• ×

03:18 صباحًا , الثلاثاء 6 محرم 1447 / 1 يوليو 2025

ذكري مصاب الأخوان في شهر رمضان

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله منَّ علَى عباده بفريضةِ الصيام،وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له الملكُ العلام،وأشهد أنّ محمّدًا عبدُ الله ورسوله خيرُ من صلّى وصام وقام،اللّهمّ صلِّ وسلِّم عليه وعلى آله وصحبِه صلاةً دائمة ما تعاقبَت الليالي والأيّام ..أما بعد ..فاتقوا الله عباد الله ..
أيها المسلمون..في رمضان المعظم..يجتمعُ شملُ الأسرة المسلمة على مائدةِ الإفطار اجتماعاً ينتظمُ عِقْدُه،ويظهرُ جمالُه على هذهِ المائدة،تجدُ الأَبَ مع أسرتهِ مجتمعين،وقت الإفطار المحدَّدِ في هذا الشهر الكريم ..
فرحين بنعمة ربهم قال:{للصائم فرحتان،فرحةٌ عند فِطرهِ،وفرحةٌ عند لقاء ربهِ} متفقٌ عليه.
إنه التِفَافٌ أسريٌ مُحبَّبٌ للنفوس،حَتى إِنَّ الأًُسرةَ لتشعرُ بلوعةِ الفقدِ وأَلمِ الفراقِ عندَ غيابِ عزيزٍ لديها،سواءٌ كان اِبناً مُغترباً،أو أَخاً مُسافراً،أو صَدِيقاً مُفَارقاً،تَشعرُ بِفقدِ هَؤلاءِ في هذه المناسبات الرمضانيةِ أكثرَ من أيِّ مناسباتٍ أُخرى..وتَجدُ أن الغائبين عن أهليهم يفتقدون لليالي الأُنسِ الرمضانية،وموائدِ الإفطارِ العائليةِ،والحمدُ لله الذي بنعمتهِ تتمُّ الصالحات..
أيها الإخوة..إن حقاً على من اجتمعَ شملُه،وانتظمَ عِقدُ أهلِه في هذهِ الأيامِ المباركةِ أن يحمدَ اللهَ ويشكُرَه،ويعرفُ لربِّه فضْلَه ونعمتَه..لاسيما نحنُ الذين نعيشُ في هذه البلادِ ونرفلُ بوافرِ النعمِ من أنواعِ الأَطعمةِ والأمنِ واجتماعِ الكلمةِ،ونشرِ الدينِ وشرائعهِ وهي نعمٌ تستحقُّ الشكرَ والذكر .
ولكن أَيُّهَا الأحبةُ- كيف يكونُ الشكرُ على وجههِ؟وكيف يقومُ العبدُ بالحمدِ على حقيقتِه؟ فإنَّ من معاني رمضان المستوحاتِ منه الشَعورُ بمُصابِ الآخرين وجوعِهم وما فَقَدُوه من النِعمِ التي نعيشُها فَهذهِ النعمَةُ التي تعيشها في وطنك وهنا مع أسرتك،وإخوانك ورفاقك،في أَمنٍ وأمانٍ،وعزٍّ وهناء،هل فكرت في إخوانٍ لك حَلّتْ بهم ظروفٌ،ووقعت بهم نكباتٌ،دارت عليهم الأيام؟؟
هل تأملْتَ وأنتَ تعيشُ هذه النعمةَ كمْ في الناسِ من فقراءَ أحاطت بهم الظروف،فعاشُوا تحتَ وطأةِ البؤس،وهمومِ الحاجةِ،وعواملِ التشريدِ؟؟إن جلوسَك مع أحبابِك وذويك في هناءٍ وسعادةٍ ينبغي أَنْ يبعثَ فيك تَفَقُّدَ أصنافٍ من البُؤساء،وألوانٍ من التُعساء..فيهم فقراءُ لا موردَ لهم،ونسوةٌ لا عَائلَ لهنَّ،وأيتامٌ لا أَباءَ لهم،ومشردونَ لا أَوطان لهم..وخَائفون تسلَّط عليهم الطغاة.
رمضانُ عـدتَ وهـذه أوطانُنـا
عمَّ الفسـادُ بها وزادَ وطالا

