• ×

04:38 صباحًا , الثلاثاء 21 شوال 1445 / 30 أبريل 2024

قالوا:عنها معنفة!!يريدونها مؤامرة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمدُ للهِ،هَدانا صِراطه المستَقيم،وأَشهَد أن لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له يُحيِي العِظامَ وهي رَميم،وأشهَد أنّ محَمّدًا عبده ورَسوله بالمؤمنين رَؤوف رحيمٌ، صلّى الله عليه وعَلى آلِه وصحبِه أفضل صلاةً وأزكى تَسليم.أما بعد..فاتقوا الله عباد الله..
أُهينتْ كرامتُها،وهُضمت حقوقُها،كانت تُباع وتُشترى ويتشاءمُ منها وتُزدرى.. ليس لها حق الإرث.وليس لطلاقها عدُّ ولا لتعدُّدِ الزوجات حد،تُورث وتُباع كالبهيمة والمتاع.وتُكره على الزواج والبِغاء بأنواعه المتعددة..وتعدّدَتْ الجاهلياتُ والنهايةُ واحدةُ..جاهليةٌ تبيح للوالد بيعَ ابنتهِ ووأدَها حيةٌ في مهدِها(وَإِذَا بُشّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلاْنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّا وَهُوَ كَظِيمٌ*يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوء مَا بُشّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِى ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآء مَا يَحْكُمُونَ)أهانها الجاهليّون امتداداً لإهاناتٍ رومانيةٍ وبابليّةٍ ويونانيّةٍ أثبتها التاريخ كانت المرأة فيها غالباً..ممزّقةَ النفس..واهيةَ الجسد والروح..لا رأيَ لها ولاكرامةَ..فجاء الإسلامُ مُخلِّصاً للبشر بتعاليمَ سامية..أكرمَ المرأة..جعلها حرّةً بمكانةٍ خاصةٍ ورعايةٍ كريمةٍ وحقوقٍ حمتها،تُكلَّفُ كما الرجلُ إلا فيما اختصَّ به(مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً)وفاوتَ بينهما بالخَلْقِ والخِلقة وما تقتضيه الأحكام..والشرعُ الإسلاميُّ وسطٌ بين من أهانوا المرأة وعنَّفُوها وبين من ادّعوْا إكرامَها وبالرجل ساوَوْها بكلِّ شيءٍ باسم حُريةٍ مزعومةٍ امتلأت بمعاناةٍ وقيود!في الإسلام هي حُرةٌ عَزيزةٌ كريمةٌ أُماً أو زوجةً أو أُختاً أو بنتاً،تقومُ بدورِها جانبَ الرجل،تؤازره وتشدُّ من عزمِه،تناصره وتقوي همَّته،تحفظُه إن غاب وتسّره إن حضرَ،وتُضحِّي لدين الله..تعاليمُ الإسلام حرَّرتْها من رِقِّ الجاهلية وصانت حقوقَها، وحصّنتها بما يناسب فطرتها..وكفَلَتْ حقوقَها بالرعايةِ والقوامةِ الواجبة على الرجل لها كولاية له عليها بعدل..لكنَّ المرأةَ وصلَتْ في زمننا لحريةٍ زعموها ومؤتمراتٍ عقدوها ومؤامراتٍ أبرموها..أنشأوا لها مُنظَّماتِ حُرِّيةٍ مزعومةٍ لوأدِها ليس بالتراب كالجاهلية لكنه وأدٌ لرسالتِها،وفكرِها،وأدٌ لأخلاقها ووظيفتها الحقيقيّة،فتأثرت بعضُ النساء بهذه الهجماتِ الشرسة وانحرفَ دورها لتنافسَ الرجلَ بمهامه..فلم تصبحْ زوجة ولا أُماً ولا بنتاً بقدْرِ همَّها أن تكونَ عاملةً وموظفةً،واستُهلكت في العمل وجعلها بعضهم رمزاً للذة والمتعة باسم تلك الحرية فضاعت المرأة!!يوهمونها بسيطرة الرجل والعنف عليها..مما يجعلها تزهدُ بتعاليم دينها..وتحرف مسيرتها وربما تتهم أهلها وتخون وطنها بل وتترك دينها!!عياذاً بالله وما درت هذه الضعيفة أنها ضحّيةُ ألعوبةٍ لمن لا يريد بها ولا بدينها وبلدها خيراً...
