رسل الله عليهم الصلاة والسلام يُختارون من أشرف الناس طباعاً،وأزكاهم معادناً،والنفس التي تظل محافظةً على الفضيلة،وعلى شدة الفقر ووحشة الغربة،هي لرجلٍ قويٍّ أمين،والمحافظة على حقوق الله وحقوق العباد تتطلب خُلقاً لايتغير بتغيَّر الأيام وذلك هو جوهر الأمانة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يُلقبُ بين قومه بالصادق الأمين..وكذلك شوهدت مخايلُ الأمانة على موسى عليه السلام حين سقى لابنتي الصالح ورفقا بهما،وكان معها عفيفاً شريفاً..قالت إحداهما ((يا أبتي استئجره إن خير من استئجرت القوي الأمين)) ووصف الله المؤمنين ((والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون))
عباد الله..إن الإسلام يرغب من معتنقه أن يكون ذا ضميرٍ حيٍّ،تصان به حقوق الله وحقوق الناس،ومن ثمَّ أوجب على المسلم أن يكون أميناً..
الأمانة في نظر الشرع واسعة الدلالة،وهي تدل على معانٍ شتى هي بإيجاز شعور المرء بمسؤوليته في كلِّ ما يُوكل إليه.
قال كعب بن زهير
أَرعى الأَمانَةَ لا أَخونُ أَمانَتي إِنَّ الخَؤونَ عَلى الطَريقِ الأَنكَبِ
وقال غيره
كأنــــي أرى مَن لا حيــــاء له..ولا أمانة وسط القـــوم عريانًا
إن وقوعُ المصَائِبِ وَالفِتَنِ وَفَقدُ اَلأَرواحِ سَبَبٌ للرجوعِ وَ التَأَمُّلِ فِي المُصَابِ وَ أَسبَابِهِ وَ عِبره وَ كَيفيَةِ وُقُوعِهِ ، حَتَى لا يَتكرَّرَ فَيكونُ تَأَثيرُهُ أَعظَم ، وَ كَارِثَتُهُ أَكبر فِي أُمةٍ عَبِثَت بِهَا المحسوبيَاتُ وَ الفَسَادُ وَهِيَ لا تَعي حَاضِرَهَا وَ لا تُعَالِجُ مُشْكِلاتِهَا وَ لِذَلِكَ فَإِنَ الرجوع إلى مبادئ الشرعِ القويم تُصلحُ الحالَ وَ مِن ذَلكَ أهم ما يُصلح مبدأ الأَمَانَةِ ..التَي نتحدث عنها لأَنَهَا حِينَمَا أُضيعت ضَاعَ النَاسُ مَعَهَا وَ خِيَانَةُ الأَمَانَةِ سَبَبٌ لِكُلِّ فَسَادٍ وَ بَليةٍ ، وَمَا تُؤُتَى البِلادُ وَ تَخربُ إِلا بِخيَانَةِ الأَمَانة ..الأَمَانةُ عِبَادَ اَللهِ أُمرنَا بِحِفظِهَا وَرِعَايَتِهَا وَالقَيَامِ بِهَا وَأَدَائِهَا إِلى أَصحَابِهَا وَ هي مِن صِفَاتِ المؤُمنينَ )وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (الأَمَانَةُ أَخبَرَ النَبيُّ أَن أَدَاءَهَا وَالقِيَامُ بِهَا إِيمان، وَأَن تَضَييعَهَا وَالاستِهتَارُ بِهَا وَخِيَانَتِهَا نِفَاق وَعِصيان قَالَ : لا إِيمانَ لِمَن لَا أَمَانَةَ لَه فَمَن حُرِمَ الأَمَانَةَ حُرِمَ كَمَالَ الإِيمانِ, وَمن تَلَبَسَ بِالخيانَة فبئسَ ـ واللهِ ـ البِطَانة؛ و ذلك علامة النفاق..وَ مَن كَمُلَ إِيمانُهُ كَمُلَت أَمانته، وأَدَّاهَا عَلى أَتم الوُجوهِ، إِذَا ضَاعتَ الأَمانة سُفِكت الدِمَاءِ, وانَتُهِكَت الأَعراضُ وَقَامت الثَوَرات و الفتن,وأُكلت أَموال المسلمينَ بِالبَاطِل..إِذَا ضَاعت الأَمانة وَتَفَشَت الخيَانة فَبَاطِنُ الأَرضِ خَيرٌ مِن ظَهرِهَا.