ضاعت مقاييسُ الفضيلـةِ بينَنـا
وتبدَّلَـت أحوالُنـا أوحـالا

يتامى فَقْدُوا أحضانَ من يرعاهم،عاجزون عن أنْ يَصِلُوا إلى قوتِهم بأيديهم،أطفالٌ يتضوَّرُون جوعاً،وآباءُ يتقطَّعونَ حسراتٍ،وأمهاتٌ ملكوماتٌ،تحجَّرُ الدمعُ في أعينهن . مشرَّدون ولاجئون،وأبناءًُ سبيلٍ وغرباءُ،شُرِّدوا عن أوطانهم ما شَرَّدهم إلا القُوى الجائرةُ،وما فرَّقَتهم إِلا السياساتُ الظالمة،وما ضاعتُ حقوقُهم إلا بالخياناتِ السَافرةِ..وكأن هذه المصائب أصبحت متخصصةً في عالمنا الإسلامي ..
نعم..أوطانٌ استباحَها الغُرباء،وشعوبٌ تخطَّفها الموتُ والتشريدُ والإِيذاء،وحقوقٌ دفنها الباطلُ وغطَّتها المظالمُ،ومُستقبلٌ يَكتنفُه الغموضُ والظلامُ،هؤلاء البوساءُ فيهم المنفيُّ الذي يتقلَّبُ في بلادِ الأعداءِ والضعيفُ الذي يتلَهََّى بالبكاءِ،والطريدُ الذي يهيمُ في الصحراء،وشبهِ الصحراءِ،تفرَّقُوا تحتَ كلِّ كوكبٍ،وتشرْذَمُوا في كُلِّ صِقع،إخوانٌ لنا في الدين يعيشونَ في وقتِ رمضان أياماً قاسيةً،ويذوقُونَ مراراتٍ متنوعة،نرَاهُم على أَرضِ سُوريّا الأحرار..شامِ التاريخِ..شام الخلافةِ والجهادِ..شامِ العلمِ والعلماءِ في مدنِ حِمْص،وحماة وديرِ الزور،ودرْعَا وغيرها من المدن التي انتفَضَت على ظلمٍ طالهم قرابة الخمسينَ سنة..ظلمٌ طائفيٌّ نصيري مدعومٌ من إخوانِهم الرافضة،يريدون إلغاءَ الكرامةِ ونهبَ الحقوقِ..لم تكْفِهم اعتداءاتُهم المخزيةًُ قبلَ رمضان ليضاعِفُوهَا خلالَ شهرَ رمضان،وهمُ الذين لا يُراعون في حكمهم ديناً ولا مِلةً فباتُوا كما وصفَهم شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ رحمهَ الله الذي عايشهم وحاربَهم وقال عنهم :أنَّهم أشدُّ على الإسلامِ من اليهودِ والنصارى ..
إذا قيلَ : المحبةُُ والوئامُ
تلألأَُُُ في خيالٍِ المجدِ شامُ

