• ×

10:57 صباحًا , الثلاثاء 13 ذو القعدة 1445 / 21 مايو 2024

مِنْ دَلَائِلِ الرُّبُوبِيَّة .

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمدُ للهِ خَالِقِ كُلِ شَيءٍ،ورازقِ كُلِّ حَيٍّ وأَشهدُ أَلا إِلهَ إِلا اللهُ المعبودُ،وأَشهدُ أَن مُحَمِداً عَبدهُ ورسُولهُ صاحبُ الحوضِ المورود صَلى اللهُ عليه وعَلى آلهِ وصَحبهِ وسَلَّمَ تَسلِّيماً أَما بَعد..عباد الله فاتقوا الله تعالى وتُوبوا إِليهِ..واعلموا أنَّ من دلائل توحيد الربوبية الإيمان بأن الله خالق كل شيء حتى المشركين في عبادة الله آلهةً أخرى يقول الله عنهم(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ)وبعض الملحدين دخل الإيمانُ قلوبهَم إذ أيقنوا بدلائل ربوبية الله في خلقه وصنعه..ونحن مأمورون بالتفكُّر في خلق السموات والأرض لزيادة الإيمان وإثباتِ ربوبيِّة الله سبحانه وتعالى
تَأَمّلْ في الوجودِ بِعينِ فِكـرٍ
تَرى الدُنيا الدنيئَةً كالخيـالِ
ومن فيها جَميعاً سَوفَ يَفْنى ويَبقى وجهُ رَبِكَ ذُو الجـلالِ
أيها المؤمنون..وقفاتٌ خَاشعةٍ وتفكّرٌ وتأَملٌ في توحيد الله جل وعلا وتَدبّرٌ في ملكوت الله تُعزّزُ اليقينَ..فالكَونُ الذي نَعيشهُ،ونتقلّبُ في نعمه،للهِ في كُلِّ شيءٍ مِنهُ آيةٌ تدلُّ على وحدانِيتهِ وكَمالِ رُبوبيتِهِ وكَمالِ قُدرتهِ وعَظمَتِهِ،وكَمَالِ حِكْمَتِه ورحمتهِ(يَخلُقُ ما يَشآءُ ويَختَار)كِتَابُ اللهِ العَزيزِ يُقرِرُّ ذلكَ بوضُوحٍ وجَلاءٍ ويدعو لتوحيدِ الله بصفاء وآياتُه في خلق السماوات والأرض ظاهرةٌ لأولي الألباب فهو الله الذي خَلقَ السَمواتِ والأَرْضَ وما بينهُما في ستةِ أَيامٍ ما ناله تعبٌ ولا لغوب إنما أَمرهُ إذا أَرادَ شَيئاً أَن يَقولَ لهُ كُن فيكون..لا يعجزه شَيءٌ في السَمواتِ ولا في الأرضِ إنه كان عَليماً قديراً..وذلك عِلمٌ باللهِ يَقودُ لخَشيتهِ ومَحبتِهِ فمن كان به أَعلم كانَ له أخشى(وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)(وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَك فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)والقرآن يَرتادُ آفاقَ السَماءِ ويَجولُ في جنباتِ الأرضِ يَفتحُ البَصر والبصيرة على إتقانٍ ليسَ لهُ مثيلْ ويُريكَ عَظَمةَ اللهِ وقُدرتَهُ في المخلوقاتِ ليسألك الله(أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)دلائل عظيمة(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَات وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)السَمواتُ على عِظَمها لا فيها خلل ولا فطور،رَفعهَا بِغيرِ عَمدٍ وأَمسكَها كي لا تَقعَ على الأرض(أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ*وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)نجومٌ في السماء بنظِامٍ بديعٍ وملايين السنين الضوئية،وتوازنٌ أَذْهَلَ كُلَّ من عَرَفهُ مِنْ مُسلِمٍ وكَافِر..وأقسمَ اللهُ بِمواقِعِها(فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) وفي الأَرضِ أَنواعُ دوابٍّ لا يُحصيها إِلا اللهُ تَعالى تُسَبِّحُ لله(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)والسماوات بعظمتها والأرض بتنوعها مطوياتٌ بيمينه..خطب صلى الله عليه وسلم فقال..(يَقبضُ اللهَ الأرضَ ويَطويّ السَماءَ بِيمينهِ ثم يقولُ أَنا الملكُ فأَينَ مُلوكُ الأرض ثم قرأ عليه الصلاة والسلام على المنبر.. (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)فذكر تَمجيدَ الرّب لِنفسِهِ يَقولُ..أَنا الجَبارُ أَنا المتكبرُ أَنا الملكُ أَنا العزيزُ الكَريمُ فيقول ابن عمر فَجَعلَ المنبرَ يَرجُفُ بِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَعظِيماً للربِ حتى قلت..أَسَاقِطٌ بِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم)أخرجه البخاري منبر جماد يرجف من عظمة الله وبعضهم عن آيات الله مُعرِضُون بل أَكثَرَهُم غافلون..وللمعاصي يُجاهرون..
