• ×

02:28 صباحًا , الجمعة 24 شوال 1445 / 3 مايو 2024

فادعوه بها

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمدُ للهِ الواحد الأحد وأشهد أن لا إله إلا الله الفرد الصمد..وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمجد..صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً..أما بعد فاتقوا الله َعباد الله وتعالوا بنا لنؤمنُ ساعةً.. فالعلمُ بالله أحَدُ أركانِ الإيمان،بل أصلُها بمعرفةِ الله سبحانه وأسمائه وصفاته (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)قال صلى الله عليه وسلم{لله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة،وهو وترٌ يحب الوتر}متفقٌ عليه..ومَعِرفتُهَا تكون لَفظاً ومَعنى بالقِيامِ بِحَقّهَا والدُعَاءِ بِها وأَسماءُ الله أَحسَنُ الأَسماءِ،وصِفَاتُهُ أَكمَلُ الصِفَاتِ(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) ولذلك كثرت في القرآن ختاماً للآيات فهُو اللهُ الذي لا إِلهَ إِلا هُوَ..وَهُوَ الإِلهُ المقصودُ و الرَّبُ المعبودُ وربُّنا تَعَالى هُوَ الرَّحمن الرَّحيمُ،وسِعت رَحمتُه كُلَّ شَيءٍ،ورحمتُهُ أَوسَعُ صِفَاتِه{خَلَقَ مِائةَ رَحمةٍ،أَنزلَ مِنهَا إِلى الأَرضِ رَحمةً واحِدةً للجنِّ والإِنسِ والبَهَائِمِ، فَبِها يَتعَاطَفونَ،وبِها يَتراحمون}متفق عليه..وربنا هو الأول ليسَ قَبلَّهُ شَيءٌ،وَالآخرُ ليسَ بَعدَهُ شَيءٌ،والظَاهِرُ فَليسَ فَوقَهُ شَيءٌ والبَاطِنُ فَليسَ دُونَهُ شَيءٌ وَهُوَ الوَالي فَلا مُنَازِعَ لَهُ ولا مُضَادَ.. المُتعَالي عَن الشُركَاءِ والأَندادْ..الملِكُ المتَصَرِّفُ بِخَلقِهِ كَمَا يَشَاءُ،وهُوَ مَالِكُ السَمَواتِ والأَرضِ وَهُوَ القُدُّوسُ المنزَّهُ عَن النَقَائِصِ وهو السَلام من المسالمة المؤمِن خَلْقُه آمِنونَ مِن أَنْ يَظلِمَهُم أو يَبْخَسَهُم حَقَّهُم.. مهَيمِنٌ عَلى خَلقِهِ،مُطَّلِعٌ عَلى خَفَايَاهُم وَخَبايَا صُدُورِهم،فَلا تَأمَنُ مَكرَ اللهِ إِن عَصَيتَه..وهُوَ الشَّهِيدُ عَلى أَقوالِ وأَفعالِ عِبَادِهِ(وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) هُوَ العَزِيزُ،لا يُغلَبُ (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) عَزَّ كُلَّ شَيءٍ فقَهَره،يُعِزُّ أهلَ طَاعَتِهِ،ويُذِلُّ أَهلَ مَعصِيَتِهِ..وهُوَ العَليُّ الأَعلَى(إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)المُتعالي على عباده سبحانه وهو الجبَّار،جبَر خلقَه على ما يُريد وهو سبحانَه جابِرُ قلوبِ المنكَسِرين..هُوَ الكبيرُ،كُلُّ شَيءٍ دُونَه،ولا شيءَ أَكبرُ مِنه هو المتكبِّرُ وَحدَه،ولا يليق الكِبْرُ إلاّ لَه،وجهنمُ مثوىً للمتكبرين من عباده.. وهو الخالِقُ،أوجدَ الكونَ وأبدعه،فأبهَر مَن تأمَّله، وخلق الإنسان في أحسن تقويم (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)هو البارِئ بَرَأ الخلقَ مِن عدَم؛ نجومٌ وشمس وقمَر وخَلْقٌ في الأفُق، كلٌّ في فلَكٍ يَسبحون، وهو المصوِّر صوَّر خلقَه على صفاتٍ مختَلفة وهيئاتٍ متباينة كيفَ شاء (فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ) القابض الباسط،فيقبضُ عمن يشاءُ رزقَه فَيقْدِرُه عليه،ويبسطُه على من يشاء فيوُّسع عليه،وله القبض والبسط في أعمال عباده وقلوبهم كل ذلك إليه،الخافض الرافع الضار النافع المعطي المانع،فلا رافع لمن خفض،ولا خافض لمن رفعه ولا نافع لمن ضر،ولا ضار لمن نفعه،ولا مانـع لما أعطى،ولا معطي لمن منعه(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)يقول تعالى عن نفسه{يا عبادي إنكم لن تبلغوا نفعني فتنفعوني ولن تبلغوا ضُرِّي فتضرّوني}هو الوليُّ الواحد الواجد الماجد لا إله إلا هو المُعزُّ المُذل..أعزَّ أولياءَه المؤمنين وأَذَلَّ أَعداءَهُ في الدارين..غَفُورٌ غَفَّارٌ يَمحُو ذُنوبَ مَن أَنابَ إِليهِ مِن عِبادِهِ وإِن تَنَاهَت خَطاياهُ،وهُوَ القَهَّارُ الخلقُ تَحت قَهرِه وقَبضته، وكل ما في الكونِ بمشيئتِه..

