• ×

10:18 مساءً , الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025

المسيح الدجتال علامته وكيفية الوقاية منه

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بعنوان المسيح الدجال و علاماته وكيفية الوقاية منه..
الحمد لله خالق كلِّ شيءٍ ورازق كلِ شيء،أحاط بكلِّ شيءٍ علماً،وكلُّ شيءٍ عند بأجلٍ مسمى أحمده سبحانه وأتوب إليه وأستغفره وهو بكلِ لسانٍ محمود وأشهد أن لا إله إلا الله وحده المعبود،وأشهد أن سيّدنا محمداً عبده ورسوله صاحب المقام المحمود والحوض المورود،صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الركع السجود والتابعين و من تبعهم بإحسان إلى اليوم الموعود وسلم تسليماً ..

لئن كنت في الدنــيا بصيراً بلاغك منها مثل زاد المسافر
إذا أبقت الدنيا على المرأ دينه فما فاته منهـا فليس بضائر
يارب اجعل أو هذا النهارِ فلاحاً .. و أوسطه صلاحاً.. و آخره نجاحاً ..و ثبت علينا ديننا و عقولنا .. و اختم بالباقيات الصالحات أعمالنا ..و نعوذ بك من المحن و سوء الفتن ..
عباد الله .. اتقوا الله و اذكروا الله كثيراً و سبحوه بكرةً و أصيلا ..
مع تغير الأحوال في هذه الدنيا و طغيان الماديات على الحياة.. ذهل كثيراً من الناس عن آخرتهم و معادهم و بات كثيرٌ منهم يسعى في الحياة و كأن ليس من آخرة ، و يتساءل بعضُهم عن مدى قُربِ الساعة..هنا تأتي علاماتٌ كُبرى و صُغرى تدلُ الناسَ على قرب قِيامِ الساعةِ ..علاماتٌ تختبرُ إيمانَ الناسِ و تفتن الضعيف منهم ، علاماتٌ ينبغي معِرفتُها و تذكُرها و الاستعاذةُ من فِتنتِها في كلِ وقتٍ ..لكننا نقِفُ اليوم مع آيةٍ كُبرى من علاماتِ تُذكرُ بقيامِ الساعة ..
عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي اللـه عنه قال: اطلع علينا النبي ونحن نتذاكرُ فقال: ((ما تذاكرون؟)) قلنا: نذكرُ الساعةَ قال: ((إنّها لن تقومَ حتى تروا قبّلَها عشرَ آياتٍ، فذكرَ الدُخان، والدَّجال، والدابةَ، وطلوعَ الشمسِ من مغربِها، ونزولَ عيسى بن مريم، ويأجوجَ ومأجوج، وثلاثةَ خسوف: خسفُ بالمشرقِ وخسفٌ بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخرُ ذلك نارٌ تخرجُ من اليمنِ تطرد الناس إلى محشرِّهم)) رواه مسلم
و لقد ذكر المصطفى هذه العلاماتِ بغيرِ هذا الترتيب في رواياتٍ أُخرى صحيحة والذي يترجح من الأخبارِ كما قال ابن حجر:
أن خروجَ الدجالِ هو أولُ الآياتِ العِظام المؤذنة بِتغيرُ الأحوالِ العامةِ في مُعظم الأرض وينتهي ذلك بموت عيسى بن مريم وأنَّ طلوعَ الشمسِ من المغربِ هو أولُ الآياتِ العِظامِ المؤذنةِ بتغيرِ الأحوالِ وينتهي ذلك بقيامِ الساعةِ ولعلَّ خروجَ الدابةِ يقع في نفسِ اليوم الذي تطلعُ فيه الشمسُ من المغرب، واللـه أعلم أ.هـ
ففي الحديث الذي رواه أحمد والحاكم وصححه الألباني من حديث أنس أن النبي قال: الأمارات (أي العلامات الكبرى) خرزاتٌ منظوماتٌ في سلك، فإن يُقطعُ السلكُ يتبعُ بعضُها بعضاً))
أيها المسلمون، لقد اعتنى أهل السنةِ بتحقيقِ المسائلِ عالية الرتب، فكانَ النصيبُ الأكبرُ والحظُ الأوفرُ لمسائل الاعتقاد التي هي سبيلُ النجاةِ في الدنيا ويوم المعاد. تنوَّعت في ذلك أساليبُهم وتعددت تآليفُهم. سطروها بكلامٍ رصين، وتدوينٍ متين، قائمٍ على الأدلةِ الجليّة من كتابِ الله وسنةِ رسوله محمد في نقولٍ موفقةٍ ، وأقوالٍ محقَّقَة.