تحلَّلَتْ بعضُ النساء من الروابط والقيم الأسرية تأثراً بدعواتِ تحريرٍ مشبوهةٍ وحُرّيَةٍ موهومةٍ.. للمرأةِ مزعومة سوَّق لها مغرضون بتشويهِ الدين وبدعوى إسقاط الولاية،هم لا يقصدون إلغاءَ حجابها وتميّزَها ولا حريتها وسفرها بقدرِ إلغاءِ هويةِ المرأةِ وتغيير طبيعتها..غاظَهم حالُ المرأة المسلمة بكل مكان وعندنا خاصة وكيف حافظت على عفافها،وأنها حتى لو قصّرت في مظهرها فإنها تستجيبُ لرَّبها وتقيمُ دينَها وتُكملُ تعليمَها،جمعَتَ بين تعاليمَ الإسلام وآدابَ الدين،واستوعبت ما يُفيدُها من علومِ العصر،وأخذَتْ دورها لخدمةِ الوطن أُمّاً ومُربيةً وعالمةً ومثقفةً ومُدرِّسَةً وساهمت بِعطائها مُحافظةً على ماحباها الله إياه من طَبْعٍ وطبيعة.. هذا هو تميّزُ المرأة أما من يستغلون أيةَ مناسبة لتحريرِ كيدِهم للمرأةِ ليصوِّرُوا حجابَها أو تمسُّكَها بدينها عائقاً عن تطويرها وأداءِ رسالتها فقدّموها لنا مُتبرجةً خاويةً من علم أو خلق..وحَّدُوا جهودَهم وشَحَذُوا ألسنتَهم وبَرَوْا أقلامَهم،لتحقيقِ مآربهم واختصروا المرأة في مظاهرَ يُطالبون بها وأهملوا وظيفتها وحقوقها..أهدافُهم تهدمُ المجتمعات ويساندُهم مَنْ غُرِّرَ به!!وهاهو تاريخهم شاهد بقومٍ تبنّوا تحرير المرأة في بعض بلدانِ العرب هل حقّقوا لها تقدّماً أو تميّزاً؟!أم أنها زادَتْ عبوديةً واستغلالاً..هُزموا في نفوسِهم وأُعجبوا بما رأوْه من غُثاء ففقَدُوا القدرةَ على التمييزِ بين الحقِ والباطلِ،وسعَوْا بكلِّ ما أُوتوا لتنفيذِ خطَطِهم وتدميرِ مُجتمعاتِنا وبناتنا..لبَّسوا الحقّ وغشُّوا الناسَ باسم إصلاحٍ أوحريّةٍ وحقوق،في حيِن أنَّهم مفسدونَ،وهم لا يشعرون يدعَّون الوطنيَّةَ وهم يسعْون لخراب الوطنِ.يُخفون كيدَهم تارةً ثم يُظهرونَه تارات،حسبَ الأجواء ويستقوون بالأجنبيِّ باسمِ عُنفٍ مزعومٍ مُمَارسٍ فيقولون[إنها معنفة]بلا مَرْجعٍ للدولة ولا حُكمٍ قضائي يكفلُ لها حقوقَها ويسمونَها حريةَ تغييرِ الدين!!وتعجبُ لاستمرار كيدهم رغم أنهم خاسرون بإذن الله أمام سياجات متينةٍ من إيمان المجتمعِات وأخلاقها وحرص الدولةِ وثوابتِ قيادتِها..وغيرةِ الجميع على نسائِهم وتعاونِهم فيما بينهم لمقاومة كيدهم..ولن تتحققَ آمالُهم تلك في صرفِ المرأة عن مهمتها بإذن الله فالفِطْرةُ للدينِ غالبةٌ..بعودةِ المرأةِ لدينها والله غالبٌ على أمره ولو كره المشركون والمنافقون وهنا تأتي أهمية تحصين المرأة ضد المتغيرات للمساهمة في حفظها وتربيتها وتطوير عقلها وعلمِها أمامَ فِكْرٍ ضالٍّ وخُلقٍ ضارٍّ!!
