• ×

12:29 صباحًا , الأربعاء 7 محرم 1447 / 2 يوليو 2025

حادثة الأفك

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، لا إله إلا هو إليه المصير، ونستغفره ونتوب إليه من الخطأ والتقصير . ونشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا رسول الله، ملأ قلوب المؤمنين يقيناً بالله صلى الله عليه و على آله و صحبه ومن اهتدي بهديهم إلى يوم الدين. ..أما بعد فاتقوا الله عباد الله ..
الأحداث عندما تقع إنما هي ابتلاء و اختبار لكل من له علاقة بالحدث من أصحابه و المجتمع و المحيطين بهذا الحدث ..كيف تناولوه و تناقلوا أخباره و زادوا من مشكلته أو خففوا منها ، فبعض الأحداث حين وقوعها و إن كانت صغيرة إلا أن طريقة تناول المجتمع بإعلامه و صحافته و مجالسه لها يساهم في زيادة الفتنة و المشكلة و لا يعالجها ، و تزيد مضرتها و إثمها من أصحاب المشكلة إن كانت واقعةً إلى كل الشر و كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع ..
عباد الله .. سيرة رسول الله نموذجاً كيف ابتلي ؟ و كيف صبر؟ و كيف وقع بعض الصحابة رضوان الله عليهم بالخطأ؟
أخرج الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه، وإنه أقرع بيننا في غزوة بني المصطلق، فخرج سهمي فخرجت معه بعد أن أُنزل الحجاب، وأنا أُحمل في هودج و أنزل فيه ..فسرنا حتى إذا فرغ من غزوته تلك فقفل أي فرجع ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل، أي أنه أعلم أصحابه بالرحيل، فقمت حين أذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت من شأني كأنها ذهبت لتقضي حاجتها، أقبلت إلى الرحل ، فلما قضيت من شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع أظفار انقطع يعني ضاع منها، فرجعت فتلمسته فحبسني ابتغاؤه أي تأخرت وهي تبحث عن عقدها، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلونني أي الذين كانوا يقودون جملها مع هودجها الذي هي فيه، فاحتملوا هودجي هم يظنون أنها في الهودج فاحتملوا هودجي فرحلوه على ظهر بعيري، وهم يحسبون أنني فيه، فلم يستنكر القوم حين رفعوه خفة الهودج فحملوه لأنها كانت نحيفة فظنوا أنها فيه وكنت جارية حديثة السن أي صغيرة ، فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعدما استمر الجيش، فجئت منزلهم وليس فيه أحد فتيممت منزلي أي أنها ظلت مكانها، وظننت أنهم سيفقدونني ويرجعون إلي، فبينما أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي قد بقي وراء الجيش فأدلج، لأن النبي كان يترك في المنزل الذي يرتحلون منه رجلاً في الليل لعل الجيش تخلف منه أحد أو أنهم مثلاً نسوا شيئاً فهذا الذي يبقى في المكان يأتي به بعد أن يسفر الصباح، فأصبح عند منزلي أي عند المكان الذي نامت فيه وهو لم يعلم أن هنا امرأة، فرأى سواد إنسان نائماً فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، أي قبل أن تنزل آية الحجاب، وحين رآني وعرف أنها عائشة أم المؤمنين استرجع أي قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي أي اختمرت بجلبابها والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، وهوى حتى أناخ راحلته أي قرب إليها الراحلة فوطئ على يدها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتيت الجيش بعد أن نزلوا معرسين، أي أن الجيش سار فقطع مسافة ونزلوا في المكان، فلحقهم صفوان بن المعطل براحلته وفيها عائشة أم المؤمنين، قالت: هلك في شأني من هلك، الذي تولى كبر الإثم عبد الله بن أبي بن سلول الذي كان هو أول من أطلق الإشاعة، فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا أي مرضت بها شهراً، والناس يفيضون أي يخوضون في قول أصحاب الإفك، ولا أشعر وهو يريبني في وجعي، غير أني لا أرى من النبي اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل فيسلم فيقول كيف تيكم فذلك الذي يريبني منه، ولا أشعر بالشر، إن الناس قد خاضوا في عرضها واتهموها في هذه الجريمة البشعة، فقالت: ولا أشعر بالشر حتى نقهت، أي تماثلت للشفاء، فخرجت أنا وأم مسطح خارج المدينة ..