عن عبد الله بن عمر أنه قال رجل في غزوة تبوك في مجلس:ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء،لا أرغب بطونًا،ولا أكذب ألسنة،ولا أجبن عند اللقاء!فقال رجل في المجلس:كذبت،ولكنك منافق،لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن، قال عبد الله:فأنا رأيته متعلقًا بُحقَبِ ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكيه،وهو يقول:يا رسول الله،إنما كنا نخوض ونلعب،والرسول يقول

إنها ظاهرة التهاون والسخرية بالدين والتطاول على تعاليم الإسلام،وثوابت الدين،ولقد حذرنا القرآن الكريم من هذه الظاهرة في مواضع عدة بصورٍ وأساليب متنوعةٍ فتارة يبين أنها للكفار((زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا))ويقول تعالى

نتحدث اليوم عن الاستهزاء بالدين والجرأة بالتطاول على الثوابت ليس من قبل الكفار فإنه لا يستغرب عليهم حينما يتجرؤون على ديننا أو على نبينا صلى الله عليه وسلم..لكننا نتحدث عن قنواتٍ وصحفٍ أوكتاباتٍ بالانترنت تتسم بالجرأة والتطاول على ثوابتنا وعلى ديننا بدعوى الثقافة وحرية الرأي..وما كنا لنتحدث عن هذه الظاهرة فوق منابر المساجد لولا انتشارها وأن هناك من يراها ثقافةً وتنوعاً فكريا ونوعاً من الإبداع في الرواية والمقالة،وهي لا تعدو كونها ضحالة فكرية..وقد تجد من يطالب بعدم التشديد رغم شدة ما قالوه..أو تجد بالمقابل كذلك من يتهم الناس بالتطاول على الدين أو التكفير أوالرّدة بلا تثبت أو بحث ويتخذ مقولةً يبتُرُها من النص ليتهم بها أحد بالتكفير والزندقة..
عبادَ الله..المؤمنُ حقَّاً مُعظِّمٌ لله ولرسوله،معظِّمٌ لدينه،ففي قلبِه مِن إجلالِ اللهِ وتعظيمِه ما الله بهِ عليم..فيعظّم أسماءَه وصفاتِه،ثمَّ هو يعظِّم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم،فيؤمِن أنّه عبد الله ورسوله،ختَم الله به الرّسالاتِ كُلَّها،ويحبّ هذه الشريعة،ويواليها،ويعتقد راضياً كمالَها وشمولَها وتمامَها..وممّا يؤسَف له ما يقَع فيه بعضُ المنتسبِين إلى الإسلام؛إمّا مِن طريق السّخريَة والهَزل،أو عن طريق الجِدِّ عياذاً بالله بالتطاول على الله وعلى سنّة رسول الله،أو على شرع الله،أو على أوامره ونواهيه فترى بعضَهم والعياذ بالله يتفوّه بألفاظٍ لا يقدر الله فيها حق قدره،ويتكلّم بكلماتٍ فيها سُخريةٌ بمحمّد صلى الله عليه وسلم واستهزاءٌ بسنّته،والمتَّبعين والمقتفين أثرَه..وتراه أحيانًا يسْخر بأوامرِ الإسلام ونواهِيه،يستهزئ بها لا يقيم لها وزنًا..وهذا يدلّ على مرض في القلب الذي تهاون واليد التي كتبت واللسان الذي تحدث إذ لو كان مؤمنًا حقًّا لعظم الله((وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ))فالذي يُقدِّر الله حقّ قدرِه هو المؤمِنُ به،المعظِّم لأوامِره ونواهيه،هو الذي يديم ذكرَ الله والثناءَ على الله وتنزيهَ اللهِ عمَّا لا يليق به مِن العيوبِ والنّقائصِ..والمؤمنُ حقًّا يُعظِّم رسولَ الله،يُعظِّمُ سنّته،يُعظِّمُ أوامِرَه ونواهيَه،يُعظِّم أهلَ الإيمان،ويُواليهم،يُعظِّم هذه الشريعة،ويعمَلُ بها،يعتقِدُ كمالَها وشمولها..إنّ الاستهزاءَ بالإسلام والتهاون بتعاليمه مرضٌ في القلب،يدلُّ على فسادِه وضعف الإيمان وقد جعل الله الاستهزاءَ بشريعتِه دليلاً على النّفاق((يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ))وأخبر الله عن المنافقين أنّهم إذا لَقوا المؤمنين أظهَروا لهم الإيمانَ والاتّباع والثناءَ عليهم وسلوكَ طريقهم،وإذا خَلَوا إلى شياطينهم قالوا:إنّا معكم،((وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِٱللَّهِ وَءايَـٰتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءونَ*لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ))فأطلق الله عليهم الكفر لمجرد الاستهزاء بالرغم من أنهم كانوا يمزحون ويلعبون ..
فاحذر أخي المسلم،وعَظّم ربَّ العالمين،عظِّم رسولَه،وعظِّم دينَه،أحبَّ أهلَ الإيمان،ووالِهم واحذَر السّخرية بالدين والسنةَ فإنّما ذاك استهزاءٌ بربّك واستهزاءٌ بنبيّك صلى الله عليه وسلم ..
هذا الاستهزاء أخي يقع فيه بعض النّاس،فبعضهم ـ والعياذ بالله ـ قد يستهزئ ويسخر بربّ العالمين سبحانه وتعالى،ويتفوّه لسانُه بكلماتٍ تعود عليها تدل على فَقد الإيمان من القلبِ -والعياذ بالله-هناك في بعض مجتمعاتنا المسلمة من يطلق السب واللعن للخالق جل وعلا نقول ذلك لأنه منتشر وهذا هو الكفر والضّلال،قال الله عن اليهود