أيها الإخوة..وأنت تسمع عما يُطرح عن نسائنا ويشوّههنّ بتصرفات فإننا لا نشك نُفاخرُ بحمد الله بنساءٍ حُرّات..أمهاتٍ وزوجاتٍ.. وبناتٍ وأخواتٍ..يحفظُ لهنَّ الجميعُ حقوقَهُنَّ لإكرامهِنَّ وعدمِ إهانتهِنَّ بتركِ النظرةِ الجاهليِّةِ باحتقارهنِّ وهضمِ حُقوقهِنَّ أو أكلِ مالهنَّ ومُمارسةِ العنفِ مَعهنَّ مما يستغلّه دعاةُ الفتنة..إنَّ تربيةَ المرأة تحصينُها بدينٍ يحميها من كُلِّ شرٍّ لتكون عُضواً فاعلاً تؤسسُ أجيالاً للحقِّ والخيِرِ والفضيلةِ وتحُبُّ العلمَ ومآثرَ الأخلاق ومعاليَ الأمورِ،نُعدُّ أُماً تعرف قدْرَ نفسِها وتعي دورَها ورسالتَها، يستمدُّ منها الطفلُ بتوفيق الله مفرداتِ اللسانِ وأركانَ الإيمانِ ومعالمَ الإسلامِ ومناهجَ السلوكِ الحسن..قلبها منذ نشأتها يخفقُ بحبِّ اللهِ والدينِ والخلقِ والحياءِ لا بحبِّ فنٍ هابطٍ ولا تعلُّقاً بالتوافه..أو تأثراً بالتطرف والغلو..بل تحملُ همّاً للدين والأمة لتُؤدي دورها في نصرة الدين والوطن..
عباد الله..هذه بناتنا ونساؤنا..هذه بناتنا ونساؤنا..فاطمئنوا نحن وإياهن بخير رغم ما يحصل ولله الحمد والمنة..وكما أن الوالدين مسؤلان فالمجتمع مشارك حكومةً وشعباً ونظاماً وأمناً وتعليماً وإعلاماً بحفظ بيوتنا وأسرنا ليكونَ الوعيُ حاضراً والحذرُ موجوداً والحرصُ مُشتركاً
بالتنبيه لمن يتآمرون علينا بتطرفٍ وغلوٍّ أو فسادٍ وإفساد مستغلين صغار الأعمار وضعاف العقول فليست المسألةُ نزعَ حجاب أو حريةً مزعومة من ولاية الأب وهم لا يقاومون العنف وينصرون المعنفات كما يزعمون وإلا حسب الإحصاء فالعنف والاغتصاب والضياع الأسري لديهم كثير..فحسب الإحصاء لديهم أن كندا من الدول العشر الأوائل في العالم في كثرة حوادث الاغتصاب معها الولاية المتحدة والسويد بلد الحريّة في العالم وانجلترا..ألمانيا تتصدر أوروبا بواقع [30000] حالة عنف وحوالي [28000] حالة اغتصاب ثم فرنسا!!هذا في قنواتهم ومراكزهم!!وهؤلاء هم من يعظوننا عن العنف الأسري ويلعبون بعقول البنين والبنات هذا كلّه يبين دعواتٍ متربّصة وقنواتٍ مشبوهة تحملُ في طيَّاتها برنامجَ إفسادٍ متكاملٍ مرتبطٍ بالغير لحرف هوَّيةِ المرأةِ وإفسادِ خُلقِها ودينِها وإلغاءِ دورِها في بيتها..الألبسة والأزياء تغيّرت وانحرفت..والمعاني العاطفية تشوّهَت عبر المسلسلات..ضاعت قوامةُ الرجل..وتشبّه الرجلُ بالمرأة والمرأة بالرجل..أصبح عملُ المرأةِ في البيت عبثاً وقيامُها بالتربية جهلاً!!نسي بعضهم أن استقرارَ المرأة في بيتها خيرٌ لها،ووظيفتُها في بيتِهَا أشرفُ الوظائفِ!! يصفون المرأةَ في بيتِها قعيدةً لا عملَ لها بينما لا مانع عندهم من أن تعمل خادمة أو تُقدّم الأطعمة وأنها عالَةٌ على أهلها،نسوا مهمَّتَها الأساسُ بتربيةِ الأجيالِ وإعدادها وأنَّها مهمةٌ تعدِلَ في الإسلامِ أعظم العبادات..وتستحق لأجله الأوسمةَ والشهادات!وإنَّ تاريخَ أمَّتِنا عامرٌ بنساءٍ فُضليات عرفْنَ حقاً معنى الحريّةِ جمعن الآدابَ والسترَ والوقار دون أن يُفرّطن بحجابهن أويقبلن دعاوى الماكرين..وفي شواهدِ عصرِنا نساءٌ مُؤمنات مُتحجباتٍ بحجابِ الإسلامِ..بهدي السنةِ والكتابِ مستمسكات،بمسؤولياتهنَّ قائمات..نحتاج لإبرازهن..منهنّ أمٌ مربية وعالِمةُ ومخترعة وطبيبةُ ومدرّسة،هذه نماذج برزت حين أُعدّت المرأةُ ورُبّيت على الدين والخلق فعادت مكانتها..ونحن مع هذه الهجمات والكيد أحوج ما نكون للعودة للبيت والأسرة وحمايتها من الفساد فكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته..
