• ×

03:58 صباحًا , الثلاثاء 6 محرم 1447 / 1 يوليو 2025

أهمية جمع الكلمة والحذر من أعلام يفرق

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد للهِ جعل المؤمنين أُخوةً في الإيمانِ،شبههم بالبنيانِ،حثَّهم على ما تقوم به تلك الأخوة مدى الزمان،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسولُه المبعوث لجميع الإنس والجان،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان..أما بعد فاتقوا الله عباد الله والتزموا وصية ربكم{وكونوا عباد الله إخوانا}فالمؤمنونَ أُمةٌ واحدةٌ ربُّهم واحدٌ وعبادتُهم واحدة..أَلف الإِسلامُ بين قلوبِهم ونزعَ العداوةَ من صدورهم وزين الإِيمانَ في قلوبهم..ووقاهم حَميّةَ الجاهلية..دعوتُهم توحيدٌ واتحاد..وحياتُهم إِخاءٌ وتعاون فيما لا يغضب الله..قِبلتُهُم واحدة..بيوتُ اللهِ تَجمعهُم..وحُكم اللهِ يَشْمَلُهُم،والمفَاضَلةُ بينهم بِتقوى الله والعَملِ الصالح..بِوحدَةِ الكَلمة مَلكُوا العِبَادَ وسَادُوا البِلادَ..وسَعْدَ بِهم الأَشقياءُ..بِعَدْلِهم ضَعُفَ الجبَابِرةُ وانتصفَ الضُعفَاء..كانوا في الحقِ كالبُنيَانِ المرصوصِ فَعَزّ دِينُهم وحُفِظَت أَوطَانُهم..وصِينت أَعراضُهم..مُتكاتِفُونَ يَدْلُونَ على الخير،ويُحَاربُونَ السُوءَ..يَنشرونَ السُنة ويَقمعُون البِدعة يَأْمُرُونَ بالمعروفِ وينهونَ عن المنكَرِ وهُم مُجْتَمِعُونَ..أَصلٌ عَظيم يَجبُ أَن يَكونَ نُصب أَعين كُلِّ واليٍّ وعالمٍ و إِعلامي في أَيِّ مَكان..يَجب أن نَكونَ يَداً واحِدةً عَلى يَد مَن يُريدُ مَسح عَقيدةِ الأُمَّةِ،وتَبديلِ شَرِيعَتِهَا وتَشويهِ مَنهجِّهَا،وزَعزعَةِ أَمنِ الأَوطان،والترويجِ للفتنِ في البلدان..نقول ذلك ونحنُ نَرى الفتن تؤثر هنا وهناك وتفرق بين البُلدان والشعُوبِ لأَتْفَهِ الأَسبابِ..إِشاعةٌ تُنشرُ وكِذّبَةٌ تَسَبَّبُ بإِحداثِ فتنة..
إنَّ بِلادَنا وبلاد المسلمين-إخوتي-بِحَاجةٍ إِلى جَمعِ كَلِّمَتِهِم على الحقِ..ولا بد عِند الاختلافِ والبلبة من عُلُّوِّ صَوتِ العَقْلِ والحِكمَةِ والاحْتِكَام إِلى مِيزَانِ العَدلِ،وسُلوكِ مَسلكِ الإِنصافِ..وتَركِ الفُرقَةِ والتَنَازُعِ..إِنَّنَا نَحتَاجُ إِلى النَّوايَا الطَيِبَةِ والتَعَاونِ الجادِ الصَادْقِ مِنْ أَجلِّ إِقامةِ مُجْتَمَعِنَا وأَوطانِنَا وبَثِّ العَدلِّ،ونَشرِ العِلمِ،ومُكافَحَةِ الجهلِّ،وتَثبيتِ الحق.
نَتركُ الخِلافَ ونُوحِّدُ الرّأَيَ ونَقِفُ صَفاً واحِداً في مُواجَهَةِ المتغيراتِ،ونَثْبُتُ على نَهجِ الوِحّدَةِ القَائِم على التَوحِيدِ الذي يَجْمَعُنَا وتَحقيقِ الحريّةِ الحقّةِ التي تَنْبُذُ الظُلم..