أيها الإخوة، إن الإيمانَ بما صَح بِه النقلُ واجبٌ مُحتَّم، فيما شهدناهُ أو غابَ عنا، نعلمُ أنه صدقٌ وحق، سواءٌ في ذلك ما عقلناهُ وما لم نطلعُ على حقيقتِه ومعناه من أنباءِ الإسراءِ والمعراجِ، و أشراطِ الساعةِ، وأمارات القيامة، وكلُ ذلك مما صحت به الأخبار من آي الكتابِ وبينه نبينا محمد ووضحه فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَر وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً
وعن حذيفةَ رضي الله عنه قال: ((لقد خطبنا النبي خطبةً ما ترك فيها شيئاً إلى قيامِ الساعةِ إلا ذكره، علِمَه من عَلِمَه، وجهِلَهُ من جهِلَه، إن كُنتُ لأرى الشيء قد نسيته فأعرفه كما يعرفُ الرجلُ الرجلَ إذا غاب عنه فرآه يعرفه)) متفقٌ عليه.
وعند البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: ((قام فينا النبي مقاماً فأخبرنا عن بدءِ الخلقِ حتى دخلَ أهلُ الجنة منازلهم وأهلُ النارِ منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيهُ من نسيه))
أيها الإخوة، ولما كان أمرُ الساعة شديداً، وهولهُا مزيداً، وأمرُها قريباً ليس بعيداً كان الاهتمامُ بشأنِها أكبر، وبيانُ النبيِّ لها أجلى وأبين، فقد أكثرَ عليه الصلاة والسلام من بيان أشراطها وأماراتها وأخبر عما بين يديها من الفتنِ القريبةِ والبعيدةِ، ونبَّه أمَّته وحذَّرها ليتأهَّبوا لتلك العقبةِ العظيمةِ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَـٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَـٰرَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ.
عن أُمَّ سلمةَ رضي الله عنها قالت: استيقظَ النبيُّ ليلةً فزعاً يقول : ((سبحانَ الله ماذا أنزلَ الله من الخزائن، وماذا أنزل اللهُ من الفتنِ ، من يُوقظ صواحب الحِجْر يعني زوجاته من أجل الصلاة من الليل ـ ربَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٍ في الآخرة رواه البخاري ..
أيها الأخوة و إن بين يدي الساعة فتنةً مخيفةً هي أعظمُ الفتن ليسَ فتنةٌ صغيرةٌ ولا كبيرةٌ إلا تَصغُر أمَامَها وما تكـونُ فتنةٌ حتى تقومَ الساعةُ أكبَرُ من فِتنَتِها. إنها فتنةُ المسـيح الدجال؛ (ونعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال).
لقد تواترت الأخبارُ ، و تكاثرت الأحاديثُ عن نبيِّكم محمدٍ في التحذيرِ مِنهُ ، و بيانِ أوصافه ، و عِظمِ فتنتِه و سُمي الدجالُ بالمسيح لأن عينه ممسوحة كما في الحديث و سمي الدجال لأنه يغطي الحق بالباطل و الكذب..
عن أبي سعيدٍ الخدريِ رضي الله عنه أن رسول الله قال((إنه لم يكن نبيٌ إلا وقد أنذر الدجال قومه إني أُنِذركمُوه إنه أعورٌ ذو حدقةٍ جاحظةٍ لا تخفى))
وعن عبد الله بن عُمر رضي الله عنهما قال: ((قامَ رسول الله في الناسِ فأثنى على الله بما هو أهلهُ ثم ذكرَ الدجال فقال: ألا أُنذركموه، مَا من نبيٍ إلا وقد أنذرَ قومَهُ ولكني سَأقولُ لكم فيهِ قولاً لم يَقلهُ نبيٌ لقومه: إنَّه أعورُ وإن ربَّكم ليسَ بأعور))رواه البخاري و زاد مسلم: ((مكتوبٌ بين عينيه كافرٌ يقرأهُ من كرِه عملَه، أو يقرأُه كلُّ مؤمنٍ كاتبٌ وغيرُ كاتب)).
