• ×

08:43 صباحًا , الثلاثاء 21 شوال 1445 / 30 أبريل 2024

ألعاب الاكترونية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله أمرنا باغتنام الأوقات في الطاعات وعمل الصالحات،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ربُّ البريات،وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله حذرنا من الشهوات والشبهات صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى الآل والصحب والزوجات وسلّم تسليماً أما بعد فاتقوا الله عباد الله..

أيها الإخوة..يعيشُ العالمُ اليومَ فورةَ اتصالاتٍ وتقنيات..تخرج كل يوم علينا بجديدٍ من المُخرجات.. حتى أصبحت ميزةً لهذا الزمن والناسُ أمامَها ثلاثة أقسام قسمٌ يأخذُ ما تفرزه تلك التقنيات ويوفره لبيته دون تأمُّلٍ أو روية ويلهثُ خلفها جاهداً أن يقتنيَ لنفسِه وبيتهِ وولدِه كل جديدٍ مِنْها،عارفاً لها أو جاهلاً بها،وقسم آخر يرفضها بالكلية فيعيشُ في عُزلة ٍعن العالم والتطورات الحادثة فيه التي قد يفقدها من حوله بصورةٍ سلبيةٍ تجعلهم يمارسونها بخفية عنه..وقسمٌ ثالثٌ عاقلٌ يتعاملُ مع تلك التقنيات برويةٍ وتأمُّلٍ فيأخذُ إيجابياتِها ويتركُ سلبياتها..وهناك تقنياتٌ لا تُعرفُ أضرارُها ولا سلبياتُها إلا بعد وقوع ضحايا لها!والذي يدعو للحديث عنها فانتشار هذه الألعاب الالكترونية مما نعرفه نحن الكبار أو نجهله وقد لا يُناسبنا لاشك أنه أصبح اليوم مؤثرٌ على الدين والعقول والقيم والتصرفات لأطفالنا وبعضنا في غفلةٍ عما يجري وهذا من إضاعة الرعاية وإهمالها[فكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته]..وإهمالُ ما يحصلُ من ظواهرَ نراها مُؤخراً تخصُّ الأطفالَ والبناتِ والنساءَ والشبابَ غشٌ لأسرةً ائتمنكَ اللهُ عليها..

من ضمن هذه الظواهر الألعابُ الالكترونية حيث أصبحت لها مخاطر عديدة تُحيط بأولادنا،بعضُهم اكْتوى بنارها،وتجرَّع مرارتها،وآخرون غير مهتمون بها والعجيبُ أنَّنا كآباء وأمهات كنا سبباً!!نعم وفَّرناها لهم لتسليتهم بما فيها من دمارِهم،مع غيابِ إرشادِهم وتحذيرِهم مما نُوفِّرُه لهم..إما دراجاتٌ ناريةٌ لا يحسنون قيادتها ولا يعرفون نظام التعاملِ معها أو هذه الألعابُ الالكترونية والتي غزت أكثرَ البيوت،وتأخذُ أكثرَ أوقاتِ شبابِنا وفتياتنا وصغارِنا ولها أضرارٌ خطيرة وتأثيراتٌ عظيمةٌ على تصرفاتهم وتفكيرهم وحركاتهم مما أجمع عليه الباحثون والمختصون ولا تتهموني بالمبالغة يامن من الله عليكم بعدم معرفتها..عيالُنا كُنا نخافُ عليهم من الشوارعِ وخروجِهم مع ما فيها من حركةٍ ونشاطٍ مفيدٍ واختلاطٍ مع أمثالهم واليوم بعضهم لا يخرج من البيت لكنه بالواقع هو خارجُ البيت بأجهزته ولُعبةٍ يتواصلُ من خلالِها عبرَ العالم مع ثقافاتٍ ربَّما لا يعرفُها ونحن ندركُها!!