لمُحَاوَلَةِ زَعَزَعَةِ الصُفُوفِ والنَيّلِ من دِينِهَا ووِّحِّدَتِهَا وَهَذا مَا حَذَرَهَا رَبُّهَا مِنهوَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَومن يُذكي مِثلَ هَذهِ الأَزماتِ مُستفيدٌ مِن اِختَلافِنَا والتَفريقِ بينَنَا من أعداء ورافضةٍ ومتعجلين،ويفرحون بما يحققون من نشر الفتن..
أَيُّهَا المسلمون، الخلاف فِي وُجْهَاتِ النَّظَرِ لا يَجُوزُ أَنْ يُؤدّيَّ إِلى صِراعَاتٍ وإِفسادٍ بَينَ الشُعُوبِ؛ إِنَّهَا فِتنَةٌ جَهْلاءُ،وضَلالةٌ عَمْياءُ،لا يستفيدُ منها إِلا الأَعداءُ..وكما أن من الخطأ تجاهل المطالب،وعدم الاهتمام بها فإنه ليسَ مِن المصلحةِ أَنْ يُوجِّهْ كُلٌّ مِنا أَصَابِعَ الاتِهَامِ إِلى بَعضِنَا بَعضًا،إِنَّها دَعوةٌ إلى اِجتماعٍ للكلمةِ لا يَذِّلُ فِيها مُظلومٌ،ولا يَشْقَى مَعهَا مَحرُومٌ،ولا يَعبثُ في أَرضِهَا بَاغٍ،ولا يتَلاعَبُ بِحُقُوقِها ظَالمٌ،ولا يَسْتَغِلُّ أَزمَتَهَا مُنَافِقٌ،ولا يُنالُ من عالم.. فالمحافظة على الجماعة من أعظم أصول الإسلام((واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا))
و بِوّحِدَةِ الكَلَمةِ تَستَطِيعُ أَيَّةُ أُمةٍ أَنْ تُواجِهَ الأَزمَاتِ بَعد تَوفيقِ الله لها..
كونوا جميعًـا يا بَنِيَّ إذا اعْتَرَى
خَطْبٌ ولا تتفـرّقوا آحـادا

تأبى الرماحُ إذا اجتمعن تكَسُّرًا
وإذا افترقْنَ تكسَّرت أفـرادا

عِباد الله..إِنَّ جُلَّ الخِلافِ الذي فَرقَ الأُمةَ يَرجعُ إِلى طُغيانِ الهوى وحُبِّ الغَلَبَةِ والرّغَبَةِ في الاسّتِبْدَادِ وتَتَبُعِ الزّلاتِ وإِشهَارِ الهفَواتِ،وتَصديقِ الشَائِعَاتِ مَعَ مَن يَقْتَاتُونَ بِذَلَك في الإعلام ووسائل الاتصال يَعمَدُونَ للإِثَارةِ بِنَشِرِ الأَكاذِيبِ وتَسويقِ البَاطِلِ،وهَذَا كُلُّهُ يُولِّدُ غَفلَةً شَنِيعَةً يفرّق بَينَ الشُعُوبِ وهيَّ المهلكةُ الحالِقَةُ..لا أقولُ تَحّلِقُ الشَعرَ بَل تَحّلِقُ الدينَ كما في الحديث..
