• ×

10:14 مساءً , الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025

المجاهرة بالمعصية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله، ذي الفضل والإنعام، توعد من عصاه بأليم الانتقام، ووعد من أطاعه بجزيل الثواب والإكرام، أحمده على إحسانه العام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، {تَبَـٰرَكَ ٱسْمُ رَبّكَ ذِى ٱلْجَلَـٰلِ وَٱلإِكْرَامِ} [الرحمن:78]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله حث على فعل الطاعات وحذر من المعاصي والآثام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، وسلم تسليمًا كثيرًا أما بعد ..فيا عباد الله اتقوا الله تعالى و توبوا إليه .
عبادَ الله
في قلبِ المؤمنِ تعظيمٌ لحرماتِ الله، وفي قلبِ المؤمنِ تعظيمٌ لشعائِر الله، ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ  [الحج:30]، وفي الآية الأخرى: }ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ{ [الحج:32]. فتعظيمُ العبدِ لنواهي الله تعظيمُه لحرُماتِ الله يقتضي البُعدَ عنها وعدمَ مواقعَتها والبعدَ عن كلِّ سببٍ يقرِّبه إليها. وتعظيمُ الشعائر تعظيمُ الأوامِر بالامتثال والإسراع في الأداء.
و من سنّة النبيّ ومِن حديثه ننطلق، ونأخذ النورَ ممّا وجَّهنا به عليه الصلاة والسلام في هذه المسألة العظيمة التي هي من الأمور المهمّة في حِفظ مجتمع المسلمين وصيانةِ دينهم وعفافهم و في الحديث عن النبي r ((هل منكم إذا أتى على أهله أرخى بابه وأرخى ستره ثم يخرج فيحدث فيقول: فعلت بأهلي كذا، وفعلت بأهلي كذا؟)) فسكتوا، فأقبل على النساء، فقال: ((هل منكن من تحدِّث؟)) فقالت أسماء بنت يزيد بن السكن: والله إنهم ليحدِّثون، وإنهن ليحدِّثن، فقال: ((هل تدرون ما مثل من فعل ذلك؟! إن مثل من فعل ذلك مثل شيطان وشيطانة لقي أحدهما صاحبه بالسكة ـ أي: في وسط الطريق ـ فقضى حاجته منها والناس ينظرون)) أخرجه أحمد وهو حديث حسن.
روى الإمام البخاريّ رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله rيقول: ((كلّ أمّتي معافًى إلاّ المجاهرين، وإنّ من المجاهرة أن يعملَ الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان، عملتُ البارحةَ كذا وكذا، وقد بات يستره ربّه، ويصبِح يكشِف سترَ الله عليه)).
((كلّ أمتي معافَى)) مِن العافية وأنّ الله سبحانه وتعالى يغفر الذنبَ ويقبل التوبَة، ((كلّ أمّتي معافى إلا المجاهرين))، هؤلاء لا يعافَون، المجاهرون بالمعاصي لا يعافَون، الأمّة يعفو العفوُّ عن ذنوبها، لكن الفاسقَ المعلن لا يعافيه الله عز وجلّ، وقال بعض العلماء: إنّ المقصودَ بالحديث كلُّ أمّتي يترَكون في الغيبة إلاّ المجاهرين، والعفو بمعنى الترك، والمجاهر هو الذي أظهر معصيتَه، وكشف ما ستر الله عليه، فيحدِّث به، قال الإمام النووي رحمه الله: "من جاهر بفسقِه أو بدعته جاز ذكرُه بما جاهر به".
هذه المجاهرة التي هي التحدُّث بالمعاصي، يجلس الرجلُ في المجلس كما أخبر النبي rويقول: عمِلتُ البارحة كذا وكذا، يتحدّث بما فعل، ويكشف ما سُتِر، وقد قال النبي r: ((اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألمّ بشيء منها فليستتر بستر الله)) رواه الحاكم، وهو حديث صحيح.
لماذا أيّها الإخوة؟ كلُّ الأمة معافى إلا أهل الإجهار؟ أولاً لأن في الجهر بالمعصية استخفافًا بمن عُصي وهو الله عزّ وجل، استخفافًا بحقّه وبحقّ رسوله r، واستخفافًا بصالحي المؤمنين، وإظهار العناد لأهل الطاعة ولمبدأ الطاعة، معاندة الطاعة، والمعاصي تُذلّ أهلها، وهذا يذلّ نفسَه ويفضحها في الدنيا قبل الآخرة.
