• ×

06:02 صباحًا , الأحد 11 ذو القعدة 1445 / 19 مايو 2024

لِنَحْذَرْ مِنْ تَصْنِيفٍ وَاِتِّهَامٍ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد للهِ،جمع كلمة المسلمين وشبههم بالبنيان،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الديان وأشهد أن محمداً عبده ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان..أما بعد فاتقوا الله عباد الله والزموا وصية ربكم{وكونوا عباد الله إخوانا}فالمؤمنونَ أُمةٌ واحدةٌ ربُّهم واحدٌ ودينهم توحيد..أَلّف الإِسلامُ بين قلوبِهم ونزعَ العداوةَ من صدورهم وزيّن الإِيمانَ في قلوبهم..ووقاهم حَميّةَ الجاهلية..وحياتُهم إِخاءٌ وتعاون فيما لا يغضب الله..قِبلتُهُم واحدة..بيوتُ اللهِ تَجمعهُم..وحُكم اللهِ يَشْمَلُهُم،والمفَاضَلةُ بينهم بِتقوى الله والعَملِ الصالح..بِوحدَةِ الكَلمة عبر تاريخهم مَلكُوا العِبَادَ وسَادُوا البِلادَ..وسَعْدَ بِهم الأَشقياءُ..كانوا في الحقِ كالبُنيَانِ المرصوصِ فَعَزّ دِينُهم وحُفِظَت أَوطَانُهم..وصِينت أَعراضُهم..مُتكاتِفُونَ يَدْلُّونَ على الخير ويحاربون السُوءَ..يَنشرونَ السُنة ويَأْمُرُونَ بالمعروفِ وينهونَ عن المنكَرِ وهُم مُجْتَمِعُونَ..هذا هو الأَصلٌ العَظيم بأن نَكونَ يَداً واحِدةً..لاسيما ونحنُ نَرى الفتن بعددٍ من البلدان تفرق بين الشعُوبِ بسبب تصنيفٍ غير مبرر..وإِشاعةٍ تُنشرُ واتهامٍ يثير العداوة..ومسارعةٌ للاختلاف بيننا وتضخيمٍ للأخطاء وتخوين بعضنا وتنازعٌ يُضعف قوتنا غير مدركين أزمتنا وأن هذا الاختلاف يُدمّرنا..
إنَّ بِلادَنا وبلادَ المسلمين أحوجُ ما تكون اليوم إِلى جَمعِ كَلمَتِهِم على الحقِ.. وعِند الاختلافِ والبلبلة يعلو صَوتُ العَقْلِ والحِكمَةِ والاحْتِكَام لِمِيزَانِ العَدلِ،والإِنصافِ..ونشرٍ لنويا طيبة وتعاون جاد صادق للعدل لإِقامةِ مُجْتَمَعِنَا وأَوطانِنَا..
نَتركُ الخِلافَ ونُوحِّدُ الرّأَيَ ونَقِفُ صَفاً واحِداً قادةً وشعوباً لمُواجَهَةِ أسباب النزاع ومن يثيره،ونَثْبُتُ على نَهجِ وِحْدَةِ وتوحِيدِ يَجْمَعُنَا وأمرنا به،ولنعلم أن من يُذكِي الخلافات ويعمل عليها وينشرها مستفيدٌ منها بالتفريق بيننا أياً كان انتماؤه ومكانه..ومن ينشر أسبابَ التفريق والتصنيف بلا حقٍ فهو مجرم بحقِّ دينه ومجتمعه!!فالبعض عند نفسه لايستطيع العيش إلا بتصنيف الناس واتهامهم كمرض أصابه..
أَيُّهَا المسلمون..الخلافُ فِي وُجْهَاتِ النَّظَرِ لا يَجُوزُ أَنْ يُؤدّيَّ لصِراعَاتٍ وإِفسادٍ بَينَ الشُعُوبِ؛ إِنَّهَا فِتنَةٌ جَهْلاءُ،وضَلالةٌ عَمْياءُ،لا يستفيدُ منها إِلا أَعداءُ..وكما أنه خطأٌ تجاهلُ مطالب الإصلاح فليسَ مِن المصلحةِ أَنْ يُوجِّهْ كُلٌّ مِنا أَصَابِعَ الاتِهَامِ إِلى بَعضِنَا بَعضًا،إِنَّها دَعوةٌ لكلمةٍ مُجتمعة لا يَذِّلُ فِيها مُظلومٌ،ولا يَشْقَى مَعهَا مَحرُومٌ،ولا يَعبثُ في أَرضِهَا بَاغٍ منحرف،ولا يتَلاعَبُ بِحُقُوقِها ظَالمٌ بحيف،ولا يَسْتَغِلُّ أَزمَتَهَا مُنَافِقٌ،ولا يُنالُ من عالم ولا من محتسب..وجمعُ كلمتنا بالمحافظةِ على ثوابت ديننا وقيمنا التي لاينبغي لأحدٍ التلاعبُ بها..وأنَّ المحافظةَ على الجماعة أعظمُ أصول الإسلام(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا)وبِوّحِدَةِ الكَلَمةِ تواجه الأُمة الأَزمَاتِ بَعد تَوفيقِ الله لها..وبنظامٍ قويٍّ يؤدّب مَنْ يسعى للتفريق بين المجتمع وينال من ثوابته لأنهم ينشرون الفساد والفشل بتفريقهم وتنازعهم..وإن زعموا الإصلاح!!