وتكاثرت الأحاديثُ عن رسولِ الله بهذا الدعاء((اللهم إنِّي أعوذُ بك من عذابِ جهنمَ، ومن عذابِ القبرِ، ومن فتنةِ المحيا والمماتِ، ومن شرِ فِتنَةِ المسيحِ الدجال)). متفقٌ عليه.
و في صحيحٍ مُسلِّمِ عن عمرانَ بن حصينٍ رضي الله قالَ سمعتُ رسول الله  يقول : (( ما بينَ خَلِّقِ آدمَ إلى قيامِ الساعةِ خَلقٌ أكبرُ من الدجالِ )) و أمرُ الدجال غيبيٌ لا يجوزُ التَكلُمُ به من عندِ أنفسنا و إنما لا بُدَ من الالتزامِ بما صح نقلهُ عن رسولِ الله  عنهُ و عن فِتنَتِهِ كفانا اللهُ إياه ..
أيها الأخوة
إن فتنته لعظيمةٌ حتى قالَ عليه الصلاة والسلام((من سمعَ بالدجالِ فلينأ عنه، فو الله إن الرجلَ ليأتيه وهو يحسبُ أنَّه مؤمنٌ فيتَّبعه مما يُبعثُ معه من الشبهات )) رواه أحمد و أبو داود و صححه الألباني .
ومن المخيفِ وعظيمِ الفتنةِ أنَّه يخرجُ في خفةٍ من الدين، وإدبارٍ من العلم، واختلافٍ بين الناس وفُرقة.وإنَّ لقربِ وقتهِ وإبَّان خُروجهِ عَلاماتٍ وأسباباً وهنَّاتٍ يتلو بعضُهُنَّ بَعضاً حذوَ النعلِ بالنعلِ انتبهوا لها يا عباد الله ؛ من التهاون بالصلواتِ وإضاعةِ الأمانات، وفتنٍ يكون فيها الظلمُ فخراً، ويكثرُ الفجَرةُ والخونةُ، والظلمةُ والفَسَقةُ، ويفشو الزِنا، ويَظهرُ الرِبا، وتُقطَّعُ الأرحامُ، وتُتخَذُ القينات ـ أي المغنيات ـ وتُشرَبُ الخمورُ، وتنقضُ العهودُ، ويَأكلُ الناسُ الرِشوة، ويَستخِفونَ بالدماءِ، ويَتَطاولُ السُفَهاءُ، وتتَّجر المرأة مع زوجها حرصاً على الدنيا، ويُشبهُ النساءُ الرجالَ ويُشبِه الرجالُ النساءَ، ويلبسونَ جلُودَ الضأنِ على قلوبِ الذئاب، وتكون القلوبُ أمرَّ من الصبر، والألسنةُ أحلى من العسلِ، والسرائرُ أنتنُ من الجيفِ، ويُلتمّسُ الفقهُ لغير الدينِ، وتُنقضُ عُرى الإسلام عروةً عروةً، وتكونُ الدنيا بيدِ لُكع بن لُكع وهو الأحمق اللئيم. وترى الحُفاةَ العراةَ العالةَ رعاءَ الشاءِ يتطاولونَ في البنيانِ ويتقلبونَ في أعطافِ النعيمِ. وإن الله لا يَقبُضُ العلمِ انتزاعاً ينتزِعُهُ من صدورِ الرجالِ ولكن يقبضُ العلمَ بموتِ العلماء، ثم تبقى مقامَاتهُم فارغةً لا يملؤها إلا من دونُهم، ولا يخلُفُهُم إلا من لا يصلحُ أن يكونَ تلميذاً من تلاميذهمِ، يتقاربُ الزمانُ، ويُلقى الشح، ويَكثرُ الَهرجُ وهو القتل. يتطاولون على الطعنِ في الإسلامِ والتَشكِيكِ في الدينِ. ومن أعظمِ الفتنِ أنه لا يخرجُ الدجالُ حتى يَذهلَ الناسُ عن ذكرهِ وحتى تَترُكَ الأئمةُ ذِكرهُ على المنابرِ، هكذا ورد الخبر مرفوعاً من حديث الصعب بن حثامة رضي الله عنه ..في هذه الأجواءِ المُدلهَمةِ يبعثُ اللهُ عليهم الدجالَ فيُسَلطُ عليهم حتى ينتقم مِنهم، وينحازَ المؤمنونُ إلى بيتِ المقدس.