وَ أَعظَمُ الخيانة إِذَا كَانت خِيَانَةً للهِ وَالرسُولِ و للمسلمين)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(نَزَلت هَذِهِ الآية فِي أَحدِ الصَحَابَةِ وَلاهُ رَسُولُ اللهِ أَمَراً فَقَصَّرَ فِيهِ ، وَ هَكَذا تَضيعِ الأَمَانة مِن قِبل مَن وُكِلت إِليهم المسؤولياتِ فَإِذَا ِبهم خَونةٌ للأَمَانةِ وَ غَششةٌ للراعي وَ الرَعيةِ وَ هَذَا مِن أَعظم الذنوبِ..لأن الأمانة هي المسؤولية وهي تُنَظِّمُ شُؤُونَ الحياةِ كُلِّهَا: مِن عَقيدةٍ وعِبادَةٍ وَ دَولَةٍ وأَدَبٍ وَمُعَامَلَةٍ ..والأَمَانَةُ بِهَذا المعنى وَهَذهِ الحدودِ، سِرُ سَعَادَة الأُمَمِ، وَيَومَ كَانت أُمتُنَا مِن أَصدقِ الشُعُوبِ وَالأُمَمِ فِي حَملِ الأَمَانة وَالوَفَاءِ بِهَا كَانت خَيرَ أُمَةٍ أُخرجت للنَاس.
اِستدانَ اِبنُ عُمرِ بِن الخَطَابِ مِن أَبِي مُوسى الأشعريِّ حِينَ كَانَ وَالياً عَلى الكُوفَةِ أَموالاً مِن خَزينةِ الدَولةِ لِيُتاجر بها على أن يرَّدها بعد ذلك كاملةً غيرَ منقوصة، واتَجر وَلدُ عُمرٍ فَربح، فَبلغَ ذلكَ عُمر فَقالَ لهُ: إِنكَ حِينَ اشتريتَ أَنقصَ لكَ البَائِعونَ فِي الثمنِ ، ولما بِعتَ زادَ لكَ المشترونَ في الثمنِ لأنكَ وَلد أَمير المؤمنين، فَلا جَرمَ أَن كانَ للمسلمينَ نَصيبٌ فِيما رَبحت، فَقَاسمه نِصفَ الرِبحِ، واستردَ مِنهُ القَرضَ وَعَنَفَهُ عَلى مَا فَعلَ، وَ عَاقَبَ أَبا مُوسى لِتَصرُفِهِ رَضيَ اللهُ عنهم أجمعين وهذهِ أَمانةُ الحَاكِمِ الذي يَسهرُ عَلى مَالِ الأُمةِ فَلا يُحَابي بِهَا صَديقاً ولا قَريباً و لا حِزباً .
الأمانةُ في نَظَرِ الشَرعِ هيَ شعورُ المرءِ بِمسؤُوليَتِهِ فِي كُلِّ أَمرٍ يُوكلُ إِليهِ..وَبعضُ النَاسِ يقصرون فهم الأمانة في حفظ الودائع و الأموال ، وحقيقتُها في دين الله أضخم وأجل.فهي الفريضة التي يتواصى المسلمون برعايتها ويستعينون بالله على حفظها، كما ورد في الدعاء للمسافر: pاستودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملكiوعن أنس قال: ما خطبنا رسول الله إلا قال: pلا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد لهi رواه أحمد ..بل كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ من ضياعها pاللهم إني أعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانةi.
