• ×

08:50 مساءً , الجمعة 9 ذو القعدة 1445 / 17 مايو 2024

هُوَ سَمَاكُمْ الْمُسْلِمِيْنَ .

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد للهِ جمع كلمة المسلمين وشبههم بالبنيان،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الديان وأشهد أن محمداً عبده ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان..أما بعد فاتقوا الله عباد الله والتزموا وصية ربكم{وكونوا عباد الله إخوانا}فالمؤمنونَ أُمةٌ واحدةٌ ربُّهم واحدٌ وعبادتُهم واحدة..أَلّف الإِسلامُ بين قلوبِهم ونزعَ العداوةَ من صدورهم وزيّن الإِيمانَ في قلوبهم..ووقاهم حَميّةَ الجاهلية..دعوتُهم توحيدٌ واتحاد..وحياتُهم إِخاءٌ وتعاون فيما لا يغضب الله..قِبلتُهُم واحدة..بيوتُ اللهِ تَجمعهُم..وحُكم اللهِ يَشْمَلُهُم،والمفَاضَلةُ بينهم بِتقوى الله والعَملِ الصالح..
إنَّ بِلادَنا وبلادَ المسلمين أحوجُ ما تكون اليوم إِلى جَمعِ كَلمَتِهِم على الحقِ..وعِند الاختلافِ والبلبلة يعلو صَوتُ العَقْلِ والحِكمَةِ والاحْتِكَام لِمِيزَانِ العَدلِ،والإِنصافِ..وتَركِ الفُرقَةِ والتَنَازُعِ والتحزب والجماعات فلننشر النوايا الطَيِبَةِ والتَعَاونَ الجادِ الصَادْقِ والعدل مِنْ أَجلِ إِقامةِ مُجْتَمَعِنَا وأَوطانِنَا..نَتركُ الخِلافَ ونُوحِّدُ الرّأَيَ ونَقِفُ صَفاً واحِداً قادةً وشعوباً في مُواجَهَةِ أسباب النزاع ومن يُثيره،ونَثْبُتُ على نَهجِ الوِحْدَةِ والتَوحِيدِ الذي يَجْمَعُنَا وأمرنا به،ولنعلم أن من يُذكِي الخلافات ويعمل عليها وينشرها مستفيدٌ منها بالتفريق بيننا أياً كان انتماؤه ومكانه..ومن يطرحُ في إعلامه وكتابتِه التفريقَ والتصنيفَ بلا حقٍ فهو مجرم بحقِّ دينه ومجتمعه والخلاف فِي وُجْهَاتِ النَّظَرِ لا يَجُوزُ أَنْ يُؤدّيَّ إِلى صِراعَاتٍ وإِفسادٍ بَينَ الشُعُوبِ؛إِنَّهَا فِتنَةٌ جَهْلاءُ،وضَلالةٌ عَمْياءُ،لا يستفيدُ منها إِلا الأَعداءُ..وإنَّ المحافظةَ على الجماعة والسمع والطاعة من أعظم أصول الإسلام في العقيدة(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)وإِنَّ جُلَّ الخِلافِ الذي فَرّقَ الأُمةَ يَرجعُ لطُغيانِ الهوى وحُبِّ الغَلَبَةِ والاسّتِبْدَادِ وتَتَبُعِ الزّلاتِ وإِشهَارِ الهفَواتِ،وتَصديقِ الشَائِعَاتِ،وهذه التفرقة هيَّ المُهلكةُ الحالِقَةُ..لا أقولُ تَحّلِقُ الشَعرَ بَل تَحّلِقُ الدينَ كما في الحديث..
باجتماعِ الكلمةِ وأُلَّفَةِ القُلوبِ تَتَحَقَّقُ مَصَالِحُ الدينِ والدنُيا ويَتَحَقَّقُ التَنَاصُرُ والتَعاونُ والتَعَاضُد(وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)قال صلى الله عليه وسلم{المؤمنُ للمؤمنِ كالبُنيَانِ يَشدُّ بَعضُهُ بَعضاً}رواه البخاري ويقول(إن يد الله مع الجماعة)وكان أَعظمَ ما نَهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم الفُرقةُ والاختِلافُ فقال{لا تختلفوا فتختلف قلوبكم}حققّه عليه الصلاة والسلام منهجاً فلم ينشر مثلاً أسماءَ المنافقين ولم يعاقبهم وأخذَهم بظواهرِهم رُغمَ فضحِ القرآنِ لأفعالِهم فعلَ ذلك سياسةً للحفاظ على وحدة كلمة المجتمع بالمدينة وحتى لا يقول الناسُ..محمدٌ يقتل أصحابه..ويقول ابن مسعود رضي الله عنه(الخلاف شرٌ كله)وقال الحسن رضي الله عنه(أيها الناس إن الذي تكرهون في الجماعة خير مما تحبوه في الفرقة) قال صلى الله عليه وسلم..{آمركم بخمسٍ الله أَمرني بهنَّ..بِالجماعةِ وبِالسمعِ والطاعةِ والهجرةِ والجِهادِ في سبيلِ الله فَإِنَّهُ مَن خَرجَ مِن الجمَاعَةِ قَيد شِبرٍ فَقد خَلَعَ ريقة الإسلامِ من عنقهِ إِلى أَن يَرجِعَ،ومَن دَعا بِدعوى الجَاهلِيَةِ فَهُوَ مِن جُثّاءِ جهنم قالوا يا رسول الله وإن صام وصلى؟!قال وإِن صام وصلى وزعم أنه مسلم فادعوا المسلمين بأسمائهم بما سماهم الله جل جلاله المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل}حديث صحيح..فأين هذه المعاني من تلك الفرقِ والأحزابِ ليثيروا الفتن ويُحدِثُوا الفُرقَةِ فيما بيننا..في منهجٍ يُخالفُ علماءَ البلد وقادته ودعاتَه ومثقفيه الصادقين..هذا ما اشتمل عليه بيان هيئة كبار العلماء وفقهم الله من التحذير من الجماعات والأحزاب التي ترتبط مسماها بالدين وهي تمارس غير ذلك وذكروا منها ما يسمون بالإخوان المسلمين الإرهابية..وهي جماعة لا تمثل منهج الإسلام،وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف،وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب فعلى الجميع الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها.نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كلِّ سوءٍ ومكروه،وأن يجمع كلمتنا على الحق وأن يصلح ذات بيننا،ويهدينا سبل السلام،وأن يهدي ضال المسلمين..أقول ما تسمعون
الخطبة الثانية ..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد..
ومما ورد في بيان هيئة كبار العلماء ما أمر الله به من النهي عن التفرّق والاختلاف قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)وأمر العباد باتباع الصراط المستقيم (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)وبالحديث خطَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً بيده ثم قال:هذا سبيل الله مستقيماً ثم خط عن يمينه وشماله ثم قال:هذه السبل ليس من سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه..
عباد الله..إذا كان الله يقول(هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ)فلماذا نبحث عن تسمياتٍ أخرى نتسمَّى بها تزيد فرقتنا وتُضعفُ شوكتنا فنحن شهداء الله على الناس بما حبنانا الله من هذا الدين العظيم ..نسأل الله أن يُؤلف بين ذات بيننا ويهدينا سبل السلام..


 0  0  173

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.