ماذا دهاك أمة الإسلام؟وماذا أصابك لتتمزقي إلى أممٍ وأحزابٍ وحدودٍ وجنسياتٍ فتقهقرت إلى هاوية الأتباع الأذلاء التي رخصت دماؤها فأُريقت وضاعت كرامتها فأهينت فساد بأمة الإسلام فبدلت التبعية لله تعالى ولرسوله إلى تبعية مباشرة لأعداء الله ورسوله..فسادٌ وقع للمسلمين فأقيمت لهم المجازر في شتى بقاع الأرض ليصبح الدم المسلم رخيصاً لايقام لإراقته وزن وهو ما قال عنه صلى الله عليه وسلم

كان لحن الحياة فينا أذاناً
يتغنى به الأباة الصيد
يملأون الوجود براً ونوراً
حين يصحو على الأذان الوجود
وإذا اللحن صيحةٌ من رقيع
وإذا الترس في المعامع عود
وأذل العدو منا جباهاً
وتلاشى من راحتينا الحديد
ذل من يزعم الهزيمة نصراً
تتهاوى من راحتيه البنود
إن نظرةً مـتأملةً لحالِ عالمنا الإسلامي تُنبيك عن ضعف هذه الأمة،فمجازر الشام حاضرة،ومجازر بورما شاهدة،وسنة العراق يُهانون من الرافضة ولاحول ولا قوة إلا بالله..
في تاريخنا لما طغى الجنود وقادتهم،وأحرقوا البلاد ودنسوا المساجد وتجبروا في عمورية فانتهكوا الأعراض وسبوا الديار وقصفوا وشردوا قامت امرأةٌ واحدةٌ..نعم..واحدة رأت بارقة أملٍ في أحد قادة المسلمين فصرخت-وامعتصماه- فلبى صرختها خليفة المسلمين حينذاك المعتصم،وحين حاول المنجمون والمثقفون والسياسيون أن يثنوه عن عزمه ضرب بكلامهم عرض الحائط فذهب بنفسه إلى تلك البلاد وحرَّرها وأنقذ أهلها ثم حارب الروم حتى وصل إلى عمورية فأحرقها ونصر المسلمين فسطر التاريخ نصرته تلك بمدادٍ لاينسى وذهبت القوافي تتبارى في تذكر ذلك النصر.
السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا
صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة
إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ
يقضون بالأمر عنها وهي غافلة
ما دار في فلك منها وفي قُطُبِ
ويتذكر الشعر تلك النخوة وهو يرى خذلان أمة الإسلام عن نصرة بعضها البعض،وكثير من النساء تصرخ ولا مجيب..
أمتي هل لك بين الأمم
منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق
خجلاً من أمسك المنصرم
أو ما كنت إذا البغي اعتدى
موجة من لهب أو دم ؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي
وانظري دمع اليتامى وابسمي
رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه الصبايا اليتّم
لامست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم
أمتي كم صنم مجدته
لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه
إن يك الراعي عدو الغنم
إنها مجازر ونكبات حلت بعالمنا الإسلامي يندى لها الجبين وما يحدث في سوريا شاهد..سوريا التي يدمى جرحُها كلَّ يوم فماذا فعلنا لها؟ماذا قدمنا من تضحيات؟وماذا فعلنا بالتنازلات؟!وماذا حققنا بالاجتماعات أمام مايحصل؟فإلى الله المشتكى فكيف يستطيع أن يهنأ صاحب الترف بطعامٍ وشرابٍ؟كيف يُدَلِّلُ صبيانَه ويمازحُ أهلَه وهو يرى في مدن سوريا صبيةً مثل عياله بُرءاء ماجنوا ذنباً،أطهارٌ ما كسبت أيديهم إثماً،يبكون من الحيف ويتلمضون من الجوع ودماؤهم تسيل؟! أو أخوات عفيفات وأمهات مكلومات يصرخن ولا مجيب يواجهون مدرعاتٍ وجنودَ النصيرية بصدروهم وهم يقصفون ودماؤهم تراق يلجأون إلى المساجد فتهدم..أما الحرمات فقد انتهكت فماذا فعلنا لهم؟!وهذا الحال والمصاب؟!وليست مجزرة الفضل والقصير بآخر مجازر النصيريين
إن المأساة أليمة والخطبَ جسيمٌ لكنما يحدث هو مسؤوليةٌ على كلِّ من رآه أو علم به وإننا والله ثم والله ثم والله مسؤولون عن مناظر القتل التي يمارسها النصيرية على إخواننا في سوريا وكثيرٌ منا لا يحرك ساكناً بل لدى كثير منا الوقت لمتابعة كرةٍ أو مسابقاتٍ غنائية وبرامج مواهب تافهة ومسلسلات درامية وتفحيط ولهو وما يحصل للمسلمين لايهمنا..ألا نخشى أن يصيبنا الله بعقوبةٍ من عنده إن لم نقم بأدنى واجبات النصرة لهم..إن أسلحةَ المالِ والدعاءِ لها أعظم الأثر في دعمِ إخواننا المسلمين..وإنه ليس من عذرٍ لأحدٍ منا اليوم يرى ما يحصل لإخوانه من مجازر في سوريا وبورما وغيرها ثم لا يحرك ساكناً ولا يبذل ما يستطيع..
