الحمد لله الذي جعل الصلاة كتابا موقوتا على المؤمنين، وأمر بإقامتها والمحافظة عليها، وأدائها مع جماعة المسلمين. أحمده على نعمه، وأشكره على جزيل منّه وكرمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، توعّد من تخلّف عن صلاة الجماعة بأشد الوعيد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تمسك بسنّته وسار على نهجه إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا
مرّ عليه الصلاة والسلام على قبر دفن صاحبه حديثاً، فقال لأصحابه: ((ركعتان خفيفتان، مما تحقرون وتنفلون، يزيدهما هذا في عمله ـ وأشار عليه الصلاة والسلام إلى صاحب القبر ـ أحب إليه من بقية دنياكم)) رواه الطبراني في الأوسط و السند صحيح.
وقال : ((أتاني الليلة آتٍ من ربي قال: يا محمد، أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم؛ في الكفّارات والدرجات ونقل الأقدام للجماعات وإسباغ الوضوء في السَّبَرات وانتظار الصلاة، ومَن حافظ عليهن عاش بخير ومات بخير، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) رواه أحمد والترمذي وصحَّحه الألباني.
شعيرة من شعائر الله العظيمة و التي نرها واضحةً بحمد الله في بلادنا و عدد من بلاد المسلمين ألا و هي صلاة الجماعة التي يتسابق إليها المصلون شيباً و شباباً ..كباراً و صغاراً .. و هو مظهر نحمد الله عليه حين ترى كلٌّ بلباسه و قد أوقف سيارته و ترك عمله ليؤدي الصلاة ..و إن كان يعكر ذلك بعض التهاون الذي يقع بعدم شهود صلاة الجماعة أو المواظبة عليها لاسيما صلاة الفجر أو من عبث الصبيان بجوار المساجد و لأهمية هذه الشعيرة فقد و جب التذكير بفضلها و أهميتها .
عباد الله ..
إن الإسلام لم يكتف من المسلم أن يؤدي الصلاة وحده في عزلة عن المجتمع الذي يعيش فيه، ولكنه دعاه دعوةً قوية إلى أدائِها في جماعةِ المسلمين وفي المساجد فقال تعالى: {وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلوٰةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ [البقرة:43]. قال الإمام ابن كثير تفسيره: "أمرهم أن يركعوا مع الراكعين من أمة محمد r يقول: كونوا معهم ومنهم".
وشأن صلاة الجماعة في الإسلام عظيم ومكانتها عند الله عالية، لذلك بل إن أول عمل بدأ به الرسول r حين قدم المدينة بناء المسجد لأداء الصلاة فيه، وشرع الله النداء لصلاة الجماعة من أرفع مكان بأعلى صوت، و كان رسول الله يتفقد الغائبين ويتوعد المتخلفين، وذلك من أجل صلاة الجماعة.
وقد شهد الله سبحانه وتعالى لمن يحافظ على صلاةِ الجماعةِ في المساجدِ بالإيمانِ حيث يقول سبحانه: }إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَـٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلاْخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءاتَىٰ ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَعَسَىٰ أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ{ [التوبة:18].
وقال : ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)) وذكر منهم: ((ورجل قلبه معلق في المساجد)) وعند الإمام مالك: "ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه".
و المشي إلى صلاةِ الجماعةِ سببُ تطهيرِ العبدِ من الذنوبِ، قال: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات، قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظارُ الصلاةِ بعد الصلاةِ، فذلكم الرباط فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط)).
و يقول عليه الصلاة و السلام: ((من خرج من بيتهِ مُتطهراً إلى صلاةٍ مكتوبةٍ فأجرهُ كأجرِ الحاجِ المحرم)).
الله أكبر ما أعظمَ أجرَ الخارجِ إلى المسجدِ يدرك المرء المسلم يومياً بخروجه للصلوات الخمس أجر من خرج للحج محرماً خمس مرات.
قال أنا ضامن على الله تعالى ثلاثة من دخل بيته فسلَّم، ومن خرج إلى صلاة مكتوبة، ومن خرج في سبيل الله.
و قال رسول الله : ((إذا توضأ أحدكم في بيتهِ ثم أتى المسجدَ، كان في صلاةٍ حتى يرجع، فلا يقل هكذا، هذا وشبك بين أصابعه)).. بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة.