إخوتي..إِنَّ خلافاً فرّق الأمة يَرجعُ لطُغيانِ الهوى وشهوة المنصب وحُبِّ الغَلَبَةِ والاسّتِبْدَادِ وتَتَبُعِ الزّلاتِ وإِشهَارِ الهفَواتِ،وتَصديقِ الشَائِعَاتِ لمَن يَقْتَاتُونَ بِذَلَك في الإعلام ووسائل الاتصال يَعمَدُونَ للإِثَارةِ بِنَشِرِ الأَكاذِيبِ والاتهامات وتَسويقِ البَاطِلِ،وهذه التفرقة هيَّ المُهلكةُ الحالِقَةُ..لا أقولُ تَحّلِقُ الشَعرَ بَل تَحّلِقُ الدينَ كما في الحديث النبوي..لقد تنوّعَ الخلاف وانتشر حتى داخل البيت الواحد فاختلف الناسُ مع أهلهم وأقاربهم وفي مدارسهم ومساجدهم ومجالسهم سارعوا للخصام بينهم لسببٍ أو لدونما سبب..وإِنَّ الأُمّةَ لا تُصابُ ولا تُحِيطُ بِهَا الشَّدَائِدُ والفتن وتَلَحَقُهَا النَّكَبَاتُ إلا بتنازعها بينها،فحصنُها في الأَزمَاتِ إيمانُها بالله وصدقُ توكلها عليه والاستِمْسَاكُ بِشرعهِ ثم في تآزُرِ المجتمعِ وتَمَاسُكِهِ والتِفَافِهِ حَولَ قَادْتِهِ ودُعَاتِهِ وعُلمائِهِ..والأَزماتُ يَخِفُّ أَثَرُها وخَطَرُهَا باجتماعِ الكَلِمَةِ..تصدّي العُقَلاءِ لِتَهْدئتها وبيانِ الحق بإنصاف..
باجتماعِ الكلمةِ وأُلَّفَةِ القُلوبِ تَتَحَقَّقُ مَصَالِحُ الدينِ والدنُيا ويَتَحَقَّقُ التَنَاصُرُ والتَعاونُ والتَعَاضُد(وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)قال صلى الله عليه وسلم..{المؤمنُ للمؤمنِ كالبُنيَانِ يَشدُّ بَعضُهُ بَعضاً}رواه البخاري وبالحديث..(إن يد الله مع الجماعة) وكان أَعظمَ ما نَهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم الفُرقةُ والاختِلافُ فقال..{لا تختلفوا فتختلف قلوبكم}حققّه عليه الصلاة والسلام منهجاً فلم ينشر مثلاً أسماءَ المنافقين ولم يعاقبهم وأخذَهم بظواهرِهم رُغمَ فضحِ القرآنِ لأفعالِهم فعلَ ذلك سياسةً للحفاظ على وحدة كلمة المجتمع بالمدينة وحتى لايقول الناسُ..محمدٌ يقتل أصحابه. ويقول ابن مسعود رضي الله عنه..(الخلاف شرٌ كله)وقال الحسن رضي الله عنه..(أيها الناس إن الذي تكرهون في الجماعة خير مما تحبوه في الفرقة)معانٍ عَظيمةٍ واجبةٌ كُلَّ وقت وتتأكد أَوقَاتَ الشَدَائِد والأَزماتِ والفِتَنِ،حِفَاظاً على حَوزةِ المسلمين وحِراسةً للوطنِ والدينِ فاجتماعُ الكَلمةِ قُوةٌ للمسلمينَ، واختلافُها ضعفٌ لهم..وتفريقُ المجتمع هدفٌ للعدو بالخارج والمنافق بالداخل لإضعاف الأمة..من مظاهر ذلك تكفيرٌ وتبديعٌ بلا وجه حق أو من يُصنِّفُون الناس على هواهم ويُحرِّضُون عليهم ويفسدون في الإعلام والمجتمع فيوزعون التهم حسب أهوائهم فهذا كذا وهذا كذلك وهذا مفسدٌ وهذا فتان وذلك مبتدع بلا وجه حق وما دروا أنهم يفرقون المجتمع بتصنيفهم هذا وكأنهم بفعلهم آمنون من عقابٍ ومساءلة على إثارةٍ للفتن وتشويهٍ لأجهزة الدولة وتفريق المجتمع!!