أيّها المسلمون..اصطفَى الله لهذهِ الأمّةِ خيرَ الرّسُل،واختارَ سبحانَه لصُحبة نبيِّه خيرَ رجالٍ في أمّته غَفَر اللهُ ذنبَهم ورَفَع مكانتهم ورَضِيَ عنهم وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ولذلك فلا مجال لرافضيٍّ أو ضالٍ أن ينالَ من هؤلاء الصحب الكرام أو أن يحاول تشويه سيرتهم فلقد زكاهم ربُّ الأرضِ والسموات ودافع عنهم الرحمن جلَّ في علاه.
هم صفوة الأقوام فأعـرفْ قدْرهـم *** وعلي هداهـم يـا موفـقُ فأهتـدِ
فاللهُ زكَّاهـم وشــرَّف قـدْرهـم *** وأحلَّهـم بالديـنِ أعلـي مقـعـدِ
ويلٌ لمن كانَ الصحابـةُ خصمَـه *** والحاكـمُ الجبـارُ يـومَ الموعـدِ
ما نالَ أصحاب الرسولِ سوي امرئٍ *** تمـت خسارتُـه لسـوء المقـصـد
ومِن السّنَّة ذِكرُ محاسنِ أصحاب رسول الله كلّهم أجمعين"والدعاء لهم قُربة،والاقتداءُ بهم وسيلة، ومحبَّتهم من أصولِ الدين..أفضلهم إيماناً أبو بكرٍ الصديق ثم عمر الفاروق وكان حصناً للإسلام في قوة سيرته وكمال عدله..لكن حديثنا اليوم عن واحدٍ من الصحابة يجهلُ قدْرَه كثيرٌ من الناس ولا يعرفون آثاره ولا مكانته ولا مايطاله من تشويه على يد الرافضة خصوصاً .
إنه أبو عبد اللهِ عثمانُ بن عفان بن أبي العاص،ذو النورَين أميرُ المؤمنين،وثالثُ الخلفاءِ الراشدين،وصاحِبُ الهجرتين إنهُ أميرُ البررةِ،وقتيلُ الفجرة وأحدُ المبشرين العشرة،وسفيرُ رسولِ الله إلى قريشٍ في الحديبية،ورَفيقُه في الجنة قال عليه الصلاة والسلام

إن سيرةَ عثمان حريةٌ بالبحث الممحَّصِ الهادئ؛ ليُكشَفَ ما سترته الأقاصيصُ العابثةُ من فضائل، وما شوهْته الرواياتُ المدسوسةُ من محاسن.
عثمان بن عفان يجتمعُ مع النبيِّ في جدِّه الثالث،لم يتزوَّج رجلٌ من الأوّلين والآخرين ابنتَيْ نبيٍّ غيره.
أسلَم قديمًا على يدِ أبي بكر الصدِّيق فكان رابعَ أربَعةٍ في الإسلام وبايَع عنه بِيَده في بيعةِ الرّضوان وقال

مكثَ أميرًا للمؤمنين اثنَيْ عشَر عامًا فهو أطولهم خلافة،كثيرُ العبادَةِ خاشعٌ لله،لما نزَل قوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا قال عمر

مُطيعٌ للنبيِّ مُقتفٍ أثرَه،وفِيٌّ له ولصاحبَيْه أبي بكرٍ وعمَر،قال :صحبتُ رسولَ الله وبايَعتُه، فوالله ما عصيتُه ولا غششتُه حتى توفاه الله عزّ وجلّ،ثم أبو بكر مثلُه،ثم عمر مثلُه.رواه البخاريّ. قال عبد الرحمن بن سمُرة:تُوفِّي رسول الله وهو عنه راضٍ صعد عليه الصلاة والسلام يوماً جبل أحد ومعه أبو بكرٍ وعمر وعثمان فرجف الجبل فقال ((اسكن أحد فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدين))رواه البخاري .
وجِلٌ من ربِّه، يتذكَّر آخرتَه، كثيرُ الزِّيارةِ للمقابِر،إذا وقَفَ على القبرِ يبكي حتى تبلّ لحيتُه، ثابتٌ بيقينه قدوةٌ لغيره،سَلِيمُ الصدرِ لا يحمِل حَسَدًا أو حِقدًا على أحد، قال عليٌّ : (إني لأرجو أن أكونَ أنا وعثمانُ ممن قال الله فيهم: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ
عفيفٌ حافظٌ لدينه، يقول: والله، ما زنيتُ في جاهليةٍ ولا إسلامٍ.
دَمثُ الأخلاق، وهبَه الله علمًا، فكان الصحابةُ يرجعون إليه، قال ابن سيرين: "كانوا يرَون أعلمَهم بالمناسك عثمان".
