• ×

04:12 صباحًا , الثلاثاء 6 محرم 1447 / 1 يوليو 2025

عيسى عليه السلام

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
إخوة الإسلام، يحتفل هذه الأيام باستقبال بابا النصارى في بلادنا الإسلامية لزيارة الأرض التي و لد عليه المسيح عليه السلام و نشر دعوته و حاربه اليهود فيها في بيت لحمٍ و القدس و الخليل و غيرها و يُعلِّق عليه البعض الآمال و نظراً لما نراه من اهتمامٍ ملحوظ من تلك الدول و شعوبها و الإعلام بهذه الزيارة .. و حيث إن النصارى ينسبون أنفسهم إلى النبي عيسى عليه السلام و يجعلونه ابناً لله بعقيدة التثليث التي يدينون بها تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً فواجبٌ أن نؤكد على معرفةِ نبي الله عيسى عليه السلام و عقيدته التي بعث بها و دعوته لقومه لأننا نؤمن به في حين أنهم لا يؤمنون بمحمدٍ صلى الله عليه و سلم ولا رسالته .. و الواجب على المسلم أن يتعرّف على هذا النبيّ عيسى عليه السلام من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، حتى نستطيع دعوة العالم للتعرّف على نور الإسلام وشموليته وأنه دين الحق الذي نزل لهداية البشرية جمعاء.
عباد الله
من أركان الإيمان في ديننا الإسلامي أن نؤمن بالرسل عليهم صلوات الله قال الله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة: 285]، وهذا الأدب الرباني يتأدب به كل مسلم، حيث ينظر لجميع الأنبياء نظرة احترام وتقدير ومحبة؛ لأنهم جميعا جاؤوا برسالة واحدة فالأنبياء كلهم إخوة في الدعوة إلى الله. وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ
و يعتقد المسلمون أن عيسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل تصديقا لقول الحق تبارك وتعالى: }شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ{ [الشورى: 13]، أما مريم البتول عليها صلوات الله فلها من الحب والاحترام في العقيدة الإسلامية الكثير والكثير، فسورة كاملة في القرآن تسمى باسمها مريم، تتحدث عن عفتها وطهارتها وحوالي 83 آية من سورة آل عمران تبين الحقيقة حولها وحول ابنها عيسى عليهما السلام: }وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ{ [آل عمران: 42]، وهي الصديقة في أقوالها وأفعالها قال الله تعالى }مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمْ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ{ [المائدة: 75]، وعن على بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((خير نساء العالمين مريم بنت عمران و خديجة بنت خويلد)) رواه البخاري ومسلم، وهذا لفضلهما، وعن أبي هريرة مرفوعا: ((كل مولود من بني آدم يمسه الشيطان بإصبعيه إلا مريم بنت عمران وابنها عيسى عليهما السلام)) رواه البخاري، وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: اقرؤوا إن شئتم قوله تعالى: }فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ{ [آل عمران: 36].
و ولادة المسيح عليه السلام كانت معجزة حيث ولد من أم بدون أب، كانت ولادته بكلمة (كن)، لذلك ينسب إلى أمه فيقال: عيسى ابن مريم عليه السلام }إِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ *وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنْ الصَّالِحِينَ *قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ{ [آل عمران: 45-47]
عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله وهذه عقيدتنا، فلم يدّع عيسى في يوم من الأيام أنه إله أو ابن الإله، حاشا لله، بل كانت أول كلماته في المهد: }إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا{ [مريم: 30]، والذي يراجع الأناجيل الأربعة بوضعها الحالي رغم ما اعتراها من التحريف ورغم افتقارها للتوثيق بالسند الصحيح المتصل لن يجد فيها ما يصرح بأن المسيح عليه السلام إله أو ابن إله، بل إنها تحتوي على نصوص كثيرة تدل بصراحة على أنه بشر، وقد وصف بالإنسان أو ابن الإنسان أكثر من سبعين مرة في الأناجيل.
نعتقد ونجزم أن المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام لم يقتل ولم يصلب، بل ألقى الله الشبه على رجل آخر فصلب مكانه، قال الله تعالى: }وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بل رفعه الله إليه و كان الله عزيزاً حكيما{ [النساء: 157]
وقد أنكر كثير من النصارى بعد حادثة الصلب أن يكون المسيح نفسه هو الذي حوكم ورفع على الصليب، والأناجيل الأربعة فيها تضارب كثير حول حادثة الصلب، مما يؤكّد الحق الذي نزل في كتاب الله عز وجل عن هذه الحقيقة.

