• ×

04:04 صباحًا , الجمعة 9 ذو القعدة 1445 / 17 مايو 2024

إنه الإسلام نصر الله وفتح

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله نصر دينه وأعزَّ جنده وأشهد أن لا إله إلا الله هزم الأحزاب وحده وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أتم الله به الدعوة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً أما بعد..فاتقوا الله عباد الله
أكثر من مليار ونصف مسلم يتجهون لقبلةٍ واحدة(الكعبة)عواطفهم مع دينهم ولو خالفوه!وقلوبهم مع رموزه العظيمة فالله جلَّ جلالُه مُقدسٌ لديهم ورسولُ الله مُحمد مُعظَّمٌ عندَهم والشعائرُ واضحةٌ بينهم..التوحيد يقين يجمعهم ولو قد يشوبه مُخالفة!!لكنه موجود الصلاةُ والزكاةُ قائمة ولو بتقصير..صيام رمضان آيةٌ لعبادتهم..حجٌ وعمرة وزيارة بالملايين عبر الزمان بالملايين عبر الزمان رمزُ توحيدِهم واتحادِهم!!وقلوبهم تهفو إلى البيت العتيق هذا هو الإسلام الذي يملأ الأرض الآن وكل دقيقة في الأرض يُقام الأذان!!هل تعرفون كيف بدأ وبماذا حورب؟!
يا جاهِلينَ عَلى الهادي وَدَعوَتِهِ هَل تَجهَلونَ مَكانَ الصادِقِ العَلَمِ
كفــاكَ بِـالعِلمِ في الأُمِّيِّ مُعجَزَةً في الجاهـِليةِ والتــأديبَ في اليُتُمِ
أَخوكَ عيسى دَعا مَيتًا فَقامَ لَهُ وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالاً مِنَ الزَّمَمِ
وَعَلَّمَتْ أُمَّةً بِالقَفرِ نازِلَةً رَعيَ القَياصِرِ بَعدَ الشاءِ وَالنَعَمِ
إسلام بدأ من غار حراء غريباً كما قال صلى الله عليه وسلم لكنك قبل أيام وأنت ترى وفود الحجيج والعالمُ يتابعهم..وقبله رمضان وشعائرُ أخرى كلُّها تثبت ظهورَ الإسلامِ وعِزَّته عبرَ تاريخِه وشعوبِه المسلمة وشعائرِه المُظهرة..الله أكبر يُظهر الله دينه وينصره ويتمّمُّ شريعته ولو كره الكافرون والمنافقون..الذين شَرِقُوا به منذ أول ظهوره..بدأَ المُصطفى صلواتُ ربي وسلامه عليه دعوتَه حاربه الأقربون أولهم عمه أو لهب وامرأته حمالةَ الحطب والشوك تلقيه في طريقه..ثم سادة قريش وزعماؤها..وآمن به الأصدقاء والضعفاء..وكما أخبره ورقة بن نوفل أولَ نزولِ الوحي(ما جاء أحدٌ بمثل ما جئتَ به إلا عُودي)بدأ دعوته عليه الصلاة والسلام بتوحيدٍ وسلامٍ وخُلقٍ وإسلامٍ لكنهم عادْوه ولم يسمعوا منه اتهموه بِكُلِّ شيءٍ رغمَ معرفتِهم بخلقه وأمانتِه وأنه لم يُعهد عليه كذباً..وحماه عمه منهم فتسلَّطوا على صحابته المؤمنين ثم أغروا به سفهاءهم..فكذَّبُوه وآذْوه ورموه بالشعر والسحر والكهانة والجنون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مُظهرٌ لأمر الله لا يستخفي به، قال عبد الله بن عمرو بن العاص.. حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يوماً في الحِجر،عند الكعبة فظهر عليهم صلى الله عليه وسلم فأقبل يمشي حتى استلم الركن، ثم مر بهم طائفاً بالبيت،فلما مر بهم الثانية سبّوه، فعرفت ذلك في وجهه صلى الله عليه وسلم ثم مر بهم الثالثة فسبّوه فوقف ثم قال.. (أتسمعون يا معشر قريش؟أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح)،فأخذت القومَ كلمتُه حتى ما منهم رجلٌ إلا كأنَّما على رأسِه طيرُ واقع حتى أن أشدَّهم أذيةً له قام يلاطفه، ويقول.. انصرف يا أبا القاسم، فوالله ما كنت جهولا،فانصرف حتى إذا كان من الغد طلع عليهم فوثبوا إليه وثبة رجل واحد وأحاطوا به يقولون.. أنت الذي تعيب آلهتنا،فيقول صلى الله عليه وسلم..(نعم، أنا الذي أقول ذلك)،قال..فلقد رأيت منهم رجلاً آخذٌ بمجمع ردائه صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر رضي الله عنه دونه وهو يبكي ويقول..أتقتلون رجلاً أن يقولَ..ربيَ الله؟!ثم انصرفوا عنه أخرجه البخاري..
ألقوا سلا الجزور على ظهره وهو ساجد وهو يدعو عليهم..ويقول..(لقد أُخِفْتُ في الله وما يُخافُ أحد، ولقد أوذيت في الله وما يُؤذى أحد،ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة، وما لي ولا لبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال))رواه أحمد والترمذي وأذن لصحابته بالهجرة للحبشة للمحافظة على دعوته وصحابته وكان يدعو ويفرح بإسلام من ينصرها كإسلام حمزة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما..حاصره الكارهون لدعوته في الشعب حتى جاعوا وأصابهم الضرُّ العظيمُ والفاقةُ وعَظُمَ الخطب عليه بوفاةِ عمه أبي طالب وزوجته خديجة رضي الله عنها..يذهب للطائف نشراً لدعوته فيكابرون ويغروا سفهاءهم فيرمونه بالحجارة فيدمون عقبيه صلى الله عليه وسلم فيغتم مما لقي يشكو لله ضعف قوته وقلةَ حيلته وهوانَه على الناس..ومع كل ما حصل من إيذاءٍ وتكذيب ولصحابته من قتلٍ وتعذيب ظل صلى الله عليه وسلم متفاءلاً بنصر دينه يأتونه صحابته كما رواه البخاري وهو مستظلٌ بظل الكعبة يشكون ظلماً وعذاباً يلقْونَه فيبشِّرُهم بنصرِ الإسلام وانتشاره..يرسل الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال ليأمره أن يُطبقَ جبلا الأخشبين على أهل مكة وكان قادراً أن ينتقمَ لنفسهِ ودعوتِه من المنكرين لها المعاندين ومعذور لكنه بُعث صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين فيأبى عذابهم..لأنه يرجو إيمانهم وأن يَخرُجَ من أصلابِهم من يعبدُ الله لا يشركُ به شيئاً..ثم قيَّضَ الله الأنصار من المدينة لنصرة دينه فيؤمنون به ويعاهدونه بحمايته..ورغم استمرار إيذاء قريش ثم محاولة قتله أذن الله له بالهجرة مع صحابته للمدينة فيبني مسجدْ ليُقيمَ دعوتَه ويُربي صحابته ويُعلن الشعائرَ..لكنهم لم يتركوا إيذاءهم مُغترِّين بقوتهم فيأتون لبدْر يريدون القضاء عليه لكن الله نصرهم وأمات زعماءَ طالم طغوا وتجبروا كأبي جهل وأميةَ بن خلف وغيرهم ظنوا لسنين في مكة أن قوتهم وسطلتهم ستحول دونَ نشر دين الله وأنهم قادرون لإطفاء نور الله لكن الله أخيراً خذلهم وقتلهم بحسرتهم وعنادهم ليثبتوا لكل طاغية ومتجبر ضد الدين وأهله وثوابت شرعه أن الله خاذله مهما طغى وتجبر وجاهر واستكبر وروايات التاريخ شاهدة قال تعالى(فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