لأنّ الشامَ للكرماءِ رمزٌ
وإنْ أزْرَى بموقفِها اللّئامُ

رمتها الطائفيةُ مُنذُ جاءَت
بقسوتِها وأدمتْها السّهامُ

سلوا عنْها حماةًَ فهي تبكي
وإنْ ضَحِكتْ وأسكتَها اللِّجامُ

أيا أكنافَ بيتِ القُدسِِ إنّي
أرى غيثاً يجودُ به الغََمَامُ


أيها الإخوة..أيها الأحبة..تذكروا وأنتم تعيشون هذه النعمة إخواننا في سوريا يُحاصَرون ويقتلون ويجوَّعُون وتنهبُ أموالُهم وينالُ من أعراضِهم في هذا الشهرِ الكريمِ..لا لذنبٍ جنوه..لم يرْفَعُوا سِلاحاً..ولم يخرِقُوا أمناً..بل إنه يصرحون بأنهم سلميون..ولكنهم طالَبُوا بقدرٍ ضئيلٍ من الحريةِ تكفلُه لهم جميعُ الشرائعِ والأنظمةِ الإنسانية..
لكن هؤلاء النصيرية بخلوا بها..فواجهَهُم هؤلاءُ الطغاةُ بلغةِ الحديدِ والنار..لم يحترِمُوا مَسْجِداً ولا عِرْضَاً،ولا خُلُقا ولا امرأة أو طفلاًً،وكانت معتقلاتُهم الإجراميةُ عبر تاريخهم لإخوانِنا في سوريا بالمرصادِ قبل وخلال رمضان،وطوال مسيرة حكمهم العلوي النصيري.
تَرى الوضعَ في ليبيا..فترى حلولاً لا تُقَدِّمُ ولا تُؤخر،ونرى الغربَ بتواطئهِ وضعفِ حلولهِ يريدُ إطالَة أمدْ القضية لينتفعَ منها وحدَه..نرى إخوانَنا في مِصْرَ وتونس بعدَ ظلمةِ الطغيانِ لعقودٍ يتعرَّضون لمن يريدُ إثارةَ الفتنِ فيما بينَهم،وإخلالَ الأمنِ لإجهاضِ منجزاتِهم،تلك المنجزات التي انجزوها بإزالة الطغيان فنرى هناك من الخائنين من يريد إجهاض كلَّ تلك النتائج،وكذلك في اليمنِِ ضاقَ الجوعُ والخوفُ والفرقةُ والتنازعُ بإِخواننا هناك حتى هلَك الناسُ في رمضانِ شهرِ البرِّ والقرآن..كل هذا إخوتي هل نستحضرُه في أذهانِنا ونشعرُ بمصابِهم،ونحنُ في رمضان شهر المواساةِ و شهر الإحسان.
وممن حولَكم كذلك محتاجُون ملهوفُون،غلَّت هذه النكباتُ أيديهم،وأكلَت لحومَهم ودماءَهم..ثَقُلَت عليهم أعباءُ الحياة،وتوالَت عليهم نوائبُ الدهرِ،واشتدَّ عليهم شظفُ العيش انظروا للجوعى في الصومال كيف يعيشونَ بلا غذاءٍ ولا دواءٍ ولا ماءٍ ولا أمنٍ ولا إغاثةٍ؟ من ذا يسمعُ هذه الأنباءُ فلا يذوبُ قلبُه حُزْنا؟
كيف يصلحُ الحال وأنت تَرى في الناسِ من يقفُ موقفَ المتفرِّجِ،يسمعُ الأنينَ ولا يكترث،ومن يرى الدمعَ فلا يلتفت!!تُعرضُ علينا جميعُ هذهِ الصورُ على الفضائياتِ ونرَى قمعَ المظاهراتِ وصورَ الخوفِ والجوعِ وكثيرٌ منا لا يُحرّكُ ساكناً،بلِ يأبَى بعضُهم إلا أن يُجرِّعهم غُصَصاً من الذلِّ والهوانِ حين ينساهُم أو يتجاهلَهم أو يُحمِلُهم الخطأَ من جبنهِ وخوفهِ أو ينبري من لا يملكُ دعماً لهم إلا أن يُسخِّرَ لسانه ونقْدَه لهم ولخذلانهم..