هو الفتَّاحُ،يَفتح أبوابَ رزقه ورحمته لعبادِه،وهو الرزَّاق(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ اللَّهُ)فما من دابَّة في الأرض إلاّ على الله رِزقُها،رزَقَ الأجنّةَ في بطونِ الأمّهات،والسِّباعَ في القِفار والطيورَ في أعالي الأوكار والحيتانَ في قعر البِحار.وهو الوهَّاب،بِيده خزائنُ السّموات والأرض،وهو العليم لا يخفَى عليه قول ولا فعلٌ مما يجتَرِحُه العباد(إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)هو السَّميع،يسمَع النّجوَى وما أَعلِنَ والسِرَّ وما أَخفَى،تقول عائشة رضي الله عنها الحمدُ للهِ الذي وَسِعَ سَمعُهُ الأَصوات،جَاءْت المجادلةُ تَشكُو لرَسولِ الله صلى الله عليه وسلم وإنّي لَيَخَفَى عَليَّ بعضُ كلامِهَا،فأَنزلَ الله (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)هُوَ البَصيرُ،يرَى خَوافِيَ الأُمور وإِن دَقَّت،يَرى في ظُلَم الليلِ مَا تَحت الثَّرَى،ويُبصِرُ قَعرَ البَحرِ في الدّهماء.الكبيرُ كُلَّ شيءٍ دُونَه،والأَرضُ قَبضتَهُ يَوم القِيَامَةِ،والسَمَواتُ مَطوياتٌ بِيمينِهِ.. هُوَ الحقُّ الذي يُبِطِلُ البَاطِلَ..المغِيثُ لِجَميعِ مَخلُوقَاتِهِ فَمَا اِستغاثَهُ مَلهُوفٌ إِلا نَجَّاهُ. هُوَ الحسيبُ الوكيلُ لمن توكل عليه ودعاه.. فهو حسبه فنعم المولى ونعم النصير..الجليلُ الذي جَلَّ عَن كُلِّ نَقصٍ واتصفَ بِكُلِّ كَمالٍ وجَلالٍ،الجميلُ لَهُ مُطلقُ الجمالِ في الذَاتِ والصِفَاتِ والأَسمَاءِ والأَفعال..الوَاسِعُ وَسِعَ كُلَّ شَيءٍ عِلَمَاً،البَاعثُ بَدأَ الخلق ثم يُعيدُه وَهُوَ أَهونُ عَليهِ،الفَعَّالُ لِمَا يُريدُ الوَارِثُ يَرِثُ الأَرضَ ومَن عليهَا.. الحكمُ العَدلُ في قَضَائِه وقَدَرِهِ وشَرعِهِ وأَحكَامِهِ قَولاً وفِعلاً (إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) فَلا يَحيفُ في حُكمهِ ولا يجورُ (وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ) هو الحكيم،لا يدخُل في أحكامه ولا تشريعَاته خللٌ ولا زَلَل(وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ)هُوَ اللّطيفُ،يَلطُف بِعبادهِ، يَسوقُ الرزقَ إِليهم وهُم لا يَشعرون..وهو الخبيرُ بعباده وشؤونهم (فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا)وهو الحليمُ،لا يُعَجِّلُ العُقُوبَةَ على عِبَادِه بِذُنُوبِهم،ولا يَحبِسُ إِنعَامَهُ وأَفضَالَهُ عنهم بِخَطِيئَاتِهم،يَعصُونَهُ ويَرزُقُهُم،يُذنِبُونَ ويُمهِلُهُم، يُجَاهِرونَ ويَسترُ عَليهم،لأنه حليم(يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)