ومنَحَه الله إيمانًا راسخًا وعقلًا راجحًا، بعثَه النبيُّ يُفاوِضُ قُريشًا في الحدَيبية، قال ابن عمر رضي الله عنهما: لو كان أحدٌ أعزُّ ببطن مكة من عثمان لبَعَثه مكانَه. رواه البخاري. قال الشعبي رحمه الله: "كان عثمان في قريشٍ مُحبَّبًا يُوصون إليه ويُعظِّمونه".
وجعله عمرُ أحدَ أصحابِ الشّورى الستة من بعده، فكان خيرَهم، فاختاروه خليفةً للمؤمنين ولم يعدِلوا به أحدًا، قال ابن مسعود حين بايَعوه بالخلافة: بايَعنا خيرَنا ولم نألُ.
والإنفاقُ في مرضاةِ الله من علاماتِ صِدق الإيمان ومحبّة المؤمنين والتوكُّل على الله، ولعثمانَ اليدُ الطُّولَى في البذل والعطاء. نظرَ النبي في وجوهِ القوم يومَ جيش العُسْرة والمسلمون يومئذٍ في شدَّةٍ وفاقَة، فقال: ((من يُجهِّز هؤلاء غفَر الله له))،قال عثمان: فجهَّزتُهم حتى ما يفقِدون خِطامًا ولا عِقالًا.رواه النسائي..قال ابن شهاب:«قدَّم عثمان لجيش العسرة في غزوة تبوك تسعمائة وأربعين بعيراً،وستين فرساً أتم بها الألف» وتبرع ببئر رومة صدقة لمسلمين وقال عنه ((ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم))مرتين.
واشترى بيتًا لتوسعة مسجد النبي في عهده عليه الصلاة والسلام لما سمعه يقول: ((من يُوسِّع لنا بهذا البيت في المسجد وله بيتٌ في الجنة)) رواه أحمد.
كان يطعم الناس طعام الإمارة،ويدخل بيته فيأكلُ الخلَّ والزيت وقال عبدُ الله بن شداد:رأيتُ عثمانَ يخطبُ يومَ الجمعة وعليه ثوبٌ قيمته أربعة دراهم،وإنه يومئذٍ لأمير المؤمنين،وهو أكثرُ قومه مالاً وثراءً ونعمة في الجاهلية والإسلام وأعتقَ من المماليكِ ما لا يُحصَى،كان يقول:ما أتَتْ عليَّ جمعة إلا وأنا أعتِق فيها رقبةً منذ أسلمتُ،وقال لمواليه يوم حِصاره:من أغمَدَ سيفَه فهو حرٌّ وذلك حقناً للدماء ..
والحياءُ خُلُقٌ رفيعٌ يجمعُ المروءات،وعثمانُ كان حيِيًّا حتى معَ نفسه،يكونُ في بيته وحدَه والبابُ مُغلقٌ عليه فما يخلعُ عنه ثوبَه ليُفيضَ الماءَ عليه، ويمنَعُه الحياءُ أن يُقيمَ صُلبَه وهو يغتَسِل، وليس في هذِه الأمّةِ من يُدانيه في حيائه، قال عليه الصلاة والسلام: ((أشدُّ أمّتي حياءً عثمان)) رواه الترمذي.
وكان عليه الصلاة والسلام يستحي منه،قعدَ ذات يومٍ في مكانٍ فيه ماءٌ قد انكشَف ثوبُه عن ركبتَيْه، فلما دخل عثمان غطَّاها. متفق عليه. والملائكةُ تستحِي منه، كان عليه الصلاة والسلام مُضطجِعًا على فراشه، فلمّا دخل عثمان جلس وقال: ((ألا أستحِي من رجلٍ تستحِي منه الملائكة؟!)) رواه مسلم.
والقرآنُ كلامُ ربِّ العالمين،وصَفَه الله بالبرَكة والكرَم والهدَى،من قرُبَ منه نالَته البركةُ وعلَت عند الله درجتُه، وكان مُحِبًّا لكلام الله، قال الحسنُ: "ما مات عثمانُ حتى خلِقَ مصحفُه من كثرةِ ما يُديمُ النظرَ فيه"، وقرأ القرآنَ كاملًا مِرارًا في ركعةٍ منَ العِشاء إلى الفَجر،وكان يقول: (لو أنَّ قلوبَنا طهُرَت ما شبِعْنا من كلام ربّنا).