من معاني الأمانة وضع الشيء في المكان الجدير به واللائق له، فلا يسندُ منصبٌ إلا لصاحبهِ الحقيقِ بِهِ، الكُفء لهذهِ الوظيفة ، فَلا اِعتبارَ للمُجَامَلاتِ وَ المحسوبياتِ و القُرابَاتِ، حَتى الصُحبة لا يُنظر إليها انظروا إلى أبي ذرٍ حين قال : يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: فضربَ يَده على منكبي، ثم قَالَ: pيا أَبا ذَرٍ إِنكَ ضَعيفٌ، وَإِنَهَا أَمَانة، وَإِنَهَا يَومَ القَيامِةِ خِزيٌ ونَدامةٌ، إِلا مَن أَخذَهَا بِحَقِهَا وَأَدى الذي عَليهِ فِيهَاi رواه مسلم رغم ورعِ وعبادة أبي ذرٍ رضي الله عنه فالعِبَادَةَ الشخصية لَيست لازِمَةً لصلاحِ المرءِ لحملِ الأَمانةِ، فَقد يَكونُ الرجلُ حَسنَ السيرةِ حَسنَ الإيمانِ، لكنهُ لَيسَ أَهلاً لِلمنصِبِ فَيوسف الصَديق عليه السلام حين طلب المنصب، لم يذكر نبوته وتقواهُ، بَلَ طَلبه بِحِفظِهِ وَعِلمِهِ )قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (والأَمَانة تَعني أَن نَختَار للأَعمَالِ أَحسنَ النَاسِ قِيَامًا بِهَا فِإذَا مِلنا عنه إِلى غَيرهِ لِهوىً أَو رَشوةٍ أَو قرابة، فقد ارتكبنا بتنحية القادر وتولية العاجز خيانةً فَادِحَةً و إِن الأُمةَ التي لا أَمَانَةَ فِيهَا هِي َمن تَعبثُ فِيهَا الشفَاعَاتُ بِالمصَالِحِ وَتَطيشُ بأَقدَارِ الرِجَالِ الأَكفَاءِ لتُهمَلهم،وتُقدِّم من دونَهم عليهم..وَقد يَتَسَبَبُ ذَلكَ بِالفِتَنِ ..الأمانةُ حِرصُ المرءِ على أَداءِ العَملِ المنوطِ بِهِ بإحسان..ويَسهرُ على حقوقِ النَاسِ التي وُضِعَت بَينَ يَديهِ..وَاستِهَانةُ الفردِ بِمَا كُلِّفَ به هو من الفَسَادِ فِي كِيانِ الأُمةِ..وَخِيَانَةُ الواجبات وتقديمُ القراباتِ و المحسوبياتِ تتفاوت إثمًا ونكرًا وأشدها شنَاعَةً مَا أَصابَ الدينَ وَجمهورَ المسلمينَ وَتَعَرضت البِلادُ لأَذاه وَ مَن وَلي مِن أَمرِ المسلمينَ شَيئَاً فَهو أَمينٌ عَليهِ يَجِبُ أَن يُؤَّدي الأَمانةَ فيهِ، فَالقَاضِي أَمينٌ، والأميرُ أمينٌ، وَ أَئِمَةُ المسَاجِدِ وَ خُطَبَاؤُهَا أُمَنَاء فِي أَقوَالِهِم وأفعَالِهم،يَجِبُ عَليهم أَن يَتَصَرَّفوا فِيمَا يَتَعَلّقُ بِولايتهم بِالتي هِيَ أَحسن وَفيِمَا وُلوا عَليهِ حَسبمَا يَستَطِيعُونَ، وَأوَليَاءُ اليَتَامَى وَنَاظِروا الأَوقَافِ كُلُّ هَؤلاءِ أُمنَاء يَقوموا بِهَا بالتي هي أحسن..قال عليه الصلاة والسلام

مِن خِيَانَةِ الأَماَنةِ أَن يَستغلَّ الرجلُ مَنصِبهُ لِجَرِّ مَنفَعَةٍ له أو لقَرابَته،فَإِنَ التَشَّبُعَ مِن المالِ العَامِ جَريمةٌ قاَل : pمن استعملناهُ عَلى عَملٍ فَرزقنَاهُ رِزقًا فَمَا أَخذَ ََبعدَ ذَلك فهو غلولi رواه أبو داود
وقد شدد الإسلام في ضرورة التعفف عن استغلال المنصب،وشدد في رفض المكاسب المشبوهة،فعن عدي بن عمير قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

أَمَا الذي يَلتزمُ حُدودِ اللهِ فِي وَظيفتهِ، وَ يَقومُ بِواجبه ، فهو عند الله من المجاهدين لنصرة دينه وإعلاء كلمته قال

عن حذيفة بن اليمان عن رسول الله أنه قال

هذه أهمية الأمانة الموكلة لنا فما نهتم به هو اختيار الأمناء على الدين و الأخلاق و الأمة و مشاريعها و أن نتجنب أولئك الذين يتخذون من صيغِ المدائحِ الفارغةِ و المجاملاتِ المذمومةِ و المزاعمِ المكذوبةِ حِيلاً لإثراءِ جيوبهم و مَلأ خَزائِنهم و غشٍ للمسؤولين على حسابِ حَياةِ الناسِ وَ صلاحِ البُلدانِ فينتج من ذلك الفساد و الإفساد العظيمين و هذا من إضاعة الأمانة..نتذكرُ الأمانةَ و أهميَّتها و نحن نرى هذه الأحوال التي تعصفُ بعددٍ من بلدانِ المسلمينَ أحوالٍ عَظيمةٍ أَقلقتهُم في مَعاشِهم وَ دِينهِم وَ أَحوالِهم..عن أبي هريرة t : أنَّ رسولَ الله جاءه أعرابيٌّ فقال يا رسولَ الله متى الساعة؟ فمضى عليه الصلاة و السلام يحدِّثُ فقال بعضُ القوم: سمعَ ما قال، فكره ما قال، وقال بعضُهم: بل لم يسمعْ، حتى إذا قضى حديثه، قال: pأين السائلُ عن الساعة؟i قال: ها أنا يا رسول الله قال: pإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعةi قال، كيف إضاعتها؟ قال: pإذا وُسَّدَ الأمرُ إلى غير أهله فانتظر الساعةi رواه البخاري ..فالمحافظة على حقوق الله وحقوق العباد تتطلب خُلُقا لا يتغير بتغير الأيام، وذلك هو جوهر الأمانة..و هو ما يُحافَظُ عليه و يكون شعاراً يُدعىَ إليه ..