الدجالُ منبعُ الكُفرِ والضَلالِ، وينبوعُ الفِتنِ والأوجالِ، أنذرت به الأنبياءُ أقوامَها، وحذَّرت منه الرُسلُ أُمَمَها ونعتَتهُ بالنعوتِ الظاهرةِ، ووصفتهُ بالأوصافِ البيّنة، وحذَّر منه نبيُّنا المصطفى، وذكرَ لهُ نعوتاً وأوصافاً لا تخفى.
عن النواسِِ بن سمعانٍ رضي الله عنه قال: ذكرَ رسولُ اللهِ الدجالَ ذاتَ غَداةٍ فَخَفِضَ فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفةِ النخلِ، فلما رُحنا إليهِ عَرف ذلك فينا فقال: ((ما شأنكم؟)) قلنا: يا رسولَ اللهِ ذكرتَ الدَّجال غداة فخفضَتَ فيه ورفعَتَ حتى ظنناه في طائفة النخلِ. فقال: ((أغيرَ الدجَّال أخوفني عليكم؟ إن يخرجْ وأنا فيكم فأنا حَجيجُه دونَكم، وإن يخرجُ ولستُ فيكم فكلُ امرؤٌ حَجيجُ نَفسهِ، واللهُ خليفتي على كلِّ مُسلم؛ إنه شابٌ قطَطَ يعني: جعدَ شعر الرأس عينُه طافئة، كأني أشبِّهه بعبدِ العزى بنِ قَطَن، فمن أدركَه منكم فليقرأ عليه فواتحَ سورةِ الكهف، إنه يخرجُ من خُلَّةٍ بينَ الشامِ والعراقِ، فعاثٍ يميناً وعاثٍ شمالاً يا عبادَ الله فاثبتوا)). قلنا: يا رسولَ الله وما لبثُه في الأرض؟ قال: ((أربعون يوماً؛ يومٌ كسنة، ويومُ كشهر، ويومٌ كجمعة، وسائرُ أيامه كأيَّامِكم)). قلنا: يا رسولَ الله؛ فذلك اليومُ الذي كسنةٍ أتكفينا فيه صلاةُ يوم؟ قال: ((لا؛ اقدروا له قدره)). قلنا: يا رسول الله؛ وما إسراعُه في الأرض؟ قال: ((كالغيثِ استدبرتْه الريحُ. فيأتي على القومِ فيدعُوهُم فيُؤمنون بهٍ ويستجيبونَ لهُ، فيأمرُ السماءَ فتُمطِر، والأرضَ فتُنبت، فَتروحُ عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذراً وأسبغه ضُروعاً، وأمدَّه خواصره ،ثم يأتي القومَ فيدعوهم فيردُّون عليه قولَه، فينصرفُ عنهم فيُصبحون مُمحلين ليس بأيديهم شيءٌ من أموالِهم. ويمرُّ الخرِبةَ فيقولُ لها: أَخرجي كُنوزَكِ؛ فتَتبَعهُ كنوزُها كيعاسيب النعل، ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربُه بالسيفِ فيَقطَعُهُ جِزلتينِ رمية الغرض يُبعُد بينهما ثم يدعوه فيقبلُ ويتهللُ وجههُ يضحك؛ فبينما هو كذلكَ إذ بَعثَ اللهُ المسيحَ بن مريمَ فينزلُ عند المنارةِ البيضاء شرقي دمشق بين مَهْرودَتين ـ أي ثوبين ـ واضعاً كفيهِ على أجنحةِ ملَكينِ إذا طأطأ رأسه قَطَّر، وإذا رفعهُ تحدَّر منه جِمانٌ كاللؤلؤ، فلا يَحلُّ لكافرٍ يجد ريحَ نفسِه إلا ماتَ، ونفسُهُ يَنتهي حيثُ يَنتهي طرفُه، فَيطلبُه حتى يدركُه بباب لدٍ فيقتله. ثم يأتي عيسى بنَ مريم قومٌ قد عصمهم الله منه فيمسحُ عن وجوهِهِم ويحدِّثهم بدرجاتهم في الجنة))رواه مسلم ..