ومن حسناتِه العظيمة جمعُ الناس على قراءةٍ عظيمة،وكَتْبُ المصحف على العَرْضَة الأخيرةِ التي دارَسَ فيها جبريلُ النبيَّ في آخِرِ حياته، فأمرَ زيدَ بن ثابتٍ أن يكتُب المصحَف كاملًا بخطِّ يدِه ويُفرِّقَه في الأمصار، وسُمِّي باسمه فقيل: الرّسمُ العثمانيّ؛ نسبةً إلى أمرهِ وزمانهِ .
نفعَه القرآن،ونفعَ الناسَ به،فلا فلاحَ لهذه الأمّة إلا بالقرآن والعمل به. قال ابن كثيرٍ رحمه الله: "وفي عصر عثمان بن عفان امتدَّت الممالكُ الإسلاميّةُ إلى أقصى مشارِقِ الأرض ومغارِبها، وذلك ببركةِ تلاوتِه ودراسَتِه وجمعه الأمّةَ على حفظِ القرآن".ولتعلُّقه بكتاب الله كانت خاتِمَتُه عليه، فقُتِل والمصحَف في حجره وسال الدمُ على مصحفه.
ومع عبادته وخشيته لله كان خليفةً راشدًا مُحنَّكًا،فتح الله على يديه كثيرًا من الأقاليم والأمصار، واتَّسَعت رقعة المسلمين، قال عليه الصلاة والسلام: ((إنَّ الله زوَى ليَ الأرضَ فرأيتُ مشارقَها ومغارِبها، وإنَّ أمتي سيبلُغ مُلكُها ما زوَى لي منها)) رواه مسلم. قال في"البداية والنهاية":"وهذا كلُّه تحقَّق وقوعُه وتأكَّد وتوطَّن في زمان عثمان".
وكان الناسُ في خِلافته في عَيشٍ رغيدٍ وأَمنٍ وطيدٍ، وفي أُلفةٍ واتِّفاق، وصفَ الحسنُ حالَهم بقوله: "الأُعطياتُ في خلافَتِه جارية، والأرزاقُ دارَّة، والعدوُّ مُتَّقًى، وذاتُ البين حَسَن، والخيرُ كثير، وما مؤمنٌ يخافُ مؤمنًا، من لقِيَه فهو أخوه مَن كان".
ونَهْجُ الصحابةِ سلامةُ قلوبهم لبَعضِهم، ومحبّتُهم لبعضهم، وتوقيرُ أحدهم الآخَر، وكان الصحابةُ رضي الله عنهم يُجِلُّونه في حياة النبيِّ وبعد مماتِه، وكان مُفضَّلًا عندَهم، قال ابن عمَر رضي الله عنهما:كنا نعُدُّ ورسولُ اللهُ حيٌّ وأصحابُه متوافرون: أبو بكرٍ، وعمر، وعثمان. رواه أحمد. وقال عليٌّ بعد وفاةِ أبي بكرٍ وعمر: كان عثمانُ خيرَنا وأحسنَنا طَهورًا. وقالت عائشةُ رضي الله عنها: إنه لأوصلُهم للرَّحِم وأتقاهم للرب.
عثمان أحد العشرة الذين بشرَّهم النبي بالجنة عن أبي موسى الأشعري في حديث تبشير الخلفاء بالجنة، فقال فيما يخص عثمان:فقمتُ ففتحتُ الباب، فإذا أنا بعثمان،فأخبرتُه بما قال النبيُّ يوم بشَّره بالجنةِ على بلوى تصيبه- فقال عثمان :الله المستعان على بلائه وعليه التكلان وأصلُهُ في الصحيحين وكان يحبُّ صحابةَ رسولِ الله ومن أبنائِه من اسمُه عمَر، ومن بناته من سمَّاها عائشة.