وأخبر : ((من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نُزُلَه من الجنة كلما غدا أو راح)) [متفق عليه].
ويكفي في فضلِ صلاةِ الجماعةِ في المسجدِ ما نبه الرسول r من أن وافد المسجد، زائر لله عز وجل: ((من توضأ في بيتهِ فأحسنَ الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائرٌ لله وحق على المزور أن يكرم الزائر)) بل إن الله سبحانه وتعالى وهو الغني يفرح بقدوم العبد إلى المسجد لأداءِ الصلاةِ فيه.. قال : ((لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه ويسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا يتبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته)) .
ومما يبين فضلَ الصلاةِ في جماعة قول رسول الله : ((أحدكم ما قعد ينتظر الصلاة في صلاة ما لم يحدث تدعو له الملائكة، اللهم اغفر له اللهم ارحمه)).
وإذا كان جلوسه في الصف الأول فالأمر أعظم من ذلك لأن النبي : ((إن الله عز وجل وملائكته يصلون على الصف الأول)).
كذلكم التأمين مع الإمامِ في صلاةِ الجماعةِ له فضلٌ عظيم قال : ((إذا قال الإمام: }غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ ٱلضَّالّينَ{ [الفاتحة:7]. فقولوا: آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)).
ومما يدل على فضل صلاة الجماعة ما بشر به نبينا r من صلى أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى، فقال: ((من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق)). قال العلامة الطيبي: "يؤمنه في الدنيا أن يعمل عملالمنافق، ويوفقه لعمل أهل الإخلاص، وفي الآخرة يؤمنه من النار اللهم لا تمتنا حتى ننالها-
هذا قليل مما ورد في فضل صلاة الجماعة بشكل عام، وهناك تأكيد على صلاتي العشاء والفجر، قال r: ((من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله)). وفي صلاتي العصر والفجر، قال رسول الله r : ((من صلى البردين دخل الجنة))، ويكفي في صلاتي الفجر والعصر أن النبي r قال: ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي، فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون)) [مسلم، 649 الترغيب].وقال r: ((ومن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي)).
لقد بلغ من اهتمام صدر هذه الأمة بصلاة الجماعة ما رواه ابن عباس قال: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ).
وقال النبي r : ((مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمْ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدْ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ)) مسلم.
إن صلاة الجماعة فيها تعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ يقف المسلمون فيها صفاً واحداً خلف إمام واحد بين يدي الله يناجونه ويدعونه كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، فتظهر قوة المسلمين واتحادهم، وفي صلاة الجماعة اجتماع كلمة المسلمين وائتلاف قلوبهم وتعارفهم وتفقد بعضهم لأحوال بعض، وفيها التعاطف والتراحم، ودفع الكبر والتعاظم، وفيها تقوية الأخوة الدينية، فيقف الكبير إلى جانب الصغير، والغني إلى جانب الفقير، والملك والقوي إلى جانب الضعيف، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، مما به تظهر عدالة الإسلام، وحاجة الخلق إلى الملك العلام.
صلاة الجماعة تؤخذ منها الدروس الإيمانية، وتسمع فيها الآيات القرآنية، فيتعلم بها الجاهل ويتذكر فيها الغافل ويتوب المذنب، وتخشع القلوب وتقرب من حضرة علام الغيوب. صلاة المسلم في جماعة أقرب إلى الخشوع وحضور القلب والطمأنينة، وإن الإنسان ليجد الفارق العظيم بين ما إذا صلى وحده وإذا صلى مع الجماعة.
أيها الأخوة:
لجميع هذه النصوص فقد كان سلفنا الصالح يعرفون قيمة صلاة الجماعة ومدى أهميتها ووجوبها فكانوا يحافظون عليها.
لذلك هل نعلم أن النبي كان يخرج لصلاة الجماعة في مرض قومه كان يخرج محمولاً بين رجلين حتى يقعدانه لي الصف، في مرض الموت؟! فكيف بنا و نحن الشباب و نحن الأصحاء المعافون .