عباد الله
إن المجاهرة بالمعصية والتبجُّحَ بها بل والمفاخرة قد صارت سمةً من سمات بعض الناس في هذا الزمن، يفاخرون بالمعاصي، تباهون بها، وينبغي على الإنسان أن يتوبَ ويستتر، ولكن هؤلاء يجاهرون، قال النووي رحمه الله: "يكره لمن ابتُلي بمعصية أن يُخبر غيره بها"، يعني: ولو شخصًا واحدًا، بل يُقلع عنها ويندَم ويعزم أن لا يعود، فإن أخبر بها شيخَه الذي يعلّمه أو الذي يفتيه أو نحوَه من صديق عاقلٍ صاحب دين مثلاً، يرجو بإخباره أن يعلّمه مخرجًا منها، أو ما يَسْلَمُ به من الوقوع في مثلها، أو يعرّفه السببَ الذي أوقعه فيها، فهو حسن، بدليل خبر من واقَعَ امرأته في رمضان، فجاء فأخبر النبي rلكي يعلّمه المخرج، ولم ينكر عليه النبي rفي إخباره.
عباد الله
إن المجاهرةَ بالمعاصي، إن إشاعةَ المعاصي، إن التباهيَ بها يحمل الناسَ الآخرين على التقليد والوقوع فيها.
إن الشريعةَ لما شدَّدت في المجاهرة بالمعصية وكلُّها حكمة، والشارع يعلم أن المجاهِر يدعو غيره، ويجذبه ويزيّن له ويغريه، ولذلك كانت المجاهرة بالمعصية أمرًا خطيرًا جدًا.
أمّا من تكون منه الهفوة والزلّة فلا تتّبع عورات المسلمين، وقال مالك رحمه الله: "من هذا الذي ليس فيه شيء؟!" كل إنسان يعصي، وقال مالك مردِفًا: "وليس المصرّ والمجاهر كغيره" كما قال r ((كلُّ أمتي معافًى إلا المجاهرون))
فتأمّل ـ أخي ـ هذا الحديثَ تأمّلاً جيِّدًا، نبيُّنا r يقول لنا: ((كلُّ أمتي مُعافى إلاّ المجاهرين)) كلُّ مَن أخطأ وزلَّت قدمه فهو معافًى إن تاب وندِم ورجع واستغفرَ وأناب، لكنِ المجاهرون بالمعاصي هم على خطرٍ عظيم، أولئك الذين يجهَرون بإجرامهم، ويتبجَّحون بأخطائهم، ويُلقون ثوبَ الحياء، ويعدُّون الجرائمَ والأخطاءَ، وينشرونها بين الناس، جمعوا بين خطَأ وقعوا فيه وبين نشرٍ للفاحشةِ وترويجٍ لها ودعوةٍ إليها، فهؤلاء دعاةُ سوء ودعاةُ إجرام ودُعاة فساد وناشرون للرّذيلة، أعاذنا الله وإيّاكم من شرِّ أنفسِنا والشيطان. ما كفى واحدًا مِنهم أن أخطأَ، ما كفاه خطؤُه، ما كفاه ذنبُه وزَلَلُه، إلى أن تجاوزَ الحدَّ أن ينشرَ الجريمةِ ويشيعَها بين الناس، لا حياءَ من الله، ثمّ لا خجلَ من عبادِ الله.
أولئك المجاهرون ليسوا بمعافَين من أخطائهم، بل هم والعياذُ بالله قد يكون في قلوبهم مرضُ النفاق والشهوات؛ لأنهم لم يقتَصروا في الذّنب على فِعله، وإنما نشروه وأذاعوه وأشاعوه، ودعَوا الناسَ إليه، وأسفروا عن نفوسٍ وقِحة وقلوبٍ مَريضة، خِلوة من الخير والحياء والعياذ بالله. وفي الحديث: ((إنّ مما أدركَ الناس من كلامِ النبوّة الأولى: إذا لم تستحيِ فاصنَع ما شِئتَ)) [3]. ذنبُهم يسيرٌ بالنّسبة إلى نشرِهم للجريمةِ وإشاعتهم لها وبثِّهم لها وما حصَل منهم من عُدوانٍ وإجرام على الآخرين.
أيّها المسلم، هذا الضّربُ من الناس الذين ابتُلوا بهذه المصائب إن لم يتدَاركهم الله بتوبةٍ نصوح ورُجوع إليه وإنابةٍ إليه يُخشَى عليهم من أن يكونوا من دعاةِ الضلال ومروِّجي الفَساد، يقول الله جل وعلا في حقِّ هؤلاء وأمثالهم: }لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ{ [النحل:25].