ألعابٌ إلِكْتُرُونِيَةَ،ذَائِعةُ الصِّيتِ،يُزَاوِلُهَا شبابنا وأطفالنا عَلَى اِخْتِلَافِ أَعْمَارِهِمْ وَأَجْنَاسِهِمْ لأَوْقَاتٍ طَوِيلَةٍ دُونَمَا كَلَلٍ أَوْ مَلَلٍ،وبتركيزٍ منقطع النظير تَحْتَوِي عَلَى قتالٍ وحروبٍ وخيالٍ ورياضةٍ وإثارةٍ وطلبٍ للتفاعل المباشر معها الحركي والفكري..ولاتكاد تخلو من مخالفاتٍ شرعية بعضها بدعاياتها وصورها..فبعضُها يكيّفُ صورة الْخَالِقِ -جَلَّ وَعَلَا-،نعم!!مَعَ شِدَّةِ حُرْمَةِ تَكْيِيفِه-جَلَّ وَعَلا- بالرسم والوصف إِلَّا أَنَّهُمْ مَعَ ذَلِكَ يُصُوِّرُونَهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِصُورَةٍ مُشَوَّهَةٍ؛تَعَالَى اللُه عما يقولون ويفعلون عُلُوًّا كَبِيرًا؛فَهُوَ الْجَمِيلُ حَوَى صِفَاتِ الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ،كما يليق به سبحانَه مُنَزَّهٌ عَنِ النِّدِّ وَالْمَثِيلِ وَالتَّعْطِيلِ وَالتَّكْيِيفِ جلَّ في عُلاه..بعضُ هذه الألعاب يحتوي تَدْنِيساً لكِتَابِ اللهِ،وَاِمْتِهَاناً لِمَقَامِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويُظْهِرُونَهُ وصحابتَه الكرام بِأَشْنِعِ صُورَةٍ؛لإِنْقَاصِ قَدْرِهِم،فيها اِنْتِشَارٌ للأَصْنَامِ وَالصِّلْبَانِ ليكون مَأْلُوفًا مُسْتَسَاغًا وَمَقْبُولًا عِنْدَ اللَّاعِبِينَ،كما هو موجودٌ مع الأسف في مُسلسلاتٍ وأفلامٍ تعرضُها بعض القنوات لا تُناسب ديننا وقيمنا..ثم لَا تَخْلُو لُعْبَةٌ منها مِنْ صُوَرِ نِسَاءٍ عَارِيَاتٍ،أوَ شِبْهِ عَارِيَاتِ؛واِسْتَسْهَالٌ للُّبْسٍ فَاضِحَ،ومن آثارها تَرْبِيَةُ الأَطْفَالِ عَلَى اِسْتِسْهَال وَتَقَبُّلِ الْحَرَكَاتِ الْمُثِيرَةِ لِلْغَرَائِزِ أَثْنَاءَ اللَّعِبِ،وغير ذلك مما لا يُقالُ ولا يُذكرُ هنا وسبابٌ وشتائم فيها كما أن هذه الألعاب تشجيعٌ على التَّهَوُّرُ وَالْمُغَامَرَةُ بقِيَادَةِ السَّيَّارَاتِ السريعة بتهور،وَقَطْعُ الإِشَارَاتِ،وَمُخَالَفَةِ الأَنْظِمَةِ،والاِسْتِهَانَةُ بِحَيَاةِ النَّاسِ،والتمرّدُ على الأنظمةِ والدول ويعتبرونَها قوةً وشجاعةً والعجيب أنه ثبت للجهات الأمنيَّةِ استغلالُ هذه الألعاب من فرقٍ ضالَّةٍ مُنحرفة تحاولُ من خلالِها تجنيدَ المشاركين فيها لمخالفة دينهم ونبذ ولاة أمرهم واستهجان علمائهم وقتلِ الناس والاستهانِة بالدماء وارتباطٍ بقيمٍ غيرِ قيمنِا!!بل إن بعضَ هذه الألعاب يدعو اللاعبين لإيذاءٍ جسدي كتحدّي لقدراتهم حتى وصلت للانتحار على مستوى العالم بل إن اليابان بتطورها التقني تشتكي مُؤخراً من كثرة ظاهرةِ الانتحار بين الصغار!!ومن الألعابِ الخطيرة لعبةٌ تسمى الحوت الأزرق ولعبة مريم منتشرة بالخليج..وهناكَ لعبةُ جنيةُ النار وتَحدّي تشارلي وغيرها يتطوّرُ ويَتجدَّدُ للأسوأ مع الأسف وهذا كلّه بآثاره مما ثبت بالبحث والاستقراء من خلال ألعابٍ تنمِّي رُوحَ الْعُنْفِ وَالْعَدَاءِ،وَحُبَّ الِانْتِقَامِ ممن يلعبها بالقتل وَتَقْطِيعِ الأَجْسَادِ بِشَكْلٍ مُخِيفٍ وبالأَسْلِحَةٍ،وسَّكَاكِينَ،واستهانةٍ بالدماء دُونَمَا رَادِعٍ مِنْ:دِينٍ،أَوْ عَقْلٍ،أَوْ عُرْفٍ وخلق..سَرِقَةُ أَمْوَالٍ وَسَّيَّارَاتٍ،وحيلٌ مُبْتَكَرَةٌ للسَّرِقَةِ؛ تُغْرِي الشَّبَابَ بِتَنْفِيذِهَا،إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ بَاِب الْحَاجِةِ لِلْمَالِ،فَمِنْ بَابِ الشَّجَاعَةِ وَالإِقْدَامِ كل ذلك باسم ألعابٍ وتسلية..كما أن هذه الألعاب تنمي رُوحَ الْعُزْلَةِ وَالاِنْطِوَاءِ عِنْدَ الأَطْفَالِ؛فَالطِّفْلُ يَسْتَغِنِي بِهَا عَنْ رِفْقَتِهِ،يَلْعَبُ لوحده ويَتَعَرَّفُ عَلَى أَصْدِقَاءَ لا يدري عن خلفياتهم ولا أعمارهم وغاياتهم مِنْ خِلَالِ اللَّعِبِ مَعَهُمْ والتواصل عَنْ بُعْدٍ،نعم لا يعرفهم يُغرونَه بكلٍّ شيءٍ من انحرافٍ وتطرفٍ وفسادٍ وانحلال ثم ربما ابتزاز وغير ذلك من مساوئ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..أورثت هذه الألعاب كما ثبت مؤخراً آثاراً صحيةً وخِيمةً كضعفِ البصرِ من التركيز على مشاهدتها مع آثار تقوّسِ الظهرِ والعمودِ الفقريِّ..بل الأعصابُ تضرَّرت بِسبَّبٍ التركيزِ الشديدِ والتوترِ أَثناءَ اللعب وسببت أمراضاً نفسيّة لبعض الأطفال من المناظر المرعبة المخيفة منها على مستوى العالم حتى تتابعت اليوم رفع القضايا على منتجيها لآثارها السيئة على الأطفال..رقصها وحركاتها وآثارها النفسية مما يثبت ونحن مع الأسف في غفلةٍ عن تلك الآثار التي تنتشر وأصبحت حاجةً أساسيةً لأولادنا رغم آثارها..ليس لقضاءِ وقتِ فراغٍ بل أصبحت لدى بعضهم هوساً..وممارسةٌ تفوقُ أثرَ البيتِ والمدرسةِ نعم!!وتساهمُ في نموِّ الشخصيَّة والتركيبِ الصحي المتعلق بالذبذبات وإضاءة الليزر المرتبطِ بها..وأصبح بعض الأطفال أسيراً لها وإليكم الإحصاء الذي يزداد ويتغير..فأكثرُ مُستخدمِيها مراهقون أو صغارٌ بين ذكورٍ وإناثٍ وحسب المختصين أنها قد تُسبِّبُ عشرةَ أمراضٍ نفسية من بينها التوّحدُ والإدمانُ والعزلةُ بل أثبتت أن بعضَها سببٌ لفكرِ التطرّف بل والشذوذ الأخلاقي وحسب دراسةٍ قدّر خبراء أن معدّل إنفاق الطفل الخليجي 400دولار أي بنحو 1500ريال سنوياً وأن بعضَهم يقضي يومياً أكثر من ثلاث إلى خمس ساعات فيها حسب ما نُشر..وبالطبع لا يوجد في الدنيا شرٌّ محض فقد تُنمِّي بعضُ هذه الألعاب الذكاءَ وربما تُحسِّنُ قدراتِ الطفل على تحريك يديه وتوافقها مع عينيه لكن ذلك لا يوازي أضرارها خاصةً مع غياب الرقابة..