في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة..
من معاني الأمانة أن نحسن في نعم الله التي بين أيدينا من أولاد وأموال فحين قال الله

من معاني الأمانة أن تُحفظ حقوق المجالس والبيوت فلا تُفشى أسرارها وتسرد أخبارها فكم من حبالٍ للقربات تقطعت ومصالح تعطت للتهاون بأمانة المجلس قال صلى الله عليه وسلم((إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت عن صاحبه فهي أمانة))رواه أبو داوود..
والأمانة يتصف به البر والفاجر وهي تؤدى للمؤمن والكافر ولو اعتدى عليك كما فعل صلى الله عليه وسلم في الهجرة حين استخلف علياً رضي الله عنه لإرجاع الأمانات لأهل مكة..قال ميمون بن مهران ((ثلاثة يؤدين إلى البرّ والفاجر:الأمانة والعهد وصلة الرحم))
عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها - أو قال : يكفر كل شيء - إلا الأمانة ، يؤتى بصاحب الأمانة فيقال له : أد أمانتك . فيقول : أنى يا رب وقد ذهبت الدنيا ؟ فيقال له : أد أمانتك . فيقول : أنى يا رب ، وقد ذهبت الدنيا ؟ فيقال له : أد أمانتك . فيقول : أنى يا رب وقد ذهبت الدنيا ؟ فيقول : اذهبوا به إلى أمه الهاوية . فيذهب به إلى الهاوية ، فيهوي فيها حتى ينتهي إلى قعرها ، فيجدها هنالك كهيئتها ، فيحملها فيضعها على عاتقه ، فيصعد بها إلى شفير جهنم ، حتى إذا رأى أنه قد خرج زلت فهوى في أثرها أبد الآبدين " . وقال : والأمانة في الصوم ، والأمانة في الوضوء ، والأمانة في الحديث ، وأشد ذلك الودائع . فلقيت البراء فقلت : ألا تسمع إلى ما يقول أخوك عبد الله ؟ فقال : صدق .أما سمعت الله يقول ((إن الله يأمركم أن تؤدوا .....بالعدل))
من معاني الأمانة ضمان العدل و حقوق الناس و مصالحهم و معاشهم و معادهم و أن نُحَذِّرَ و نحذرَ من العبث بمصالح الناس و هدم منجزات الوطن و إثارة الفتن و التعدِّي على الأراضي و الحقوق كائناً من كان فهذه خيانةٌ للأمانة الملقاة تستلزمُ المحاسبةَ والتشهيرَ بمن خانَها للعبرة والعظة..الأمانة إخوتي فضيلةٌ ضخمةٌ ثقيلةٌ تحملها الإنسان)إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً(اللهم إنا نسألك أن تصلح قلوبنا و تزكي أعمالنا و ترزقَنا الصدقَ و الأمانةَ و تُطَّهرنا من الكذبِ و الخيانةِ أقولُ قولي هذا
الخطبة الثانية الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و بعد ..
عباد الله ..إن معايير الأمانة في هذا الزمن قلّت وتقلّبت وتغيّرت حتى أن كثيراً من الناس يستغربها إذا رآها تطبق..فصار الاعتداء على المال العام والنيل منه ذكاءً وبطولة..وأصبحت الرشوة سائدة وتغيّر مسماها إلى عمولة..وأصبح الخروج أثناء الدوام ويمارس عدم الإنجاز بسهولة،وأصبح الكذب وأكل مال الناس وبعض سوء الأخلاق ومخالفة النظام رجولة..ثم ندّعي بعد كل تلك الممارسات وقلّة المسؤوليات أن الأمانة موجودة..كنا نستغرب الرشوة ويخافها الكثير فأصبحت أمراً عادياً وكل ذلك من إضاعة الأمانة التي ستكون آثار فسادها عظيمة..
و صلى الله و سلم على نبينا محمد ..