أين دور العلماء والفقهاء وهم قادة الناس وموجهيهم وينتظر منهم المسلمون النصرة لإخوانهم فإن العلماء الذين سطر التاريخ أمجادهم كان الناس يلجأون إليهم بعد الله عندما تدلهم المصائب وتكثر الأزمات ليجدوا عندهم الحلَّ والتوجيه وقيادة الركب فلا معنى لعالمٍ أو طالب علم يكون في وادٍ أو برجٍ عاجي وأمته وقضاياها في وادٍ آخر..يحدثنا التاريخ أن التتار لما احتلوا بغداد ودمشق وعاثوا فيهما فساداً كان الفقهاء حينذاك يناقشون قضايا فقهية ليس ذلكم وقتها وأستحي من ذكرها فهل عَرَّفَنا التاريخ بأسمائهم؟!لقد حفظ لنا التاريخ أسماء بارزة أمثال ابن تيمية الذي جاهد التتار وتقدَّم الجيوش ودافع عن دمشق فأصبح رجل الناس المحبب يصدرون عن رأيه ويرجعون إليه ويفقدونه إذا غاب أو غُيب..أين المثقفون والكُتاب عن مآسينا وبعضهم يملأ الدنيا ضجيجاً نصرة لمنكر ودفاعاً عن ملحدٍ أو هجوماً على داعية أليس أحرى به أن ينصر إخوانه الضعفاء بكتابته وبرامجه؟!ثم إننا نتساءل عن دور التجار وأصحاب الأموال في دعمهم،وكثيرٌ منهم قد تجمعت أموالهم وتراكمت من خلال الأسهم والبنوك وإخوانهم في أشد الحاجة إليها فأصبح المال الإسلامي طاقة مهدرة تحركها بنوك الغرب ومصارفه..ويتم حصار العمل الخيري ليحرم منه المسلمون في العالم ثم تأتي هيئة الأمم وجمعيات التنصير لتتصدق على إخواننا..إننا نستغرب إخوتي ونحن نرى ذلك الجبن في النفوس والقلوب في المفاوضات على الطاولات لدى المخذِّلين والقابعين..وتضارب المصالح وتقاسمها بين شيعة رافضة تدعمهم إيران ودول غربية تقوم لقتل اثنين أو ثلاثة وسوريا وبورما لها أكثر من سنتين وقتلى بالمئات يومياً وملايين المهجرين ودول السنة المسلمة تراوح مكانها فإلى الله المشتكى ألم يسمعوا ويشاهدوا بمجازر الأطفال والنساء ألم يُصوّر لنا ذبح الأعناق وإراقة الدماء؟!ألم تروا جنائز الشهداء؟! ألم يؤثر بكم بكاء أم طفل فقدته؟!أم عيون طفل حائر ونظرة شيخ كبير يشكوا قسوة الظالم وهجر إخوانه له؟
وفي المحيا سؤال حائـر قلـق
أين الفـداء وأين الحـب في الدين
أين الرجولة والأحداث داميـة
أين الفتـوح على أيـدي الميـامين
ألا نفـوسٌ إلى العليـاء نافرةٌ
تواقـةٌ لجنـان الحــور والعيـن
يا غيْرتي أين أنت أين معذرتي
ما بال صوت المآسي ليس يشجيني
أين اختفت عزة الإسلام من خَلدي
مـا بالهـا لم تعد تغذو شرايينـي
إنك تتساءل وأنت ترى مايحدث لعالمنا الإسلامي هل انعدمت الحلول وذهبت النخوة والغيرة ليصبح الدم المسلم رخيصاً لهذا الحد،وتُدمر بلاد المسلمين ويعبث فيها النصيرية والرافضة فساداً حتى تأذن هيئة الأمم ومجلس الأمن بالتدخل؟أو يتدخل بينهم متطرفون يريدون إثارة الفوضى وتشويه ثورتهم؟ إن الذين ينتظرون أن يتدخل العالم لنصرة شعب أعزل ببلاد الشام يذبح بالمئات يومياً عبر المجازر إنما ينتظرون وهماً لايتحرك إلا لمصالحه أفلا نعلم أن مصابنا بأرض الشام عظيم وهي من باركها الله..