وهُوَ العَظيمُ ذَلَّت لِعَظَمَتِهِ الرِّقَابُ،إِذَا تَكَلَّمَ بِالوَحيِّ أَخذَتِ السَمَواتُ مِنهُ رَجفَةٌ أَو رِعدةٌ شديدةٌ خَوفًا مِن اللهِ جل جلاله،فَإِذا سَمِع ذَلكَ أَهلُ السَمَواتِ صُعِقُوا وخَرّوا للهِ سُجَّدًا..وَهُوَ الوَدُودُ يَتَودَّدُ إِلى عِبَادِهِ بِعَطفِهِ ورحمتهِ ومَغفرتِه..الصَبُورُ فَلا أَحد أَصبَر عَلى أَذَى سَمعِهِ مِن الله.. يُمهل للظالِمِ حَتى إِذا أَخذهُ لم يُفلته..وهو الشّكورُ،يُعطي الجزيلَ عَلى اليسيرِ مِنَ العمَلِ،ويَغفِرُ الكَثيرَ مِنَ الزَّلَل(وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)

وهو الحفيظُ،يَحفَظُ أَعمالَ العِبَادِ ويُحصِي أَقوالَهم،(لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى) ويَحفَظُ عِبَادَهُ مِن المهَالِكِ،المُحصِي أَحصَى كُلَّ شَيءٍ عَدَداً (وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) المُبدىءُ المعيدُ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ )..هُوَ المحيي المميتُ اِنفردَ بِالإِحياءِ والإِماتَةِ الحيُّ الدّائِمِ البَاقِي الذي لا يَموتُ،وَكُلُّ مَا سِواهُ زَائِلٌ (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ*وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)القَويُّ،لا يُعجِزهُ شَيءٌ،قوِيٌّ في بَطشِهِ،ومَن تَأمَّلَ قُوّةَ مَن عَصَى تَركَ ما عَصَى.. وهُو سُبحَانه الشَافي،يَشفِي ويُعافي مِن الأَمراضِ والأَسقَامِ،(وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)القَادِرُ المقتدِرُ المُقدِّمُ المؤَخِرُ بِقدرَتِهِ الشَامِلة ومَشِيئَتِهِ النَافِذَةِ وُفِقَ مَا قَدَّره وسَبق بِهِ عِلمُه وتَمَّت بِهِ كَلمته..وهُوَ المنَّانُ يَبدأُ بِالعَطَاءِ قَبلَ السُؤالِ..الكَافي لِعبَاده حين يَحتَاجُونَ إِليه سبحانه.. وهُوَ رفَيقٌ يُحِبُ الرفق في الأُمُورِ كُلِّهَا..والله سبحانه هو المحسِن، غمَر الخلقَ بإِحسانهِ وفَضِلِهِ ويُحبُّ المحسنين..

هوَ الكريمُ،يُعطِي ويُجزِلُ في العَطاءِ،ليسَ بَينَهُ وبَينَ خلقِه حِجاب،وهو حيِيّ ستير(إذا سأَلَه عبدُه ورفع إليه يدَيه يستحِي أن يردَّهما صِفرًا) يُحِبُ أَهلَ الحياءَ والستر..وُهُوَ الرَقيبُ،لا يَغفل عَن خَلقِهِ ولا يُضَيِّعُهُم (وَمَا كُنَّا عَنْ الْخَلْقِ غَافِلِينَ)مُطَّلِعٌ عَلى ضَمَائِرُهُم..