أَيُّهَا الإِخوة..إِنَّ الأُمّةَ لا تُصابُ مِن الخَارِجِ ولا تُحِيطُ بِهَا الشَّدَائِدُ ولا تَلَحَقُهَا النَّكَبَاتُ وتُحِيطُ بها الفِتن،إِلا بَعد أَن تُصَابَ مِن الدَاخِلِ،فَالحِصنُ الحصينُ للأُمّةِ في الأَزمَاتِ يَكْمُنُ فِي الإِيمانِ باللهِ وحدهُ وصدقِ التَوَكُلِّ عَليهِ وحُسّنِ الاعتِمَادِ عليهِ وتَفويضِ الأُمُورِ إِليهِ والاستِمْسَاكِ بِشرعهِ ثم في تآزُرِ المجتمعِ وتَمَاسُكِهِ والتِفَافِهِ حَولَ قَادْتِهِ ودُعَاتِهِ وعُلمائِهِ..ولَقَدْ رَأَينَا أَنَّ الأَزماتِ يَخِفُ أَثَرُها ويقلُ خَطَرُهَا بالتَمَسُكِ واجتماعِ الكَلِمَةِ..حِينَ يَنبَري العُقَلاءُ لِتَهْدئتها وبيانِ الحق..وباجتماعِ الكلمةِ وأُلَّفَةِ القُلوبِ تَتَحَقَقُ مَصَالِحُ الدينِ والدنُيا ويَتَحَقَقُ التَنَاصُرُ والتَعاونُ والتَعَاضُد((وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ( وقالr:{مثلُ المؤمنينَ في تَوادِهم وتَراحمهم وتَعاطُفهم كَمثلِ الجسدِ الواحدِ إِذَا اِشتَكى مِنه عُضوٌ تَدعى لَه سَائِرُ الجسدِ بِالسهرِ والحمَى} متفقٌ عليه..وقالr:{المؤمنُ للمؤمنِ كالبُنيَانِ يَشدُّ بَعضُهُ بَعضاً}رواه البخاري.. ويقول ( إن يد الله مع الجماعة)) ولِذَلك كان أَعظمَ ما نَهى الله عنه ورسولهrالفُرقةُ والاختِلافُ )وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ( وفي الحديث قالr:{لا تختلفوا فتختلف قلوبكم}وقال ابن مسعود t(الخلاف شرٌ كله))..وقال الحسن(أيها الناس إن الذي تكرهون في الجماعة خير مما تحبوه في الفرقة))..
معانٍ عَظيمةٍ واجبةٍ كُلَّ وقتٍ وهيَّ آكدُ في أَوقَاتِ الشَدَائِد والأَزماتِ والفِتَنِ،حِفَاظاً على حَوزةِ المسلمين وحِراسةً للوطنِ والدينِ لأنَّ اِجتماعَ الكَلمةِ قُوةٌ للمسلمينَ،واختلافُ الكَلمَة ضعفٌ لهم..
عن الحارث الأشعريtأنَّ النَّبيَّrقال:{آمركم بخمسٍ الله أَمرني بهنَّ:بِالجماعةِ وبِالسمعِ والطاعةِ والهجرةِ والجِهادِ في سبيلِ الله فَإِنَّهُ مَن خَرجَ مِن الجمَاعَةِ قَيد شِبرٍ فَقد خَلَعَ ريقة الإسلامِ من عنقهِ إِلى أَن يَرجِعَ،ومَن دَعا بِدعوى الجَاهلِيَةِ فَهُوَ مِن جُثّاءِ جهنم قالوا:يا رسول الله وإن صام وصلى؟!قال:وإِن صام وصلى وزعم أنه مسلم فادعوا المسلمين بأسمائهم بما سماهم الله:المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل}حديث صحيح رواه أحمد والترمذي..فأين هذه المعاني من تلك الفرقِ والأحزابِ التي ساهمت في تفريقِ الكلمةِ وتقسيم المسلمين وعدمِ اتفاقهم لإقامةِ الدول والمحافظةِ على مكتسباتِهم؟!من إِزالةٍ للطغيانِ وطلبٍ للعدلِ والأمان..بل أَصبَحُوا يَتَقَاتَلُونَ فيمَا بينهم ويتآمر عليهم المنافقونَ الذين يريدون حرف مسيرة المجتمع أخلاقياً ودينياً ليثيروا الناس بالفتن ويحدثوا الفُرقَةِ فيما بينهم..
عن العرباضِ بن سَاريةtقال:وعظنا رسولُ اللهِrمَوعظةً وجلت منها القلوبُ وذَرفت مِنها العيونُ فقلنا يا رسول الله:كأنَّها مَوعِظةُ مُودع فأَوصَنا قال:{أوصيكم بتقوى الله والسمعِ والطاعةِ وإِن تَأَمر عليكم عبدٌ فإِنَّه مَن يعشُ مِنكم فَسيَرى اِختلافاً كَثيراً،فَعليكُم بِسُنّتِي وسُنّة الخلفَاءِ الراشدينَ المهديين،عُضوا عَليهَا بِالنَواجِذ،وإِياكُم ومُحدثَاتِ الأُمُورِ فإنَّ كُلَّ بِدعةٍ ضَلالة}رواه أبو داود والترمذي..وقال حديث حسن صحيح ..