أيها الآباء والأمهات..أيها الأولياء اجعلوا الأسرة وأولادكم مهمتكم الأولى لايُؤتي دينهم ولا يُنال من أوطانهم وقيمهم بسبب غفلتكم عنهم..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)اللهم احفظ علينا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا أقول ما تسمعون...
الخطبة الثانية ..الحمد لله وحده والصلاة والسلام
الكيدُ للأسر والبيوت اليوم يتخذُ وسائلَ شتى يبدأ بالتسلية وحُبِّ الاطلاع لكن أمره على المجتمع مريراً..قد يكون بدعوى حريةٍ وحقوق وهو يريد فساداً وفجوراً!!نحن لا نرضى المبالغةَ والتهويل واتهامَ نيّاتِ الناس والتكفيرِ لكننا ندعو العقلاءَ والخيرين،وأهلَ الغيرةِ والدين،ليكونَ لنا نصيبٌ راجحٌ في الحفاظ على الأسرة والمرأة فهذا همّ دينيٌّ ووطنيٌّ مشترك(وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً)والنبيُّ صلى الله عليه وسلم قال.[اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت بالنساء]ويقول كذلك..[ما تركت فتنةً أضر على الرجال من النساء]فلا تراخي ولا إهمال كما أننا نكره المبالغةَ والتهويل.. والحذر الحذر من شدةٍ ذميمة في التربية وعُنفاً أسريّا يُفسد ولا يُصلح فرفقاً بالقوارير!!وانتبهوا يا شباب بنين وبنات لما يُراد بدينكم وأوطانكم وأخلاقكم عبر وسائل التواصل المتنوعة بُمعرِّفاتٍ وَهمِيَّةٍ ودولٍ أجنبية تستغلُّكم ثم تستجُّركم لما فيه سوءُ العاقبةِ عليكم وعلى أمنكم وأوطانكم وضياع دينكم وهدم أسركم..اهتمامهم بمعاناتكم إن وُجدت لمصالحهم وإلا كم من مستغيثٍ ومُحتاجٍ بالعالم رجلٌ كان أو امرأة باليمن والشام والعراق وأفريقيا لايلتفتون لَهم إلا حينما يكون لهم مصلحة ونحن لا ننكر أن لدينا أخطاء وتجاوزات داخل قلة من الأسر كعنفٍ وهَضْمِ حقوقٍ وإهاناتٍ مثلنا مثل غيرنا لكن هناك علاج لكل شيء وقوانين تحمي المعنّفةَ والمعتدى عليها وكل يوم نتقدّم في علاج مثل هذه المسائل نسأل الله جل وعلا أن يحمي مجتمعنا ونساءَنا من غوائل السوء ومن مكر الكيد والفسوق ومن التطرف والغلو والفجور..وأن يجعلنا جميعاً رجالاً ونساءً حماةً للدين والأوطان متكاتفين على الخير والإيمان.. اللهم أعز الإسلام والمسلمين ..

 0  0  987

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.