أَين الصالحون المحسنون الصائمون القائمون الذين بين جوانحهم أفئدةٌ رقيقةٌ،ونفوسٌ إلى الخير سباقةٌ،يؤمنون حقاً بإخوة الإسلام،وحقَ الجوار ووشائج القربى؟؟وهل يرحم الله من عباده إلا الرحماء؟من هو السعيدُ الذي يصومُ لله،ويتفقدُ عيال الله،ليُطعم جائعاً،ويُسعدَ عائلاً،ويُكفكفَ عبرةً،وينصرَ طريداً،وينقذَ شريداً؟ولا أقلَّ..لا أقلَّ من أن نرفعَ يدَ الضراعةِ للمولى سبحانه دعماً لهم ورفعاً لمصابِهم..ولتعْلَمُوا-أدامَ الله عليكم نعمَه،ورزقَكم شُكرَها،والمزيدَ منها أن سنَّةَ اللهِ قد دلَّت على أنَّ الرحيم الشفوق المحسن يعيشُ في دنياه حياةً طيبةً..يأتي فزعاً من بدءِ الوحي من غار حِراء يأتي إلى خديجةَ فبماذا تثبته خديجة؟!تقول له:{كلا والله لا يخزيك الله أبداً إنكَ لتصلُ الرحمَ،وتحملُ الكلِّ،وتُكسبُ المعدومَ،وتُقري الضيف،وتعينُ على نوائب الحق}متفق عليه
نعم..إن السخيَّ النبيلَ الكريم،المبادرَ للمواساةِ لا يكونُ إلا ذا أخلاقٍ عاليةٍ،ورحمةٍ حانيةٍ،وشفقةٍ بادية،كلُّه عفوٌ وحلمٌ وصفحٌ.ولتجدنَّه مُتواضعاً..لا يجبن في مواقف البذل..ولا يتأخر عن ميادينِ العطاء ونصرةِ إخوانهِ الضعفاء..إلا الأراذلُ والبخلاءُ أهلُ الحرصِ على الدنيا،المقصِّرُون في حقوقِ اللهِ وحقوقِ الناس.
والمسلمُ الكريمُ..هو الذي يَتحرَّى ذوي الحاجاتِ سَواءً عَرفهم أَو لم يعرِفْهم. جاءَت امرأةٌ إلى عبدِ الله بن جعفر،فسألته فأعطاها،وأَجزلَ لها،فعاتبهُ بعضُ أصحابه،وقالوا: إنها لا تعرِفُك،وقد كان يُرضيها اليسير فقال:إن كانت ترْضى باليسير فإِنِّي لا أرضى إلا بالكثيرِ،وإن كانت لا تعرفُني فأنا أعرفُ نفسي وأعرفُ ربِّي..
إنهم يتذكرون الجوع وفضل النعمةِ وإخوانهم..فهذا عبدُ الرحمن بنُ عوف>يُؤتى له بإفطارهِ في رمضان وفيه نوعانِ من الطعامِ،-وتذكروا موائدنا وما تحويه من أنواع الأطعمة-فيتذكر إخوانه فيبكي!فَيسألهُ أهلهُ:ما يُبكيــك؟فيقولُ:تذكرَّتُ مُصعبَ بنَ عمير ماتَ يومَ مات ولم نجدْ ما نُكَّفنُه به إلا بردةً إذا غطْينَا رأسَه بدَت قدماه،وإذا غطينا قَدَميه بدا رأسُه، ونحن اليومَ نأكلُ من هذه الأنواعِ، وأخشى أن تكونَ طيباتُنا عُجِّلَت لنا!!!
أيها الإخوة..إن تذكرتُم نعمَ الله،وتذكرتمُ شهرَكم شهرَ المواساة،فتذكَّروا هؤلاءِ ليسَ بالصدقةِ والجودِ فحسْبُ،بل بالبذل والإحسان والدعاء،وكفروا عما أخطأتم به بحقهم،نعم لابد أن نكفر عما أخطأنا به بحقهم..ألا تظنُّونَ أن بَعضَ بُؤسِهم،وأسبابَ حرمانِهم قد يكون من تفريطِ المجتمعاتِ بحقوقهِم،وتجاهلِ هذا الظلمِ الواقعِ عليهم من سنين،وتقصيره في شئونِهم..أشعرُوهم واستشعروا معهم رحمكم الله- بِحقِّ الإخوِّة،وصلةِ الدينِ،ووشائجِ القُربى،وأسبابِ الرحم..فالمسلمونَ كالجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عُضو ٌتداعى له سَائِرُ الجسد بالسهر والحمى..
فاللهمّ.. اللهمّ إنا نعتذرُ إليك..ونعتذرُ منك يا رمضان!!!لقد كنتَ تفدُ إلى قومٍ تآخْوا على غيرِ أرحامٍ بينَهم، عَرفُوا قيمةَ الإخاءِ فلزمُوه،وفهمِوا قدْرَه فقاموا بحقوقهِ وواجباتهِ..عرَفُوا قولَه (المسلم أخو المسلم)) فكانوا بحقِّ إخوةً وأحباباً.كانوا جسداً واحداً،يرحمُ الكبيرُ الصغير،ويحترمُ الصغير الكبير،ويعيشون بالودِّ،ويتعاملون بالحبِّ، حياتُهم صفاء..وعيشهم وِفاق،لا تباغضَ،ولا تحاسد،ولا شحناءَ.يألمُ أحدُهم لألم أَخيهِ،ويأسى لأساه،يقضي حَوائجه..