إنّ الله تعالى حذّرنا من أن نشيعَ الفاحشةَ أو أن ننشُرَها، قال تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ{ [النور:19]. الذين يُحبُّون أن تشيعَ الفاحشة يحبّون أن تنتشرَ ويحبّون أن يطّلعَ كلٌّ على هذه الجريمةِ وينظرَ إليها ويشاهدَها، ويعدّون أنفسَهم أبطالَ تلك الجريمةِ الذين استطاعوا إخراجَها بين الناس. جريمةٌ نكراء، فاحشةٌ قبيحة، ومواصلةُ جريمة، ومع الفِعل القبيح الشنيع لم يكتَفُوا بذلك حتى نشَروه بين الناس، وصوَّروه وجسَّدوه، ورأَوا أنفسَهم أنهم أحرارٌ فيما يعملون، وأنَّ هذا أمرٌ لا إشكالَ فيه، فعياذًا بالله من زَيغ القلب، كيف يرضى لنفسه بهذا الفعل القبيح؟!
إنّ الخطأ لا يُعصَم أحدٌ منه، فكلُّنا خطّاء، وخيرُ الخطّائين التوّابون، لكن أن يزيدَ على الجريمة نشرًا لها وتجسيدًا لها وبثَّ صُوَرها بين الناس هذا أمرٌ خطير ومنكَر شنيع، لا يرضى به مؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر، ولذا يقول r: ((كلّ أمّتي معافى إلاّ المجاهرين))، فالمجاهرون لن ينالَهم العفوُ لأنهم جمَعوا مع الجرم إشاعةَ الفاحشةِ والدعوةَ إليها وتعريفَ الجاهِل بها كيف يعملها، وهذا من المنكر الشّنيع، يبيت يستُره الله في سِتره، ثم يصبِح يهتِك سِتَر الله، يقول: يا فلان، فعلتُ وفعلت، سكِرت وفعلتُ الفاحشةَ وفعلتُ وفعلتُ، ليعدِّد للملأ إجرامَه، ويعرِّفهم بأخطائِه، ويكشف بينهم عورتَه، ويبدي لهم سَوأَته، فعياذًا بالله من زيغِ القلب.
قال العلماء: "وأما المجاهر والمتهتّك فيستحبّ أن لا يستَر عليه، بل يُظهَر حاله للناس حتى يجتنبوه، وينبغي رفع أمره للقاضي حتى يقيم عليه ما يستحقّه؛ لأن سترَ مثل هذا الرجل أو المرأة يُطمعه في مزيد من الأذى والمعصية .
أيها المسلمون
إن الله حيِيٌّ ستِّير، يحب الحياء والستر، إنه سبحانه وتعالى يحب الستر، فيجب على من ابتُلي بمعصية أن يستتر، ويجب عدم فضحه، فإذا جاهر لقد هتك الستر الذي ستره به الستِّير وهو الله عز وجل، وأحلّ للناس عِرضه. وقد أجمع العلماء على أن من اطلع على عيب أو ذنب لمؤمن ممّن لم يُعرف بالشر والأذى ولم يشتهر بالفساد ولم يكن داعيًا إليه وإنما يفعله متخوِّفًا متخفِّيًا أنه لا يجوز فضحُه، ولا كشفه للعامة ولا للخاصّة، ولا يُرفَع أمره إلى القاضي، لماذا؟ لأن النبي rحثّ على ستر عورةِ المسلم، وحذّر من تتبُّع زلاته: ((من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته)) رواه ابن ماجه وصححه في صحيح الجامع. ولأن كشف هذه العورات والعيوب والتحدّث بما وقع من هذا المؤمن أو المسلم قد يؤدّي إلى غيبة محرَّمة وإشاعة للفاحشة وترويج لها، المؤمن يستُر وينصَح، والفاجر يهتك ويعيِّر، كما قال الفضيل رحمه الله.
أما من عرِف بالأذى والفساد والمجاهرة بالفسق وعدم المبالاة بما يرتكب ولا يكترث بما يقال عنه فيندَب كشف حاله للناس وإشاعة أمره بينهم، ليحذروا منه وليرفعوا أمره إلى القاضي ما لم يُخشَ مفسدة أكبر؛ لأن الستر على هذا يُطمعه في الإيذاء ومزيد من الفساد وانتهاك الحرمات والجسارة على المعصية.
هذا في المعاصي التي وقعت في الماضي، أما من رأى إنسانًا يرتكب معصيةً فيجب عليه أن يُنكر عليه، ولا يقول: أستره؛ لأن النبي rقال: ((من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)).
وينبغي على الإنسان المسلم إذا وقعت هفوة أو زلة أن يستر على نفسه ويتوبَ بينه وبين الله عز وجل، ولا يستحَبُّ له رفع أمره إلى القاضي ولا يكشف شأنه لأحدٍ إلا لطلب التصحيح و الفتوى .
