْ كلُّنا جنودًا في حفْظ الأَمْنِ، أَمْنِ العقولِ والقلوبِ، وَأَمْنِ الأجْسادِ والأعْراضِ، ولتحْقيق ذلك لابدَّ أن نبْدأ في تطْبيق شرْع اللهِ في أنْفُسِنَا وفي بيوتِنا ومجْتمعِنا..
حفِظ الله على هذه البلاد دينَها وأمنَها، وردَّ عنها كيدَ الكائدين وحِقد الحاقدين، وزادها تمسُّكًا واجتماعًا وألفةً واتِّحادًا، وردّ الله كيدَ الكائدين إلى نحورهم، وحفِظ اللهَ بلادَنا وسائر بلاد المسلمين من شرّ الأشرار وكيد الفجّار، إنّه خير مسؤول وأكرمُ مأمول.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
]وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمْ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِي * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ[
أقول قولي هذا، وأسأل المولى جلّ وعلا أن يغفرَ لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه ..


الخطبة الثانية
الحمد لله وحده ..
أمّا بعد: فاتقوا الله عباد الله..
أيها المسلمون إنَّ العالمَ الإسلاميّ مستهدف، وهذه البلاد خاصّة مستهدفةٌ في دينها وأمنِها ووحدتها وخيراتها، والواجبُ علينا تفويت الفرصة على المتربّصين و الذين نراهم دائماً عبر الصحف و القنوات يستغلون مثل هذه الأحداث لتمرير مخططاتهم التي أعدوها لإفساد الشباب والنساء و تغريب هذه البلاد و هذا مع الأسف ما تحقق لهم شيءٌ منه نتيجةً لأفعال هذه الفئة الضالة و كذلك لا بد من المحافظة على مكتسَبات الدّعوة والوطن، والتعاملُ مع الأحداث بالشّرع والعقل، ولا بدَّ من تماسكِ الصّفّ، مع وضعِ أيدينا في أيدي ولاةِ أمرنا وعلمائنا، مع بذل النّصح لهم جميعًا بالحكمَة والموعظة الحسنة على ما نراه من أخطاء.
إنَّ هذه البلادَ قامت على أسُسٍ راسخة ومبادئَ ثابتة ومنهج إسلاميّ، ومَن يرومُ تقويضَه أو زعزعتَه بمسالك العنف والتّفجير أو الاصطياد في الماء العكِر أو التغريب أو التمييع أو النيل من دعاةِ البلاد أو حلقات التّحفيظ و هيئات الأمر بالمعروف و مناهج التعليم .. أو محاضِن الدعوةِ و جمعيات الخير و أهله أو عبر المرأة فلن يبلغَ أحدٌ منه مرادَه بإذن الله ، فبلاد الحرمَين كيان راسخٌ في بنيانِه، متماسِك في وَحدته، متراصّ في صفوفه .. إنَّ هذه البلادَ تمثّل مركزَ الثقل وإشعاع الخير في العالم، وستبقى كذلك بإذن الله، والمروّجون للفساد والإفساد وطمس معالم التميُّز في التربية والتعليم يدمّرون الأمّة ويضربونها في عُقر دارها استغلالا لمثل هذه لأحداث، وستعود أعمالهم وبالاً عليهم، يجرّون أذيالَ الخيبة والهزيمة، قال الله تعالى: ]وَقَالُواْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكّن لَّهُمْ حَرَمًا ءامِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلّ شيء رّزْقًا مّن لَّدُنَّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ[ [القصص:57] نسأل الله أن يديم علينا الامن والإيمان والسلامة في الأوطان ويرد كيد المنافقين والمفسدين في نحورهم ويكفينا شرورهم اللهم آمنا في أوطاننا
و لقد انقضى نصف شهر رمضان ..أيها الإخوة بما مضى من أفعالنا فيه من قيام و صيام نسأل الله ان تكون خالصة لوجهه الكريم و صدقة فسابقوا إلى الخير و استغلوا ما بقي منه و شمروا عن ساعد الجدّ فيه و في عشره الأخير نسأل الله أن يتقبل منا و منكم الصيام و القيام والقبول والغفران .. والعتق من النيران
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

 0  0  738
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 02:53 صباحًا الثلاثاء 6 محرم 1447 / 1 يوليو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.