وهكذا أشباه اليهودِ ممّن يسخَرون بربّ العالمين تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً،يستهزئون بأسمائِه وصفاتِه،وأفعاله وقضائِه وقدَره؛ولولا أن أُخدِّش أسماعكم في هذا المكان الطاهر وأذويكم بما تسمعونه بما يكتب لأتيكم بنصوص مكتوبة ومنشورة مع الأسف فيها تطاول على الدين عجيب قراءته ولا حول لا وقوة إلا بالله وإنك لتعجب من قلم خطها أو لسانٍ تكلم بها..
عباد الله..المؤمِن يؤمِن بالله،وبقضائِه وقدرِه،يعظّم سنّةَ محمّد صلى الله عليه وسلم،وأنه عليه الصلاة والسلام لا يقول إلاّ حقًّاً،تجد بعض الناس من الاستهزاء إذا سمع حديثاً لم يعجبه أنكره هذا رسول الله لا ينطِق إلاّ بالحقّ((وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَىٰ))يقول عليه الصلاة والسلام

أيّها المسلم،كلّ سُنّةٍ سمعتَها من رسول الله فاقبَلها،واعمَل بها قدرَ استطاعتِك،ولينشَرِح لها صدرُك، ولتقرَّ بها عينك،فإنّ هذا دليل الإيمانِ الصّادق حتى ولو كنت مقصراً بمخالفاتها،أمّا من يردّ سنّتَه مستهزئًا بها ساخرًا منها غيرَ رافع الرّأس بها،أو يرى كذلك خطأً وقع ممن التزم بسنةٍ ما فوقع بخطأ أو تشدد وشوه هذه السنة فيذم السنة فهذا خطأ في فهم سنته صلى الله عليه وسلم وهو يقول

قد تجد البعض ـ هدانا الله وإيّاهم ـ يتفوّهون أحيانًا بكلماتٍ لا يُقدِّرون لها قدرَها،يسخَرُ بشيء من السنّة،إذا قُلتَ له:إنّ سنّةَ محمّدٍ صلى الله عليه وسلم دلّت على وجوبِ إعفاء اللّحية فإنّه يسخر منك،وربما استهزأَ بها،ولا يدري أنّ هذه سخريةٌ برسول الله صلى الله عليه وسلم..هو لو حلَقها لخالف تلك السنة،ولكن إذا استهزَأ بها صار الاستهزاءُ أشدَّ وأعظمَ إثماً من حلقِها..تذكرُ له سنّةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في أنَّ الإسبالَ محرم،فلا يقبَل ذلك منك،تذكر له أنّ سنّة الله تُحرّمُ على الرّجل لبسَ الذهب والتحلّي بالذّهب فلا يرضى منك ذلك..تذكرُ له أدبَ رسول الله في الأكل باليمين فلا يرضَى منك ذلك.كلّما ذكرتَ له سنّةً من سنّة محمّد صلى الله عليه وسلم فإنّه يَردُّها من غيرِ مبالاةٍ ولا قبولٍ لها،وذاك عياذاً بالله دليل على ما في قلبه من مَرض..وليست الخلافات الفقهية بين العلماء في هذه السنن والأحكام بعذر للإنسان على استهزائه فيجب احترام جميع الأقوال الشرعية المبينة على الدليل من غير تهكم..
أيّها المسلم،لقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتدّ غضبُهم على مَن ردّ سنّةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال


انظروا إلى غثاء المسلسلات والصحف والأقلام كيف تجاوزوا الحد في استهزائهم بشرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم..مسلسلاتٌ تريد إضحاك الناس ولا همّ لهم إلا لمز المتدينين والاستهزاء بهم فتراهم يُظهرون المتدين بقلة الفهم والغفلة والعجلة والحقد على المجتمع..يظهرون رجال الحسبة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمظهر المفسد لا المصلح لأنهم وقفوا ضد شهواتهم حتى المشائخ يستهزؤون بهم وبفتاواهم وحلهم لمشاكل الناس..يتهمونهم بالعقد النفسية..حجاب المرأة والمحرم لها في السفر جعلوا منه أضحوكة..اختلاط النساء بالرجال جعلوه ألعوبة..عمل المرأة المحتشم استهزءوا به..اتهموا الجهات الدعوية والمراكز الصيفية وحلقات التحفيظ بالتطرف..إنه تطاولٌ بلغَ حداً عظيماً وجرأةٌ على الله أقضت مضاجع كلَّ من شاهد أو قرأ،نتساءلُ أليسَ من رادع لمنع هؤلاء؟وهذه المهازل التي تشوِّهُ ديننَا وبلادنا ونساءَنا فإن ما ذكرتُه يعرضُ عبرَ الفضاء على العالمِ أجمَعْ باسمنا وهو يشوه بلادنا وتمسّكَ أهلِها؟..أيُّ جرأةٍ على الله جعلتهم يستهزئون بالدين وأهله وهم لا يجرؤون في الوقت نفسه أن يستهزئوا بأنظمة الدول أوبحكامها أو مبادئ النصرانية واليهودية الذين أشبهوهم بفعلهم لأنهم يخشونها أشد من خشية الله..أم هو الحنق من تمسك هذه البلاد بالشريعة فنحن في بلادنا هنا نتمسك بالشريعة وعلنُ إقامةَ شرعِ الله وباتت حصناً أخيراً للحجاب والمحافظةِ على عددٍ من أوامر الإسلام وترك نواهيه؟أم هو الطمع بالمال الذي حرك أصحاب تلك القنوات فاشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون..قنوات بائسة تُدعم من الكفر يدعمونهم الكفار بأسماء مسلمة مع الأسف تنشر عاداتٍ وشذوذٍ بالأخلاق موجهةً للطفل والمرأة ثم يدعون أنهم قناة للأسرة العربية..يسخَرون بحجابِ المرأة الذي دعَت إليه الشريعةُ وأمرت به،يدعون لاختلاط المرأة بالرجال بدعوى العمل وغيرها وإذا ذكرتَ لهم شرعَ الله في تعدُّدِ الزوجات سخِروا منك ومِن شريعتك ومن نبيِّك عياذاً بالله..إذا ذكرتَ لهم الحدودَ الشرعية التي تقام في بلادنا بحمد الله من رجم للزاني أو قطعِ يد السارق أو جلدٍ لشارب الخمر فإنّهم يسخرون منك ويقولون:أنتم تهينون الإنسانَ..لا تعرفون للإنسان حقَّه كم ظلموا المرأة واستهانوا بها،واستهزأوا بحجابها وعفافها وغطاء وجهها؟..ولست أدري ماذا يعجب هؤلاء؟وماذا يريدون لمجتمعنا؟هل يريدون تفسخاً وانحلالاً لنسائنا؟هل يريدون السماح بالخمور والمسكرات؟أم يريدون الاختلاط بين النساء والرجال؟أم يريدون أن نتحول إلى أمة لاهيةٍ لا تحمل رسالة ولاتعرف هدفاً؟..ولقد رأينا إنتاجهم ورأينا تأثير برامجهم وقنواتهم لإعداد مواهب الغناء ومواهب والرقص كيف أثرت في مجتمعاتنا المسلمة ثم هم يستنقصون مبادئ الدين عبر برامجهم..
عباد الله..إنَّ الاستهزاءَ بالدين وتعاليمه خُلُقِ أعداء الرسُل منذ بُعِثوا إلى أن خُتِموا بمحمّد صلى الله عليه وسلم،قال الله عن قوم نوحٍ((وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ إِلاَّ ٱلَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِىَ ٱلرَّأْى))فوصَفوا أتباعَه قليلو الفكرِ والمَعرفة،وهكذا بعض الناس يصف المتدين بذلك..وأنهم يريدون التضييق على المجتمع لا عندهم رؤية لا عندهم بصيرة وغير ذلك من الألفاظ..
عباد الله..لنعظم حرماتِ الله،لنعظم أوامرَه ونواهيَه،لنحب أهلَ الإيمان المتمسّكين بشرعِ الله الثابتين على ذلك،ولنحذر من السّخريةَ والاستهزاءَ ولو بالمزاح..ولا عبرة لشرذمةٍ قليلةٍ في مجتمعنا وجدوا نعم نعترف تطرفوا برأيهم حاربوا المجتمع والنظام كفروا..فجروا من ضلالهم،هؤلاء قلة لا يحكم بها على أغلبية خيرية لكنه استغلالٌ ممن في قلوبهم مرض لتشويه الدين والتمسك به سواءٌ كانوا متشددين أو متطرفين فهموا الدين وتعاليمه خطأً أو من مستهزئين بالدين مُكنّوا في بعض القنوات والصحف والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
أيّها المسلم،لا تجامل على حساب دينك..لا تسكت أو تتهاون بمن استهزأ بدين الله ((لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا))لا تتّخذوهم أولياء،فالذين في قلوبِهم مَرض،هم من تفوّهت ألسنتُهم ((وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ ٱلْقَوْلِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَـٰلَكُمْ ))
في عهدِ النبيّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ أكَل معه،فأكل بشِماله فقال