و كنا لا نخرج إلا ليلاً ..و حين فرغنا من شأننا نمشي فتعثرت أم مسطح أي سقطت، فقالت: تعس مسطح، ومسطح ابنها فقلت لها: بئسما قلت أتسبين رجلاً شهد بدراً، فقالت: يا هنتاه ألم تستمعي ما قال؟ قلت: وما قال؟ و لم تعلم عائشة شيئاً عما كان يقول الناس فأخبرتني بقول أهل الإفك فزدت مرضاً إلى مرضي، فلما رجعت إلى بيتي دخل رسول الله فقال: ((كيف تيكم؟)) فقلت: ائذن لي أن آتي أبوي وأنا حينئذٍ أريد أستيقن الخبر من قبلهما، فأذن لي فأتيت أبوي فقلت: يا أمتاه ما يتحدث الناس به؟ فقالت: يا بنيّة هوني على نفسك الشأن، فو الله تعلمي ما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها، فقلت: سبحان الله ولقد تحدث الناس بهذا؟ فقلت: فبكيت تلك الليلة فأصبحت لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، ثم أصبحت أبكي فدعا رسول الله علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث أي تأخر الوحي يستشيرهما في فراق أهله، قالت: فأما أسامة فأشار عليه بما يعلم من براءة أهله، و قال: هم أهلك يا رسول الله، ولا نعلم والله إلا خيراً، وأما علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، واسأل الجارية تخبرك قالت: فدعا رسول الله بريرة فقال لها: ((أي بريرة هل رأيت فيها شيئاً يريبك؟)) فقلت: لا والله فوالذي بعثك بالحق نبياً ما رأيت منها شيئاً أعيبه عليها. أكثر من أنها جارية صغيرة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن أي الشاة في البيت فتأكله، فقالت: فقام رسول الله من يومه واستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول وقال وهو على المنبر: من يعذرني في رجل بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت في أهلي إلا خيراً، ولقد ذكروا رجلاً أي اتهموا رجلاً ما علمت عنه إلا خيراً، وما كان يدخل على أهلي إلا معي يقصد صفوان ، ذلك أن الذين تولوا كبر هذا الإثم قد حاكوا المؤامرة بخبث ولؤم وكان من الدهاء حيث الذي تولى كبره ما كان يتكلم به عند الناس، إنما كان يتكلم به عند خاصته الذين يسترون أمره و هذا طبع المنافقين .. و هو ما يفعله و يكتبه أشباههم اليوم من لمزٍ بالمؤمنين و استجلابٍ للشر و نشرٍ للفتنة في مجتمعنا نسأل الله أن يكفينا شرهم و يكبت فجورهم ، ورسول الله أبطأ عنه الوحي ولا يستطيع أن يبرئ أهله، وهو يعلم فيهم الخير، مما اتهموا به ولا يعلم من هذا الرجل أي صفوان إلا خيراً، لكن البرءاة كيف يكشفها وقد أبطأ الوحي وحساسية الموقف تجعل الإنسان في غاية الارتباك والقلق والشك والأرق، لم يكن النبي عليه الصلاة والسلام يعتصر الألم في صدره إنما كان أبو بكر في موقفه إن لم يكن أشد منه، فمن اتهم هو بيت أبي بكر، و المتهمة هي الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها و الذي اتُهم هو رسول الله ونال المنافقون وعصبة اليهود من عرض النبي ، بأساليبهم الخسيسة في المبالغة في نشر الخبر و الزيادة عليه و المبالغة به .. وكان الألم يعتصر قلب رسول الله وهو يتهم في عرضه وفي عرض حبيبته ألا وهي زوجه عائشة رضي الله عنها، كما أن ذلك الاتهام كان اتهاماً للإسلام، تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في سردها لهذه القصة الغريبة العجيبة، قالت: وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، ثم بكيت ليلتي المقبلة لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنومٍ، فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوماً، حتى أظن أن البكاء فالق كبدي، فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي، استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي فبينما نحن كذلك، إذ دخل الرسول ثم جلس ولم يجلس عندي من يوم قيل ما قيل قبلها، وقد مكث شهراً ولم يوحَ إليه بشأني في شيء، فتشهد أي شهد الله وأثنى عليه بما هو أهله، فحين جلس فتشهد فقال مخاطباً عائشة: فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله تعالى، وإن كنت أذنبت بذنب فاستغفري الله