يأتي رجلٌ إِلى ابنِ عَباسٍ وهو معتكفٌ في العشر الأواخر في المسجد النبوي فيأتي ذلك الرجل وكان على وجههِ علاماتِ الحزنِ والأسى،فسأله ابن عباس>عن سبب ذلك؛ فقال له:{يا ابنَ عمِّ رسول الله، لفلانٍ عليَّ حقُّ ولاء،وحرمةُ صاحبِ هذا القبر -أي قبر الرسول-ما أقدرُ على وفائه؛فقال:أفلا أكلمُه فيك؟فقال الرجلُ:إنْ أحببت؛فقام ابن عباس،فلبس نَعْلَهُ،ثم خَرَجَ من المسجدِ،فقال له رجلٌ:أنسيتَ أنك معتكفٌ ولا يصحُّ لك الخروج من المسجد؟فقال:لا والله ما نسيت،ولكني سمعتُ صاحبَ هذا القبر ودمعة عيناه>وهو يقولمن مَشَى في حاجةِ أخيه،وبلَغ فيها كان خيرًا له من أن يعتكف شهراً في هذا المسجد)}..هذا حالهم مع حوائج إخوانهم..
واليوم يا رمضان...هل تفد إلا على قوم استبدَلُوا العداوةَ بالإخاءِ؟!،والخصومةَ بالصفاءِ؟!،ورضُوا بالتباغضِ والشحناء؟!هل تفدُ إلا على قومٍ ضَمُرَ فيهم حسُّ الأخِّوةِ الإيمانية؟!،فهم لا يشعرون بمصاب إخوانهم لا في شرقِ الأرضِ وغربِها،نرى شبابنا وهم يعيشون في ليلي رمضان بكلِّ هذا الترف،وكُلِّ هذا العبث،وكلِّ هذه الفوضى وكأنهم لا يشعرون بحس إخوانهم فأين آباءهم ومربيهم؟!لا يهتزّونَ للأعراضِ المنتهكةِ والأراضي المغتصبةِ،والحقوقِ المهدرةِ،وكأنَّهم لم يسمعوا قوله(من لم يهتمَّ بأمر المسلمين فليس منهم))هل تفدُ إلا على مجتمعٍ يا رمضان..لا يكادُ يعرفُ فيه الجارُ جارَه،والقريبُ قريبَه؟والله المستعان.
ألا فليبسطِ القادرُ يدَه بما يستطيع،مدُّوهم بالغذاء،أحسنُوا إليهم بالكساءِ،أسعفوهم بالدواء.الغنيُّ يواسي بماله،المؤمن بدعائه والصائم بأخلاقه،انشروا ثقافةَ البذلِ والتطوعِ والسخاء وبحمدِ الله يوجدُ هيئاتُ إغاثةٍ،ومنظماتُ برٍّ وجمعياتُ خيرٍ كلُّها توصلُ الدعمَ لهؤلاءِ المحتاجينَ تفتح أبوابها في رمضان وغير رمضان فيحسنُ دعمُها،ليَعُمَّ النفعُ كلََّ موقع،ويصلَ البرُّ إلى كل محتاج..إنها فرصةٌ للخير والبذلِ في شَهرِ الجودِ والإحسان وكانأجودَ ما يكونُ في رمضان.
أيها المسلمون..بالمواساةِ والإنفاقِ والجودِ والسخاءِ تَبلغُ الأُمةُ سؤودَها وسيادتَها،وتَحفظُ دينهَا،وتَصونُ أعراضَها،وتَحمي ديارها،ويقوى اتحادُها،ولا يتحقَّقُ ذلك إِلا بالتكاتف فيما بينها هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم من كل ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم....
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمداً عبده رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصبحه وسلم تسليماً ..أما بعد..