قال صلى الله عليه وسلم..{آمركم بخمسٍ الله أَمرني بهنَّ..بِالجماعةِ وبِالسمعِ والطاعةِ والهجرةِ والجِهادِ في سبيلِ الله فَإِنَّهُ مَن خَرجَ مِن الجمَاعَةِ قَيد شِبرٍ فَقد خَلَعَ ريقة الإسلامِ من عنقهِ إِلى أَن يَرجِعَ،ومَن دَعا بِدعوى الجَاهلِيَةِ فَهُوَ مِن جُثّاءِ جهنم قالوا..يا رسول الله وإن صام وصلى؟!قال..وإِن صام وصلى وزعم أنه مسلم فادعوا المسلمين بأسمائهم بما سماهم الله جل جلاله..المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل}حديث صحيح رواه أحمد والترمذي..فأين هذه المعاني من فرقٍ وحسابات في وسائل التواصل والمجالس ساهمت في تفريقِ الكلمةِ وتقسيم المسلمين وعدمِ اتفاقهم وتسعى للفتنة والفرقة..وكلُّهم في الفتنة سقطوا وأَصبَحُوا يَتَقَاتَلُونَ فيمَا بينهم ويُمكِّنون لمنافقينَ يريدون حَرْفَ مسيرةِ المجتمعِ أخلاقياً ودينيّاً ليثيروا الفتن ويُحدِثُوا الفُرقَةِ فيما بيننا..في منهجٍ ينسبه البعض للدين وهو يُخالفُ علماءَ البلد وقادته ودعاتَه ومثقفيه الصادقين..عن العرباضِ بن سَارية رضي الله عنه قال..وعظنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَوعظةً وجلت منها القلوبُ وذَرفت مِنها العيونُ فقلنا يا رسول الله..كأنَّها مَوعِظةُ مُودع فأَوصَنا قال..{أوصيكم بتقوى الله والسمعِ والطاعةِ وإِن تَأَمرَّ عليكم عبدٌ فإِنَّه مَن يعشُ مِنكم فَسيَرى اِختلافاً كَثيراً،فَعليكُم بِسُنّتِي وسُنّة الخلفَاءِ الراشدينَ المهديين،عَضُّوا عَليهَا بِالنَواجِذ،وإِياكُم ومُحدثَاتِ الأُمُورِ فإنَّ كُلَّ بِدعةٍ ضَلالة}رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح..فلنحذر جميعاً من المشاركة بشَائِعَاتٍ كَاذِبَةٍ وأَراجيفَ مُغرضة يتولاَّها إِعلامٌ لا يُريدُ بِالأُمَةِ خَيراً وينشر الفسادَ الأخلاقي والأفكار الهدَّامة. أو متعجُّلٌ لايدركُ سوءَ تصرُّفِه!!ممارساتٌ تُنشَرُ تَستَهدفُ الطَعنَ في أفراد المجتمع،وتؤلِّبُ على القادة والعلماء وعموم الناس وتبثُ الفُرقَةَ والاختلافَ،وحين ترى ذلك تتساءلُ أين دورُ العقلاءِ بالمناصحةِ والتَعَاونِ عَلى بَيانِ الحقِ وبالتزام منهج التآلف والنقد البناء والتواصلِ مع الولاةِ بالوسائل الشرعية وتبيينِ سُبُلِ الفَسادِ التي هي سبَبُ كُلِّ شَرٍّ كما أننا نحتاجُ لدورِ العُلماءِ بالتفاهم حَولَ النَّاسِ خاصةً الشباب بجهد يبثُّ الثِقَة في المجتمع بالإصلاح ضِدَّ المبطِلِينَ والمفسدينَ كما نحتاجُ أيضاً لحُسنِّ الظَنِّ بِالعُلَمَاءِ فَهُم سِيَاجُ الأُمَّةِ ضِدَّ الفِتَنِ والمراجِعِ الشَرعِيَّةِ وقتَ المحن..