و قال عليه الصلاة و السلام ((لأنا أعلم بما مع الدجَّالِ من الدجَّالِ ، معهُ نهرانِ يجريان أحدُهما رأيَّ العينِ ، ماءٌ أبيضُ ، و الآخرُ رأي العينٍ نارٌ تأجَجُ فمن أدركهما فليأتِ النَهرَ الذي يَراهُ ناراً و ليُغمِض ثم يطأطئ رأسه فيشربُ منه فإنه ماءٌ بارد )) رواه البخاري .
و في رواية لأبي سعيدٍ الخدريِّ في صحيح مسلم يقول المصطفى : ((فيخرجُ إليه شابٌ فتلقاه المسالح، مسالح الدجال (أي أتباعه من اليهودِ الذين يحملونَ السِلاحَ) فيَقولُونَ له: أين تعمد؟
فيقول: إلى هذا الذي خرج (أي إلى الدجَّالِ) فيقولون له أولا تؤمنُ بربنا؟ فيقولُ: ما برِّبنا خفاءً، أي لو نظرتُ إلى الدجال سأعرفُه!
فيقولون: اقتلوه، فيقول بعضُهم لبعض: أو ليس قد نهانا ربنا يعنون المسيح الدجَّالِ - أن نقتلَ أحداً دونه، فينطلقونَ بهذا الرجلِ المؤمنِ إلى الدجَّالِ، فإذا نَظرَ المؤمنُ إليه قَالَ: أيُّها الناس! هذا المسيحُ الدجال الذي ذكرهُ لنا رسولُ اللـه يقولُ المصطفى: ((فيأمرُ الدجالُ به فيُشَجَ، فيقولُ: خذوه وشُجُّوه، فَيوِسعُ ظهره وبطنه ضربا، قالَ: فيقولُ: أما تُؤمنُ بي؟ فيقولُ: أنتَ المسيحُ الكذاب. قال: فيُؤمرُ به فينشرُ بالمنِشارِ من مَفْرِقهِ حتى يُفرَّق بين رجليه، قالَ: ثم يمشى الدجَّالُ بين القطعتين ،: ثم يقول له: قُم، فيستوي قائماً، قالَ: ثم يقول له: أتؤمنُ بي؟ فيقولُ: و الله ما ازددت فيك إلا بصيرة؟ أنت الدجالُ الذي أخبرنا عنكَ رسولُ الله قالَ: ثمَ يقولَ: يا أيَّها الناسُ: إنه لا يَفعلُ بعدي بأحدٍ من الناسِ، قال: فيأخذُه الدجالُ ليذبِحه فيُجعل ما بين رقبتهِ إلى ترقوته نُحاساً، فلا يستطيعُ إليه سبيلا، قالَ: فيأخذُ بيديـه ورجليهِ فيقذفُ به، فيحسبُ الناس أنما قذفَه في النـارِ وإنما أُلقي في الجنة)) فقال رسول اللـه: ((و هو أقوى أُمتي على الدجَّالِ وهو أعظَمُ الناسِ شهادةً عندَ ربِ العالمين)) رواه البخاري
هذا هو الدجال ـ أيها الإخوة ـ وهذا شيءٌ من خَبرَهِ، نعوذُ باللهِ من فِتنَتِه ومن جميعِ الفتنِ ما ظَهرَ مِنها وما بطن.
يقولُ أبو بكرٍ بن العربي رحمهُ الله: الذي يَظهر على يدِ الدجالِ من الآياتِ من إنزالِ المطرِ والخُصْبِ على مَن يُصدِّقُه، والجدبَ على من يكذِّبه، واتَّباعِ كنوزِ الأرض له، وما مَعهُ من جنةٍ ونار ومياهٍ وأنهار، يجري كلُّ ذلك محنةً من اللهِ واختباراً ليَهلِكَ المرتَابُ وينجو المتيقن، وذلكَ كُلُّه أمرٌ مخوفٌ ولهذا قال: ((لا فِتنَةَ أعظَمَ من فِتنَةِ الدجال)) وكان يستعيذ منها في صلاتِه تشريعاً لأمته أ.هـ
نسأل الله السلامة و العافية و أن يهدينا سواء السبيل ..
أيها الإخوة:
كل ذلك من أنباء الغيب نؤمن به لِما قَام عليهِ من الدليلِ والبرهانِ، ولو غَابَ عن شواهِدِنا وقَصُرت عنه حواسُّنا، ولكنه حاضرٌ بأدلته القطعية وبراهينه العلمية.