وهُوَ الوَدُودُ،يَتَودَّدُ لعِبَادِهِ بِالنّعَمِ وتَركِ العِصيَانِ،ومَن تَرَكَ شَيئًا لأَجِلِّهِ أَعطَاهُ المزيدَ..وهو المجيد،لا مجدَ إلا مجدُه،وكلُّ مجدٍ لغيره إنما هو عطاءٌ وتفضُّل منه سبحانه..وهو الحميدُ، مستَحِقٌّ للحمد والثناءِ بفعالِه، يُحمَد في السراء والضراءِ، وحمدُه من أجلّ الأعمال،قال صلى الله عليه وسلم(الحمدُ لله تملأ الميزانَ،وسبحان الله والحمد للهِ تملآن ما بين السمواتِ والأرض)هو الحيُّ القيّوم، قَائِم بأمرِ جميعِ الخَلائقِ،(يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)هو أَحدٌ،لم يَزل وَحدَهُ، ولَم يَكن مَعهُ غَيرُهُ.وهُوَ الصّمَدُ،تَصمُدُ إِليهِ الخلائِقُ في حَاجَاتِهَا، وتبُثّ إِليهِ شَكواهَا..وهُوَ السيِّدُ،إِليهِ الملجَأُ وحدَهُ عِند الشّدَائِدِ والكرُوبِ..وهُوَ القَديرُ،بتَمامِ القُدرةِ قَالَ لِنَارٍ مُحرِقةٍ(كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)وأَمرَ بَحرًا زَاخِرًا بِالأَمواجِ أَن يَكونَ لِمُوسَى طَريقًا يبَسًا.هو البَرّ،يُحسِنُ إِلى عِبادِهِ ويُصلِحُ أَحوالَهم،بَرٌّ يُضَاعِفُ الثَوابِ للمطيع،وبَرٌّ بالصفحِ للمُسِيءِ(إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ)وهو التّوَّاب، لا يردُّ تائبًا،مَن جاء إليه في ليلٍ أو نهار قَبِلَه بل وأحبَّه(يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) وهو المُحيط أحاط بكل شيءٍ علماً..وهو المُغيث لعباده..وهو العفُوّ، مهما أسرَفَ العبد على نفسِه بالعِصيان ثمّ تاب عفَا عن ذنوبِه..وهو المنتقم لم يقم لغضبه شيء شَديدُ العِقَابِ ذُو بَطشٍ وانتِقَامِ.. وهُوَ الرّؤوفُ بِجَميعِ خَلقِهِ،يُغدِقُ عَليهمِ الأَرزَاقَ وإِن عَصَوهُ رَأفَةً مِنهُ بِهم (إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)وهُوَ الغنيُّ،عن خَلقِه وكُلُّهم مُفتَقِرونَ إِليه لا غنى بِهم عن فضله،يدُه ملأَى لا تَغيضها نفقَةٌ يَقولُ الله(يا عبادِي، لو أنّ أوَّلَكم وآخِرَكم وإنسَكم وجنَّكم قاموا على صعيد واحدٍ فسألوني فأعطيتُ كلَّ إنسان مسألتَه ما نقصَ ذلك ممّا عندي إلاّ كما ينقص المخيطُ إذا أُدخِل البحر)مَالِكُ الملكِ يُؤتِي الملكَ مَن يَشاءُ ويَنزِعُ الملكَ مِمَن يَشاءُ..ويُعِزُّ مَن يَشَاءُ ويُذِّلُ مَن يَشَاءُ،ذِي الجلالِ والإِكرامِ والعِزَّةِ والبَقَاءِ والملكُوتِ والجبروتِ والعظَمَةِ والكِبريَاءِ، المُقسطُ أَرسلَ رُسُلَهُ بِالبيناتِ وأَنزلَ مَعَهُم الكِتَابَ والميزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالقِسطِ ومَا لِلظَالِمِينَ مِن نَصير..الجامِعُ لِشَتَاتِ الأُمُورِ..جَامِعُ النَّاسِ لِيومٍ لا ريب فيهِ إِنَّ الله لا يُخلِفُ الميعاد،وهُوَ الكَفيلُ بِخَلقِهِ الجوادُ بِجودِهِ عَمَّ جَميعَ الأَنامِ مِن طَائِعٍ وعَاصٍ وقَويٍّ وضَعيفٍ..نُورُ السَمَواتِ والأَرضِ ومَن فِيهنَّ وذو الجلالِ والإِكرامِ بَديعُ السَمَاواتِ والأَرضِ كما وصف نَفسَهُ في كِتَابِه الكريم سُبحَانه فَنَعُوذُ بِنُورِ وجههِ الذي أَشرقت لَهُ الظُلُمَات وصَلُحَ عَليهِ أَمر الدُنيا والآخرة أن يَحلَّ بِنا غَضَبُه أَو يَنزِلَ بِنَا سَخَطُه.

أيها المؤمنون هَذا هُوَ الله بِأَسَمَائِهِ تَعالى الحسنَى يُدعى،وبِها وبِصِفَاتِهِ العُلى يثنَى، والله يُحبُّ مَن يَدعوهُ بها ويَحمدهُ عليها وأَكمَلُ النَّاسِ عُبوديَّةً المتعبِّدُ بِجميعِ الأَسماءِ والصِفَاتِ وأَسماؤُهُ تَعَالى لا حصرَ لها.