تعالى وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه، فلما قضى رسول الله مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه بقطرة، فقلت لأبي: أجب عني رسول الله فيما قال، قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله ، فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله فيما قال، قالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله ، قالت: وأنا جارية حديثة السن أي صغيرة السن، لا أقرأ كثيراً من القرآن، فقلت: إي والله أعلم أنكم سمعتم حديثاً تحدث الناس به واستقر في نفوسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتُصدَّقُننيَّ، والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا أبا يوسف، من هول القضية والفاجعة نسيَتْ اسمَ النبيِّ يعقوب، فقالت: ما أجد لي ولكم مثلاً إلا أبا يوسف إذ قال: فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون، ثم تحولتُ فضجعتُ إلى فراشي، وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله تعالى مُبِّرئِي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن الله تعالى يُنزل في شأني وحياً يُتلى، ولشأني في نفسي كان أحقرُ من أن يتكلَّم الله تعالى في قرآنه، فو الله ما رام مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل الله تعالى على نبيه ، فأخذه ما كان يأخذه عند نزول الوحي فسري عنه وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي: يا عائشة احمدي الله تعالى، فإنه قد برأك، فقالت لي أمي: قومي إلى رسول الله ، فقلت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله تعالى، هو الذي أنزل براءتي فأنزل الله تعالى: إِنَّ ٱلَّذِينَ جَاءوا بِٱلإفْكِ عُصْبَةٌ مّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلّ ٱمْرِىء مّنْهُمْ مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلإثْمِ وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ
فلما أنزل الله تعالى هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق : وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لصلة قرابة منه وفقره والله لا أنفق على مسطح شيئاً بعد ما قال لعائشة رضي الله عنها فأنزل الله تعالى :وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُواْ أُوْلِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينَ وَٱلْمُهَـٰجِرِينَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ . فقال أبو بكر : بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح الصدقة التي يجري عليه، قال: والله لا أنزعها منه أبداً، قالت عائشة: وكان رسول الله سأل زينب بنت جحش عن أمري فقال: يا زينب ما علمت وما رأيت فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت عليها إلا خيراً، وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي فعصمها الله بالورع، قالت فطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك في أصحاب الإفك.
هذه القصة بتمامها و المعاناة بكاملها روتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و لنا وقفات مع هذا الحادث ..و هي لمن ابتلي بنشر الشائعات عنه أن يصبر و يحتسب ما أصابه فإن الله يعزه و ينصره .
و الثانية ضرورة الانتباه من المساهمة بنشر الشائعات و الاتهامات للناس و العلماء ، و الحكام بدون تثبت و لا روية .. فهذا يساهم في نشر الشرور و إشاعة الفاحشة و لذلك قال الله لهم لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُبِينٌ
و لما قالت أم أيوب الأنصاري لأبي أيوب أسمعت ما قاله الناس في عائشة قال : نعم و ذلك كذب ، أكني فاعلةً ذلك يا أم أيوب ؟ قالت : معاذ الله فقال : فعائشة و الله خير منك ..هذا هو المنهج الأصل الذب عن أعراض المسلمين و عدم نشر الشائعات التي بلينا بها هذه الأيام و بسرعة نشرها عبر و سائل الإعلام و الانترنت و رسائل الجوال التي تثير البلبلة و تنشر الإفك و الكذب و المبالغة في كثير من أخبارها .