وإنكم لتعلمون أن الماديين من أهلِ هذا العصرِ والعلمانيينَِ هم مِن أشدِّ الناسِ تجاهلُاً للساعةِ وأشراطِها، وأكثرُ الناسِ صُدوداً عَنها، وما كانوا في مراكزِ التوجيهِ والإعلامِ والتربيةِ في كثيرٍ من الأقطارِ إلا دعاةً لعبادة الجسدِ وعبادةِ الدنيا ما يَذكرون الله ربَّهم في جَليلٍ ولا خطيرٍ، ولا يُذكِّرون بلقائه لا في ليلٍ ولا في نهار. لقد تواطأ على ذلك مَلاحِدةُ الشرقِ والغربِ وزنادقتُهم، إنهم لم يرفعوا أيديهم إلى السماء قط. لقد ولَّوا وجوههم عن الآخرة؛ في قلوبٍ فارغةٍ، وعقائدَ خَربةٍ. عَصرٌ مَاديٌ طافِحٌ بالرغباتِ الجامحةِ والغرائزِ المُدلَلَةِ.
ومن العجبِ أيُّها الإخوة: أن أكثَرَ أتباعِهِ اليَهود. والمتأمل في حياتِهم قديماً وحديثاً يجدُهم قد رتَّبوا معايشهم على أنَّ الدنيا حقٌ، والآخرةَ وهم، ولقد توجَّه إليهم كُتابُنا بهذا التحدي قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلاْخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةً مّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَـٰدِقِينَ وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّـٰلِمينَ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٍ) [البقرة:94-96].
إن التقدمَ الماديِّ الكبير الذي أحرزَه أهلُ هذا العصر في مضمارِ العلوم التجريبةِ زعزعَ عندهم كثيراً من العقائدِ الإيمانية و المعتقدات الغيبية ..
وما العجب وقدّ رأى أهلُ هذا العَصرِ ما قرَّب البعيدَ و طوى المسافاتِ وقاربَ الزمن، بل إن هناك آياتٍ في الأنفسِ من أمراضٍ لم تَكن معروفةً فيمن سَبَقَ وكثرةِ موتِ الفجأةِ، والحوادثِ والحروبِ والفتنِ والصراعِ على موارد المياه وسائر الموارد ..
ألم يكن في الأشراطِ والأماراتِ والمُتَغيراتِ المتسارعاتِ ما يُذكِّر أهل الغَفلةِ ويَزيدُ في بصرِ أولي البصائرِ والأبصار؟؟ لعلَّهم أن ينتهوا من الذنوبِ، وتَلينَ منهم قاسياتُ القلوبِ، ويغتنموا المُهلةَ قبلَ الوهلة.
ولكن ما أشدَّ جحودَ الجاحدين؟؟ وما أعَظَمَ إنكارَ المُنكرين؟؟ ينعمونَ بفضلِ الله وَجودِه وينكرون عبوديتَه و وَجودَه وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم:34].
وبعد أيها الإخوة، فإن أهل العلم والإيمان يؤمنون بما جاء من عند ربهم وأخبر به نبيُّهم، تطمئن به قلوبُهم، وتنشرح به صدورهم، سواء أدركتُه عقولهُم أو لم تدركْه ( يَقُولُونَ ءامَنَّا بِهِ كُلٌّ مّنْ عِندِ رَبّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلالْبَـٰبِ) [آل عمران:7].