عباد الله
في الليلة التي عُرِج فيها بالنبي r رأى عيسى عليه السلام فنعته لأمته، فجاء في نعته أنه رجل رَبْعةٌ، والرَّبْعَةُ: معتدل الطول ليس بالطويل ولا بالقصير، عريض الصدر، آدم أي: أسمر، وأنه أحمر، ولا منافاة بين الروايتين، و لا بد من الإيمان أن من أشراط الساعة الكبرى نزول عيسى عليه السلام لتواتر النقل عن رسول الله r بذلك و يجب الإيمان به لأنه معلوم من الدين بالضرورة .. فعيسى عليه السلام أسمر وفي سمرته حمرة، وهو جَعد أي: الخشن شعره أو المجتمع بعضه إلى بعض، وشعره لِمَّةٌ واللِمَّة من استرسل شعره إلى شحمة أذنيه، فإن بلغ منكبيه فهو جُمَّةٌ.
قوله تعالى: } وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا {
[النساء: 157-159].
يقول العلامة ابن كثير رحمه الله: "والضمير في قوله: }قَبْلَ مَوْتِهِ { الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى، وذلك حين ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة فحينئذ يؤمن به أهل الكتاب كلهم؛ لأنه يضع الجزيةَ ولا يقبل إلا الإسلام"
قال ابن عباس: قبل موت عيسى، والله إنه الآن لحي ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون. ونقله عن أكثر أهل العلم، ورجحه ابن جرير وغيره".
وأما الأدلة من السنة النَّبوية فأكثر من أن تحصر في هذا المقام، ولكني أذكر منها ما يلي:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلاً، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا))، قال أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: }وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا { أخرجه البخاري ومسلم. فبين النبي عليه السلام في هذا الحديث أنه ينزل آخر الزمان، فيسود العدل ويدعو إلى الإسلام .
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: ((كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ؟!))
أخرجه البخاري ومسلم.
ومنها حديث حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ: اطَّلَعَ النَّبِيُّ عليه السلام عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقَالَ: ((مَا تَذَاكَرُونَ؟)) قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قَالَ: ((إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ: الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ)) أخرجه مسلم.
عباد الله
أما عن كيفية نزوله إلى الأرض آخر الزمان فقد بينها صلى الله عليه و سلم بقوله ..
((يَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ ـ أي: حبَّات الفضة، تشبيهًا لقطرات الماء التي تنحدر منه ـ كَاللُّؤْلُؤِ فَلا يَحِلُّ ـ أي: لا يمكن ـ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ)) أخرجه مسلم.
و قال عليه الصلاة و السلام ((لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلاً، فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ، وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ، وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ، وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلاصُ فَلا يُسْعَى عَلَيْهَا، وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ، وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلا يَقْبَلُهُ أَحَدٌ)) أخرجه مسلم.
فإذا نزل يدعو عليه السلام إلى دين الإسلام و هذا معنى قوله تعالى  وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ  و قوله ((و يضع الجزية)) أي لا يقبل من أهل الكتاب إلا الإسلام و يكسر الصليب إبطالاً لعقائد النصارى و يقتل الخنزير و يحكم بالعدل و يقتل المسيح الدجال عند لد فلسطين ، فإنَّ عيسى عليه السلام يطلبه ويلحقه بباب لد، فإذا رآه الدجال ذاب، فيطعنه عليه السلام برمحه.
و يدعو الله أن يخلِّص الناس من شر يأجوج ومأجوج
و يقوم بالحج أو العمرة أو يجمع بينهما؛ لقول النبي r: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا)) أخرجه مسلم
عباد الله
أما الحكمة من نزوله عليه السلام فقد ؟ ذكر أهل العلم ثلاث حكم لذلك:
الأولى: إبطال عقيدة التثليث والصلب بكسر الصليب ودعوته للإسلام.
الثانية: إبطال دعوى اليهود أنهم قتلوه، وإبطال دينهم بدعوته للإسلام، فينزل ويقتل زعيمهم الدجَّال.
الثالثة: أن الله تعالى قد قضى وقدر أنَّ كلَّ مخلوقٍ لا بد أن يُدفن في الأرض، قال تعالى: }مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى { [طه: 55].
و لكم ما حال الناس إذا نزل فيهم عيسى عليه السلام؟

صلى الله عليه و سلم إذ يقول: ((ثُمَّ يُقَالُ ـ بعد هلاك يأجوج ومأجوج ـ لِلأَرْضِ: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنْ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ، حَتَّى إنَّ اللِّقْحَةَ مِنْ الإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنْ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنْ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنْ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنْ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ مِنْ النَّاسِ)) أخرجه مسلم



عباد الله
و مدة مكوثه في الأرض سبع سنين كما ثبت ذلك في صحيح مسلم .
وفي مسند الإمام أحمد: ((فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ)). و على الصحيح أنه لما رُفع عيسى عليه السلام كان له من العمر ثلاث وثلاثون سنة، ثم ينزل فيمكث سبع سنين، فتكون جملة السنوات التي مكثها أربعين سنة.
عباد الله
هذا شيء من صفات نبي الله عيسى عليه السلام الذي يدعي الإيمان به برسالته اليوم أكثر أهل الأرض من النصارى إلا أنهم مع الأسف حرفوها و جعلوه ابناً لله و صلبوه و شوهوا دينه و إن معرفة ذلك لتوضح لنا خطأ ما يعتقده البعض بالتقارب مع هؤلاء النصارى في عقيدتهم المحرفة .. التي يسعون بتبشير بها و نشرها عبر الأرض لاسيما في العالم الإسلامي عبر قنواتهم الفضائية و أنشطتهم الإغاثية استغلالاً لفقر المسلمين و جوعهم و قد تحقق شيءٌ من أهدافهم مع الأسف فواجبٌ علينا جميعاً نشر الدعوة لدين الله الإسلام في الأرض فالعالم أحوج ما يكون إلى مبادئ الإسلام و أحكام القرآن و السنة لتحميه من الزيغ و الضلال الذي يعيشه و هذا باعتراف من درسه منهم و عرف مبادئه ..
نسأل الله جلَّ و علا أن يرينا الحق حقاً و يرزقنا اتباعه و يرينا الباطل باطلاً و يرزقنا اجتنابه و أن يظهر الحق و يبطل الباطل و ينصر دين الإسلام و أمة الإسلام على من يكيد لها السوء إنه سميعٌ مجيب ..

 0  0  856
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 04:12 صباحًا الثلاثاء 6 محرم 1447 / 1 يوليو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.