ولما عمَّ الرخاءُ ورَسُخَ الأمنُ وانتشَر الإسلامُ في الأرضِ في خلافتِه استعجَل مرضَى القلوبِ موتَه، واستطالوا حياتَه، فحدثت فتنةٌ عظيمة في عهده قادَها عبدُ الله بنُ سبأ اليهودي فألب عليه جهلة المسلمين من أهل العراق ومصر واليمن وغيرها فأتوا إلى المدينة يطالبونَه كما يزعمون بالإصلاح لكنهم فاسدون فحاصروه والناس في الحج وكان بعضهم مغرر به ولم يدافع عنه إلا القليل ولاحول ولا قوة إلا بالله فقتَلوه وعمرُه اثنان وثمانون عامًا وهو صائمٌ،والمصحفُ في حجره وهو يتلو كتابَ الله،وكان يأمرُ الناسَ بعدمِ حملِ السلاحِ حقناً للدماء إلا أن هؤلاء الخوارج استغلّوا ذلك ولم يرعووا عن فعلِهِم وغررّوا بجهلتهم وكان مقتلهُ أولَ الفتنِ في هذه الأمّة،قال حذيفة

قال ابن عمر:جاء علي إلى عثمان يوم الدار وقد أغلقَ الباب،ومعه الحسنُ بن علي وعليه سلاحه، فقال للحسن:ادخل إلى أمير المؤمنين وأقرئه السلام،وقل له: إنما جئتُ لنصرتك فمرني بأمرك، فدخل الحسن ثم خرج، فقال لأبيه:إن أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول لك:لا حاجة لي في قتالٍ وإهراق الدماء،قال:فنزع عليٌ عمامةً سوداء فرمى بها بين يدي الباب وجعل يناديذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَوحزِنَ الصحابةُ لمقتله،قال عليٌّ يوم مقتَل عثمان: أنكرتُ نفسي.ولما بلغَ سعد بن أبي وقّاص خبر قتله استغفرَ له وترحَّم له ودعا على من قتَله بقوله:اللّهمّ أندِمهم ثم خُذهم. وكان سعدٌ مُجابَ الدعوة. وأقسمَ بعضُ السلف أنّه ما ماتَ أحدٌ من قَتَلَة عثمان إلا مقتولًا..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فلما قُتل عثمان تفرقَتِ القلوبُ وعظمت الكروبُ وظهرَ الأشرار وذلّ الأخيار وسعى في الفتنةِ من كان عاجزاً عنها وعجز عن الخير والصلاح من كان يُحبُّ إقامته ..
وبعدُ:أيها المسلمون،فواجِبٌ محبّةُ صحابةِ رسول الله والذبُّ عنهم ولزومُ طريقتهم، فقَد حَفِظوا دينَ الله وشَريعَتَه، وكانوا أكمَلَ الناسِ حبًّا للنبيِّ وتعظيمًا له وتأسِّيًا به.
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا أقول ما تسمعون،وأستغفِر الله لي ولكم ولجميع المسلمين ......
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانِه، والشكر له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنه،وأشهد أنَّ نبيَّنا محمَّدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا..أما بعد فاتقوا الله عباد الله.
أيُّها المسلِمون،إن الأسى العظيم الذي يصيبنا حين نتحدث عن فتنةِ قتل عثمان يدعونا بشكلٍ مهم إلى دروسٍ عظيمةٍ من هذه الفتنة إلا أن من أهمّها الحذرُ من الفتن التي يتساهل في بدايتها بعض الناس وهذه الفتن تتعلّقُ في فتنة الناس في دينهم والتأثير على عقيدتِهم أو الإحداثِ في أمنِهم،أو بثِّ الشبهاتِ،ونشرِ الشهواتِ تحتَ أية دعوى كانت وهذا ما ينبغي لكلِّ مسلمٍ الحذر منه فالفتنة أشد وأكبر من القتل كما قال الله عز وجل. ولازالت الأمة حتى اليوم تعاني من الفتن العظيمة التي تتابعت بعد مقتل عثمان ولولا أن الله تعهَّدَ لهذه الأُمةِ بحفظِ دينها وكتابها لانحرفت عنه كما حصل للأمم السابقة ولذلك لا مجال لأحدٍ في أن يتكلم في هذا الدين برأيه أو أن يحاول التأثير عليه بفكره،فالله حافظٌ دينه ومعلٍ كلمته ولو كره المشركون..فقد تجد من يخرج في الإعلام فيتكلم في أمورٍ تحدث فتنة،وقد تجد من ينشر الإشاعات التي تؤدي إلى الفتنةِ،وقد يمارس أحدٌ في حكمه وسياسته وإدارته ظلماً وتجنياً يعود إلى الفتنةِ صغرت أو كبرت..
فواجبٌ إخوتي أن نحذر من الفتن ما ظهر منا وما بطن وأن نتجنبها ونكون مرتبطين بها دائماً بكتاب الله وسنة رسوله وبالدليل الشرعي فإنه بهما يحفظ الإنسان من كل سوء..
واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
اللهم يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وارفع عن بلاد المسلمين الظلم والفقر والخوف والغلاء والوباء واحقن اللهم دماءهم وولِّ عليهم خيارهم وكفنا شر النصيريَّة الحاقدين والطغات الظالمين يا قوي ياعزيز..اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق وقويِّ عزائمهم،وانصرهم على الطغاة اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس أنت ربّ المستضعفين وجابر كسر المنكسرين كن لإخواننا المسلمين وعبادك الموحدين في كل مكان..وفق ولاة أمورنا للحكم بشريعتك والقيام بطاعتك ونصرة دينك برحمتك يا أرحم الراحمين..سبحان ربك ربِّ العزةِ عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربِّ العالمين ..
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....