الستر لأجل أن لا تشيع الفاحشة، ولأجل أن لا يعمَّ ذكرها في المجتمع، ولأجل أن تُكبت أخبارها؛ لأن نشر أخبارها يجذب إليها ولذلك فإن من الآثمين إثمًا عظيمًا الذين ينشرون أخبار الخنى والفجور والخلاعة والمجون والحفلات المختلطة والغناء ونحو ذلك على الملأ؛ لأنهم يريدون إشاعةَ الفاحشة في المجتمع المسلم، ((اجتنبوا هذه القاذورات، فمن ألمّ فليستتر بستر الله وليتب إلى الله، فإن من يُبدي لنا صفحته نُقم عليه كتاب الله)) حديث صحيح رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وغيره.
أيها المسلمون
إن النبي rلما جاءه الرجل يقول: أصبتُ حدًا فأقمه عليّ، والمعصية حَصَلت خفية، إن النبي rأعرض عنه. فيه إرشاد إلى عدم استحباب طلب إقامة الحد، وأنّ من وقع في شيء تكفيه التوبة فيما بينه وبين الله عز وجل.
عباد الله
و إن مما ينبغي حفظه ما يحصل بين الزوجين وتفاصيل ما يقع حالَ الجماع وقبله من مقدّماته، إلى غير ذلك من الأسرار البيتية، قال النبي r: ((إنّ من أشر الناس عند الله منزلةً يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرَّها)) أخرجه مسلم
عباد الله
إن الله يحبّ الستر ويكره الكلام بالكلام الفاحش، وإن مما يقع بين الرجل وامرأته مع أنه في الحلال، لكنه لأنه خنى فإنه لا يتحدَّث به، لا يتحدَّث بأيّ شيء يثير الشهوات، حتى مجرَّد ذكر الوقاع أنه قد حصل دون تفصيل، إذا لم يكن له حاجة كرهه العلماء، وعدُّوه من خوارم المروءة، حتى مجرّد أن يخبر أنه قد حصل بينه وبين أهله شيء لغير مصلحة شرعية، إنه مكروه لأنه من خوارم المروءة.
عباد الله
إن الطبيب وغيره ممن يطّلع على بعض أسرار الناس لا يحلّ له أن يفشي ذلك إلا إذا كانت هناك مضرّة على المسلمين، فإنه يبلّغ بها حتى لا تقع المضرة على المسلمين .
عباد الله
انظروا فيما حولكم من الناس، كيف صارت المجاهرة بالمعاصي شيئًا عاديًا في أشكال بعض شبابنا و ألبسة نسائنا و مظاهر لمجتمعاتنا المسلمة .
كيف يجاهر بعض الناس برفع أصوات الغناء عند الإشارات فينشر الفسق؟! كيف بمن يجلس على الشاطئ أو المنتزه بلا حجاب ، أمام الغادي والرائح؟! وهذه المرأة المتهتّكة التي تنزل إلى السوق والشارع متبرّجة متعطّرة تمشي أمام الناس مجاهرة بالفسق والمعصية، كيف صار حال بعض الناس في الإجهار بالفسق والمعاصي في الدعايات التي ينشرونها على الملأ، وفيها فجور أو دعوة لفجور أو حفلة غناء أو اختلاط يجهَر بها على الملأ، لقد صارت مسألة الإجهار من المسائل العظيمة أيها الإخوة، ولذلك تجب النصيحة ويجب القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كم وكم من الناس قد وقعوا في الإجهار، وحديث النبي r خطير خطير: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين)) لا معافاة لهم، نفى المعافاة عنهم، ومن نُفيت عنه المعافاة فكيف سيكون حاله؟! نسأل الله السلامة و العافية و التوفيقَ والسداد للجميع ، وأن يعيذَنا وإياكم من شرِّ أنفسِنا ومن شرّ الشيطان وشِركه، وأن لا نقترفَ على أنفسِنا سوءًا أو نجرّه إلى مسلم.


الخطبة الثانية
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
إنَّ أربابَ الفسادِ وأصحابَ الرّذيلة ودعاةَ الإجرام إذا جالسهم شَخصٌ لن يقومَ عنهم حتى يلوِّثوه بكلِّ جَريمة، وإن أبى بذَلوا كلَّ مَكرٍ وحِيلة أن يوقعوه في الشرّ حتى يكونَ مثلَهم، لا يرضَون لِجليسهم أن ينفكّ بدون إثمٍ يقع فيه، يغيظهم أن يرَوا مجالسَهم محافظًا مستقيمًا، لا بدّ أن يلوِّثوه بجرائمِهم وأخلاقهم الرّذيلة.




 0  0  1268
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 10:14 مساءً الإثنين 5 محرم 1447 / 30 يونيو 2025.

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.