آياتٌ عَظِيمةٌ وضعَها اللهُ لخلقهِ دَلالاتْ..وأَوضحَ لهم آياتٍ بيناتٍ في الأَنفُسِ والأَراضينَ والسموات(لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)تدلُّ عَلى عَظَمَةِ اللهِ سُبحَانه وتَعَالى وعَلى أَحقِيَتِه بالعبَادَةِ لا شَريك له،فكَيفَ سَخَّرَ اللهُ الشَمسَ والقَمرَ دَائِبينِ بانتظام بَديعٍ وسَيرٍ سَريعٍ لا يَخرُجَانِ عَن فَلَكَيهِمَا قَدرَ أَنمُلة، اختلافُ الليلِ والنَهارِ طُولاً وقَصراً وبَرداً وحَراً. يُعزُّ اللهُ ويهدي فيها مَنْ يَشاءُ.. ويُذِلُ ويضلُّ مَنْ يَشاءُ(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)خَلْقُ الإنسانِ.ذُكرَ بالقُرآنُ قَبلَ اكتِشَافٍ حديث مِن نُطَفَةٍ ثُمَ عَلقَة ثم مضغة فَيكسو العظامَ لحمَاً ليصبح جنيناً في بطنِ أُمهِ فَتَبَاركَ اللهُ أَحسُنُ الخَالقين..(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)البَحرُ وما فِيهِ من مخلوقات عجيبة وحياةٍ عظيمة في أعماق البحار(وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً)ينُزل الله المطرَ عَلى أَرضٍ قَاحِلةٍ فَتصبحُ مُخضُرةٌ رَابيةٌ..إِن الذي أَحياها لمُحِيي الموتَى وهو عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدير. يُحرِّكُ اللهِ الريحَ فَيجَعَلُها رَخَاءً وبُشرىً بينَ يَديّ رَحمتهِ ولواقحَ وذاريات أو يحرِّكها فتكون عَذاباً قَاصِفاً في البَحرِ وعَقيماً صرصراً في البر(هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلْ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)أين مَنْ يعظِّمون مَنْ في القبور من دون الله؟!يحلفون بهم ويتقرَّبون إليهم ويرجوْنهم فأينهم مِنَ الله سبحانه وتعالى الذي أرسل رسولَه ليُلغي الشرك والأوثان والتَعلُّقَ بها من دون الله أيشركون مع الله أحداً وهو مَنْ خلقهم؟!سَحَابٌ مسخَّرٌ بين السماءِ والأَرضِ يُنشِئُهُ اللهُ إذا أَرادَ ويُفَرِقُهُ (وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)كنوزٌ أودعها الله بالأرض وسخرّها لبني آدمَ(وفي الأَرضِ آياتُ للموقِنين)(وفي الأَرضِ قِطَعٌ مُتَجَاورِاتٌ)ذَهَبٌ وفِضَةٌ وحَدِيدٍ ونِفطٍ ونُحاس وألماس. زُرُوعٌ تُسقَى بِماءٍ واحدٍ وفي أَرضٍ واحدةٍ فَتَختَلِفُ أَلوانُها وأَشكَالهُا وطُعُومُها ومَنَافِعُهَا ونُفَضِلُ بَعضَهَا على بَعضٍ في الأُكل فَتَبَاركَ اللهُ أَحسنُ الخَالِقين ..
دوابٌّ صغيرةٌ وكبيرة قويةٌ وضعيفة نافعةٌ وضارّة مُتَباينَةٌ لكن خَالِقَهَا واحدٌ سُبحَانه (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) على صغرها وتنوِّعها فإن الله يرى عُروقَ النَملَةِ السَودَاءَ على الصَخرةِ الصماءِ في الليلةِ الظَلمَاءِ،وهو مَنْ لا تُدِرِكُهُ الأَبصارُ وهو يُدرِكُ الأَبصَارَ وهو اللطيفُ الخبير..فكَم للهِ مِنْ آيةٍ نبصرُها أو لانعرفها،وتَفنى أَعَمَارُنا دونَ الإِحاطةِ بها آمنَ بِها الحيوانُ والشجرُ والماءُ والصخرُ فالجبل خاشعٌ مُتَصَدِعٌ مِنْ خَشيةِ اللهِ وكُلُّ شَيءٍ يُسبِحُ بِحمد الله،وكُلُ الكونِ بِكائِنَاتِهِ يُوحِّد ويَنقَادُ لله(ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)فَكَيفَ إِذن يُجَادِلُ الإنسانُ الضعيف في اللهِ –عياذاً بالله-وهو شَدِيدُ المحال؟!