يا شام كيف تُغنَّى فيك أشعارُ
وقد تهاوى ببيت المجد أسوار
أعراضنا انتهكت يا وحي أمتنا
كيف الرقود وهذا الخزي والعار
خوفي من الله ما عذر أقدّمه
وقد علمت بما يشكوه لي جار
وإخوتي تحت سمعي قد أصابهم
برد وجوع وأوجاعٌ وأخطار
إنها مجازر لأهلنا في الشام أتدرون ما الشام؟عاش فيها الأنبياءُ والرسل،فأرضُها مدرجُ الأنبياء،ومُتنزَّلَ الوحيِ من السماء..هي أرضُ المحشَرِ والمنشَر،فطُوبَى للشام!ملائكةُ الرحمن باسِطةٌ أجنحتَها عليها،بارَكَها الله بنصِّ الكتاب والسنة؛حاضنة الإسلام،وعاصِمتُه حينًا من الدهر،سُطِّرَت على أرضها كثيرٌ من دواوين الإسلام،ودُفِن فيها جموعٌ من الصحابةِ والعلماء..كم ذرَفَت على ثراها عيونُ العُبَّاد،وعُقِدَت في أفيائِها ألوِيَةُ الجهاد،وسالَ على دفاتِرِها بالعلوم مِداد،وجرَت على ثراها دماءُ الشهداء صحابةً وأخيارًا وأصفياء،وتداوَلَ الحُكمَ فيها سلاطين،أضافوا للمجدِ مجدًا وللعِزِّ عِزًّا..كُسِرَت على رُباها حملاتٌ صليبيةٌ تقاطَرَت عليها مائتي عام،قارَبَ أعدادُ الجُند فيها سُكَّانَ بلاد الشام كلِّها..إذا عُدَّت حضاراتُ الإسلام ذُكِرَت الشام،وإذا ذُكِر العلمُ والفضلُ والفتوحُ ذُكِرَت الشام،هي أرضُ الأنبياء،وموئِلُ الأصفياء،لم يزر صلى الله عليه وسلم بلادًا خارجَ الجزيرة غيرها وعندما تكونُ الملحَمَةُ الكُبرى آخر الزمان يكونُ فُسطاط المُسلمين ومجمعُ راياتهم بأرضِ الغُوطَةِ فيها مدينةٌ يُقال لها:دمشق،هي خيرُ مساكن الناسِ يومئذٍ؛حديث أخرجه الطبراني ولقد أدركَ الصحابةُ رضي الله عنهم دعاءَه صلى الله عليه وسلم:«اللهم بارِك لنا في شامِنا،اللهم بارِك لنا في شامِنا»رواه البخاري،وقوله عليه السلام:«إذا فسدَ أهلُ الشام فلا خيرَ فيكم»رواه الترمذي..فتوجَّهوا إلى الأرض التي أوصَّى بها رسولُ الله،فخفَقَت إليها بيارِقُ النصر،ورفرَفَت في روابيها ألوِيةُ الجهاد،وسُطِّرَت ملامِحَ من نورٍ،يتقدَّمُهم خالدُ بن الوليد،وأبو عُبيدة،وشرحبيلُ بن حسنة،وعمرو بن العاص،معهم ألفُ صحابيٍّ منهم مائةٌ ممن شهِدَ بدرًا قال صلى الله عليه وسلم


الشامُ عاصِمةُ الإسلام،شعَّ منها نورُ العلم،وبُسِط فيها العدل،ونُشِرَت فيها قِيَمُ الحق والحرية،وسطَّر المُسلمون هنالك أروعَ الأمثِلة في حُسن الجِوار وكرمِ التعامُل مع الآخرين.وتكسَّرَت على رُباها جُيوشُ التَّتَر،وعلا فيها نورُ الإسلام وانتصَر وفي حمص وحدها دُفن أكثر من أربعمائة صحابي..