ثم استمرت الحرب على الإسلام من الخارج بغزوات ومن الداخل عبر نقض عهود من يهودٍ.. ومؤامرات منافقين للعدوِّ وجنود..عبثوا وخالفوا الكلمة في أحرج الظروف وساهموا بحصار المدينة وحالوا كلهم تشويه تعاليم الدين والإفك على عرِضِ سيّدِ الأنبياءِ والمرسلين وغير ذلك من مؤامرات ولكن الله أبى إلا نصرَ دينه ففُتحت مكة وعفَا صلى الله عليه وسلم عن أهلها وملأ الإسلام ودعوته عبر الوفود الجزيرةَ العربية ثم أذن الله لرسوله بالحجِّ لبيته العتيق على خطى أبيه إبراهيم ليخطب يوم عرفة بخطبةٍ جامعةٍ ومُعرِّفةٍ عن دينه إلى اليوم ويشهدُ اللهَ على إبلاغِهم..معه مائُة ألف من صحابته..وهم الذين كانت أعدادهم عشرات قبل سنين بمكة..الله أكبر ولله الحمد..ثم بعد ثلاث عشرين سنة فقط من دعوةٍ نصرها الله وأقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صحابته رضوان الله عليهم فيها اتباعٌ وإيمانٌ وحلول لمشكلات البشر إلى قيام الساعة..ثم ختم الله لنبيه دعوته بوفاته صلى الله عليه وسلم بعد أن بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حقَّ جهاده حتى أتاه اليقين !!وليجعل الله من أمته وسطاً شهداء على الناس قوّامين بالحق ناشرين له هم ومن بعدَهم(كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)نسأل الله أن يعزَّ دينه ويعلي كلمته إنه على كل شيء قدير ..أقول قولي هذا..
الخطبة الثانية ..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..
بعد هذه المسيرة الدعوية والمقاومة لدين الله ورسوله وصحابته من قوم ظنوا أنهم سيحمون هذا الدين بأفعالهم من الأرض فإذا دين الله ظاهر منتصر ومنتشر بتوحيده وشعائره وأخلاقه وتعامله حتى بلغ الأرض وما عليها من بيت مدر ووبر بعزِّ عزيز أو بذل ذليل عزاً يُعزُّ الله به الإسلام وأهله وذلاً يذل الله الشرك وأهله فهاهم المسلمون مليار ونصف مسلم رغم التشويه والاعتداء والظلم والبغاء على مستضعفيهم فلم يحجبوا نور الله..ورغم تقصير بعض المسلمين في فهم دينهم واتفاق كلمتهم كما أمرهم الله بعد التنازع وأنه سببُ فشلٍ وهناك غلاةٌ متطرفون عبر التاريخ ومنحرفون يجترئون على ثوابت الدين ويعتدون..ظَلَّ الإسلامُ عزيزاً في النفوس يدافع عنه أهله العدول ديناً وقيماً حمايةً له ..ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين قادةً وعلماء وشعوب وبسطاء يتفاخرون بحماية جناب الدين والقيم..وما لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ودعوته لا يتخيل أحدٌ أنه لقي أشدّ منهم ومع ذلك صبروا وصابروا وأخلصوا لله دينهم فنصرهم وأقام أمرهم ونشر الله دعوتهم رغم بهرجة الظالمين وطغيانهم ألا فليكن إيماننا بديننا أعظم واجتماع كلمتنا أهم ويقيننا بحفظ الله لدينه أكبر..يقين نحتاجه والبعض يتشاءم فأين قدوته برسول الله ومنظر الحجيج والمعتمرين والمخلصين لدين الله باعثاً كبيراً للأمل بإقبالهم وشعائرهم وتوّحد صفوفهم أمام خالقهم وعند الكعبة المشرفة نسأل الله أن يحرسها ويحمي جناب التوحيد ويجمع الكلمة ويهيئ الأمة قادةً وشعوباً لنصرة دينه..وأن يوفق ولاة أمور المسلمين لكل ما فيه الخير والتوحيد ويرزقهم البطانة الصالحة الناصحة..


 0  0  358

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.