أين نحن من السلف الصالح؟! الذين كانوا يستعدون للصلاة قبل إقامتها، ذكر الذهبي عن عدي بن حاتم أنه قال: (ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء)، وهذا سعيد بن المسيب لم تفته صلاة الجماعة مدة أربعين سنة، بل كان يقول: (ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد)، وهذا ربيعة بن يزيد يقول: (ما أذن المؤذن لصلاة الصبح منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد إلا أن أكون مريضاً أو مسافراً)، بل إن سليمان بن مهران كان يقول لابنته وهي تبكي عند رأسه في مرض موته: (ابكي أو لا تبكي فوالله ما فاتتني تكبيرة الإحرام مع الجماعة ستين سنة) فكيف إذن إخوتي من هم بتجارة تمنعهم أو شغل ينسيهم أو بصحبة تلهيهم عن الصلاة .
لقد مرض أحد الصالحين من التابعين واسمه ثابت بن عامر، مرض فسمع أذان المغرب فقال لأبنائه احملوني إلى المسجد. قالوا: أنت مريض وقد عذرك الله، قال: لا إله إلا الله اسمع حي على الصلاة حي على الفلاح ثم لا أجيب، والله لتحملوني إلى المسجد، فحملوه إلى المسجد. ولما كان في السجدة الأخيرة من صلاة المغرب قبض الله روحه. سبحان الله أين نحن من هؤلاء؟!
عباد الله
إن صلاة الجماعة فيها إعلان ذكر الله في بيوته التي أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه، إن صلاة المسلم مع الجماعة في المساجد يجعله في عداد الرجال الذين مدحهم الله ووعدهم بجزيل الثواب في قوله تعالى: }فِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوّ وَٱلاْصَال ِ رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَـٰرَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَاء ٱلزَّكَـوٰةِ يَخَـٰفُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلاْبْصَـٰرُ * لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ{ [النور:36-38].
أجب داعي الله يا عبد الله وحافظ على صلاة الجماعة: }يٰقَوْمَنَا أَجِيبُواْ دَاعِىَ ٱللَّهِ وَءامِنُواْ بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِىَ ٱللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِى ٱلأرْضَ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء أُوْلَـئِكَ فِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ{ [الأحقاف:31-32].
الخطبة الثانية
يقول الله تعالى: } وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلوٰةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ{ [البقرة:43]. قال ابن كثير: "استدل كثير من العلماء بهذه الآية على وجوب الجماعة".
وقال تعالى آمراً نبيه أن يقيم صلاة الجماعة في حال الخوف: }وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مّنْهُمْ مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ{ [النساء:102]. هذه الآية في وجوب صلاة الجماعة في حالة الخوف وفي الحرب وإذا لم يُخص في ترك الجماعة في الخوف والحرب فكيف بوقت السلم والأمن؟!.
وقال تعالى: }يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ * خَـٰشِعَةً أَبْصَـٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمْ سَـٰلِمُونَ{ [القلم:42-43]. قال كعب: (والذي أنزل التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود والفرقان على محمد، أنزلت هذه الآيات في الصلوات المكتوبات حيث ينادى بهن)، وقال سعيد بن جبير: وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ{ الصلوات في الجماعات)، وقال حبر الأمة ابن عباس: }وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ{ قال: (الرجل يسمع الأذان فلا يجيب الصلاة).
وقال رسول الله r : ((من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا عن عذر))، ما هو العذر؟ قال: ((خوف أو مرض)) وأتى ابن أم مكتوم إلى النبي فقال: يا رسول الله إن منزلي شاسع، وأنا مكفوف البصر، وأنا أسمع الأذان فقال r : ((ما أجد لك رخصة فإن سمعت النداء فأجب
و قال : ((أثقل الصلاة على المنافقين العشاء والفجر ولو علموا ما فيهما لأتوا ولو حبوا)).
ولا يزال المرء يتأخر عن الصف الأول وعن صلاة الجماعة حتى يؤخره الله في النار كما في قوله r : ((لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار)) [صحيح الجامع:7576].
و يقول عليه الصلاة و السلام : ((لينتهين أقوام عن ودعهم الجماعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين)).
إذن يتبين لنا من القرآن الكريم والسنة المطهرة وعمل الصحابة وعمل المسلمين إلى يومنا هذا وجوب صلاة الجماعة، فما عذرك أيها المتخلف عن صلاة الجماعة؟ وقد يكون المسجد بجوار منزلك ثم لا تحضر الجماعة.
فاتقوا الله عباد الله وتوبوا إلى الله وحافظوا على صلاة الجماعة: }قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا ما رزقناهم سراً وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال{ [إبراهيم:31].
فهل تفعل؟ نرجو ذلك.