أيها المسلمون..إذا كان هذا فضل الشام فكيف يستطيعُ إنسانٌ بهذه الأيام أن يتجاوَزَ مذابِحَ القِيَم هناك وغدرَ القريب،وخُذلان البعيد،وخِيانةَ الراعي للرعيَّة،ومُقدَّراتِ الشعب ومُكتسباتِهِ تُوظَّفُ لسحقِه وإذلالِه،وسِلاحُه الذي كان للعدُوِّ فإذا به موجه للشعبِ ،تُسحَقُ الأمةُ لمصلحةِ أفرادٍ ما بالَوا بها يومًا،وتساقطت شعاراتُهم الكاذبة ومن مقاومة ودول مواجهة،وتبيَّن أن العدوَّ الصهيوني الذي وراءَ الحُدود أرحمُ من العدوِّ بداخلِها لأنه عداء مستحكم طائفي مؤيد من الرافضة..نصيريةٌ تعاونَت مع المستعمر الفرنسي،تماما كما تعاونت من قبل مع الصليبيين والتتار لحربِ أهلِ الإسلام،طائفةٌ مع الروافض المجوس،لتقارب الملتين،مكَّنت لهم لنشر الرفضِ في الشام،وهم عونٌ لهم في العراق لا لحرب الأمريكان ولكن لحرب أهل السنة والأنبار،وعونٌ لهم في لبنان،لا لحرب اليهود ولكن لحرب أهل السنة.يتشدَّقون بالعروبةِ،وهم مع الروس والروافض ضدَّ العروبة،ويدّعون مقاومة الصهاينة وهم من باع لهم الجولان وجنوب لبنان بأبخس الأثمان.
أيها المسلمون..يجري لإِخوَانِنا،وَيشَاهَده العَالَمُ من مجازر الظُّلمِ وَالطُّغيَانِ الرَّافِضِيِّ النَّصُيرِيِّ المُجرِمِ،الَّذِي لم يَرحَمْ شَيخًا لِكِبَرِ سِنِّهِ،وَلا عُجُوزًا لِضَعفِهَا،وَلا شَابًّا أَعزَلَ مُعرِضًا،وَلا امرأةً غَيرَ ذَاتِ قُوَّةٍ وَلا أَطفَالاً بُرَآءَ،إنه حقد دفين تَفَجَّرَت نِيرَانُهُ في مُدُنِ أَهلِ السُّنَّةِ وَأَحيَائِهِم،فَقُتِلَ النَّاسُ وَعُذِّبُوا،وَمُثِّلَ بهم وأُهِينُوا،وأخفيت جُثَثِ مَوتَاهُم،وَقُصِفَتِ المَسَاجِدُ وَمُزِّقَت المَصَاحِفُ،وَضُيِّقَ عَلَى النَّاسِ حَتى لم يَجِدُوا طعاما أو شرابا،وَالأَدهَى مِن ذَلِكَ وَالأَمَرُّ أَن تَرَى أُمَمُ العَالَمِ هَذَا الظُّلمِ البَشِعِ وَالإِبَادَةَ المَقصُودَةَ فَتسكت عنه،وَتَسمَحَ لِدُوَلٍ وَأَحزَابٍ بَاطِنِيَّةٍ كَإِيرَانَ وَحِزبِ الشَّيطَانِ في لِبنَانَ،أَن يُفَرِّغُوا شَيئًا مِن حِقدِهِم في صُدُورِ أَهلِ السُّنَّةِ..في إبادةٌ جماعية وحربٌ طائفية،وملايين السوريين المُحاصرين داخلَ منازلهم يُمنعون الماءَ والكهرباءَ،واعتداءٌ على مساجدَ يذكرُ فيها اسمُ الله،آليات حربية،ومدفعياتٌ ثقيلةٌ..دماءٌ تنزف..جثث تتساقط..بأي ذنبٍ قُتلت وأُزهقت هذه الأرواح؟أيُّ زمانٍ هذا؟وأيُّ غُزاة أولئك؟أيعود هولاكو وتتكرر مأساة التتر في بلاد المسلمين؟أين ثمارُ الاجتماعات؟وأين تفعيلُ قراراتِ المجالسِ والهيئاتِ والمنظمات؟أليسَ بالمقدورِ وضعُ حدٍّ للمجرمين؟
يا شام، إن جراحي لا ضفاف لها
فمسحي عن جبيني الحزنَ والتعبا
يا شـامُ، أيـن هما عـينا معاويةٍ
وأيـن من زحمُوا بالمنكـبِ الشهبا