فاتقوا الله عباد الله..وأكثرُوا من الدعاءِ.. أكثرُوا من الدعاءِ..أكثرُوا من الدعاءِ..في قنوتِكم وصلواتِكم وسجودِكم لنُصرةِ إِخوانكم وردِّ كيدِ الطغاةِ عنهم فإنهم والله أَحوجُ ما يكونون إلى الدعاءِ..وهو ما يملكهُ كلُّ واحدٍ منا،لا يمكن لأَحدٍ أن يقول:أني لا أستطيع أقدم شيء..لا يمكن لأَحدٍ أن يقول:أني أسمع هذا المصاب لإخواننا المسلمين في كل مكان ثم ما بيدنا حيلة ..كلا والله..فإن الدعاء يملكه كل واحدٍ منا والبخيلُ حقاً من بَخِلَ بدعائهِ لإِخوانه..ادعوا الله .. ادعوا الله وأنتم مُوقنون بالإجابةِ،وارفعوا بقلوبٍ خاشعةٍ أكفَّ الضراعة واستحضروا مصاب إخوانكم.
اللهم يا مَنْ تجيبُ المضطرَّ إذا دعاك،وتكشفُ السوءِ لمن رَجاك،وتغيثُ من توكلَ عليكَ واهتدى بِهُدَاك،وتَرحمُ وتغفرُ للتائبِ لما عصاكَ..اللهم أنت ربّ الأرباب،ومُسبب الأسباب،وناصرُ المستضعفين،ومغيثُ الخائفين،وأنتَ أرحمُ الراحمين..اللهم إِن عِبادَك المسلمين بالشام وليبيا واليمن ضاقت بهمُ الحال..وعَظُمَ عليهم الطغيان،وتَجاوزَ الظلمةُ عَليهم،ولا ناصرَ لهم إلا أنت.. اللهم لا ناصر لهم إلا أنت ..يارب..إلى من تكلهم إلى بعيد يتجهمهم،أم إلى عدوٍّ نصيريٍّ ملكته أمرهم..إن لم يكن بك غضبٌ فلا نبالي،ولكن رحمتك ونصرك نرجو..اللهم انصْرهم على عدوِّك اللهم انصْرهم على عدوِّك وعدوِّهم من النصيرية الحاقدين..والطغاة الظالمين..تقبَّلْ شهيدَهم..أطلق أسيرَهم..اشفِ مريضَهم..فُكَّ حصارَهم..أَغثْ جائِعَهم..أقم الأمن في أرضهم..نجح مقاصدهم..
يارب..يارب..ما أحلمَك..ما أعظمَك..هُدّمت مآذنُ المساجدِ..انتُهكت الأعراضُ..سالَت الدماءُ..وسُجنَ الأبرياءَ..واعتُدِيَ على الضعفاءِ..وتَخاذلَ الأصدقاء..طالَ ليلُ الظالمين..وأنتَ القهارُ..أنتَ الجبّار..أنت المنتقم..اللهم فعليكَ بهؤلاءِ النصيريةِ..اللهم عليكَ بهؤلاءِ النصيريةِ والرافضةِ والطغاةِ،أَهلك جندَهم..أضعفْ أمْنَهم..أبطلْ كيدَهم..اِجعلْه في نحورِهم..خالفْ بين كلمتِهِم..اِجعل بأسَهم بينَهم شديداًَ..واجعل تدبيرهم تدميراً عليهم..أعم أبصارهم..شُلَّ أركانَهم..هيئ المسلمين قادةً وشعوباً للوقوفِ ضدّهم..انصْر وأيّدْ بالحق كلّ من قاومَهم..ورفع صوت الحق ضد من ظلمهم.
اللهم إن إخوانَنا ضعفاءُ.. اللهم إن إخوانَنا ضعفاءُ..فقوِّ عزائمهم..وصامدون فثبّت أقدامَهم..اللهم هوّن عليهم بأسَ الظالمين..وعدوانَ الطغاة المعتدين..وهيئ قادةَ المسلمين لنصرتهم،والدفاع عنهم..اجمعْ كلمتَهم على الحقِّ.جنبْهم الفتنَ فيما بينَهم..أنجحْ أهدافَهم،وأقمِ العَدلَ والمساواةِ في بلادِ المسلمين..جنبنا الظلمَ والفساد والسرقة..وأصلحْ ولاةَ أمور المسلمين..ووفقهم للحكم بشريعتك،وإقامة العدلِ ونبذِ الظلم..اللهم تقبل الصيام والقيام والدعاء الصدقة وقراءة القرآن،وارزقنا الرحمة والمغفرة والعتق من النار..
وصـــــلى الله وسلم على نبينا محــــــــــــمد وعلى آله وصــــــــــــحبه أجمعين،،،

 0  0  838
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 03:18 صباحًا الثلاثاء 6 محرم 1447 / 1 يوليو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.