الواجبُ علينا تقوَى الله والمحافظةُ على شرعِه..تعظيمُ السنّة..نحذر من زلّ لسانُه ولقي اللهَ بغير توبةٍ فإنه يُخشَى عليه مِن عذاب الله..لابد من الحذر كذلك من مشاهدة بعض الأمور أو التناقل عبر رسائل الجوال أو غيرها بمثل هذه ولو على سبيل التسلية..ويحذر المسلم من أن يزل لسانه بأمر يندم عليه،نحن لا نقول لا نناصح أهل الدين ولا نتكلم معهم سواء كان عالما أو إمام مسجد أو غيره لابد أن نناصحهم و أن نعطيهم النقد البناء ونخاطبهم أو كذلك ننقد الجهات الشرعية إذا وقعت في الخطأ ننقدها نقداً بناءً عبر الوسائل والحكمة والموعظة الحسنة لكن فرقٌ كبير بين النقد البناء وبين الاستهزاء الذي لا يسعى للإصلاح نسأل الله الهداية والتوفيق((وإذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ))اللهم ثباتنا على الحق والاستقامة وعلى الهدى وجنبنا الاستهزاء والسخرية
الخطبة الثانية...الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد...
أيها الأحبة..لما عرفنا خطورة الاستهزاء بدين الله وسنة رسول الله والتطاول على الثوابت فإن هناك أمراً يشترك بتلك الخطورة وهو اتهام الناس في دينهم وإخراجهم من الملة بلا تثبت ولا روية،وتجد البعض يسارع بالاتهام بالبدعة والفسق أو التكفير أو الزندقة لمن نسمع عنهم أو نقرأ لهم بعض الكتابات بلا تثبتٍ أو ظنٍ حسن وكأنهم يفرحون بإخراجهم من الملة أكثر من الفرح بتوبتهم ورجوعهم إلى الحق وإذا كنا نطالب بالحزم على من يتطاول على الدين وعلى ثوابتنا واتخاذ الأحكام الرادعة بحقهم فإننا نأمل بالتثبت وعدم الاستعجال في قذف الناس واتهام نياتهم بما قالوه أو كتبوه فالله عز وجل فتح باب التوبة لمن قتل مائة نفس وفرح الله بتوبة عبده أحب إليه من وقوعه في الزلل لاشك ذلك وهو الرحمن الرحيم..
فاحذر أخي من إطلاق الإشاعات والاتهامات للناس..الآن مع وسائل الاتصال وتسارعها أصبح انتشار الاتهامات والزندقة والكفر أسرع الأشياء التي يسارع إليها الناس فلنحذر من ذلك..ولنحذر من اتهام الناس لمجرد أنك سمعت فلاناً قال..فالله سيسألك أنت عن اتهامك للناس ويعاقبك أنت لتكفيرهم أو تبديعهم بلا وجه حق..نسأل الله جل وعلا أن يهدي ضال المسلمين وأن يردنا جميعاً للحق والدين وأن يعز الإسلام والمسلمين،وأن يذل الشرك والمشركين،وأن يدمر أعداء الدين،والطغاة الملحدين وينصر عباده الموحدين،وأن يحمي حوزة الدين وأن ينصر إخواننا المستضعفين المضطهدين في كل أصقاع الأرض إنه سميع قريب مجيب..سبحان ربك رب العزة....