إخوتي..وأنا أُحضِّرُ لهذا الموضوع ذُهلتُ فعلاً من كثرةِ البحوثِ وانتشارِها وغفلتنا عنها وتفاعل البعض حول ضررها وكثير منا لا يدري..والإعلامِ ومراكزِ البحوثِ بل التعليمِ أيضاً مُقصّرٌ في إيضاح آثارها ولنعلم إخوتي أن مِنْ أَسْبَابِ وَلَعِ الأَطْفَالِ بِهَذِهِ الأَلْعَابِ غَفْلَةُ بعض الآبَاءِ عَنْ أَطْفَالِهِمْ،أَوْ عَدَمُ مَعْرِفَةِ بَعْضِهِمْ بِخَطَرِهَا..فالأبُّ والأم يطمئنون أنَّه داخل البيت يمارسها يظنون أنها تُثَقِّفُهُ وَتُنَمِّي قُدُرَاتِهِ، وَتَحْمِيهِ مِنَ رِفْقَةِ السُّوءِ،وما علموا شرَّها وضررها عَلَى دِينِهِ وَخُلُقِهِ وَصِحَّتِهِ..والمشكلة الكبرى أن الطفلَ إذا اعتادَ على هذه الأجهزة،لا يستطيع مُفارقتها أبداً،فإذا ذهب مع أُسرته لنزهةٍ أو سفر اصطحب جهازه معه،وإذا أراد النوم نام والجهاز بين يديه.وربما تبلّدَ حسُّه عما حولَه وعن دراسته وواجباته بل وعن صلواته بل وعن دينه!!والاهتمام بأهله..فيا شبابنا وأولادنا استمتعوا بالحياة فهذا مباح ولا حرج فيه ولكن انتبهوا فهناك مؤثرات من خلال الترفيه والتسلية ولها مؤثرات على دينكم وأخلاقكم وأوطانكم..