وبعد هذه الفتنة العظيمة التي تهول لها الولدان يأتي السؤال إخوتي هل لهذه القوةِ للدجال من نهاية ؟؟

نعم إخوتي ... أبشروا سيُقتل الدجال وسيقتُله عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
روى ابنُ ماجه في سننه والحاكمُ في المستدرك وصحح الحديثَ الألباني من حديث أبي أمامةَ الباهلي أنه قال: ((بينما إمامُ المسلمين يُصلِّى بهم الصبحَ في بيتِ المقدسِ إذا نَزلَ عيسى بنُ مريم، فإذا نظرَ إليه إمامُ المسلمين عرَفه، فيتقهقرُ إمامُ المسلمينَ لنبيِّ اللـه عيسى ليصلِّى بالمؤمنين - من أتباع سيد النبيين محمد- فيأتي عيسى عليه السلام ويَضعُ يَده في كتفِ إمامَ المسلمينَ ويقولُ: لا بل تَقدم أنتَ فصلِّ فالصلاةُ لكَ أقيمت)) وفي لفظ ((فإمامُكم مِنكم يا أمةَ محمد ويصلى نبيُّ اللـه عيسى خلف إمام المسلمين لله ربِّ العالمين، فإذا ما أنهى إمامُ المسلمين، قام عيسى وقام خَلفَهُ المسلمونَ، فإذا فَتحَ عيسى بابَ بيتِ المقدس، رأى المسيحَ الدجال معه سبعونَ ألفَ يهودي معهم السلاح، فإذا نظرَ الدجَّالُ إلى نبيِّ اللـه عيسى ذاب كما يذوب الملحُ في الماءِ، ثم يهربُ فينطلقُ عيسى وراءه فيمسك به عند باب لد في فلسطين، فيقتله نبي اللـه عيسى ويستريح الخلقُ من شر الدجال)).نسأل اللهَ جلَّ و علا أن يَكتبَ لنا النجاةَ من الفتنِ ما ظَهَرَ مِنها و ما بطنَ و الثباتَ يوم المحن ..هَلْ يَنظُرُونَ إِلا أَن تَأْتِيهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ أَوْ يَأْتِىَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِىَ بَعْضُ ءايَـٰتِ رَبّكَ يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءايَـٰتِ رَبّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَـٰنِهَا خَيْرًا قُلِ ٱنتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و بعد..
أيها الناس اتقوا الله تعالى و توبوا إليه ..
عباد الله، في الحديث عن علامات الساعة التي ثبتت عن صاحب الوسيلة و الشفاعة رأينا ما يقاربُ سبعَ عشرة آية: بعثتُه وموتُه  ونَارٌ تخرجُ من أرضِ الحِجازِ، وتَوقُّفَ الخراجِ والجِزيةِ، ثم فُشوَّ الزنا وشُربِ الخمرِ، وكثرةُ الفتنِ، وانتشارِ الجَهلِ ورفعِ العلمِ، وتطاولِ الناسِ في البنيانِ، وأن تَلِدَ الأمةُ ربَّتها وتضييعَ الأمانةِ، ثم تَسليمَ الخاصةِ وقَطعَ الأرحَامِ، وفُشوا التجارةِ وظهورَ القَلمِ، وتداعي الأُممِ على هذه الأمةِ. وهناكَ علاماتٌ أخرى لم نَشأ الوقُوفَ طويلاً عليها، كَكَثرةِ الزلازلِ التي نَراها في شرقِ آسيا و في كلِّ مكانٍ ورفعِ البَركةِ من الزمانِ وغيرُها كثير، إلا أنه أخشى ما أخشاه هو أن تمرَّ علينا هذهِ الأخبار من غيرِ اتعاظٍ ولا اعتبارٍ، ومن غيرِ استعدادٍ للقاء الواحد القهار.
فيا عبد الله ماذا أعددت للساعة؟ بم ستقابلُ الله جلَّ وعلا لو ناداك بعد ساعة؟ إياكَ ثمَ إياكَ أن تغفُلَ عن الاستعدادِ ليومِ المعاد.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث، أضحكني مؤمّلٌ للدنيا والموتُ يطلبهُ، وغافلٌ وليسَ بمغفولٍ عَنهُ، وضَاحكٌ بملء فيه وهو لا يدري أسخَطَ الله أم أرضاه. وأبكاني ثلاث، أبكاني فواتُ الأحبة محمدٍ وصحَبه، وهولُ المطلَعِ عِندَ غمراتِ الموتِ، والوقوفَ بين يدي الله تعالى ذلك يوم التغابن، يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا وَيُحَذّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَٱللَّهُ رَءوفُ بِٱلْعِبَادِ

تزود مـن معاشك للمعاد وقم لله واعمل خيـر زاد
ولا تجمع من الدنيـا كثيرا فـإن المال يُجمـع للنفاد
أترضى أن تكونَ رفيق قومٍ لهم زادٌ وأنت بغيـر زادِ؟!