فتأَمّلُوا إِخوتي هَذِهِ النّصُوص،ومَدى قُوتِها في الدعوةِ إِلى وُحدةِ الكلمةِ وضرورةِ اِجتماعها بِالرُغم مِن مُنغِصَاتِ الحياةِ ولذلكَ فَإِنَّنَا نُحَذِّرُ المسلمينَ عَامةً وشَبَابَنَا خَاصَةً من الإِخلالِ بِهَذا الأَمرِ بِالتَأَثُرِ بِالشَائِعَاتِ الكَاذِبَةِ والأَراجيفِ المغرضةِ التي يُدِيرُهَا إِعلامٌ لا يُريدُ بِالأُمَةِ خَيراً وينشر الفساد الأخلاقي،وأفكارٌ هدامة تُنشَرُ عَبر الفضائياتِ وعَبر شَبكةِ المعلوماتِ تَستَهدفُ الطَعنَ في الدينِ والأَخلاقِ،وتبثُ الفُرقَةَ والاختلافَ والخوفَ والهلعَ،وتقدحُ بالناس بِلا وجهِ حقٍ فالتكاتُفُ واجِبٌ مَع القَادَةِ والعُلَمَاءِ والعُقَلاءِ بالمناصحة والتَعَاونِ مَعَهُم عَلى بَيانِ الحقِ وعَلى تَنفيذِ الشَريعةِ ورِعَايَةِ المصالح..والاتصالِ والتواصلِ والمحاورةِ والمناصحةِ مع الولاةِ بالوسائل الشرعية وتبيينِ سُبُلِ الفَسادِ التي هي سبَبُ كُلِّ شَرٍّ وفَتحٍ للبلاءِ على النَّاسِ ولا بُدَّ كَذلِكَ من العُلماءِ أَن يَلتَفُوا حَولَ النَّاسِ لاسيمَا الشباب والاستماعِ مِنهُم ومُحَاورتِهم بِالحُسنَى،ونُصحِهِم والمدافعة عن المظلومين وأصحاب الحقوق وهَذا دَورُهم في الأُمَّةِ لا أن يَنعَزِلُوا أوَيبتعدُوا،أو يجاملوا وهُم حَملةُ كتاب الله وسنةِ نبيهِإلى النَّاسِ،فَلا بُدَّ أَن يُخَاطِبُوهُم ويَبُثُوا الثِقَة لديهم ويَكُونُ دَورُهُم في المجتمعِ مَشكُوراً وذِكْرُهم مَأْثُوراً ويُدْافِعُونَ عَن قَضَايَا الأُمةِ والمسجونينَ وينَافِحُونَ ضِدَّ المبطِلِينَ والمفسدينَ ولابدَّ مِن حُسنِّ الظَنِّ بِالعُلَمَاءِ فَهُم سِيَاجُ الأُمَّةِ ضِدَّ الفِتَنِ والمراجِعِ الشَرعِيَّةِ وقت المحن.
أيها الإخوة المؤمنون..الفتنة نائمة وحصولها يفسد البلاد ويقطع الأرزاق ويفقد الأمن الذي به حياة الناس ومعاشهم وهنا يأتي الحذر من إعلامٍ يفرق ولا يجمع يفسد ولا يصلح يَجِبُ عَلينَا الحذرُ ثُمَّ الحذر عَمَّا يُشِيعُهُ المرجِفُونَ وتَتَنَاوَلَهُ آلاتُ الإِعلامِ وتَتَنَاقَلَهُ وسَائِلِ الاتصالِ وشَبَكَةُ المعلوماتِ مِن شَائِعَاتٍ وأَراجِيفَ في عصرِ السماءِ المفتُوحَةِ والفَضَائِياتِ التي تُمطِرُ أَخبَاراً وتُلقي أَحاديثَ وتَعلِيقَاتٍ لا تَقِفُ عِند حدٍ..لا بد من التمييزِ بينَ الغثِّ والسمينِ..والحقِّ والبَاطِل..
إنَّ الأَرَاجيفَ والشَائِعَاتِ إِنَّمَا تَستَهدِفُ التَآلفَ والتَكَاتُفَ،وتَسعَى إِلى إِثَارَةِ النَعَراتِ والأَحقادِ وتَنشُرَ الظُنُونَ السيَئةِ وتُروِّجَ للسلبياتِ وتضخّمَ الأَخطاءِ..بإِثارةِ النَّعَرَاتِ بينَ الشعُوبِ أو القبائِل أو المناطق عَبر بَرامجَ فَضَائِيَةٍ تُثيرُ المشكلاتِ،وتَنشرُ الشَائِعَاتِ،ومَجالسٌ لا تَتَوَرعُ عن اِتِهَامِ الأَهدافِ والنَّيَات..