إنَّ هذه التقنيات الحديثة كما أنها نعمة وسهلة الوجود ينبغي أن نهتم بها ونعرفها حقاً ونُحذر من خطرها أما أن نُلقيها هكذا ولا نعرفها فهذا إهمالٌ لمن تحت أيدينا سيسألنا الله عنه(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)اللهم أعطنا من خير الدنيا واكفنا شرّها واحم بلادنا وأولادنا وأسرنا من كل فتنةٍ وسوء واختم بالصالحات أعمالنا وأعمارنا..أقول ما تسمعون ...

الخطبة الثانية ..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..

الحياة إخوتي أثمن من أن تضيع هكذا..التسلية لا تمنع لكن في رجولةٍ وصلةٍ وتواصل ورياضة وبراري ونزهة وحسن تعامل وغير ذلك مما يساعد..على تنمية القيم والشخصية وهي مباحة ومشروعة في ديننا ولله الحمد المنة..

بعض هذه الألعاب ربما سببٌ للخلافات والتعصب وضياع للأوقات والعمر الذي يسأل عنه العبد يوم القيامة فيم أفناه..وهي تقاعس عن قيامٍ بالواجبات وهي لاتُضيف ثقافة ولافائدة مرجوة وإضعافٌ للبصر من شدة تركيز النظر كما أثبت المختصون وتورث ضعف الصحة والخمول بل وتغرسُ العدوانيةَ للأطفال وحركات غريبة للرقص مما يتبادله الأطفال ونراهم يفعلونه في المدارس والشوارع فيما في ظلِّ ضعف الرقابة بينهم ويقلدونه وكأن حياتنا عبث (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ)اللهم لا تؤاخذنا بتقصيرنا وأشغل أوقاتنا بطاعتك وأبعدنا عن معصيتك..

 0  0  663

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.