فالعلامات التي نذكُرُها ليستَ من قبيلِ القصص أو النوادرِ و إنما هي آيات وَمَا نُرْسِلُ بِٱلاْيَـٰتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((لا تقوم الساعةُ حتى يُبعث دجَّالونَ كذابونَ، قريبا من ثلاثين، كلٌّ يزعمُ أنه نبي)) رواه البخاري ومسلم
وهنا يرد السؤال المهم كيف النجاة؟ و هل يكفي أن يحفظَ الإنسانُ عشرَ آياتٍ من أولِ سورةِ الكهفِ أو آخرها أو السورةُ كاملةً أو الذهابُ إلى مَكةَ أو المدينة ؟ و هذه الأراضي المباركة لأنها محرَّمةٌ على الدجال و لكن في نظري أن من سُبلِ النجاةِ المهِمَةِ أن توحد الله جلّ و علا و تَعرفَ معنى كلمة لا إله إلا الله و تَعتَصِمَ بالكتابِ و السنةِ و كذلك بالثباتِ و النأي عنه و عدم التَعرُضِ له فهذا هو أَصلُ الأصولِ و برُ الأمانِ لكلِّ مؤمنِ فالمؤمنُ هو الذي يقرأ كلمةَ الكافر بين عيني الدجَّالِ لا يقرؤها إلا المؤمن كما قال عليه الصلاة و السلام ..
كذلك أيها المسلمون، فلقد كان السلفُ الصالحُ رضوانُ الله عليهم يُداومُون على تَعليمِ تلكَ الأخبارِ والأحاديثِ ، يُذكِّرونَ بَها الناس لما لها مِنْ الأثَرِ الكبيرِ في إصلاحِ الأعمالِ وحَياةِ القُلوبِ، وإن التَقصيرَ في العلمِ بها والاطلاعِ عليها يُورثُ الغَفلةَ، ويوقع في سوءِ العمل.. ومن ثم تُنسى تِلكَ الحقائقُ على طولِ الزمن. بَل لقد كانَ السلفُ رحمهم الله يعلمونَها أولادَهُم في المدارسِ والكتَاتيب؛ يقول ابن عباس رضي الله عنهما: كان رسول الله يُعلمنا هذا الدعاء كما يُعلمنا السورةَ من القرآن. يقول: ((قولوا اللهم إنِّي أعوذُ بك من عذابِ جهنمَ، وأعوذَ بكَ من عذابِ القبرِ، وأعوذ بِكَ من فِتنةِ المسيحِ الدجالِ، وأعوذَ بِكَ من فِتنةِ المحيا والممات)) رواه مسلم .. قال مسلمُ بنُ الحَجاجِ: بلغني أن طاووساً وهو راوي هذا الحديث عن ابن عباسٍ قال لابنه: دعوتَ بها في صلاتِكَ؟ فقال: لا. قال: أعد صلاتَكَ. قالوا: وإنما أمر طاووسُ ابنه بإعادةِ الصلاة لأنَّه يرى وجوبَ الدعاءِ في الصلاةِ بهذهِ الدعواتِ الأربع. ولهذا جزمَ الإمامُ ابن حزمٍ الظاهري رحمه الله في المُحلَّى بفرضيةِ قراءةِ هذا التعوذ بعد الفراغ من التشهد..
والإمامُ السفاريني رحمه الله يقولُ: ينبغي لكلِّ عالمٍ أن يبثَّ أحاديثَ الدجال بين الأولاد والنساء والرجال؛ قال: ولا سيما في هذا الزمان الذي اشرأبَّت فيه الفِتنُ، وكثُرتَ فيه الِمحن، واندرست فيه معالمُ السنن، وصارت السننُ فيه كالبدعِ والبدعةُ شرعةً تُتبَع..
واعلموا أن نبيَّكم عليه الصلاة والسلام قال: ((من حفظ عشرَ آياتٍ من سورةِ الكهفِ عُصم من الدجالِ)) وفي رواية أخرى: ((من أدركه فليقرأ فواتحَ سورةِ الكهفِ فإنها جواركم من فتنته)) أخرجه مسلم و أبو داود .
ثم بادروا رحمكم الله بالأعمال الصالحةِ كما أرشدَ إلى ذلك نبيكم محمد : ((فهل تنتظرون إلا فقر منسياً، أو غنىً مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجالُ فشر غائبٍ ينتظر، أو الساعةُ والساعة أدهى وأمر))
يا عالم السِّر و النجوى ..يا كاشفَ الضُرِ و البلوى ..يا من يجبُ المضطر إذا دعاه و يكشفُ السوء عمن ناده ..
اللهم احشرنا في زمرة نبينا و امنن علينا بشفاعته و أسقنا من حوضه شربةً لا نظمأ بعدها أبداً ..

و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ..


 0  0  796
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 10:18 مساءً الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.