فالإِشَاعَاتُ والأَراجِيفُ سِلاحٌ بِيَدِ المغرضينَ وَأصحابِ الأَهواءِ والأَعداءِ والعُمَلاءِ،يَسلُكُهُ أَصحابُه لِزَعزعَةِ الثَوابِت وهَزِّ الصُفُوفِ وخَلخَلَةِ تَماسُكِّهَا..وهيَ تُبَلبِلُ الأَفكَارَ،وتُفقِدُ الثِقَةَ بالنَّفسِ والأُمةُ والقِيَادَة،وتَنشرُ الضَغَائِنَ،وتُصَّدِعُ الكِيَانَ،فَكَم أَقلَقت مِن أَبرياءَ وهدمت مِن وشَائِجَ،وسَبَبَت مِن جَرائِم،وقَطعت مِن عَلاقاتٍ،وأَخّرَت أَقوامَاً،وعَطَلَت مَسيرة،وهَزَمت جُيُوشَاً..أَمَّا المؤُمنُونَ فَموقِفُهُم)الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ*فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(حُسنُ الظَنِّ بِالمسلمينَ أَفرادَاً وجَمَاعَاتٍ..هَذا هُوَ الأصللَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (
وحتَى عَلى فَرضِ وُقُوعِ الخطأ فَليسَ عِلاجُهُ بِالغَوغَاءَ والإِفسَادِ وإِنَّما لَهُ طُرقهُ المبذُولةِ للِإصلاحِ..ويتأكَّدُ صَونُ اللسانِ في أَوقاتِ الفِتَنِ والإشاعات،بَل العَقلُ والإيمانُ يدعوانِ صَاحِبَهُما لِلمُوازَنَةِ بينَ مَصلَحَةِ الكَلامِ ومَصلَحَةِ الصَمتِ فَلَيسَ الكَلامُ خيراً دائماً،وليسَ الصَمتُ بِرّاً دَائِمَاً،في الحديث الصحيح{من كان يؤمن بالله واليوم ألآخر فليقل خيراً أو ليصمت} )أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا*وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (أقول ما تسمعون...
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..
عباد الله..من آكد الأمور التي تسعى لجمع الكلمة نشر ثقافة المناصحة والنقد الهادف البناء فيما بين الناس وأهمها المسؤول لإيصال صوت الحق إليه فا للنصيحة مقام كبير في الدين قال صلى الله عليه وسلم(الدين النصيحة،قلنا:لمن يا رسول الله؟قال:لله،ولكتابه،ولرسوله،ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم،ومناصحة ولي الأمر واجبة يقول عليه الصلاة والسلام( إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويسخط لكم ثلاثاً :يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوه به شيئاً ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ، - ويسخط لكم ثلاثاً قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال))رواه مسلم..
فالإصلاح والنصيحة بأسلوبها الشرعي يجلب المصلحة ويدرأ المفسدة،وتركها أو استحداث وسائل غير شرعية يثير الفتن حتى ولو كان القصد للإثارة يراه صاحبه مهماً فقد يكون من جراء فعله فتنة لا يعلم هو أثرها،ونحن والله نحمد الله على نعم نعيشها من أمنٍ ورخاء لن تدوم إلا بإقامة شرع الله والمناصحة فيما بيننا ونبذ الظلم وإحقاق الحق والأخذ على يد من يريدُ حرف مسيرتنا للفساد في الدين والخلق..
نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كلِّ سوءٍ ومكروه،وأن يجمع كلمتنا على الحق وأن يصلح ذات بيننا،ويهدينا سبل السلام،وأن يهدي ضال المسلمين،ويوفق ولاة أمور المسلمين لما فيه صلاح البلاد والعباد،وأن يغيث المنكوبين في الشام وفلسطين وبورما وجميع بقاع المسلمين..
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،،،

 0  0  1121
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 03:58 صباحًا الثلاثاء 6 محرم 1447 / 1 يوليو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.