يا ابنَ الوليـد.. ألا سيـفٌ تؤِّجرُه؟
فكلُّ أسيافِنا قد أصبحـتَ خشـبا
دمشـق، يا كنز أحلامي ومروحتي
أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟
مأساتنا اليوم في أرض الشام تخصنا جميعاً نصرةً وغوثاً،ودعاءً،ولا يجوز بحال أن تحصل المجازر جهاراً،وتهدم البيوت والمساجد نهاراً،والمسلمون يتفرجون والله تعالى يقول

الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد...
أيها الإخوة المؤمنون..لا بد أن نعيد مكانة الجهاد في القلوب ونعد الأمة له ونذكر بفضله فهو سببٌ لدفع المذلة حين نعدُّ من نستطيع من قوة كل بحسبه ونثبت ونصبر ونثق بنصره ((وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً))
وثقوا جميعاً أن نصر الله ليس ببعيد وإصلاح الوضع قريب متى أحسسنا بمشكلاتنا وحاجتنا إلى إصلاحها وقام كلٌ منا بدوره الحاكم في حكومته والعالم في حلقته وعامة الناس في أحوالهم وعودتهم إلى الله وعودوا إلى التاريخ كيف أن الأمة وبعد اجتياح التتار لها في الماضي استطاعت مقاومتهم بل أدخلت الكثير منهم في الإسلام ولم يتحقق ذلك إلا عبر قادة مجاهدين كالمظفر قطز والظاهر بيبرس بطلي عين جالوت وعبر علماء ربانيين أعادوا الأمة إلى صوابها كشيخ الإسلام ابن تيمية وسلطان العلماء العز بن عبد السلام وغيرهم كثير..رحمهم الله..
وإن علميات الجيش الحر البطل وجبهة النصرة تقاوم العدو وتحقق الإنجاز،ومن المهم أن يحذروا من تدخلاتٍ من هنا وهناك قد لاتعود بالخير على جهادهم من تطرف وغلو سيضر بجهادهم ويفيد المتربص بهم وحقهم علينا النصرة والنصح والتوجيه والدعاء..
لا إله إلا الله العظيم..لا إله إلا الله رب العرش الكريم..لا إله إلا الله ولاحول ولا قوة لنا إلا بالله الكريم..اللهم إنه لا رجاء لنا إلا بك،ولا وسيلة لنصرة إخواننا إلا بدعاك،اللهم فلا تخيب رجاءنا وتقبل دعاءنا ودعاء سائر إخواننا،وانصرنا على من عادانا من القوم الكافرين،اللهم أغث إخواننا في سوريا وفلسطين وبورما والعراق وانصرهم على عدوك وعدوهم..فك حصارهم..سدد رميهم.. ثبت أقدامهم..وألف على الحق والخير كلمتهم،واجعلهم درعاً للإسلام والمسلمين..اللهم من للأطفال الرضع،والشيوخ الركع إلا أنت،اللهم انصرهم يوم قل الناصر..ونسألك اللهم وأنت الجبار المنتقم القادر على كلَِّ شيء أن تهلك بشار وأعوانه وكل من ناصرهم وأن ترينا فيهم عجائب قدرتك..وشديد بطشك وسطوتك،وأن تخالف بين قلوبهم وأن تشتت شملهم..اللهم رد كيدهم في نحورهم واجعل تدبيرهم تدميراً عليهم،اللهم لا ترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرةً وآية..اللهم هيئ قادة المسلمين لنصرة المستضعفين والحكم بالشريعة والدين يا أرحم الراحمين...