نسأل الله أن يكفينا شرها و يبعد عنا الشرور و الإشاعات و الابتلاءات و الإفك و الفضائح
أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ..
الخطبة الثانية
الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و بعد ..
حين نتكلم عن حادثة الإفك ..و ما نزل بعدها من توجيهات للناس ..حول الحذر حين تلقي الأخبار و نشرها كيلا تسبب الضرر و الفتنة ..و ضرورة حسن الظن بالناس و عدم المسارعة بالاتهام و التواصل و الحوار خير وسيلةٍ لعلاج المشكلات و هذا طبع المجتمع المسلم ..
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16)
إلا أننا نطالع مع الأسف ممارسات تتم عبر الإعلام و الصحافة و الانترنت بعيدةٌ في معظمها عن التوجيهات التي أمر بها الإسلام ..في عدم نشر الشائعات و الأخبار الكاذبة ..و المبالغة فيها و المزايدة عليها .. و اتهام النيات و السعي في الإفساد ..وكفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع .. و سمى الله المبالغة في الأخبار إشاعةً للباطل و الفحشاء و اتباعاً لخطوات الشيطان ..
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)
نرى مساهمة بتوسيع رقعة الخلافات و نشر الجريمة و الفساد بلا ضوابط ..و مهاجات الجهات و الهيئات الحكومية ..بلا تروٍ و لا تثبت ..و تناول لفتاوى العلماء و آراؤهم بلا مسؤولية و لا مصداقية ..و تهجمٍ على المسؤولين و إضاعةٍ لحقوق المواطنين الأساسية ..و العبث و المبالغة بحقوق تافهة ..كيف وظفوا الإعلام كما يزعمون للدفاع عن حقوق المرأة و هم يبرزونه كاشفةً سافرةً بلا حياء و لا خجل ..و يطالبون باختلاطها مع الرجال ..
أصبحت كثير من صحفنا و قنواتنا فضائحية ..تبحث عن الإثارة و السبق الصحفي و زيادة المشكلات لا إصلاحها ..و استغلوا في غالب نشرهم سلطة النشر لإثارة المشكلات لا علاجها ولو أردنا دليلاً انظروا إلى تناول بعض الصحف لقضايا المرأة و هيئات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ..انظروا ماذا يمارس في دهاليز الإنترنت من فضائح تنشر للناس ..و استهانةٍ بالأعراض و نشر للتعصب القبلي ..ألا يخشى هؤلاء ربهم ..و هم يساهمون في مثل هذه المشكلات و أغلبها كذب و مبالغة ..قال يجر مصبته في النار فكذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه في الآفاق و ليس هناك أحد فوق النقد ..إننا نشجع على النقد الهادف البناء الذي ينشر بصورة صحيحة لا عبر طرق الخفاء و بأسماء مستعارة يخفي صاحبها خلف اسمه المستعار خزيه المكتوب و المنشور .. و يتعدى على الناس و أمهاتهم و أعراضهم ..و يتحمل إثم ذلك بدعوى السبق الصحفي و الإثارة
لسانك لا تذكر به عورة امرئ **** فكلك عورات وللناس ألسن
وعيناك إن أبدت إليك معايباً **** فدعها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى**** ودافع ولكن بالتي هي أحسن
فلنحذر إخوتي من هذا الأمر و أن لا نكون مساهمين في نشر الإشاعات الباطلة و المرجفة .. في مجالسنا و صحفنا و قنواتنا ..و لنحذر مما يطلق اللسان و يكتب البنان ..فهل يكب الناس في النار على وجوههم إلاحصائد ألسنتهم ..
نسأل الله عز وجل أن يكفينا شر الولوغ في أعراض الناس و ينجينا من حقوق العباد ..
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون

 0  0  894
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 12:29 صباحًا الأربعاء 7 محرم 1447 / 2 يوليو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.