وأيةُ عقول لمن يُلحد ويُنكر وجودَ الله ويتعامىَ عن آياته تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً كيفَ يَبقى الإنسانُ مُتنعِّماً بالكونِ وهو ظلوم مبين؟!كيف يُلحد وينكرُ وجودَ الله ويستهتر ويشكك بآياته(أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)تَعجبُ لكثيرٍ مِمن تعمى أَبصَارُهم عن الحقِ فَيُكَذِّبُونَ الرِسَالةَ ويكابرونَ ليَكُونُوا حَرباً على تَعالِيمِ الإسلامِ ودُعَاتِه..أقبل صلى الله عليه وسلم على حَائِطِ بني النجارِ فإذا جَمَلٌ هَائِجٌ لا يَدخُلُ الحَائِطَ أَحدٌ إِلا شَدّ عَليهِ فأَتَاهُ فدعاهُ فجاءَ الجملُ واضعِاً مِشفرهُ على الأَرضِ حتى بَركَ بَين يديه صلى الله عليه وسلم فقال لهم..هَاتوا خُطَاماً فَخَطَمَهُ ثم دَفعهُ إلى صَاحِبهِ ثُمَّ التَفَت فقال..(إنهُ ليسَ شَيءٌ بَينَ السَماءِ والأَرضِ إِلا ويَعلَمُ أَني رسولُ اللهِ إِلا عَاصِي الجِنِ والإنس)رواه البخاري. فَسُبحَانَ من هدى الكَائِنَاتِ للإِيمانِ يومَ ضَلَّ بَعضُ بني الإِنسان.. فَسبَحَانَ اللهِ وبِحَمدهِ عَددَ خَلقِهِ ورضى نفسهِ وزِنةِ عَرشهِ ومِدَادَ كَلِمَاتِهِ(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)قال صلى الله عليه وسلم..(ما تستقل الشمس فيبقى شيء من خلق الله إلا سبح الله بحمده إلا ما كان من الشياطين و أغبياء بني آدم))رواه الطبراني.
إقرأ يا أخي آيَ الكِتابِ الحكِيمِ وتدبَّر خَلْقَ الله العظيم لتعرفَ نعمةَ الله عليك لتُؤكِّدَ تَوحيدَكَ للهِ و تُعزِّزَ مَحَبَتَكَ له جلَّ وعلا وارتباطِك بِه وبتعظيمنا لله نزداد إيماناً ونستيقظ من رقدة الغفلة وياخسارة الملحدين والظلمة ممن يتعامى عن آيات الله الشاهدة..اللَّهم اجعَلَنَا مِنْ المعتَبرينَ بآياتك..الواصِلينَ بِها إِلى مَرضَاتِكَ. المؤمنين بك الموحدين لك وغير المشركين بك يارب العالمين.اقول ماتسمعون...
الخطبة الثانية..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده..وبعد..
عباد الله..إن قوة الإيمان بالله في الإنسان سببٌ لصحّة دينه وعبادته وسلامة قلبه ونيته وحسن خلقه وسعادته..والإيمان إذا وقرَ في القلبِ تابعتْه الجوارحُ في العمل وفعل الأمر واجتنب النهي وبالشعور بأن الله يراقبه فيخشاه في السرٍّ والعلن..قوة الإيمان كما أنها تتحقق بالتأمل في خلق الله وصنعه وتدبيره فهي تأتي أيضاً بالإيمان به وبملائكته ورسله وكتبه وتؤمن بالغيب واليوم الآخر وتؤمن بأن الله هو مقدر الأكوان بما فيها من خيرٍ وشر وتأدية العبادات بإخلاص ومتابعة..إننا نحتاج للإيمان أحبتي مع غفلتنا وتقصيرنا في هذه الدنيا..
اللهم اجعلنا مؤمنين بك متوكلين عليك قائمين بشرعك ملتزمين بنهيك فلا حول ولا قوة لنا إلا بك أنت وحدك المستعان وعليك التكلان يا أرحم الراحمين..أذكركم إخوتي بخير أيام العمر عشر ذي الحجة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا.. يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ.. «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما.
فاستغلوها بالعمل الصالح المتنوع من ذكر لله وتكبير وصيام وصدقة وصلة ارحام وغيرها فكل ميسر لما خلق له نسأل الله القبول والغفران وأن يزيل الوباء والغلاء ويكشف الغمة والبلاء عن بلدنا وسائر بلاد



 0  0  287

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.