نادى المُحِبُّ بليلهِ ربَّاه أسماءَك الحُسْنى تَلَتْ شَفَتاه

ويذرِّفُ الدمعاتِ يفجرُها الدُجى يا طالَما جادَتْ بها عَيْناه

وبَلاؤُه نَحَتَ الردَى بعظامِه والهمُّ في لُججِ الشقا أشقاه

أدعوكَ بالحسنى مِنَ الأسما استجبْ أحصَيْتُها أأنَالُ مِنْ نَعْمَاه

وَبِهَا أُدنْدِنُ شَادِياً مُتَلهِّفاً كالطيرِ يَرجُو القطرَ بُلَّ صَداه

أيَردُّ جوُدك راجِياً متوسِّلاً أحْيا الدُجى يَرجُوكَ ياالله

ياربِّ إِنَّا نَسأَلُكَ عَظيمَ العِلمِ بِكَ،وكَثرةَ الأُوبةِ إِليك..وقُوةَ الإيمانِ بِكَ وصِدقَ الالتِجَاءِ إِليكَ وإحصاء أَسمائِكَ..ومَعرفَةَ صِفَاتِكَ التي بِهَا نَعَبُدُكَ.. وعَظَمَةَ اليَقِينِ بِدينِكَ وحُسنَ الإِتِبَاعِ لِنَبيّكَ صلى الله عليه وسلم..

الخطبة الثانية الحمدُ للهِ وَحدهُ والصَلاةُ والسلامُ عَلى مَن لا نَبي بَعدهُ..

مِفتَاحُ دَعوةِ الرّسُلِ وخُلاصَةُ رِسَالتهِم مَعرِفَةُ اللهِ بِأَسَمَائِهِ وصِفَاتِهِ وأَفعَالِهِ، وهَذا يَستَلزِمُ إِجلالَهُ وإِعظَامَهُ ومَحبَّتَهُ والتَوكُّلَ عَليهِ والرضِا بِقضَائِه والصَبرَ عَلى بَلائِه،وعَلى قَدرِ المعرِفَةِ يَكونُ تَعظيمُ الرّبِّ في القَلبِ، وأَعرَفُ النَّاسِ بِهِ أَشدُّهُم تَعظِيمًا وإِجلَالاً له،ومَن عَرَفَ أَسماءَ اللهِ وصِفَاتِه عَلِمَ يَقينًا أَنَّ ما يصيبُهُ من محنٍ ينزِلُ بِها مصَالِحَ لا يُحصِيهَا علمُه..وأسماء الله لا تحصر بتسعةٍ وتسعين فهي لا تعد ولا تُحصَى فَلَقد عَدَدْنَا مِنَها اليَوم حَوالي مائةً واِثنَانِ وعِشرُونَ اِسماً، بَعضُهَا سمى الله بها نفسه أو أنزله في كتابه وعلَّمَه خلْقَه أو استأثرَ به في علم الغيب عنده..وعَلينَا مَعرِفَةُ أَسماءِ الله تَعَالى التي جَاءَت في القُرآنِ والسُنَّةِ لِندعوَ اللهَ بِهَا(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) ويقال أَنَّ اِسم اللهِ الأَعظَمُ هُوَ الحيُّ القَيُّوم..وهُناكَ أَسماءٌ مُقْتَرِنَةً مَعَ بَعضِهَا مِثلَ القَابِضِ البَاسِطِ الخَافِض الرَافِعُ وغَيرها..وعَلى المسلِمِ أَنْ يَحّذَرَ مِن إِطلاقِ أَسماءِ للهِ أَو صِفَاتٍ لَهُ لم تَثبت،مِثلَ النَّصَارَى الذين يُطلِقُونَ عَلى اللهِ اِسم (الأَب) أو السماء أو ما يفعله الفلاسفة فَيُسمُونَهُ مُوجبٌ بِذَاتِهِ..أَويقولون مُهَندِس الكَونِ..فَأَسماءُ اللهِ وصِفَاتُهُ كُلُّهَا تَوقِيفِيَةٌ.. نُثبِتُ له مَا ثَبُتَ بِالكِتَابِ والسُنَّةِ الصَحِيحَةِ..وتفكّروا عباد الله فِي أَسماءِ اللهِ وصِفَاتِهِ بَعد حِفظِهَا وفَهم مَعنَاهَا،وتَعبَّدُوا اللهَ بِها،فَمَا دَلّ على العَظَمَةِ والجبروتِ والكِبريَاءِ،فَلنُؤمِن بِها ولِنَخضَعْ لَهَا ومَا دَلّ عَلى الرّحَمَةِ والمغفِرّةِ، نُوطِّنُ أَنفُسَنَا عَلى الخيرِ والتَراحُمِ والدُعَاءِ بِهَا لِطَلَبِ المغفِرَةِ والرّحَمَةِ مِنَ اللهِ سُبَحَانَهُ وتَعَالى..ونحن برحمتك يا ألله نستغيث لنا ولإخواننا المسلمين اللهم أغثنا

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...


 0  0  650

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.