أيها الإخوة المؤمنون..الفتنة نائمة وحصولُها يُفسدُ البلاد ويقطعُ الأرزاقَ ويُفقدُ أمناً به حياة الناس ومعاشهم فلنحذر مما يُفرِّق ولا يجمع أو يظهرُ الباطلَ ويفسدُ ولا يُصلح..يُفرّقون الأمة ويدَّعون الحق لهم وحدهم..ويسعون لإِثَارَةِ النَعَراتِ والأَحقادِ وينشُرَ الظُنُونَ السيَئةِ ويُروِّجَون للسلبياتِ ويُضخّمَون الأَخطاءَ..بإِثارةِ نعَرَاتٍ بينَ شعُوبٍ وقبائِل ومناطق أو يُشوِّهون من يخالفهم ببرامج تُثيرُ المشكلاتِ،وتَنشرُ الشَائِعَاتِ..لا يتورعون عن اِتِهَامِ الأَهدافِ والنَّيَات..وكأنهم تبعٌ للأَعداءِ والعُمَلاءِ،بزعزعة الثَوابِت وهزِّ تماسك المجتمع..وإفقادِ الثِقَةِ بالنَّفسِ والأُمةُ والقِيَادَة،ونشرَ الضَغَائِنِ،فَكَم أَقلَقت شائعاتهم وأراجيفهم مِن أَبرياءَ وهدمت مِن وشَائِجَ،وسببت مِن جَرائِم،وألّبت على أبرياء وقَطعت مِن عَلاقاتٍ،وأَخّرَت أَقوامَاً،وعَطَلَت مَسيرة،وهَزَمت جُيُوشَاً..فالأصلُ حُسنُ الظَنِّ بِالمسلمينَ أَفرادَاً وجَمَاعَاتٍ(لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُبِينٌ) وحتَى عَلى فَرضِ وُقُوعِ الخطأ من أي أحد فَليسَ عِلاجُهُ غوغَاءُ وبلبلة وتشفِّي وتشهير أو اتهام وتصنيف وإِنَّما لَهُ طُرقٌ مبذُولةٌ للِإصلاحِ..وصن لسانك أخي أَوقاتَ الفِتَنِ والإشاعات،والعَقلُ والإيمانُ يدعوانِ صَاحِبَهُما لِلمُوازَنَةِ بينَ مَصلَحَةِ الكَلامِ ومَصلَحَةِ الصَمتِ والاقتداء بأهل الحكمة والرأي والاقتداء بأهل العلم(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا*وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)أقول قولي..
الخطبة الثانية الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..
عباد الله..نشرُ ثقافةِ المناصحة والنقدِ الهادف البنَّاء بيننا وأهمُّها نصح المسؤول وإيصالُ صوتِ الحقِّ إليه مهم فللنصيحةِ مقام ٌكبيرٌ في الدين قال صلى الله عليه وسلم..(الدين النصيحة،قلنا..لمن يا رسول الله؟قال..لله،ولكتابه،ولرسوله،ولأئمة المسلمين وعامتهم)رواه مسلم،ومناصحةٌ وليِّ الأمرِ واجبةٌ يقول عليه الصلاة والسلام(إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويسخط لكم ثلاثاً..أن تعبدوه ولا تشركوه به شيئاً،وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا،وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم-ويسخط لكم ثلاثاً – قيل وقال،وكثرة السؤال،وإضاعة المال)رواه مسلم..ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه..(لا خير فيكم إن لم تقولوها و لا خير فينا إن لم نسمعها)..فالإصلاح والنصيحة بأسلوبها الشرعي يجلب المصلحة ويجمع الكلمة ويقويها ويدرأ المفسدة إذا رأيت خطأ فناصح بحكمة ومحبة أما ترك النصيحة أو ممارستُها خطأً،بالتعجُّلِ والاتهام والتصنيف فخطأٌ يثيرُ الفتن ولو رآه صاحبُه حقَّاً،ونحن والله نحمد الله على نعمٍ نعيشُها من أمنٍ واجتماع كلمة يدوم بإقامة شرع الله والمناصحةِ فيما بيننا ونبذ الظلم وإحقاق الحق والأخذ على يد من يريدُ حرف مسيرتنا للفساد في الدين والخلق..ثم احذر ممن يريد فتنةً بتصنيفٍ أو مبالغةٍ ولو عرض ظواهر منحرفة فهذا لا يُعالج بل يُفاقم الخطأ وإذا تشَّرّبت النفوسُ العدلَ واتصفت به فإنه يقودها لمحاسن الأخلاق ومكارم المروءات،وسط بين الإفراط والتفريط،وكل تعاملٍ فَقَدَ العدل فهو ضرر وإضرار،وفساد وإفساد(وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ في ٱلاْرْضِ مُفْسِدِينَ)..اللهم اجمع كلمتنا على الحق وأصلح ذات بيننا،واهدنا سبل السلام،واهدي ضالَّ المسلمين..


 0  0  497

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.